شهاب الدين الغوري البطل المسلم الذي أرعب مشركي شبه القارة الهندية
هل تعرف من هو البطل المسلم الذي أرعب مشركي شبه القارة الهندية وكان أول من جلس على عرش "دلهي"عاصمة الهند ؟
الذي أطلقت باكستان اسمه على القنبلة النووية الباكستانية تشريفًا وتعظيمًا لهذا البطل المغوار ؟
الذي قتل بيده أربعة أفيال في إحدى المعارك ؟
إنه البطل المسلم شهاب الدين الغوري ..
قال عنه ابن الأثير: (كان رحمه الله شجاعًا مقدامًا كثير الغــزو إلى بلاد الهند عادلًا فى رعيته حسن السيرة فيهم حاكمًا بينهم بما يوجب الشرع المطهر).
مما جعل الكثير من مشركي الهند يتحالفون ضده ويتآمرون عليه خوفًا على ملكهم وأصنامهم رغم ما كان بينهم من خلافات إلا أنهم اجتمعوا على الحرب على الإسلام .
وكان ذلك بقيادة قائدهم "كوله" عام 583هـ عند مدينة شيرستى ،و دارت رحى معركة رهيبة دارت الدائرة فيها على المسلمين حتى فر بعض الأمراء المسلمين من ساحة المعركة لينجوا بأنفسهم .
أما البطل شهاب الدين الغوري فظل يقاتل بسيفه في مقدمة من بقى معه من جيشه حتى قتل بيده أربعة أفيال و ظل يجاهد حتى كثرت جراحه و سقط على الأرض و تكاثر عليه الأعداء فقاتل المسلمون ببسالة دفاعا عن قائدهم حتى أنقذوه من ايدى الكفار و أخرجوه خارج تلك البلاد و هو ينزف الدم ،حتى قيل أنه ظل ينزف مسيرة أربعـين كيلـو مترًا ،و لما عاد إلى لاهور و أفاق من جراحه أخذ الأمراء الغوريين الذين فرّو من المعركة وعنّفهم .
ثم رجع إلى المشركين مرّة أخرى بعد عام كامل قام فيها بإعداد جيش كبير شجاع و استبعد منه الأمراء الذين فرّوا من قبل .
و قال قبل المعركة : "اعلموا أنني ما نمت مع زوجتي و لا غيّرت ثياب البياض عني -أي الكفن- و أنا سائر إلى عدوي معتمدًا على ربي -عز وجل- لا على الغورية و لا على غيرهم ، فإن نصرني الله تعالى و نصر دينه فمن فضله و كرمه و إن انهزمنا فلا تطلبوني فلن انهزم و لو هلكت تحت حوافر الخيل".
ثم وثب على المشركين وثبة الأسد الضرغام فمزّق جمعهم و شتت شملهم و أسر قائدهم كولة و فتح مدن " شرستي و كهرام و هنس و أحمير " و حطّم أصنام الهندوكية و البوذية و أخذ أحجارها و بنى بها مساجد في الهند .
و بعد ان انتصر شهاب الدين على كوله أراد ملوك الهند أن يقضوا على الإسلام و المسلمين ، فأعدّوا جيشًا جرارًا قوامه ألف ألف مقاتل و سبعمائة فيل ، والأدهى و الأمرّ أنه كان في جيش المشركين أمراء مسلمين يقاتلون من أجل الدنيا ، و باعو دينهم بدنياهم.
و بدأت المعركة و إلتقى الفريقان و اشتد القتال و احتدم النزال، و ما هى إلا ساعات معدودة حتى نزل المدد الرباني ، و أنزل الله سكينته على المؤمنين فثبّت أقدامهم و قذف في قلوب الذين كفروا الرعب و نصر الله جُنده و امتلأت الارض بجثث الكفار و أمر شهاب الدين بقتل كل الأسرى و على راسهم ملكهم "بنارس".
و دخل شهاب الدين بلاد بنارس و حمل معه من خزائنها على ألف و أربعمائة بعير و نشر فيها الإسلام، و عاد إلى غزنة و غنم تسعين فيلًا بفضل الله وحده ثم بشجاعة هذا البطل العظيم شهاب الدين الغوري .
و بينما هو فى مصلاه ساجدًا لله في قيام الليل إذ دخل عليه بعض الخونه من الاسماعيلية و معهم مماليك من بنى كوكر فطعنوه اثنتى و عشرين طعنة فمات وهو ساجدًا و مرابطا على ثغر من الثغور يعدّ الجيش لقتال الكفار فرحمه الله وجزاه عن الإسلام خير الجزاء".