في الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الأحد 16 / 7 / 1426هـ رنَّ هاتفي الجوّال .. وإذا به أحدُ أصدقائي الفضلاء ..
سلَّمَ علي .. وبعد السلام مباشرةً أسرعَ بالسؤالِ قائلاً:
بشّرني .. أأنت في الرياض ؟ (والرياض مقرُّ إقامتي)
فهو يظنُّ أني ما زلتُ مسافراً ..
فأجبته: نعم ... أنا في الرياض ..
فقال: نحنُ الآن في مقرِّ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنْكر (وهي هيئة رسميّة لا يوجد مثلها في جميع دول العالم) ..
وقد قمنا بالقبضِ على شابيّنِ مع فتاتيّنِ في لقاءٍ غيرِ شرعي ..
فدعوتُ الله للقائمين على هذه الهيئة أن يحفظهم ويسدِّدَ خطاهم ... وأن يجعلَ الرُعبَ في قلوبِ أعدائهم ..
ولكم أيّها القرّاء أن تسألوني ... لماذا كان صاحبك حريصاً على التأكدِ من أنَّكَ في الرياض ؟
وما الذي كانوا يريدونَ منك ؟
فأقول: هنا يأتي الطريفُ في الأمر ..
لقد كان الشابان من فئة الصّم والبكم!! ..
وماذا عن الفتاتين ؟ .. هما كذلك من نفس الفئة !!
وبحكمِ عملي كوكيلٍ لمعهد الأمل للصّم أرادوا منّي المساعدة في عمليّة التفاهم والتحقيقِ معهم فالمسألةُ تحتاجُ إلى متخصّصٍ في إشارة الصم ..
فما كان منّي إلاّ أن لبيّتُ طلبهم ..
ومن المؤكد أنّ لي ولكم مجموعة من الأسئلة والتعليقات على هذه الحادثة ..
أولاً: كيف تمَّ ربط الموعد بينهم ؟
إنه عن طريق رسائل الجوّال ... ويا ليتَ شعري ماذا سيحصلُ عندما تأتي خدمة إظهارُ صورة المتصل ؟!
ثانياً: ما مدى مشابهة الصّم للأسوياء في الحياة العامة ؟
إنّهم مثلهم تماماً فمنهم الطيّب ومنهم الخبيث .. ويعيشونَ بشكلٍ طبيعي في جميع تعاملاتهم .. إلاّ أنهم بطيئون ، وضعفاء في الناحية التعليمية .. وذلك بسبب فقدان حاسة السمع ... وهي الحاسة التي بدأ الله بها وهو يذكرُ بعضَ نعمه على خلقه حيثُ يقول: ( قل هو الذي أنشأكم وجعلَ لكم السمعَ والأبصارَ والأفئدةَ قليلاً ما تشكرون )
ثالثاً: هل يحصلُ منهم مثلُ هذه الشناعات الأخلاقيّة .. ألا تحدُّ إعاقتهم من ذلك ؟
إنهم ليتعرضون من الفتن كما يتعرّضُ لها الأسوياء .. فهم يشاهدون القنوات الفضائيّة ... بما تحمله من فساد عريض .. وصور فاضحة ، والشيطانُ (أعاذنا الله منه) يحاولُ معهم كما يحاولُ مع غيرهم ويتجاوبُ معه الكثير ...
فكثيرٌ وقعَ في الدخان ..
والبعض وقعَ في الإدمان ..
ومنهم من يتنقّلُ بين الأوطان ..
لا للدعوة .. أو طلب العلم .. بل لزيادة الذنوب والعصيان ..
رابعاً: ليتكم أيّها القرّاء معي وأنا أناقش الشابين ومن ثمَّ الفتاتين .. لتروا كيفَ انطبقَ عليهم قولُ الله عز وجل في سورة الزخرف: ( الأخلاءُ يومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدو إلاّ المتقين ) ..
فأحد الشابين يتبرأ من صاحبه ويقول: أنا ليس لي علاقة مباشرة .. فصاحبي هو الذي دبّرَ كلَّ شيء ..
وأمّا الفتاتان فلم تكتفِ إحداهما بمجرّد البراءة من صاحبتها .. بل أخذت تمدُّ يَدَها عليها بالضرب كلّما سنحت لها الفرصة .. حتى قام المسؤولون بتفريقهما ..
وأمّا الأخرى .. فأخذت تبكي وتتوسّلُ أهلَ الحسبة أن أطلقونا .. فإن عدنا .. فإنّا ظالمون ..
وليست المسألة بهذه السهولة حتى تُلبّى لها رغبتُها ..
