شهادة المستشرقين
نحب هنا أن نورد جملة من مقالات المستشرقين الذين درسوا الإسلام، فقالوها صريحة: إنَّ هذا هو الدين الصحيح الذي يتمشى مع كل زمان وكل عصر.
ومن عجب أن نَجِدَ من بعض من ينتمون للإسلام من يشنّها حربًا لا هوادة فيها على الإسلام، ويتمنَّون إقصاءه عن الحياة، فهم أعداء ألداء في ثياب أصدقاء، أمَّا أولئك المستشرقون، فقد قال منهم من أنصف الحقيقة، والحق ما شهد به الأعداء.قال الكونت هنري دي كاستري أحد وزراء فرنسا، وأحد حكام الجزائر السابقين في كتابه "الإسلام"، قال بعد أن ذكر عقيدة التوحيد عند المسلمين وإيمانهم بإله واحد فرد صمد، وهو اعتقاد قوي يؤمن به المسلمون على الدَّوام، ويَمتازون به على غيرهم من القبائل والشعوب:
أولئك حقًّا هم المؤمنون كما يسمون أنفسَهم، فظهور هذا الاعتقاد بواسطته - يعني: النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم - دفعة واحدة هو أعظمُ مظهر في حياته، وهو ذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته وأمانته في نبوته.
ولو قال قائل: إنَّ القرآنَ ليس كلام الله، بل كلام محمد، فلا بُدَّ لنا على الحالين من الاعتراف بأن تلك الآيات البينات لا تصدر عن مُبتدع أبدًا، خلافًا لرأي من ذهب إلى تكذيب نبوته، ولعل رأيهم جاء من ضيق اللُّغة التي تلجئنا إلى أن نرمي بالكذب نبيًّا هو في الحقيقة شخص مُلِئ أمانة وصدقًا، إذًا ليس محمد من المبتدعين، ولا من المنتحلين كتابهم، وليس هو نبي سلاب كما يقول مسيو مايوس، ثم يتحدث عن أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - جاء مصدقًا للكتب قبله، ثم يقول:
وحينئذ، لا عَجَبَ إذا تشابهت تلك الكتب في بعض المواضيع، خصوصًا إذا لاحظنا أنَّ القرآن جاء ليتمها، كما أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خاتم النبيين، ولكن الأمر الذي تهم معرفته هو أنَّ القرآن آخر كتاب سماوي ينزل للناس، وصاحبه خاتم الرسل، فلا كتابَ بعد القرآن، ولا نبيَّ بعد محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولن تجد لكلماتِ الله تبديلاً.
تعليق