قتل التاريخ
الحقيقة التي يجهلها معظمنا هو أن التحكّم بالمعلومات التاريخية يُعدّ أمراً أساسياً في السيطرة. أقول ذلك لأن التاريخ البشري الحقيقي هو مختلف تماماً عن ما نتصوّره. لكي تتمكّن من السيطرة على مجموعة كبيرة من البشر، كل ما عليك فعله هو إقناعهم بأنهم من النوع المتدنّي. هذه السياسة الناجحة كانت معروفة لدى كافة القوى الاستعمارية التي برزت عبر التاريخ. من أجل السيطرة علينا (نحن البشر)، وجب أن يغرسوا في أذهاننا فكرة أننا كائنات خرجنا توا من مرحلة البدائية والتوحّش، وبدأنا توا ندخل في مرحلة التقدّم التدريجي البطيء. من أجل الاستمرار في إقناعنا بأننا مجرّد كائنات غبية لا جدوى منها، ولا أمل في الارتقاء والتقدّم سوى بشكل تدريجي وبطيء، كل ما عليهم فعله هو فصلنا عن ماضينا المجيد. ذلك الماضي المزدهر الذي كان فيه الإنسان يسافر بين النجوم ويحوز على أرقى العلوم والمعارف، ويتمتع بأعلى درجات الحكمة. نعم يا سيدي.. هكذا كان أجدادنا في الماضي البعيد. لكن هذه المعلومات غير مناسبة للمتحكمين، لأنها ترفع من معنوياتنا وتنهض بروحنا إلى أعلى المستويات. وستجعلنا نتساءل عن مصير تلك العلوم والمعارف المتطورة وماذا حلّ بها... وكيف تراجعنا إلى هذا المستوى من الانحطاط... وغيرها من تساؤلات لا تجلب للمسيطرين سوى وجع الرأس. فما الحلّ إذاً؟ جعلوا أسلافنا قروداً! ونحن عبارة عن كائنات تتخبّط في درب طويلة ومضنية وأليمة نحو التقدّم والارتقاء. حينها فقط ستتوقّف التساؤلات، وتنخفض معنويات الشعوب إلى مستوى قابل للسيطرة والتوجيه.السجلات القديمة بكاملها قد دمرت واحرقت عمدا عن سابق اصرار وتصميم
كان تدمير السجلات المطبوعة والمخطوطات القديمة أعظم بكثير مما هو متوقع. فمكتبة الإسكندرية الأولى (والتي كانت عظيمة) احتوت يوماً على مليون مخطوط يتضمن مواضيع عن العلوم والفلسفة وأسرار العالم القديم (متضمنة أيضاً فهرس كامل للمؤلفين في 120 نسخة مع سيرة ذاتية مختصرة لكل مؤلف) وفي إحدى أحداث التخريب المقصود، دمر يوليوس قيصر 700000 مخطوطة نادرة في هذه المكتبة! هل تعلم أن مكتبة الإسكندرية استخدمت في إحدى الفترات كمصدر للوقود لـ 400 حمام عام من حمامات المدينة حيث استمرّ حرق الكتب لمدة ستة أشهر؟! وهذا الدمار الكلي طال أوراق البردي في مكتبة ممفيس Memphis أيضاً.هل تعلم أنه لم يصل إلينا من الأدب اليوناني والروماني سوى أقل من واحد بالمائة؟! ربما لهذا السبب لازلنا جاهلين عن ما كان يجري بالضبط في العالم القديم... نحن لسنا على إطلاع بتراثنا الإنساني القديم. يقول الباحث أندرو توماس بأنه علينا أن نعتمد على الأجزاء غير المترابطة والعبارات والمقاطع الهزيلة في سبيل بناء صورة عن الماضي. إن ماضينا البعيد هو عبارة عن فراغ مملوء عشوائيا بلوحات تذكارية وتماثيل ورسومات وعدة أدوات ومصنوعات أثرية سخيفة. لو أن مكتبة الاسكندرية صمدت حتى اليوم، لكان التاريخ العلمي مختلفاً تماماً، ولكنا تعرفنا على عظمة أسلافنا القدماء ورقيهم. إليكم بعض الأحداث الموثّقة التي ذكرتها السجلات التاريخية التي تروي تفاصيل مملة عن المجازر التي تعرّضت لها المكتبات:
ـ في عام 335 ق.م أحرق الإسكندر الأكبر مكتبة برسيبولس، ويقال أنه كان فيها عشرة آلاف مخطوط.