..!! ساعة الصفر !!..
وهي الساعة التي اقتربَ فيها مجيءُ أولياء الأمور إلى مركز الهيئة ليتبيّنوا تفاصيل القضيّة ..
فكم منهم ممّن لا تحملهُ قدماه من هولِ المفاجأة ..
بل .. كم ممّن يسقُطُ مغشيّاً عليه حينما يقالُ له:
إنَّ ابنتكَ قد قُبِضَ عليها في قضيّةٍ أخلاقية ..
يا الله ... ما أفضعَهُ من موقف ..
وما أشنعَهُ من خبر ..
يا ربِّ شُقَّ الأرضَ لتبتلعنا .. ولا أن نقِفَ هذا الموقف ..
إنَّ مجرّدَ تصوّره ليصيبُ الإنسانَ بالإحباط الشديد .. فما بالكم وهو واقِعٌ لبعضِ الآباء والأمهات مع بناتهم ..
إنّه أمرٌ جلل .. وثمرةٌ بغيضةٌ لم تكن في حُسبان الأربعة وهم في غمرتهم ساهون ..
فهل تعي الفتياتُ هذا الدرس برغبتهنّ ؟
أم أنهنَّ بحاجةٍ إلى خوض مثل هذه التجربة القاتلة ليعينَ الدرس رغماً عنهن ؟؟
أخيراً .. أقول ..
لله درُّهم .. ما أشرفَ وأجلَّ وظيفتهم ..
ما أروعَ ما يبذلون .. وما أشدَّ ما يقاسون ..
إنهم في النّهارِ يتوقّدون حماساً ..
وفي الليل بين الطُرقاتِ حرّاساً ..
فيا ربِّ زد أبدانهم قوّةً .. وزد قلوبهم إيناساً ..
فهم –والله- يقومونَ بما عجزنا عنه ... ويدفعونَ ما بخلنا به ..
يعرّضونَ أنفسهم للخطر .. ويواصلون جهدهم تحت زخّاتِ المطر ..
كلُّ هذا من أجلِ إقامة الناس على شرعِ الله تعالى ..
حفاظاً على الصلوات .. وصوناً لأعراض الشباب والفتيات .. ومنعاً لمظاهرِ التقليدِ والخرافات ..
إنّهم..
الآمرون بالمعروف والناهونَ عن المنكر .
منقول عن صيد الفوائد
سلَّمَ علي .. وبعد السلام مباشرةً أسرعَ بالسؤالِ قائلاً:
بشّرني .. أأنت في الرياض ؟ (والرياض مقرُّ إقامتي)
فهو يظنُّ أني ما زلتُ مسافراً ..
فأجبته: نعم ... أنا في الرياض ..
فقال: نحنُ الآن في مقرِّ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنْكر (وهي هيئة رسميّة لا يوجد مثلها في جميع دول العالم) ..
وقد قمنا بالقبضِ على شابيّنِ مع فتاتيّنِ في لقاءٍ غيرِ شرعي ..
فدعوتُ الله للقائمين على هذه الهيئة أن يحفظهم ويسدِّدَ خطاهم ... وأن يجعلَ الرُعبَ في قلوبِ أعدائهم ..
ولكم أيّها القرّاء أن تسألوني ... لماذا كان صاحبك حريصاً على التأكدِ من أنَّكَ في الرياض ؟
وما الذي كانوا يريدونَ منك ؟
فأقول: هنا يأتي الطريفُ في الأمر ..
لقد كان الشابان من فئة الصّم والبكم!! ..
وماذا عن الفتاتين ؟ .. هما كذلك من نفس الفئة !!
وبحكمِ عملي كوكيلٍ لمعهد الأمل للصّم أرادوا منّي المساعدة في عمليّة التفاهم والتحقيقِ معهم فالمسألةُ تحتاجُ إلى متخصّصٍ في إشارة الصم ..
فما كان منّي إلاّ أن لبيّتُ طلبهم ..
ومن المؤكد أنّ لي ولكم مجموعة من الأسئلة والتعليقات على هذه الحادثة ..
أولاً: كيف تمَّ ربط الموعد بينهم ؟
إنه عن طريق رسائل الجوّال ... ويا ليتَ شعري ماذا سيحصلُ عندما تأتي خدمة إظهارُ صورة المتصل ؟!
