سقوط الأندلس
من جملة الأشياء التي اتفق عليها تقريبا كل العرب إلى درجة أنها أصبحت في أذهانهم حقيقة راسخة لا تقبل الجدال، هي أن أجدادنا صنعوا في الأندلس واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ وأكثرها تقدما وتسامحا وعدلا وتعايشا بين الأديان… ونسي العرب أن يسألوا أنفسهم:إذا كان عرب إسبانيا بهذه الدرجة من التقدم والتسامح والعدالة، فلماذا طردهم سكان البلاد الأصليين؟
ولماذا تنكر الإسبان للهوية العربية الإسلامية دون رجعة ودون أي علامة أسف أو ندم؟
البداية الخاطئةمن جملة الأشياء التي اتفق عليها تقريبا كل العرب إلى درجة أنها أصبحت في أذهانهم حقيقة راسخة لا تقبل الجدال، هي أن أجدادنا صنعوا في الأندلس واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ وأكثرها تقدما وتسامحا وعدلا وتعايشا بين الأديان… ونسي العرب أن يسألوا أنفسهم:إذا كان عرب إسبانيا بهذه الدرجة من التقدم والتسامح والعدالة، فلماذا طردهم سكان البلاد الأصليين؟
ولماذا تنكر الإسبان للهوية العربية الإسلامية دون رجعة ودون أي علامة أسف أو ندم؟
كتب “موسى بن نصير” إلى “الوليد بن عبد الملك” يخبره أنه يريد غزو إسبانيا بعد الإشارات الإيجابية التي تلقاها من حاكم سبتة “يوليان”، فأمره الوليد أن يغزوها بالسرايا من البربر وليس من العرب، وذلك خوفا على الجنس العربي من “بحر شديد الأهوال”… بعث موسى رجلاً من الموالي (العبيد) إسمه “طريف” في أربعمائة رجل ومعهم مائة فرس، أغار المسلمون على الجزيرة الخضراء فأصابوا غنائم كثيرة من النساء والأموال والمجوهرات ورجعوا في رمضان سنة 710م. لما رأى البربر ما جلبه “طريف” من الغنائم والأسلاب ، تدافعوا إلى طلب المشاركة في الغزو طمعا في مزيد من السبايا والأموال والأنفال… ولكي ينشر الرعب في الأوساط الإسبانية أشاع طريف ومن معه بأنهم من آكلي لحوم البشر، ويحررون بقية الأسرى لكي ينقلوا الخبر إلى بقية الإسبان … ثم جاء موعد فتح الأندلس سنة 711م، وكان القائد البربري “طارق بن زياد” هو المرشح لقيادة الجيش المتكون من 12.000 جندي من البربر ومعهم قليل من العرب… انتصر جيش طارق بن زياد على مائة ألف مقاتل قوطي يرأسهم الملك لوذريق (رودريك) الذي مات في المعركة، وفتح طارق كل بلاد إسبانيا في بضعة أشهر، وغنم الكثير من النساء والأموال والثروات.
بلغ موسى بن نصير ما صنعه طارق من غزوات وغنائم فحسده وأحس بالغيرة، فكتب إلى طارق يأمره بأن لا يتوغل بغير إذنه وأن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به. استخلف موسى بن نصير على القيروان ابنه عبد الله وخرج من المدينة في عسكر ضخم قاصدا الأندلس سنة 712م في 18.000 جندي. بمجرد وصوله إلى الأندلس، قام بعزل طارق بن زياد عن الإمارة، وبدأ يبحث عن مدائن لم تسقط ليغزوها وينافس طارق فيما فعله ، ثم استخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى، ولما عبر البحر إلى سبتة استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك، واستخلف على إفريقية وأعمالها ابنه الكبير عبد الله، اى احتكر حكم ولايات المغرب والأندلس لأبنائه دون غيرهم!!! .