ـ في سنة 270 ق.م، قام الإمبراطور الصيني "تسي شن هوانغ" بإحراق جميع الكتب العلمية والتاريخيّة الصينيّة، ويقال أن عددها كان مئة ألف مخطوط.
ـ وفي الصين أيضاً، نشر الإمبراطور شي هوانغ تي إعلاناً عام 213 ق .م. يقضي بتدمير عددا لا يحصى من الكتب.
ـ وقد دمرت مكتبة قرطاج والتي كانت تضم 500.000 مخطوط بنار أشعلها الرومان مدة سبع عشر يوما وذلك في عام 146 ق.م وهذا ما حصل كذلك لمكتبة بيرغاموس Pergamos في آسيا الصغرى والتي تحتوي على 200000 نسخة.
ـ في عام 48 ق.م، أحرقت جميع الكتب الملحقة بمعبد أبولو في اليونان.
ـ في عام 48 ق.م، قام يوليوس قيصر بإحراق مكتبة الإسكندريّة.
ـ وفي مدينة أوتن الفرنسية Autun، طمست العديد من المخطوطات المذهلة في مجالات الفلسفة والطب وعلم الفلك وعلوم أخرى وذلك على يد يوليوس قيصر. هذا ولم تنجوا أية مخطوطة منها.
ـ في السنة الأولى بعد الميلاد، أحرق الإمبراطور الروماني أغسطس كل الكتب الغريبة على الرومانيين، ومصدرها الهند والتبت ومصر الفرعونية، وكان عددها ألفي كتاب.
ـ في سنة 296 م، أمر الإمبراطور دقليانوس بحرق جميع الكتب والمخطوطات الإغريقيّة والفرعونيّة الموجودة في البلاد.
ـ في نهاية القرن الثالث، قام الحكام بإحراق جميع مكتبات افسوس مرة ثانية، والتي احتوت على الآلاف من الكتب والمراجع النّادرة.
ـ في سنة 389 م، أحرق الإمبراطور تيودوسيوس جميع المكتبات المعروفة في عصره، وكانت أعدادها هائلة جداً.
ـ في سنة 490 م، أحرقت مكتبة الإسكندريّة مرة ثانية
ـ في سنة 510 م، هاجمت الجماهير مكتبة روما وأتلفوا كل ما احتوته من كتب ومخطوطات مهمّة تعد بعشرات الآلاف.
ـ في سنة 641 م، أحرقت مكتبة الإسكندريّة مرة ثالثة.
ـ في سنة 728 م، أحرق ليون ايزوري مكتبة بيزنطة، وكان فيها ما يزيد على نصف مليون كتاب.
ـ في سنة 789 م، أحرق الملك شارلمان جميع المخطوطات والمراجع الوثنيّة المضادة للكنيسة.
ـ وقد دمر القسم الأكبر من الأدب الأوروبي الكلاسيكي بسبب التدمير المنظم من قبل الكنيسة البابوية في سبيل القضاء على الوثنية. طالت هذه العملية جميع أنحاء أوروبا. والشيء المفاجئ هو نجاة كتابات هوميروس رغم إتلاف مجموعة معروفة لبيزيسترتوس في أثينا بنفس الوقت، وذلك في القرن السادس.
ـ أحرق ليو إزاروس Leo isaurusفي القرن الثامن 300000 كتاب في القسطنطينية.
ـ في سنة 1221 م، أحرق هولاكو مكتبات العراق.
ـ في القرن الثالث عشر كان الكهنة قد انتهوا من إحراق كل المكتبات في جميع أنحاء أوروبا.
ـ في القرن الرابع عشر، قامت محاكم التفتيش بحرق جميع الكتب والمراجع المضادة للكنيسة خوفاً من تأثيرها السلبي على الشعب.
ـ في القرن السادس عشر، قام الأرشيدوق "دييغو دي لاندا" بحرق كل مكتبات المكسيك القديمة.
