يا غافلًا عن عيبه
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:فقد روى أحمد وأبو داود بسند صحيح من حديث أبي بَرْزَة الأَسْلَمِيِّ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين ولا تَتَّبِعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع اللهُ عورته، ومَن تتبع اللهُ عورته، يفضَحْه ولو في جوف بيته)).
صِنف من الناس يُحدِّثنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، لا يُحسِنون إلا تصيُّد الأخطاء والتنقيب عن العيوب، إنهم نَبَّاشون، فلا يَمُرُّون على عورة إلا كشفوها، ولا هَفْوَة أو زَلَّة إلا عظَّموها، يتلقَّفون ويتصيَّدون العثرات، فهذا دَيْدَنهم، وتلك سجيتهم.
صِنف لَبِس العدسات المُكبِّرة والمُقرِّبة، وتفرَّغ لهذا الشأن، فما سَلِم منه حيٌّ ولا ميت، كبير ولا صغير، رجل ولا امرأة، عالم ولا جاهل، فالناس في نَظَره كلهم عيوب إلا هو؛ فإنه مبرَّأ منها.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وسهولة نشر تلك الزلَّات وكشف العَوْرات، أصبحت هذه الأمراض النفسية وسيلةً يعتاش عليها الكثير، ويقضون في سبيلها أوقاتَهم، فهي مُتنَفَّسهم الوحيد، فلا يمكن أن يتصوَّر هذا المريض أن تستمر حياته دون فَرْمِ أعراض الناس صباحَ مساء، ووَضْعهم بين مِطرقة السخرية، وسندان الفضيحة.لهؤلاء المرضى النَّبَّاشين أقول: إن الناس ليسوا ملائكة ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]،
وهم ليسوا أنبياءَ معصومين من الزَّلَل، إنما هم بشر، و((كلُّ ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وليس أحد إلا وهو مليءٌ بالعيوب، فما دمتَ أيها المُبتلَى من جنس البَشَر، فأنت منهم، ويَعْتريك ما يَعْتريهم، ويُصِيبك ما يُصِيبهم، فكما أنك ترى عَوْرات غيرك وعيوبه، فهم كذلك ينظرون إلى عَوْرتك وعيبك، فبدلًا من أن تُلقِي بسهامك عليهم، داوِ جرحك، واكتشِفْ عيبك.
إن قوم إبراهيم عليه السلام اكتشفوا عيبَهم ﴿ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنبياء: 64]،
لكنهم بعد اكتشافهم ذلك العَيْب نسبُوه إلى الخليل عليه السلام، ﴿ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 65]،
وكلُّ مَن يتجاهل عيبَه فإنه منكوس كما نُكِسَ قومُ إبراهيم عليه السلام.لقد وقف يوسفُ عليه السلام وَقْفة جدِّيَّة في تحديد عيب النفس؛ فقال: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ﴾ [يوسف: 53]،
وهكذا قال ربُّنا جل وعلا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين غفلوا عن أنفسهم:
﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [النساء: 94]،
بل جاءت آيات واضحات في ضرورة اشتغال المسلم بعيب نفسه دون غيره؛ فقال سبحانه:
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ﴾ [الأنعام: 104].
فيا مَن انشغلْتَ بعيوب الغير، تأمَّل في عيوب نفسك واكتشِفْها واستُرْها؛ تهامَسَ الصحابةُ فيما بينهم حين جِيءَ للنبي صلى الله عليه وسلم بامرأة زانية، وكأنهم انتقَصُوا منها، فقال صلى الله عليه وسلم:
((لقد تابت توبةً لو قُسِمَتْ بين سبعين من أهل المدينة لوَسِعتهم)؛ أي:
إن توبتها تستُر عيوب سبعين إنسانًا، ورُوي أن عيسى عليه السلام جِيء له بامرأة زانية، وأرادوا رَجْمها، فهمسوها بسوء، فقال: من كان منكم بلا خطيئة فليَرْجُمْها بحجر، وكأنه يتوافق مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البَزَّار من رواية أنس قال: ((طوبى لمن شَغَله عيبُه عن عيوب الناس)).
إن علماءنا وهم يُفسِّرون قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ﴾ [التوبة: 123]
قالوا: فابدأ بالعدو الأول؛ ﴿ يَلُونَكُمْ ﴾ [التوبة: 123]، وأولُ عدو كما قال ابن القيم هو النفس وعيبها، فقال:
"النفس منبع كل شر، ومأوى كل سوء"، وأنت أقرب مَن يكتشف تلك العيوب:
﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ [القيامة: 14].
