Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_93ca0c02651c81b7ca1b57737ae6dcb01a93ef2f483947d0, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 شخصيات أسلامية - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شخصيات أسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    دور حاسم

    وليس ثمة شك في أن هذه التجربة كانت بالغة الأهمية للمسلمين, الذين اكتسبوا, ليس الخبرة فحسب, بل القوة المعنوية في مواجهة أنظمة عريقة, وإلحاق الهزيمة بجيوشها المتفوقة عددا وسلاحا, مما سيكون له تأثير واضح على مسار حركة الفتوح في المنطقة. وإذ افتقد المسلمون أبا بكر بعيد المعركة, فقد استمرت هذه الحركة متوهجة مع خليفته, الذي استبدل بخالد, أبا عبيدة أميرا لجيوش المسلمين في الشام, ولكن دون إعفاء الأول من دوره العسكري الذي بقي فاعلا ومؤثرا في القرارات الحاسمة.

    وكانت دمشق حينذاك, الهدف المباشر للمسلمين بعد انتصارهم في معركة (مرج الصفر) التي مهّدت الطريق إليها (14هـ/635م), فحاصروها من جهات عدة, حيث أقام أبو عبيدة معسكره على باب الجابية, وخالد على الباب الشرقي, ويزيد على الباب الصغير, وشرحبيل على باب الفراديس, وسرعان ما تمّ الاستيلاء على باب الجابية بعد قتال شديد, والتقى أبو عبيدة خالدا في (البريص) في ضاحية المدينة. وقد روى البلاذري, مشيرا في هذا السياق إلى الثقة المطلقة والتنسيق التام بين أبي عبيدة وخالد أثناء الحصار, إذ عقد الثاني صلحا مع الأسقف الذي فتح له الباب الشرقي, فلقي ذلك طعنا من المسلمين, مالبث أن بدّده أبوعبيدة بأن (أجاز صلحه وأمضاه).

    ولكن دمشق, وقد انهارت مقاومتها, رأت قيادة المسلمين التوغّل شمالا وغربا, لمنع البيزنطيين من إعادة تنظيم قواتهم وشنّ حرب جديدة في الشام. ففي الوقت الذي سار يزيد بن أبي سفيان, فاتحا مدن الساحل الشمالي (ساحل دمشق) وشرحبيل بن حسنة فاتحا مدن الساحل الجنوبي (ساحل الأردن), سار أبو عبيدة إلى حمص, عبر بعلبك, حيث عقد صلحا معهما, وتابع طريقه إلى حماة, ثم انعطف غربا إلى جبله وطرطوس وصولا إلى اللاذقية, فيما كان خالد يفرض سيطرته على المدن الداخلية حتى حلب التي خضعت بدورها للمسلمين. ولم يبق خارج السيطرة في الشام سوى أنطاكية التي شهدت حينذاك ما توقّعه أبو عبيدة, حشدا كبيرا للقوات البيزنطية تأهبت لدحر المسلمين من الشام.

    وفي ضوء هذا التحول في الموقف العسكري, أدرك أبو عبيدة خطورة المواجهة, لاسيما أن المسلمين المنتشرين على جبهات عدة من الشام, كان يصعب تعبئتهم على نحو من السرعة لإيقاف الزحف البيزنطي. فاتخذ قراره بالانسحاب. متيحاً الفرصة أمام قواته لإعادة تنظيم أنفسهم واعتماد الخطة الملائمة بالتشاور مع قادته. وفي خضم هذه التداعيات يتراءى لنا أبو عبيدة, فيما يتعدى أمير الجيوش ونائب الخليفة في الشام, إلى القائد السياسي اللمّاح, والمعبّر عن مشروع الإسلام ورسالته وقيمه, ولعل عهود الصلح التي أجراها مع المدن المفتوحة, ما يؤكد على هذا النهج المفعم بروح الإسلام للصحابي الكبير, فقد جاء في نص المعاهدة مع بعلبك, أن أهلها آمنون (على أنفسهم داخل المدينة وخارجها... وأموالهم وكنائسهم ودورهم), وللروم أن يسيروا إلى حيث شاءوا, ومن أسلم منهم فله ما لنا وعليه ما علينا, ولتجارهم أن يسافروا (إلى حيث أرادوا من البلاد التي صالحنا عليها) حسب رواية البلاذري.
    إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