ثم سار إلى الشام وحمل الأموال التي غنمها من الأندلس ومعه ثلاثون ألف عذراء (!!!) من بنات ملوك القوط وأعيانهم ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى. مات الوليد بن عبد الملك، وخلفه سليمان بن عبد الملك، ولم تكن علاقته جيدة مع موسى بن نصير، فعزله عن جميع أعماله وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته . دفع موسى بن نصير غاليا ثمن المظالم التي ارتكبها في المغرب والأندلس، ومن ذلك أنهم جاؤوه برأس ابنه عبد العزيز ووضعوها بين يديه . وكان سبب قتله أنه تزوج امرأة رودريك المسيحية، وأحبها جدا وحظيت عنده، وانتشر الخبر بين الناس أنه أصبح مسيحيا، فثار عليه المسلمون وقتلوه وقطعوا رأسه …
الخلاصة من القراءة الموضوعية لكتب التاريخ التي تحدثت عن فتح الأندلس هي أن العرب فتحوا الأندلس لغاية تكاد تكون وحيدة، وهي تحويل وجهة التدافع الاجتماعي الأمازيغي من الثورة ضد العرب إلى الثورة من أجل غزو الأندلس طمعا في نسائها وثرواتها، ثم إذا ربح البربر في الحرب، استفادت العائلة المالكة الأموية من خمس الغنائم الشرعية، وإذا هلك جند البربر على يد الإسبان، استراح العرب من ثوراتهم المتتالية التي كانت لا تنتهي منذ زمن الكاهنة وكسيلة…
وتتفق كل كتب التاريخ، على أن القوط (سكان إسبانيا في ذلك الوقت) كانوا يعتقدون أن المسلمين لن يكونوا سوى أداة لإنهاء حكم الملك الغاشم رودريك، وأنهم سيأخذون ما يستطيعون أخذه من الغنائم والنساء وسيعودون أدراجهم إلى افريقية. ولكن اكتشف القوط في نهاية الأمر أن المسلمين كانوا يضمرون البقاء في بلدهم للاستمتاع بنساء إسبانيا وثرواتها إلى الأبد. ولم تذكر المصادر التاريخية عددا يفوق عدد النساء العذارى اللاتي رجع بهن موسى بن نصير إلى الشام
(30.000 عذراء!!!)، ونكاد نجزم أن المسلمين أفرغوا إسبانيا تقريبا من العذارى في ذلك الوقت!!! وكان واضحا أن الإسبان أضمروا حقدا وكرها دفينا للمسلمين ستظهر ملامحه في الأحداث التاريخية التالية.
يتبع
بلغ موسى بن نصير ما صنعه طارق من غزوات وغنائم فحسده وأحس بالغيرة، فكتب إلى طارق يأمره بأن لا يتوغل بغير إذنه وأن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به. استخلف موسى بن نصير على القيروان ابنه عبد الله وخرج من المدينة في عسكر ضخم قاصدا الأندلس سنة 712م في 18.000 جندي. بمجرد وصوله إلى الأندلس، قام بعزل طارق بن زياد عن الإمارة، وبدأ يبحث عن مدائن لم تسقط ليغزوها وينافس طارق فيما فعله ، ثم استخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى، ولما عبر البحر إلى سبتة استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك، واستخلف على إفريقية وأعمالها ابنه الكبير عبد الله، اى احتكر حكم ولايات المغرب والأندلس لأبنائه دون غيرهم!!! .
ثم سار إلى الشام وحمل الأموال التي غنمها من الأندلس ومعه ثلاثون ألف عذراء (!!!) من بنات ملوك القوط وأعيانهم ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى. مات الوليد بن عبد الملك، وخلفه سليمان بن عبد الملك، ولم تكن علاقته جيدة مع موسى بن نصير، فعزله عن جميع أعماله وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته . دفع موسى بن نصير غاليا ثمن المظالم التي ارتكبها في المغرب والأندلس، ومن ذلك أنهم جاؤوه برأس ابنه عبد العزيز ووضعوها بين يديه . وكان سبب قتله أنه تزوج امرأة رودريك المسيحية، وأحبها جدا وحظيت عنده، وانتشر الخبر بين الناس أنه أصبح مسيحيا، فثار عليه المسلمون وقتلوه وقطعوا رأسه …
الخلاصة من القراءة الموضوعية لكتب التاريخ التي تحدثت عن فتح الأندلس هي أن العرب فتحوا الأندلس لغاية تكاد تكون وحيدة، وهي تحويل وجهة التدافع الاجتماعي الأمازيغي من الثورة ضد العرب إلى الثورة من أجل غزو الأندلس طمعا في نسائها وثرواتها، ثم إذا ربح البربر في الحرب، استفادت العائلة المالكة الأموية من خمس الغنائم الشرعية، وإذا هلك جند البربر على يد الإسبان، استراح العرب من ثوراتهم المتتالية التي كانت لا تنتهي منذ زمن الكاهنة وكسيلة…
وتتفق كل كتب التاريخ، على أن القوط (سكان إسبانيا في ذلك الوقت) كانوا يعتقدون أن المسلمين لن يكونوا سوى أداة لإنهاء حكم الملك الغاشم رودريك، وأنهم سيأخذون ما يستطيعون أخذه من الغنائم والنساء وسيعودون أدراجهم إلى افريقية. ولكن اكتشف القوط في نهاية الأمر أن المسلمين كانوا يضمرون البقاء في بلدهم للاستمتاع بنساء إسبانيا وثرواتها إلى الأبد. ولم تذكر المصادر التاريخية عددا يفوق عدد النساء العذارى اللاتي رجع بهن موسى بن نصير إلى الشام
(30.000 عذراء!!!)، ونكاد نجزم أن المسلمين أفرغوا إسبانيا تقريبا من العذارى في ذلك الوقت!!! وكان واضحا أن الإسبان أضمروا حقدا وكرها دفينا للمسلمين ستظهر ملامحه في الأحداث التاريخية التالية.
يتبع
تعليق