اليزابيث ثورب ..
الجاسوسة التى لا تقاوَم
الجاسوسة التى لا تقاوَم
ولدت اليزابيث ثورب في امريكا وتزوجت ديبلوماسيا بريطانيا يدعي ارثر باك خلال الثلاثينات من هذا القرن , وقد كان زوجها جافا غليظا لايتناسب ابدا مع زوجة بهذا الجمال وبروح المغامرة , ولكنها بقيت معه لان طبيعة عمله سمحت لها بالذهاب الي التشيلي واسبانيا وبولندا وفيها سنحت لها الفرصة ببدء حياة المغامرة اذ تلقت دعوة من الاستخبارات البريطانية عام 1937 للعمل لحسابها وقد قبلت فورا ..
اخذت الاسم الرمزي سينشيا واصبحت بسرعة عشيقة لموظف مرموق في وزارة الخارجية البولونية , اعطاها معلومات هامة عن التطورات في المانيا وفي تشيكوسلوفاكيا , ولكن الاهم من ذلك انها علمت عن مهندسين بولونيين يعملون في صنع الة الشيفرة الالمانية السرية , وكان ذلك الخطوة الاولي في عملية سمحت للبريطانيين بالحصول علي مفاتيح الرموز التي اطلعتهم علي اتصالات هتلر السرية .
في سنة 1941 كانت سينشيا في نيويورك وانضمت لمجموعة النجوم العاملين لصالح رابطة الامن البريطانية , ولما احتاج وليم ستيفنسون لمن يستكشف اسرار السفارة الايطالية وسفارة فيشي الفرنسية لم يجد افضل منها لذلك , فجهز لها شقة مريحة في واشنطن واخذت تحضر حفلات الكوكتيل لعلية القوم في العاصمة الامريكية , وجددت من معرفتها بالادميرال البرتو ليز وقد اصبح الملحق العسكري لموسوليني في الولايات المتحدة الامريكية ..وبعكس غيرها من جاسوسات الاغراء , لم تخف نواياها عن عشيقها فاخبرتة صراحة انها تريد مفاتيح الشيفرة الايطالية لتعطيها لمخابرات الحلفاء لتستخدم ضد بلاده ! , وكان مفتونا بها لدرجة انة احضر لها ما طلبت لتنسخها وقد ذهل العاملون في رابطة الامن البريطانية للسهولة التي حققت بها هذا الانجاز الهام , وقال احدهم ( ان من المدهش ان رجلا في مثل خبرة الادميرال ومنصبة الهام وبرغم تدريبة السابق وعقيدتة الوطنية قد نسي كل شيء في سبيل الحب ) تعليق : انما هى الشهوة ..وساعدت مفاتيح الشيفرة الايطالية الاسطول البريطاني علي مناورة اسطول المحور الاكبر عددا في البحر المتوسط , وكان لذلك اهمية عظيمة في حملة الخلفاء علي شمال افريقيا ..وعندما اعتصرت سينشيا الادميرال ليز واعطاها كل ما تريد رمت به بدون شفقة واخبرت مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي عن معرفته بعمليات التخريب التي حدثت في الموانيء الامريكية , فاعتبر شخصا غير مرغوب فيه وطرد من امريكا ..كان هدفها التالي سفارة فيشي الفرنسية , وكانت حكومة فيشي العوبة بيد النازية كونتها لحكم فرنسا المحتلة , وكان المسئول الاعلامي في السفارة الكابتن تشارلز بروس طيارا بحريا سابقا , وقد تعاون مع المخابرات البريطانية قبل الحرب , ولكنه كان حانقا علي الحلفاء لان الاسطول البريطاني هاجم البحرية الفرنسية في عام 1940 ليغرق اكبر عدد ممكن من القطع حتي لا يستخدمها الالمان ضد الحلفاء بعد السيطرة علي فرنسا , كما ان بروس لم يكن يحب الامريكيين فقد اعتبرهم اجلافا لم يستطيعوا تفهم الموقف الدقيق لبلاده ..