ـ بحث الغزاة الأسبان عن كل الآداب المتعلقة بحضارة المايا وقاموا بتدميرها دماراً كاملاً بصفتها علوم وثنية (باستثناء أربع وثائق فقط! موجودة الآن في متاحف أوروبية). وقد تحدث الكثير من الشهود عن الصرخات المعذبة التي أطلقها علماء المايا خلال رؤيتهم أعمالهم وأعمال أسلافهم تحترق أمام أعينهم وتتتطاير مع اللهب مما أدى إلى انتحار البعض منهم.
ـ في سنة 1566 م، أمر نائب ملك البيرو، كان اسمه "فرانشيسكو الطليدي"، بحرق كل الرسوم والنقوش الموجودة على اللّوحات وجدران المعابد القديمة، والتي تحدثت جميعها عن حضارات أمريكا الجنوبية التي لازالت غامضة حتى الآن.
ـ أقر مجلس ليما في العام 1583م، بحرق الحبال المعقودة Quipasالتي كتب شعب الإنكا تاريخهم وتاريخ أسلافهم عليها!... يا لها من مذبحة...! فقدت فيها أعظم مخازن المعرفة في العالم القديم... وإلى الأبد...
ـ في القرن الثامن عشر، هبط الكاهن سيكار إلى مصر، وراح يجوب البلاد ويشتري المخطوطات النادرة من الأهالي ثم يحرقها! بقصد القضاء تماماً على العلوم الوثنية المعادية للدين.
ـ في سنة 1790م، قامت محاكم التفتيش بإحراق جميع أعمال العبقري البرتغالي "جيسماو" الذي توصل إلى صنع أول طائرة في التّاريخ الإنساني المكتوب، بالإضافة إلى علوم الكيمياء الغريبة التي أبدع بها.
ـ في الحروب النابليونيّة، تم تدمير أو نهب الكثير من المكتبات الكبيرة في أوروبا.
ـ في الحرب العالمية الأولى، دمرت مكتبات أو حرقت أو نهبت.
ـ الحرب العالمية الثانية، تم تدمير مكتبات كثيرة تحتوي على مخطوطات ومراجع نادرة لا يمكن استعاضتها أبداً. وفقد الإنسان علوم كثيرة تم التوصل إليها حديثاً، لكنّها اختفت من الذاكرة الإنسانية بعد هذا التاريخ... وربما إلى الأبد.
يجب أن نتذكر أمراً مهماً هو أنَّ كلَّ معركة، كلّ غزوة، كلّ ثورة أو انقلاب جماهيري عبر التاريخ الإنساني الطويل، لا بدّ من أن يتمّ فيها حرق وتدمير ونهب الكتب والمراجع والمخطوطات والتّماثيل والرّسومات والنّقوش وغيرها من أشياء تمثّل فكر معيّن شاء القدر أن يمحوه تماماً من الوجود.
هذه المجازر الثقافية هي حقيقة صارخة جارحة...لا زالت المؤسسات الأكاديمية ترسّخ فكرة أنّ الحضارات الإنسانيّة يعود تاريخها إلى أقل من عشرة آلاف عام، وليس أكثر من ذلك. أمّا الفترة التي سبقت هذا التّاريخ، فكان الإنسان حينها عبارة عن كائن متنقّل من مكان لآخر يعتاش على الصيد وقطف الثمار، ثم استقرّ بالقرب من مصادر المياه الدّائمة كالأنهار والبحيرات، فاكتشف الزّراعة، ثم أُقيمت المستوطنات الصّغيرة، ثم كبرت وأصبحت مدناً، ثم حضارات، وهكذا.. أليس هذا ما نعتقده ونؤمن به؟. لكنَّ الذي لا نعرفه هو وجود وثائق مقدّمة من قبل علماء آثار وأنثروبولوجيا مرموقين تحتوي على اكتشافات ودلائل وإثباتات لا تحصى تشير إلى أن في فترة من فترات التّاريخ السّحيقة كان هناك حضارات متقدّمة جداً عاشت وازدهرت على هذه الأرض! ويعود تاريخها لمئات ألآلاف من السنين!.. إن التاريخ الإنساني الحقيقي لا يتم مداولته في وسائل الإعلام الغربية ولا حتى في المؤسسات التعليميَّة رغم الكم الهائل من الاكتشافات الأثرية المثيرة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء قصة كاملة متكاملة حول الأصول الحقيقية للإنسان.