لقد ابتُلِينا اليومَ بهذا الصِّنف من الناس الذين لا همَّ لهم إلا كشف عيوب المسلمين، فما أطولَ لسانه في المسلمين دون غيرهم! وما أقصرَ يده في نصرتهم ومدِّ يد العون لهم! فلا يعملون، وينتقدون العاملين، وينظرون إليهم بعين الشك والرِّيبة، يقول سفيان بن حسين: ذكرتُ رجلًا بسوء عند إياس بن معاوية؛ فقال: "أغزوتَ الروم؟"، فقلت: لا، قال: "أغزوتَ الترك؟"، قلت: لا، قال: "أغزوتَ الهند؟"، قلت: لا، قال: "أغزوتَ السند؟"، قلت: لا، فقال: "سبحان الله! سَلِم منك الرومُ والتركُ والهندُ والسندُ، ولم يَسلَم منك أخوك المسلم؟!".
ونحن نتكلم عن هذا المرض وتلك الآفة، فإننا نُحذِّر المُبتلَيْنَ بها بأنهم سيتعرضون إلى مَن سيكشف عنهم عيوبَهم؛ جزاءً وِفاقًا، وهذا قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع اللهُ عورتَه))، يقول ابن سيرين: "تكلمتُ في رجل فقلتُ: إنه مُفلِس؛ فأفلَسْتُ بعد أربعين سنة"، ويقول سُفيان الثوري: "حُرِمتُ قيام الليل خمسةَ أشهر بذنب أذنبته؛ رأيتُ رجلًا يبكي فقلتُ في نفسي: إنه مُراءٍ"، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الأخُ المُكرَّم:انشغل بعيب نفسك، قال مالك بن أنس: "أدركتُ أقوامًا في المدينة ليس لهم عيوب، فانشغلوا بعيوب الناس، فكشف الناسُ عيوبَهم، وأدركت أقوامًا لهم عيوب، فكفُّوا عن عيوب الناس، فنَسِيَ الناس عيوبهم"، وليكن شعارك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((مِن حُسْنِ إسلام المرء تركُه ما لا يَعْنِيه))، قال شَرِيك: سألت إبراهيم بن أدهم عما كان بين عليٍّ ومعاوية؛ فبكى حتى قُلتُ في نفسي: ليتني لم أسأله، ثم رَفَعَ رأسه فقال: "مَن عَرَف نفسَه اشتغل بعيبِه، ومَن عَرَف ربَّه اشتغل بربه عن غيره".
إنك في قبرك لن تُسأل إلا عن رجل واحد فقط: (من هذا الذي بُعِثَ فيكم؟)، فانشغِلْ بالوحي الذي جاء به؛ لعل الله يتجاوز ويعفو ويغفر.وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
د. حسام الدين السامرائي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:فقد روى أحمد وأبو داود بسند صحيح من حديث أبي بَرْزَة الأَسْلَمِيِّ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين ولا تَتَّبِعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع اللهُ عورته، ومَن تتبع اللهُ عورته، يفضَحْه ولو في جوف بيته)).
صِنف من الناس يُحدِّثنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، لا يُحسِنون إلا تصيُّد الأخطاء والتنقيب عن العيوب، إنهم نَبَّاشون، فلا يَمُرُّون على عورة إلا كشفوها، ولا هَفْوَة أو زَلَّة إلا عظَّموها، يتلقَّفون ويتصيَّدون العثرات، فهذا دَيْدَنهم، وتلك سجيتهم.
صِنف لَبِس العدسات المُكبِّرة والمُقرِّبة، وتفرَّغ لهذا الشأن، فما سَلِم منه حيٌّ ولا ميت، كبير ولا صغير، رجل ولا امرأة، عالم ولا جاهل، فالناس في نَظَره كلهم عيوب إلا هو؛ فإنه مبرَّأ منها.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وسهولة نشر تلك الزلَّات وكشف العَوْرات، أصبحت هذه الأمراض النفسية وسيلةً يعتاش عليها الكثير، ويقضون في سبيلها أوقاتَهم، فهي مُتنَفَّسهم الوحيد، فلا يمكن أن يتصوَّر هذا المريض أن تستمر حياته دون فَرْمِ أعراض الناس صباحَ مساء، ووَضْعهم بين مِطرقة السخرية، وسندان الفضيحة.لهؤلاء المرضى النَّبَّاشين أقول: إن الناس ليسوا ملائكة ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]،
وهم ليسوا أنبياءَ معصومين من الزَّلَل، إنما هم بشر، و((كلُّ ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وليس أحد إلا وهو مليءٌ بالعيوب، فما دمتَ أيها المُبتلَى من جنس البَشَر، فأنت منهم، ويَعْتريك ما يَعْتريهم، ويُصِيبك ما يُصِيبهم، فكما أنك ترى عَوْرات غيرك وعيوبه، فهم كذلك ينظرون إلى عَوْرتك وعيبك، فبدلًا من أن تُلقِي بسهامك عليهم، داوِ جرحك، واكتشِفْ عيبك.