    تعليق


    • #17
      الذمة والحماية

      وعلى غرار بعلبك, جرت عهود مع حمص والمدن الأخرى, أرست لأول مرة قوانين لم تعرفها من قبل الأنظمة القديمة, حين أعطت حرية الاختيار للبلدان المفتوحة بالتحوّل إلى الإسلام, أو دفع الجزية, أو الحرب في حال الامتناع عن الشرطين السالفين. وثمة ما يجب توضيحه في هذا السياق, وهو أن الجزية لم تحمل معنى سلبيا مرادفا للخضوع, بقدر ما كان لها مضمونها الإيجابي المطابق لحرية الاختيار, لاسيما نحو أهل الكتاب (في المصطلح القرآني), أو أهل الذمة (في المصطلح الديواني), بأن هؤلاء أصبحوا في ذمة المسلمين, تلتزم الخلافة حمايتهم مقابل هذه الجزية. وكان أبو عبيدة الذي واكب مبكرا الإسلام, واكتنه فكره وتعاليمه, يعي جيدا هذه التفاصيل, فلم يحد عنها, أو يتعلل بموانع أو ظروف تحول دون التمكن من تطبيقها. وقد جاء في كتاب الخراج لأبي يوسف, أن أبا عبيدة, إبان انسحابه من اللاذقية كتب (إلى كل وال ممن خلّفه في المدن التي صالح أهلها, يأمرهم أن يردوا عليهم ما جبي منهم من الجزية والخراج, وكتب إليهم أن يقولوا لهم: إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه قد بلغنا ما جُمع لنا من الجموع, وأنكم اشترطتم علينا أن نمنعكم وإنا لا نقدر على ذلك, وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم, ونحن لكم على الشرط وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم).

      وما لبثت الفرق الإسلامية المتراجعة أن تجمعت في (وادي الرقّاد), حيث يجري نهر اليرموك أحد روافد الأردن, مناقشةً خطة المواجهة مع البيزنطيين المندفعين في قوات كثيرة. وقد أخذ التهيّب بفريق من المسلمين, فآثر التراجع إلى الحجاز وعدم المجازفة في حرب بدت لهم خاسرة أمام التفوّق البيزنطي عددا وعتادا, إلا أن فريقا آخر, على رأسه القائد أبو عبيدة, ومعه خالد بن الوليد, تبنّى قرار الحرب, حفاظا على النصر وما تحقق من انجازات مهمة في الشام, ولم يجد في تفوّق الأعداء سببا موضوعيا للتراجع, إذ سبق للمسلمين الانتصار في معارك مماثلة, بدءا من بدر حتى أجنادين.

      وهكذا تغلب قرار الحرب, واشتبك المسلمون في معركة طاحنة مع الجيش البيزنطي الكبير, ما لبثت أن حُسمت لمصلحتهم في (الياقوصة) صيف 15هـ/636م, وتتوّجت بانتصار تاريخي مازال موضع اهتمام المدارس العسكرية الحديثة, خططا واستراتيجية وفنون قتال. ولعل من أبرز مقوّمات الانجاز العظيم, أن المسلمين, أو النخب القيادية على الأقل, خاضوا الحرب بعقول متوهجة وقلوب يغمرها الإيمان, فقاتلوا من أجل قضية, وما انفكت الشهادة مطلبا لديهم, حين تخونهم السبل إلى تحقيق النصر. وعلى الضفة الأخرى من الحرب, لم يكن التفوّق العددي عنصر قوة, بقدر ما كان الترهّل عائقا دون المواجهة الصعبة مع قوات ألفت المناخ وطبيعة المكان.