يتبع
الحقيقة التي يجهلها معظمنا هو أن التحكّم بالمعلومات التاريخية يُعدّ أمراً أساسياً في السيطرة. أقول ذلك لأن التاريخ البشري الحقيقي هو مختلف تماماً عن ما نتصوّره. لكي تتمكّن من السيطرة على مجموعة كبيرة من البشر، كل ما عليك فعله هو إقناعهم بأنهم من النوع المتدنّي. هذه السياسة الناجحة كانت معروفة لدى كافة القوى الاستعمارية التي برزت عبر التاريخ. من أجل السيطرة علينا (نحن البشر)، وجب أن يغرسوا في أذهاننا فكرة أننا كائنات خرجنا توا من مرحلة البدائية والتوحّش، وبدأنا توا ندخل في مرحلة التقدّم التدريجي البطيء. من أجل الاستمرار في إقناعنا بأننا مجرّد كائنات غبية لا جدوى منها، ولا أمل في الارتقاء والتقدّم سوى بشكل تدريجي وبطيء، كل ما عليهم فعله هو فصلنا عن ماضينا المجيد. ذلك الماضي المزدهر الذي كان فيه الإنسان يسافر بين النجوم ويحوز على أرقى العلوم والمعارف، ويتمتع بأعلى درجات الحكمة. نعم يا سيدي.. هكذا كان أجدادنا في الماضي البعيد. لكن هذه المعلومات غير مناسبة للمتحكمين، لأنها ترفع من معنوياتنا وتنهض بروحنا إلى أعلى المستويات. وستجعلنا نتساءل عن مصير تلك العلوم والمعارف المتطورة وماذا حلّ بها... وكيف تراجعنا إلى هذا المستوى من الانحطاط... وغيرها من تساؤلات لا تجلب للمسيطرين سوى وجع الرأس. فما الحلّ إذاً؟ جعلوا أسلافنا قروداً! ونحن عبارة عن كائنات تتخبّط في درب طويلة ومضنية وأليمة نحو التقدّم والارتقاء. حينها فقط ستتوقّف التساؤلات، وتنخفض معنويات الشعوب إلى مستوى قابل للسيطرة والتوجيه.السجلات القديمة بكاملها قد دمرت واحرقت عمدا عن سابق اصرار وتصميم
كان تدمير السجلات المطبوعة والمخطوطات القديمة أعظم بكثير مما هو متوقع. فمكتبة الإسكندرية الأولى (والتي كانت عظيمة) احتوت يوماً على مليون مخطوط يتضمن مواضيع عن العلوم والفلسفة وأسرار العالم القديم (متضمنة أيضاً فهرس كامل للمؤلفين في 120 نسخة مع سيرة ذاتية مختصرة لكل مؤلف) وفي إحدى أحداث التخريب المقصود، دمر يوليوس قيصر 700000 مخطوطة نادرة في هذه المكتبة! هل تعلم أن مكتبة الإسكندرية استخدمت في إحدى الفترات كمصدر للوقود لـ 400 حمام عام من حمامات المدينة حيث استمرّ حرق الكتب لمدة ستة أشهر؟! وهذا الدمار الكلي طال أوراق البردي في مكتبة ممفيس Memphis أيضاً.هل تعلم أنه لم يصل إلينا من الأدب اليوناني والروماني سوى أقل من واحد بالمائة؟! ربما لهذا السبب لازلنا جاهلين عن ما كان يجري بالضبط في العالم القديم... نحن لسنا على إطلاع بتراثنا الإنساني القديم. يقول الباحث أندرو توماس بأنه علينا أن نعتمد على الأجزاء غير المترابطة والعبارات والمقاطع الهزيلة في سبيل بناء صورة عن الماضي. إن ماضينا البعيد هو عبارة عن فراغ مملوء عشوائيا بلوحات تذكارية وتماثيل ورسومات وعدة أدوات ومصنوعات أثرية سخيفة. لو أن مكتبة الاسكندرية صمدت حتى اليوم، لكان التاريخ العلمي مختلفاً تماماً، ولكنا تعرفنا على عظمة أسلافنا القدماء ورقيهم. إليكم بعض الأحداث الموثّقة التي ذكرتها السجلات التاريخية التي تروي تفاصيل مملة عن المجازر التي تعرّضت لها المكتبات:
ـ في عام 335 ق.م أحرق الإسكندر الأكبر مكتبة برسيبولس، ويقال أنه كان فيها عشرة آلاف مخطوط.