إن قوم إبراهيم عليه السلام اكتشفوا عيبَهم ﴿ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنبياء: 64]،
لكنهم بعد اكتشافهم ذلك العَيْب نسبُوه إلى الخليل عليه السلام، ﴿ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 65]،
وكلُّ مَن يتجاهل عيبَه فإنه منكوس كما نُكِسَ قومُ إبراهيم عليه السلام.لقد وقف يوسفُ عليه السلام وَقْفة جدِّيَّة في تحديد عيب النفس؛ فقال: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ﴾ [يوسف: 53]،
وهكذا قال ربُّنا جل وعلا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين غفلوا عن أنفسهم:
﴿ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [النساء: 94]،
بل جاءت آيات واضحات في ضرورة اشتغال المسلم بعيب نفسه دون غيره؛ فقال سبحانه:
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ﴾ [الأنعام: 104].
فيا مَن انشغلْتَ بعيوب الغير، تأمَّل في عيوب نفسك واكتشِفْها واستُرْها؛ تهامَسَ الصحابةُ فيما بينهم حين جِيءَ للنبي صلى الله عليه وسلم بامرأة زانية، وكأنهم انتقَصُوا منها، فقال صلى الله عليه وسلم:
((لقد تابت توبةً لو قُسِمَتْ بين سبعين من أهل المدينة لوَسِعتهم)؛ أي:
إن توبتها تستُر عيوب سبعين إنسانًا، ورُوي أن عيسى عليه السلام جِيء له بامرأة زانية، وأرادوا رَجْمها، فهمسوها بسوء، فقال: من كان منكم بلا خطيئة فليَرْجُمْها بحجر، وكأنه يتوافق مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البَزَّار من رواية أنس قال: ((طوبى لمن شَغَله عيبُه عن عيوب الناس)).
إن علماءنا وهم يُفسِّرون قول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ﴾ [التوبة: 123]
قالوا: فابدأ بالعدو الأول؛ ﴿ يَلُونَكُمْ ﴾ [التوبة: 123]، وأولُ عدو كما قال ابن القيم هو النفس وعيبها، فقال:
"النفس منبع كل شر، ومأوى كل سوء"، وأنت أقرب مَن يكتشف تلك العيوب:
﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ [القيامة: 14].
لقد ابتُلِينا اليومَ بهذا الصِّنف من الناس الذين لا همَّ لهم إلا كشف عيوب المسلمين، فما أطولَ لسانه في المسلمين دون غيرهم! وما أقصرَ يده في نصرتهم ومدِّ يد العون لهم! فلا يعملون، وينتقدون العاملين، وينظرون إليهم بعين الشك والرِّيبة، يقول سفيان بن حسين: ذكرتُ رجلًا بسوء عند إياس بن معاوية؛ فقال: "أغزوتَ الروم؟"، فقلت: لا، قال: "أغزوتَ الترك؟"، قلت: لا، قال: "أغزوتَ الهند؟"، قلت: لا، قال: "أغزوتَ السند؟"، قلت: لا، فقال: "سبحان الله! سَلِم منك الرومُ والتركُ والهندُ والسندُ، ولم يَسلَم منك أخوك المسلم؟!".
ونحن نتكلم عن هذا المرض وتلك الآفة، فإننا نُحذِّر المُبتلَيْنَ بها بأنهم سيتعرضون إلى مَن سيكشف عنهم عيوبَهم؛ جزاءً وِفاقًا، وهذا قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((فإنه من تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع اللهُ عورتَه))، يقول ابن سيرين: "تكلمتُ في رجل فقلتُ: إنه مُفلِس؛ فأفلَسْتُ بعد أربعين سنة"، ويقول سُفيان الثوري: "حُرِمتُ قيام الليل خمسةَ أشهر بذنب أذنبته؛ رأيتُ رجلًا يبكي فقلتُ في نفسي: إنه مُراءٍ"، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
لسانُك لا تَذكُر به عورةَ امرئ فكلُّك عورات وللناس ألسنُ وعينُك إن أبدَتْ إليكَ معايبًا فدَعْها وقُل: يا عينُ للناس أعينُ |
إنك في قبرك لن تُسأل إلا عن رجل واحد فقط: (من هذا الذي بُعِثَ فيكم؟)، فانشغِلْ بالوحي الذي جاء به؛ لعل الله يتجاوز ويعفو ويغفر.وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
د. حسام الدين السامرائي
تعليق