      وقد شهد بذلك عدد من مؤرخي الغرب, لاسيما (كلود كاهن) الذي توقف عند هذه المسألة, رابطا بين قوات ثقيلة حافلة بالمرتزقة لدى البيزنطيين, ونظام سياسي كان لايزال منطويا على أزمات داخلية معقدة, الأمر الذي جعل الهزيمة, برأيه, حتمية ومرتقبة.

      ولم يعد مجال للشك بأن معركة اليرموك أنهت الحكم البيزنطي في الشام, خصوصا بعد إقرار هرقل بالهزيمة متراجعا من أنطاكية إلى القسطنطينية. وكانت جبهة العراق حينئذ تواجه صعوبات بعد تحرك القوات الفارسية لاستعادة المواقع التي سبق للمسلمين أن سيطروا عليها, فلم يتردد الخليفة عمر في الكتابة إلى أبي عبيدة, بأن يوجّه قوات من الشام إلى العراق, لتنضم إلى حملة سعد بن أبي وقاص. وفي الوقت عينه تابع المسلمون انتشارهم في الشام, مسيطرين على المدن الجنوبية التي ستمهّد لاحقا للتوسّع نحو مصر, وكان أمر هذه العمليات معقودا لعمرو بن العاص, الذي فتح اللد وعمواس وبيت جبرين ورفح وغيرها, قبل موافاة أبي عبيدة له وهو محاصر إيلياء (بيت المقدس). وقد جاء في (فتوح) البلاذري, أن أهل هذه المدينة (طلبوا من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج, والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم, على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب نفسه).
      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

      تعليق


      • #18
        تحصين المنجزات

        ولأن بيت المقدس أثيرة لدى المسلمين, إذ أسري إليها الرسول صلى الله عليه سلم, وكانت قبلتهم الأولى لنحو عام ونصف قبل أن تتحول إلى الكعبة في مكة, فقد استجاب الخليفة لطلب بطريرك المدينة وشرطه الذي فاوض أبا عبيدة عليه. وما لبث عمر أن قدم إلى الشام, متوقفا في الجابية - وهي إحدى حواضر الغساسنة وربما تحوّلت بعد انتصار هرقل على الفرس إلى معسكر بيزنطي - حيث عقد اجتماعا مع أمراء الأجناد المسلمين, مناقشا معهم متغيرات المرحلة وآفاقها, وما تفترضه من خطط لتحصين المنجزات العسكرية. وفي ضوء ذلك اتخذ قرارا باستئناف عمليات الفتوح على جبهتين: الأولى في الجزيرة, وقد عهد أمرها إلى عياض بن غنم الفهري (من عشيرة أبي عبيدة), والثانية في مصر التي تولى شأنها عمرو بن العاص, حيث باتت على تخومها بعد انتشار قواته في فلسطين حتى غزة. ثم سار الخليفة بعد ذلك إلى بيت المقدس, وعقد صلحا مع البطريرك, منح فيه أهل المدينة الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم, فيما خرج الرافضون للصلح, وعلى رأسهم حاكمها (أرطبون) إلى مصر, ملتحقا بالبيزنطيين فيها, وكان ذلك في العام السابع عشر للهجرة (638م).