وبهدوء وتخطيط استطاعت سينشيا ان تربحه لجانبها , فقد كان جمالها لا يضاهيه الا ذكاؤها واستسلم لها بروس وتعلق بها لدرجة انه وافق علي ان تنتقل الي نفس الفندق الذي يقيم فيه مع زوجته الثالثة , قد اطلعها علي وجود كمية من الذهب الفرنسي مخبأة في جزر المارتينيك في البحر الكاريبي , فارسلت رابطة الامن البريطانية عملاؤها للاستيلاء علي الذهب ومنع النازيين من استعماله , وقد استعمل ستيفنسون هذا الذهب كتأمين اثناء المباحثات للحصول علي قروض للمجهود الحربي البريطاني من الامريكيين ..كما علمت عن مؤامرات النازيين ضد مواصلات الحلفاء البحرية وكشفت عملاء الالمان في امريكا الشمالية والجنوبية , الذن يعملون من خلال المؤسسات الفرنسية .. ثم صدرت لها اوامر جديدة صعبة وهي الاستيلاء علي الشيفرة البحرية الفرنسية الجديدة وهي محفوظة في غرفة محصنة في السفارة الفرنسية في واشنطن ولم يكن بروس قادرا علي الوصول اليها , وخططا معا لقصة الغرام الحزينة التي اقنعا بها الحارس الليلي , وادت الهدايا وقصة الزوج الذي يخشي الفضيحة لتليين الحارس ثم احضرا له زجاجة الشمبانيا مع المنومات , وكانت شكوك الحارس في محلها فيما كان مستغرقا في النوم ادخلت سينشيا وبروس خبير الاقفال من باب جانبي للسفارة فدرس وضع الخزانة التي احتوت الشيفرة وفي الليلة التي رأت عينا الحارس فيها سينشيا العارية كان عملاء رابطة الامن البريطانية في الغرفة الحصينة ينسخون الشيفرة .. وكانت هذه العملية ضربة موفقة للجاسوسية غيرت وجة الحرب , وقد ورد في وثائق رابطة الامن البريطانية ان اغراء سينشيا لعدد من الرجال الهامين في فترة الحرب قد فتح الطريق الي تحرير فرنسا والي قهر المانيا في النهاية .. تعليق : مثل اليهود ..” لغز لوسي”
نبهت سينشيا لندن للآلة السرية التي اعتمدها هتلر للرد علي نجاح الحلفاء بفك رموز الشيفرة الالمانية في الحرب العالمية الاولي , فقد صمم علي ان لا يسمح لاحد باعتراض مراسلاته العسكرية ..كما اعترض خبراء الشيفرة في الغرفة 40 في مركز بلينكر هول مراسلات القيصر في الحرب الاولي وكانت الالة السرية تحول الرسائل لتشويش غير مفهوم ثم تبثها برموز مورس , ولا يمكن ان تفك رموز الرسالة الا من قبل من يملك الة اخري مشابهة ..وحاولت الاستخبارات البريطانية ان تعرف المزيد بعد تنبيه سينشيا , وكان للمخابرات البولونية – البولندية – عملاء في المصانع التي تركب فيها الالة السرية واستطاعت الحصول علي الكثير من التفاصيل عنها ثم تمكنوا من تسليم البريطانيين نموذجا مشابها لها , وفي عام 1941 حصلت البحرية الملكية علي الة اصلية من غواصة المانية مدمرة , وصنع العلماء البريطانيين الة تماثلها في الروعة مع جهاز اتوماتيكي لفك الشيفرة .. وبدأ فريق بقيادة الكاتب ادوارد هاستينفر بنشاط شديد بتسجيل الرسائل الالمانية وفك شيفرتها , واتخذ له مقرا في بيت ريفي في بلتشلي بارك في باكينغهام شامير دعي بالمحطة ( اكس ) وقد قدمت سيلا من المعلومات التي لا تقدر بثمن ..فاستطاعت البحرية الملكية ان تطارد الغواصات الالمانية وتدمر منها اكثر من قدرة المانيا علي انتاج المزيد , كما حذرت مونتغومري من فخ نصبه له رومل لتدمير جيشه الثامن بعد معركة العلمين , كما ادت هذه المعلومات لاغراق البارجة بسمارك , وكان الحلفاء علي اطلاع علي اخر الخطط الحربية للقيادة الالمانية ويهرماخت ..