من كتاب:البيان فيما يركِّز عليه القرآن.
تأليف: الاستاذ. محمد خير رمضان يوسف
يقول مؤلفه: عندَ تفسيرِ كتابِ اللهِ تعالَى، كنتُ ألاحظُ أنَّ هناكَ آياتٍ تتكرَّرُ في السورةِ نفسِها أو في سورٍ أخرى، بالألفاظِ نفسها، أو بألفاظٍ وصيغٍ قريبةٍ منها، وهو معنى ما يَرِدُ من قولهِ تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ﴾ [سورة الإسراء: 98]، وكنتُ أكتبُ تعليقاتٍ حولَ ذلك، وأحتفظُ بها.
ومن المؤكد أن التكرار فيه فائدة، بل لا بد منه، لأن الإنسان كثير النسيان، وكثير الانشغال بالدنيا وهمومها ومصالحهِ فيها، فيأتي التكرارُ للتذكير، والتركيز على الموضوعات المهمة المؤثرة في حياة الإنسان ومستقبله في الآخرة، وقد أمر الله الإنسان أن يكرر الصلاة لئلا ينسى ربه، فهي خمس في اليوم والليلة... وغير ذلك مما يُلاحظُ في أمور التربية والتعليم.
وتكرارُ الشيءِ يعني التركيزَ عليه، ولفتَ النظرِ إليه أكثرَ من غيره، ليترسَّخَ في الذهن، ولا يُنسَى.وقد رأيتُ أنَّ أكثرَ ما يكررهُ القرآنُ وينبِّهُ إليهِ ويركِّزُ عليه، هو أربعةُ أمور: توحيدُ الله، وطاعته، والتحذيرُ من الشرك، ومن عذابِ الآخرة.وهذا تذكيرٌ وتوضيحٌ لبعضِ ما ركزَ عليهِ القرآنُ الكريمِ، مما كنتُ أحتفظُ به عندَ نفسيرِه، وليسَ هوَ دراسةً شاملةً ومتكاملة، ولكنه تذكير، وتوجيه، وتعليق، لبعضه، قد يُفيدُ القارئَ إن شاءَ الله.
تعليق