        كان أبو عبيدة شاهدا على الصلح في بيت المقدس, أميرا لجيوش المسلمين وحاكما على بلاد الشام, مما أكسبه دورا مؤثرا, لا في ولايته فحسب, بل في القرار السياسي للخليفة الذي وجد فيه الحليف الأقرب إليه من الصحابة الكبار. وعلى الرغم من الهالة التي كانت له, وهي مما ضاق به عمر إزاء قادة آخرين, على نحو ما جرى مع خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني وسعد بن أبي وقاص, منتقدا بعض ممارساتهم, وحائلا دون اتخاذهم, لاسيما القادة العسكريين, مراكز نفوذ على حساب السلطة المركزية, فإن صاحبه الأثير عامل الشام, لم يترك في نفسه ما يريب بصدقيته ورصانة أسلوبه وسلامة رؤيته. وفي ضوء ذلك, حقق أبو عبيدة نجاحا كبيرا في مهمته بالشام, مؤسسا إدارتها, ومحصنا ثغورها, ومرسّخا وحدة القبائل فيها, وعاملا على صهر المجتمع في إطار الإسلام وأحكامه. كما أعطت سياسته الاقتصادية ثمارها, معززة الاستقرار في هذه الولاية التي نمت بسرعة وباتت الأكثر غنى بين ولايات الخلافة الراشدية. وفي هذا السياق يروي الطبري أن مجاعة أصابت المدينة, (فكتب عمر إلى أمراء الأمصار يستغيثهم, فكان أول من قدم عليه أبوعبيدة بن الجراح بأربعة آلاف راحلة من طعام, فولاّه قسمتها فيمن حول المدينة, فقسّمها وانصرف إلى عمله).
        إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

        تعليق


        • #19
          طاعون عمواس

          وكان ذلك آخر العهد بأبي عبيدة, حيث تربّص به الموت إثر عودته إلى الشام التي شهدت رحيلا جماعيا لغالبية قادة الفتوح, بعد أن عصف بهم طاعون عمواس الشهير (18هـ/639م), وكان له من العمر ثمان وخمسون سنة. وقد ترك رحيلهم حزنا عميقا لدى عمر الذي افتقد على الخصوص في أبي عبيدة شريكا في الحكم, وكان يرى فيه الخليفة من بعده, مفصحا عن ذلك بعد سنوات خمس في معرض الرد على أحد الذين أشاروا عليه بأن يستخلف على نحو ما فعل أبو بكر, فقال: (لو كان أبو عبيدة حيّا لاستخلفته وقلت لربي إن سألني: سمعت نبيك يقول إنه أمين هذه الأمة).

          ويبقى أن موضوعة أبي عبيدة بن الجراح, ليست مما يسهل على المؤرخ الخوض فيها, لافتقاده التفاصيل التي تأخذ به إلى قراءة تتكافأ مع دور بن الجراح في حركة الإسلام وانتشارها في المنطقة الشامية, حيث كانت هذه في أولويات سياسة الرسول صلى الله عليه سلم, واجدا فيها المدى الاستراتيجي الحيوي لدولته. ولعل هذا الحضور الخافت لأبي عبيدة في الروايات التاريخية, إنما يعود إلى طبيعة شخصيته النازعة إلى الحوار, بعيدا عن الصراعات التي طالما استهوت الإخباريين وخاضوا في تفاصيلها. كما أنه وعلى الرغم من وجوده في صميم الحدث الساخن, قائدا لجيوش الشام, فإنه لم يحط نفسه بهالة صانعي التاريخ, بقدر ما كانت القضية متغلبة على النوازع في نفسه, وفي كل الأحوال فهو حاضر في الذاكرة العربية, وبسطوع أكثر مما حملته المرويات التاريخية في ثناياها عنه.
          إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

          تعليق


          • #20
            عبد الرحمن بن عوف

            عبد الرحمن بن عوف
            أحد العشرة المبشرين بالجنة.

            عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارعإلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه و فور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين ، هاجر إلى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة ، كما هاجر إلى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها ، فأصيب يوم أحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه.

            التجارة
            كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا , وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،فقال سعد لعبد الرحمن أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر آيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها , فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك ،دُلوني على السوق , وخرج إلى السوق فاشترى وباع وربح.
            إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

            تعليق


            • #21
              كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ،وإنما لله والمسلمون حقا فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما يابن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا، فأقرض الله يُطلق لك قدميك , ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين و فقراء المسلمين ، وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة، وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة , وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم , وخلّف بعده ذهبُ كثير ، ضُرب بالفؤوس حتى مجلتمنه أيدي الرجال.