وكان من الهام جدا ان لا يعلم هتلر ان البريطانيين اخترقوا رموزه السرية حتي لا يغيرها بالة او طريقة اخري لا يستطيعون معرفتها , واضطر الحلفاء مرارا لان يعضوا علي شفاههم وهم يتفرجون علي كوارث يستطيعون منعها , فمثلا كانوا يعلمون ان المقاتلات الالمانية ستهاجم الطائرة التي تحمل ليزلي هوارد في مهمته السرية لحساب قائد رابطة الامن البريطانية في امريكا وليم ستيفنسون لانهم فكوا رموز الامر الصادر بذلك عن القيادة الجوية الالمانية , وكان تحويل مسار الطائرة او الغاء الرحلة يهدد بكشف قدرة الحلفاء علي اعتراض المراسلات العسكرية الالمانية وبالتالي دفع هوارد حياته ثمنا لهذا السر .. تعليق : مثل هذا لا يجوز فى الاسلاملم يتضح سر المحطة ( اكس ) الا بعد الحرب , فبعد سنوات اخذ المهتمين بعمليات الجاسوسية يربطون بين نجاحها المدهش وبين ضربات الجاسوسية الباهرة في المعارك ضد هتلر والتي قامت بها حلقة لوسي في سويسرا , واخذت هذه الحلقة اسمها من الاسم الرمزي لرودولف روزلد , وهو الماني معادي للنازية من بافاريا , وقد عمل مع انجليزي اسمه اليكساندر فوت وهنغاري اسمة ساندور رادو , وزودت الحلقة الزعيم الروسي ستالين بتفاصيل مدهشة عن خطط هتلر لغزو الاتحاد السوفيتي عام 1941 واستمروا بتسريب معلومات هامة لمدة سنتين فكان ستالين يعلم مسبقا بكل المخططات النازية الهامة وكانت المعلومات دقيقة لدرجة جعلت ستالين وهو خبير في فن الخداع والتضليل يشك بان مصدر هذه المعلومات حملة نازية لخداعه ورفض اخيرا ان يصدق التقارير التي كانت تساعده ..
وقد كان روزلد يدعي ان مصدر معلوماته هو عشرة ضباط بافاريين معادين للنازية , وفي مراكز هامة في القيادة الالمانية , وربما كانت الاجهزة المضادة للجاسوسية في الغستابو والابوهير – لا اعلم ما هو الابوهير – ليست كسولة لدرجة تسمح بهذا الفيض من المعلومات عن المخططات الحربية الالمانية , في كل يوم , وعندما توقفت انجازات روزلد بدأ الباحثون في تاريخ التجسس بدراسة مصادر اخري لهذه المعلونات وانتهوا الي الاعتقاد بان المصدر كان المحطة ( اكس ) ..لقد كان من مصلحة بريطانيا ان يبقي هتلر متورطا في الجبهة الشرقية فالفيالق التي تستهلك هناك لن تستعمل ضد اوروبا الغربية ..وقد ادرك مدراء ( مديري ) التجسس ان ستالين لن يثق بالمعلومات التي يمكن ان تزوده بها لندن مباشرة , ولم يكونوا يعلمون ان فيلبي وبورجس وماكلين وبلنت ( الاربعة من المخابرات البريطانية وكانوا جواسيس للسوفيت ) كانوا يعملون لحسابه ولم يجرؤ الحلفاء علي اطلاع ستالين علي الطريقة التي يحصلون بها علي اسرار هتلر خشية ان يقوم الثعلب العجوز المخادع بافشاء سرهم للالمان مقابل معاهدة سلام مفاجئة , واعتقدوا ان هذه المعلومات اذا سربت الي موسكو عن طريق شبكة التجسس الروسية في سويسرا فقد يستخدمها ستالين لما فيه مصلحة الحلفاء المشتركة ..وقد استمرت حلقة لوسي بنشاطها حتي اواخر عام 1943 , وكان السويسريون يتجاهلون وجودها برغم معرفتهم بها واطلاق اسم ( الاحمر 3 ) عليها ولكن عندما تمكنت الابوهير من تحديد مكان اجهزة البث الثلاث التي كانت ترسل اسرار الالمان الي موسكو هدد الالمان بالتدخل مباشرة اذا لم يتخذ السويسريون المحايدون الاجراء اللازم , فتم اعتقال الثلاثة وحكم عليهم بالسجن لبضعة اشهر ثم اطلق سراحهم وتم ترحيلهم عن سويسرا ..