ـ في سنة 270 ق.م، قام الإمبراطور الصيني "تسي شن هوانغ" بإحراق جميع الكتب العلمية والتاريخيّة الصينيّة، ويقال أن عددها كان مئة ألف مخطوط.
ـ وفي الصين أيضاً، نشر الإمبراطور شي هوانغ تي إعلاناً عام 213 ق .م. يقضي بتدمير عددا لا يحصى من الكتب.
ـ وقد دمرت مكتبة قرطاج والتي كانت تضم 500.000 مخطوط بنار أشعلها الرومان مدة سبع عشر يوما وذلك في عام 146 ق.م وهذا ما حصل كذلك لمكتبة بيرغاموس Pergamos في آسيا الصغرى والتي تحتوي على 200000 نسخة.
ـ في عام 48 ق.م، أحرقت جميع الكتب الملحقة بمعبد أبولو في اليونان.
ـ في عام 48 ق.م، قام يوليوس قيصر بإحراق مكتبة الإسكندريّة.
ـ وفي مدينة أوتن الفرنسية Autun، طمست العديد من المخطوطات المذهلة في مجالات الفلسفة والطب وعلم الفلك وعلوم أخرى وذلك على يد يوليوس قيصر. هذا ولم تنجوا أية مخطوطة منها.
ـ في السنة الأولى بعد الميلاد، أحرق الإمبراطور الروماني أغسطس كل الكتب الغريبة على الرومانيين، ومصدرها الهند والتبت ومصر الفرعونية، وكان عددها ألفي كتاب.
ـ في سنة 296 م، أمر الإمبراطور دقليانوس بحرق جميع الكتب والمخطوطات الإغريقيّة والفرعونيّة الموجودة في البلاد.
ـ في نهاية القرن الثالث، قام الحكام بإحراق جميع مكتبات افسوس مرة ثانية، والتي احتوت على الآلاف من الكتب والمراجع النّادرة.
ـ في سنة 389 م، أحرق الإمبراطور تيودوسيوس جميع المكتبات المعروفة في عصره، وكانت أعدادها هائلة جداً.
ـ في سنة 490 م، أحرقت مكتبة الإسكندريّة مرة ثانية
ـ في سنة 510 م، هاجمت الجماهير مكتبة روما وأتلفوا كل ما احتوته من كتب ومخطوطات مهمّة تعد بعشرات الآلاف.
ـ في سنة 641 م، أحرقت مكتبة الإسكندريّة مرة ثالثة.
ـ في سنة 728 م، أحرق ليون ايزوري مكتبة بيزنطة، وكان فيها ما يزيد على نصف مليون كتاب.
ـ في سنة 789 م، أحرق الملك شارلمان جميع المخطوطات والمراجع الوثنيّة المضادة للكنيسة.
ـ وقد دمر القسم الأكبر من الأدب الأوروبي الكلاسيكي بسبب التدمير المنظم من قبل الكنيسة البابوية في سبيل القضاء على الوثنية. طالت هذه العملية جميع أنحاء أوروبا. والشيء المفاجئ هو نجاة كتابات هوميروس رغم إتلاف مجموعة معروفة لبيزيسترتوس في أثينا بنفس الوقت، وذلك في القرن السادس.
ـ أحرق ليو إزاروس Leo isaurusفي القرن الثامن 300000 كتاب في القسطنطينية.
ـ في سنة 1221 م، أحرق هولاكو مكتبات العراق.
ـ في القرن الثالث عشر كان الكهنة قد انتهوا من إحراق كل المكتبات في جميع أنحاء أوروبا.
ـ في القرن الرابع عشر، قامت محاكم التفتيش بحرق جميع الكتب والمراجع المضادة للكنيسة خوفاً من تأثيرها السلبي على الشعب.
ـ في القرن السادس عشر، قام الأرشيدوق "دييغو دي لاندا" بحرق كل مكتبات المكسيك القديمة.