              قافلة الإيمان

              في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة إليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال ، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا ، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ماهذا الذي يحدث في المدينة ,وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين قافلة تحدث كل هذه الرجّة, فقالوا لها أجل يا أم المؤمنين ، إنها سبعمائة راحلة وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا,ووصلت هذه الكلمات إلى عبد الرحمن بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة ، فحثَّ خُطاه إلى السيدة عائشة وقال لها لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه , ثم قال أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتا بها وأحلا سها في سبيل الله , ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها.
              إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

              تعليق


              • #22
                الخوف

                وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه ، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة ، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه ما يبكيك يا أبا محمد قال: لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا .
                وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم .
                إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                تعليق


                • #23
                  الهروب من السلطة

                  كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض ) وأشار الجميع إلى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقالو الله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إليّ من ذلك , وفور اجتماع الستة لاختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه- لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء ، وأمين في أهل الأرض ) فاختار عبد الرحمن بن عوف,عثمان بن عفان , للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره.
                  إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                  تعليق


                  • #24
                    وفاته

                    في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه , رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها إلى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه إلى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ توافقا يوما أيهما مات بعد الآخرفيدفن إلى جوار صاحبه, وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرةما كان لي من مال ولكن سرعان ما غشته السكينة وأشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, عبد الرحمن بن عوف في الجنة هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين.
                    إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                    تعليق


                    • #25
                      الشاعر الشهيد عبد الله بن رواحة

                      الشاعر الشهيد
                      عبد الله بن رواحة

                      إنه الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة الخزرجي الأنصاري -رضي الله عنه- وكان يكنى أبا محمد.

                      وقد حضر بيعتي العقبة الأولى والثانية، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق، وكان أحد شعراء النبي الثلاثة، وكان بين يدي النبي في عمرة القضاء يقول:
                      خَلُّوا بني الكُفَّار عَنْ سَبيلِهِ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
                      ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيـله
                      فنادى عليه عمر وقال له: في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول هذا الشعر؟ فقال له النبي (خَلِّ عنه يا عمر، فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وَقْعِ النبل) [أبو يعلي].
                      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                      تعليق


                      • #26
                        وكان عبد الله عابدًا محبًا لمجالس العلم والذِّكر، فيروى أنه كان إذا لقى رجلا من أصحابه قال له: تعال نؤمن بربنا ساعة. وذات مرة سمعه أحد الصحابة يقول ذلك، فذهب إلى النبي ، وقال: يا رسول الله، ألا ترى ابن رواحة، يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟! فقال له النبي : (رحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة) [أحمد].
                        وذات مرة ذهب عبد الله إلى المسجد والنبي يخطب، وقبل أن يدخل سمع النبي يقول: (اجلسوا) فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ النبي من خطبتيه، فبلغ ذلك النبي، فقال له: (زادك الله حرصًا على طواعية الله ورسوله) [البيهقي].

                        وكان كثير الخوف والخشية من الله، وكان يبكي كثيرًا، ويقول: إن الله تعالى قال: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 17]، فلا أدري أأنجو منها أم لا؟
                        إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                        تعليق


                        • #27
                          وعُرفَ عبد الله بن رواحة بكثرة الصيام حتى في الأيام الشديدة الحر، يقول أبو الدرداء -رضي الله عنه- خرجنا مع النبي في بعض أسفاره في يوم حار حتى وضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا النبي وابن رواحة.

                          ولما نزل قول الله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون} [224-226] أخذ عبد الله في البكاء لأنه كان شاعرًا يقول الشعر، ويدافع به عن الإسلام والمسلمين، وقال لنفسه: قد علم الله أني منهم، وكان معه كعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وهم شعراء الرسول الثلاثة، فنزل قول الله تعالى: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا وانتصروا من بعد ما ظلموا} [_الشعراء: 227]. ففرح عبد الله بذلك، واستمر في نصرة المسلمين بشعره.