ولم يكن زعيم الحركة رادو راغبا بالعودة الي روسيا فقد خالف الاوامر بعدم اطلاع الحلفاء علي الاسرار التي يحصل عليها عندما اخبر البريطانيين عن صواريخ ( اف 2 ) التي بناها الالمان في بيينموند ..وبالفعل عندما وضع الروس ايديهم عليه لم يذكروا فضله في اعطاء المعلومات التي ساعدت ستالين علي ربح معركة ستالينغراد ومعركة كورسك ..وحكم عليه بالسجن عشر سنوات في معسكر اعتقال بسيبيريا وقد علم بعد سنوات انه اثناء رحلته الي موسكو اتصل بموريس اولد فيلد وكان عميلا بريطانيا في القاهرة وطلب منحه حق اللجوء السياسي عند البريطانيين , وقد رفضت لندن طلبه لان القرار في ذلك كان لكيم فيلبي ..ويبدو ان روزلز وقد رأي مصير رادو فضل ان لا يتكلم ابدا عن اعماله او عن مصادر معلوماته وتوفي عام 1958 اخذا سرا الي قبره , اما فوت فقد ارسلته موسكو ليعمل في المكسيك ضد الولايات المتحدة الامريكية , ولكنة التجأ الي البريطانيين حالما وصل لبرلين وحصل علي عمل مدني في وزارة الزراعة في لندن , وبقي محتفظا بالصمت عن مغامراته في ايام الحرب وقد تطوعت سينشيا لمزيد من الاعمال في اوروبا وارادت ان تنزل بالمظلة خلف خطوط العدو لتقوم ببعض الاغتيالات , وبرغم انها تعرضت للمخاطر قبلا ولكن رؤسائها لم يرغبوا بالتضحية بها , وبعد عام 1945 طلق يروس زوجته ووجد زوج سينشيا ارثر باك مقتولا بالرصاص في الارجنتين , وكانت صحته سيئة قبل ذلك , واصبح الطريق مفتوحا لزواج العاشقين وعاشا في قصر في جنوب فرنسا حتي عام 1963 حيث توفت اعظم جاسوسات الاغراء في العالم من السرطان , وتوفي بروس بعد ذلك بعشر سنوات ………
وبهدوء وتخطيط استطاعت سينشيا ان تربحه لجانبها , فقد كان جمالها لا يضاهيه الا ذكاؤها واستسلم لها بروس وتعلق بها لدرجة انه وافق علي ان تنتقل الي نفس الفندق الذي يقيم فيه مع زوجته الثالثة , قد اطلعها علي وجود كمية من الذهب الفرنسي مخبأة في جزر المارتينيك في البحر الكاريبي , فارسلت رابطة الامن البريطانية عملاؤها للاستيلاء علي الذهب ومنع النازيين من استعماله , وقد استعمل ستيفنسون هذا الذهب كتأمين اثناء المباحثات للحصول علي قروض للمجهود الحربي البريطاني من الامريكيين ..كما علمت عن مؤامرات النازيين ضد مواصلات الحلفاء البحرية وكشفت عملاء الالمان في امريكا الشمالية والجنوبية , الذن يعملون من خلال المؤسسات الفرنسية .. ثم صدرت لها اوامر جديدة صعبة وهي الاستيلاء علي الشيفرة البحرية الفرنسية الجديدة وهي محفوظة في غرفة محصنة في السفارة الفرنسية في واشنطن ولم يكن بروس قادرا علي الوصول اليها , وخططا معا لقصة الغرام الحزينة التي اقنعا بها الحارس الليلي , وادت الهدايا وقصة الزوج الذي يخشي الفضيحة لتليين الحارس ثم احضرا له زجاجة الشمبانيا مع المنومات , وكانت شكوك الحارس في محلها فيما كان مستغرقا في النوم ادخلت سينشيا وبروس خبير الاقفال من باب جانبي للسفارة فدرس وضع الخزانة التي احتوت الشيفرة وفي الليلة التي رأت عينا الحارس فيها سينشيا العارية كان عملاء رابطة الامن البريطانية في الغرفة الحصينة ينسخون الشيفرة .. وكانت هذه العملية ضربة موفقة للجاسوسية غيرت وجة الحرب , وقد ورد في وثائق رابطة الامن البريطانية ان اغراء سينشيا لعدد من الرجال الهامين في فترة الحرب قد فتح الطريق الي تحرير فرنسا والي قهر المانيا في النهاية .. تعليق : مثل اليهود ..” لغز لوسي”
