الاحتفال بعيد الأم لا يخالف الشريعة الإسلامية..
«21 مارس» يوم تنتظره كل أم باعتباره عيدًا لها، غير أن خروج بعض الدعوات باعتبار أن الاحتفال بهذا اليوم «بدعة» يجعل البعض حائراً بين الرغبة في الاحتفال، والخوف من معصية الخالق. شيوخ الدين الإسلامي أكدوا أن الاحتفال بهذا اليوم مجرد تكريم للأمهات، ولا يعد مخالفًا للدين الإسلامي، الذي كرم الأم.
وانطلقت دعوات تحريم الاحتفال بعيد الأم من أن الأعياد الشرعية في الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وغير هذه الأعياد مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى.
«عيد الأم» احتفال عالمي ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين لتكريم الأمهات، ففي عام 1912، أنشئت"أنا جارفيس" الجمعية الدولية ليوم الأم، واستخدم هذه التسميةرئيس الولايات المتحدة، وودرو ويلسون، في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة، وكان أول احتفال لعيد الأم عام 1908.
وفي العالم العربي، أول من فكر في عيد الأم هو الصحفي المصري الراحل علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفي أمين، حيث طرح في مقاله اليومي "فكرة" الاحتفال بعيد الأم.
واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
محمود تغيان, باحث بدار الافتاء, أكد أن الأم أثمن هدية فهى رمز العطاء والتضحية, وتخصيص يوم للاحتفال باليوم هو أقل شئ يمكن أن يقدم لها، كنوع من البر والمودة والرحمة.
وأكد أن الأم قيمة لا تقارن بأي شئ آخر في الحياة، وأوصت بها جميع الأديان السماوية, لافتاً إلى أن الاحتفال بهذا اليوم لا يخالف الشريعة الإسلامية, خاصةً وأن الاحتفال ظاهرة اعتادنا عليها للإشادة بدور الأم وتقديرًا لها، موصياً بحسن معاملة الوالدين، حتى ننال الرضا من الله سبحانه وتعالى.
وأضافت سامية نصير, دكتورة بكلية البنات بجامعة الأزهر، أن الاحتفال بهذا اليوم ما هو إلا تقدير للأم ولا يخالف الإسلام، والعالم أجمع يحتفل بهذا اليوم.
وعلى الجانب الآخر، أفتى الشيخ أبو يحيى الحويني، نجل الداعية الإسلامي أبو إسحاق الحويني، بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم باعتباره بدعة لا يجوز الاحتفال بها.
وقال نجل الحويني، في فتوى له نشرها عبر صفحته الرسمية "فيسبوك": "إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدعٍ حادثة، لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشأها من غير المسلمين أيضاً، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى.
وتابع: "الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد، وكل أعيادٍ أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه غير مقبول عند الله.
تعليق