                          وذات يوم أنشد عبد الله من شعره بين يدي النبي، وقال:
                          إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الخَيْــــرَ أَعْرِفُـــهُ
                          وَاللهُ يَعْرِفُ أنْ ما خَانَنِي الخَبَــــــرُ
                          أَنْتَ النبي وَمَنْ يُحْــرَمْ شَفَاعَتُـــــهُ
                          يَوْمَ الحِسَابِ لَقَدْ أَزْرَى بِـهِ القَــــدَرُ
                          فَثَّبَتَ اللهُ مَا آتَـــاكَ مـِنْ حـُسْـــنٍ
                          تَثَبِيتَ مَــــوسَى وَنَصْرًا كَالذي نَصَروا
                          فدعا له الرسول (وإياك فثبَّتَكَ الله) [ابن سعد].
                          إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                          تعليق


                          • #28
                            وكما نصر عبد الله الإسلام في ميدان الكلمة، فقد نصره باقتدار في ميدان الحرب والجهاد بشجاعته وفروسيته.

                            وكان ابن رواحة أمينًا عادلاً، وقد أرسله النبي إلى يهود خيبر؛ ليأخذ الخراج والجزية مما في أراضيهم، فحاولوا إعطاءه رشوة؛ ليخفف عنهم الخراج، فقال لهم: يا أعداء الله، تطعموني السحت؟ والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إليَّ، ولأنتم أبغض إليَّ من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم (أي أتعامل معكم بالعدل).

                            وفي شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة، علم الرسول أن الروم قد حشدوا جيوشهم استعدادًا للهجوم على المسلمين، فأرسل النبي جيشًا إلى حدود الشام عدده ثلاثة آلاف مقاتل؛ ليؤمِّن الحدود الإسلامية من أطماع الروم، وجعل زيد بن حارثة أميرًا على الجيش، وقال لهم: (إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رَواحة) [البخاري].
                            فلما وصل جيش المسلمين إلي حدود الشام، علموا أن عدد جيش الروم مائتا ألف فارس، فقالوا: نكتب إلى النبي ليرسل إلينا مددًا من الرجال، أو يأمرنا أن نرجع أو أي أمر آخر، فقال لهم ابن رواحة: يا قوم، والله إن التي تكرهون هي التي خرجتم تطلبون، إنها الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور (نصر) وإما شهادة.
                            فكبر المسلمون وواصلوا مسيرتهم حتى نزلوا قرية بالشام تسمى مؤتة، وفيها دارت الحرب، وقاتل المسلمون أعداءهم قتالاً شديدًا، وأخذ زيد بن حارثة يقاتل ومعه راية المسلمين، فاستشهد زيد، فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب، وراح يقاتل في شجاعة حتى استشهد، فأخذ عبد الله الراية، فأحس في نفسه بعض التردد، ولكنه سرعان ما تشجع، وراح يقاتل في شجاعة ويقول:
                            أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلِنَّـه طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرهِنَّـــــــه
                            فَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّـة مَالِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الجَنَّــــةْ
                            يَا نَفْسُ إلا تُقْتَلِى تَمُوتـي وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ أُعْطِيـــــت
                            إِنْ تَفْعَلِى فَعْلَهُمَا هُدِيـتِ وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَد شُقِيــــتِ

                            ونال عبد الله الشهادة، ولحق بصاحبيه زيد وجعفر.
                            إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                            تعليق


                            • #29
                              جزاك الله خير اخي الوليد من السباقين دائما
                              اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
                              http://www.rasoulallah.net/

                              http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

                              http://almhalhal.maktoobblog.com/



                              تعليق


                              • #30
                                الله يجعلما أنا و انت اخوي المهلهل من السباقين ألى الجنة...

                                نحن و جميع الاخوة و الاحبة...
                                إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                                تعليق

                                يعمل...
                                X