نبهت سينشيا لندن للآلة السرية التي اعتمدها هتلر للرد علي نجاح الحلفاء بفك رموز الشيفرة الالمانية في الحرب العالمية الاولي , فقد صمم علي ان لا يسمح لاحد باعتراض مراسلاته العسكرية ..كما اعترض خبراء الشيفرة في الغرفة 40 في مركز بلينكر هول مراسلات القيصر في الحرب الاولي وكانت الالة السرية تحول الرسائل لتشويش غير مفهوم ثم تبثها برموز مورس , ولا يمكن ان تفك رموز الرسالة الا من قبل من يملك الة اخري مشابهة ..وحاولت الاستخبارات البريطانية ان تعرف المزيد بعد تنبيه سينشيا , وكان للمخابرات البولونية – البولندية – عملاء في المصانع التي تركب فيها الالة السرية واستطاعت الحصول علي الكثير من التفاصيل عنها ثم تمكنوا من تسليم البريطانيين نموذجا مشابها لها , وفي عام 1941 حصلت البحرية الملكية علي الة اصلية من غواصة المانية مدمرة , وصنع العلماء البريطانيين الة تماثلها في الروعة مع جهاز اتوماتيكي لفك الشيفرة .. وبدأ فريق بقيادة الكاتب ادوارد هاستينفر بنشاط شديد بتسجيل الرسائل الالمانية وفك شيفرتها , واتخذ له مقرا في بيت ريفي في بلتشلي بارك في باكينغهام شامير دعي بالمحطة ( اكس ) وقد قدمت سيلا من المعلومات التي لا تقدر بثمن ..فاستطاعت البحرية الملكية ان تطارد الغواصات الالمانية وتدمر منها اكثر من قدرة المانيا علي انتاج المزيد , كما حذرت مونتغومري من فخ نصبه له رومل لتدمير جيشه الثامن بعد معركة العلمين , كما ادت هذه المعلومات لاغراق البارجة بسمارك , وكان الحلفاء علي اطلاع علي اخر الخطط الحربية للقيادة الالمانية ويهرماخت ..وكان من الهام جدا ان لا يعلم هتلر ان البريطانيين اخترقوا رموزه السرية حتي لا يغيرها بالة او طريقة اخري لا يستطيعون معرفتها , واضطر الحلفاء مرارا لان يعضوا علي شفاههم وهم يتفرجون علي كوارث يستطيعون منعها , فمثلا كانوا يعلمون ان المقاتلات الالمانية ستهاجم الطائرة التي تحمل ليزلي هوارد في مهمته السرية لحساب قائد رابطة الامن البريطانية في امريكا وليم ستيفنسون لانهم فكوا رموز الامر الصادر بذلك عن القيادة الجوية الالمانية , وكان تحويل مسار الطائرة او الغاء الرحلة يهدد بكشف قدرة الحلفاء علي اعتراض المراسلات العسكرية الالمانية وبالتالي دفع هوارد حياته ثمنا لهذا السر .. تعليق : مثل هذا لا يجوز فى الاسلاملم يتضح سر المحطة ( اكس ) الا بعد الحرب , فبعد سنوات اخذ المهتمين بعمليات الجاسوسية يربطون بين نجاحها المدهش وبين ضربات الجاسوسية الباهرة في المعارك ضد هتلر والتي قامت بها حلقة لوسي في سويسرا , واخذت هذه الحلقة اسمها من الاسم الرمزي لرودولف روزلد , وهو الماني معادي للنازية من بافاريا , وقد عمل مع انجليزي اسمه اليكساندر فوت وهنغاري اسمة ساندور رادو , وزودت الحلقة الزعيم الروسي ستالين بتفاصيل مدهشة عن خطط هتلر لغزو الاتحاد السوفيتي عام 1941 واستمروا بتسريب معلومات هامة لمدة سنتين فكان ستالين يعلم مسبقا بكل المخططات النازية الهامة وكانت المعلومات دقيقة لدرجة جعلت ستالين وهو خبير في فن الخداع والتضليل يشك بان مصدر هذه المعلومات حملة نازية لخداعه ورفض اخيرا ان يصدق التقارير التي كانت تساعده ..