ثانياً: ما مدى مشابهة الصّم للأسوياء في الحياة العامة ؟
إنّهم مثلهم تماماً فمنهم الطيّب ومنهم الخبيث .. ويعيشونَ بشكلٍ طبيعي في جميع تعاملاتهم .. إلاّ أنهم بطيئون ، وضعفاء في الناحية التعليمية .. وذلك بسبب فقدان حاسة السمع ... وهي الحاسة التي بدأ الله بها وهو يذكرُ بعضَ نعمه على خلقه حيثُ يقول: ( قل هو الذي أنشأكم وجعلَ لكم السمعَ والأبصارَ والأفئدةَ قليلاً ما تشكرون )
ثالثاً: هل يحصلُ منهم مثلُ هذه الشناعات الأخلاقيّة .. ألا تحدُّ إعاقتهم من ذلك ؟
إنهم ليتعرضون من الفتن كما يتعرّضُ لها الأسوياء .. فهم يشاهدون القنوات الفضائيّة ... بما تحمله من فساد عريض .. وصور فاضحة ، والشيطانُ (أعاذنا الله منه) يحاولُ معهم كما يحاولُ مع غيرهم ويتجاوبُ معه الكثير ...
فكثيرٌ وقعَ في الدخان ..
والبعض وقعَ في الإدمان ..
ومنهم من يتنقّلُ بين الأوطان ..
لا للدعوة .. أو طلب العلم .. بل لزيادة الذنوب والعصيان ..
رابعاً: ليتكم أيّها القرّاء معي وأنا أناقش الشابين ومن ثمَّ الفتاتين .. لتروا كيفَ انطبقَ عليهم قولُ الله عز وجل في سورة الزخرف: ( الأخلاءُ يومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدو إلاّ المتقين ) ..
فأحد الشابين يتبرأ من صاحبه ويقول: أنا ليس لي علاقة مباشرة .. فصاحبي هو الذي دبّرَ كلَّ شيء ..
وأمّا الفتاتان فلم تكتفِ إحداهما بمجرّد البراءة من صاحبتها .. بل أخذت تمدُّ يَدَها عليها بالضرب كلّما سنحت لها الفرصة .. حتى قام المسؤولون بتفريقهما ..
وأمّا الأخرى .. فأخذت تبكي وتتوسّلُ أهلَ الحسبة أن أطلقونا .. فإن عدنا .. فإنّا ظالمون ..
وليست المسألة بهذه السهولة حتى تُلبّى لها رغبتُها ..
..!! ساعة الصفر !!..
وهي الساعة التي اقتربَ فيها مجيءُ أولياء الأمور إلى مركز الهيئة ليتبيّنوا تفاصيل القضيّة ..
فكم منهم ممّن لا تحملهُ قدماه من هولِ المفاجأة ..
بل .. كم ممّن يسقُطُ مغشيّاً عليه حينما يقالُ له:
إنَّ ابنتكَ قد قُبِضَ عليها في قضيّةٍ أخلاقية ..
يا الله ... ما أفضعَهُ من موقف ..
وما أشنعَهُ من خبر ..
يا ربِّ شُقَّ الأرضَ لتبتلعنا .. ولا أن نقِفَ هذا الموقف ..
إنَّ مجرّدَ تصوّره ليصيبُ الإنسانَ بالإحباط الشديد .. فما بالكم وهو واقِعٌ لبعضِ الآباء والأمهات مع بناتهم ..
إنّه أمرٌ جلل .. وثمرةٌ بغيضةٌ لم تكن في حُسبان الأربعة وهم في غمرتهم ساهون ..
فهل تعي الفتياتُ هذا الدرس برغبتهنّ ؟
أم أنهنَّ بحاجةٍ إلى خوض مثل هذه التجربة القاتلة ليعينَ الدرس رغماً عنهن ؟؟
أخيراً .. أقول ..
لله درُّهم .. ما أشرفَ وأجلَّ وظيفتهم ..
ما أروعَ ما يبذلون .. وما أشدَّ ما يقاسون ..
إنهم في النّهارِ يتوقّدون حماساً ..
وفي الليل بين الطُرقاتِ حرّاساً ..
فيا ربِّ زد أبدانهم قوّةً .. وزد قلوبهم إيناساً ..
فهم –والله- يقومونَ بما عجزنا عنه ... ويدفعونَ ما بخلنا به ..
يعرّضونَ أنفسهم للخطر .. ويواصلون جهدهم تحت زخّاتِ المطر ..
كلُّ هذا من أجلِ إقامة الناس على شرعِ الله تعالى ..
حفاظاً على الصلوات .. وصوناً لأعراض الشباب والفتيات .. ومنعاً لمظاهرِ التقليدِ والخرافات ..
إنّهم..
الآمرون بالمعروف والناهونَ عن المنكر .
منقول عن صيد الفوائد
تعليق