ـ بحث الغزاة الأسبان عن كل الآداب المتعلقة بحضارة المايا وقاموا بتدميرها دماراً كاملاً بصفتها علوم وثنية (باستثناء أربع وثائق فقط! موجودة الآن في متاحف أوروبية). وقد تحدث الكثير من الشهود عن الصرخات المعذبة التي أطلقها علماء المايا خلال رؤيتهم أعمالهم وأعمال أسلافهم تحترق أمام أعينهم وتتتطاير مع اللهب مما أدى إلى انتحار البعض منهم.
ـ في سنة 1566 م، أمر نائب ملك البيرو، كان اسمه "فرانشيسكو الطليدي"، بحرق كل الرسوم والنقوش الموجودة على اللّوحات وجدران المعابد القديمة، والتي تحدثت جميعها عن حضارات أمريكا الجنوبية التي لازالت غامضة حتى الآن.
ـ أقر مجلس ليما في العام 1583م، بحرق الحبال المعقودة Quipasالتي كتب شعب الإنكا تاريخهم وتاريخ أسلافهم عليها!... يا لها من مذبحة...! فقدت فيها أعظم مخازن المعرفة في العالم القديم... وإلى الأبد...
ـ في القرن الثامن عشر، هبط الكاهن سيكار إلى مصر، وراح يجوب البلاد ويشتري المخطوطات النادرة من الأهالي ثم يحرقها! بقصد القضاء تماماً على العلوم الوثنية المعادية للدين.
ـ في سنة 1790م، قامت محاكم التفتيش بإحراق جميع أعمال العبقري البرتغالي "جيسماو" الذي توصل إلى صنع أول طائرة في التّاريخ الإنساني المكتوب، بالإضافة إلى علوم الكيمياء الغريبة التي أبدع بها.
ـ في الحروب النابليونيّة، تم تدمير أو نهب الكثير من المكتبات الكبيرة في أوروبا.
ـ في الحرب العالمية الأولى، دمرت مكتبات أو حرقت أو نهبت.
ـ الحرب العالمية الثانية، تم تدمير مكتبات كثيرة تحتوي على مخطوطات ومراجع نادرة لا يمكن استعاضتها أبداً. وفقد الإنسان علوم كثيرة تم التوصل إليها حديثاً، لكنّها اختفت من الذاكرة الإنسانية بعد هذا التاريخ... وربما إلى الأبد.
يجب أن نتذكر أمراً مهماً هو أنَّ كلَّ معركة، كلّ غزوة، كلّ ثورة أو انقلاب جماهيري عبر التاريخ الإنساني الطويل، لا بدّ من أن يتمّ فيها حرق وتدمير ونهب الكتب والمراجع والمخطوطات والتّماثيل والرّسومات والنّقوش وغيرها من أشياء تمثّل فكر معيّن شاء القدر أن يمحوه تماماً من الوجود.
هذه المجازر الثقافية هي حقيقة صارخة جارحة...لا زالت المؤسسات الأكاديمية ترسّخ فكرة أنّ الحضارات الإنسانيّة يعود تاريخها إلى أقل من عشرة آلاف عام، وليس أكثر من ذلك. أمّا الفترة التي سبقت هذا التّاريخ، فكان الإنسان حينها عبارة عن كائن متنقّل من مكان لآخر يعتاش على الصيد وقطف الثمار، ثم استقرّ بالقرب من مصادر المياه الدّائمة كالأنهار والبحيرات، فاكتشف الزّراعة، ثم أُقيمت المستوطنات الصّغيرة، ثم كبرت وأصبحت مدناً، ثم حضارات، وهكذا.. أليس هذا ما نعتقده ونؤمن به؟. لكنَّ الذي لا نعرفه هو وجود وثائق مقدّمة من قبل علماء آثار وأنثروبولوجيا مرموقين تحتوي على اكتشافات ودلائل وإثباتات لا تحصى تشير إلى أن في فترة من فترات التّاريخ السّحيقة كان هناك حضارات متقدّمة جداً عاشت وازدهرت على هذه الأرض! ويعود تاريخها لمئات ألآلاف من السنين!.. إن التاريخ الإنساني الحقيقي لا يتم مداولته في وسائل الإعلام الغربية ولا حتى في المؤسسات التعليميَّة رغم الكم الهائل من الاكتشافات الأثرية المثيرة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء قصة كاملة متكاملة حول الأصول الحقيقية للإنسان.
يتبع
تعليق