وقد كان روزلد يدعي ان مصدر معلوماته هو عشرة ضباط بافاريين معادين للنازية , وفي مراكز هامة في القيادة الالمانية , وربما كانت الاجهزة المضادة للجاسوسية في الغستابو والابوهير – لا اعلم ما هو الابوهير – ليست كسولة لدرجة تسمح بهذا الفيض من المعلومات عن المخططات الحربية الالمانية , في كل يوم , وعندما توقفت انجازات روزلد بدأ الباحثون في تاريخ التجسس بدراسة مصادر اخري لهذه المعلونات وانتهوا الي الاعتقاد بان المصدر كان المحطة ( اكس ) ..لقد كان من مصلحة بريطانيا ان يبقي هتلر متورطا في الجبهة الشرقية فالفيالق التي تستهلك هناك لن تستعمل ضد اوروبا الغربية ..وقد ادرك مدراء ( مديري ) التجسس ان ستالين لن يثق بالمعلومات التي يمكن ان تزوده بها لندن مباشرة , ولم يكونوا يعلمون ان فيلبي وبورجس وماكلين وبلنت ( الاربعة من المخابرات البريطانية وكانوا جواسيس للسوفيت ) كانوا يعملون لحسابه ولم يجرؤ الحلفاء علي اطلاع ستالين علي الطريقة التي يحصلون بها علي اسرار هتلر خشية ان يقوم الثعلب العجوز المخادع بافشاء سرهم للالمان مقابل معاهدة سلام مفاجئة , واعتقدوا ان هذه المعلومات اذا سربت الي موسكو عن طريق شبكة التجسس الروسية في سويسرا فقد يستخدمها ستالين لما فيه مصلحة الحلفاء المشتركة ..وقد استمرت حلقة لوسي بنشاطها حتي اواخر عام 1943 , وكان السويسريون يتجاهلون وجودها برغم معرفتهم بها واطلاق اسم ( الاحمر 3 ) عليها ولكن عندما تمكنت الابوهير من تحديد مكان اجهزة البث الثلاث التي كانت ترسل اسرار الالمان الي موسكو هدد الالمان بالتدخل مباشرة اذا لم يتخذ السويسريون المحايدون الاجراء اللازم , فتم اعتقال الثلاثة وحكم عليهم بالسجن لبضعة اشهر ثم اطلق سراحهم وتم ترحيلهم عن سويسرا ..
ولم يكن زعيم الحركة رادو راغبا بالعودة الي روسيا فقد خالف الاوامر بعدم اطلاع الحلفاء علي الاسرار التي يحصل عليها عندما اخبر البريطانيين عن صواريخ ( اف 2 ) التي بناها الالمان في بيينموند ..وبالفعل عندما وضع الروس ايديهم عليه لم يذكروا فضله في اعطاء المعلومات التي ساعدت ستالين علي ربح معركة ستالينغراد ومعركة كورسك ..وحكم عليه بالسجن عشر سنوات في معسكر اعتقال بسيبيريا وقد علم بعد سنوات انه اثناء رحلته الي موسكو اتصل بموريس اولد فيلد وكان عميلا بريطانيا في القاهرة وطلب منحه حق اللجوء السياسي عند البريطانيين , وقد رفضت لندن طلبه لان القرار في ذلك كان لكيم فيلبي ..ويبدو ان روزلز وقد رأي مصير رادو فضل ان لا يتكلم ابدا عن اعماله او عن مصادر معلوماته وتوفي عام 1958 اخذا سرا الي قبره , اما فوت فقد ارسلته موسكو ليعمل في المكسيك ضد الولايات المتحدة الامريكية , ولكنة التجأ الي البريطانيين حالما وصل لبرلين وحصل علي عمل مدني في وزارة الزراعة في لندن , وبقي محتفظا بالصمت عن مغامراته في ايام الحرب وقد تطوعت سينشيا لمزيد من الاعمال في اوروبا وارادت ان تنزل بالمظلة خلف خطوط العدو لتقوم ببعض الاغتيالات , وبرغم انها تعرضت للمخاطر قبلا ولكن رؤسائها لم يرغبوا بالتضحية بها , وبعد عام 1945 طلق يروس زوجته ووجد زوج سينشيا ارثر باك مقتولا بالرصاص في الارجنتين , وكانت صحته سيئة قبل ذلك , واصبح الطريق مفتوحا لزواج العاشقين وعاشا في قصر في جنوب فرنسا حتي عام 1963 حيث توفت اعظم جاسوسات الاغراء في العالم من السرطان , وتوفي بروس بعد ذلك بعشر سنوات ………