جنون يفوق الخيال
قصة عائلة متعصبة دينيا آمن أفرادها بفكرة غريبة مفادها أن كل شخص من خارج طائفتهم الصغيرة هو "مملوك من قبل الشيطان" كانت تنظر لنفسها على أنها عنوان الطهارة والقداسة ومحصنة تماما أمام الشيطان , أما الآخرون فما هم إلا أدوات بيد الشيطان ويجب أن يتم تطهيرهم بالعنف و القتل عند الإمكان. هذا المذهب المعوج الغريب وهذه المعتقدات المجنونة أدت بالنهاية إلى مأساة مروعة في ذات يوم من عام 1970، وذلك عندما قرر الابن البكر للعائلة ، فرانك ألكسندر ، البالغ من العمر 16 عاما أن والدته وشقيقاته قد تم تملكهن من قبل الشيطان، وبأنهن أصبحن بحاجة للتطهير ..
ويجب أن يقتلن !!. يالها من عائلة مجنونة .. فالتعصب والتطرف - في كل شيء - غالبا ما يقود لتصرفات وأفعال مجنونة ومقززة . لكن قبل أن نخوض في جنون العائلة الطاغي .. دعونا نتعرف عليها قليلا ..
نشأت عائلة أو بالأحرى طائفة ألكسندر في دريسدن وانتقلت لاحقا إلى هامبورغ حيث أصبح رب العائلة ، هارالد ألكسندر ، تلميذا نجيبا لدى جورج ريهل المتعصب دينيا. وكان جورج هذا قد توج نفسه قائدا وزعيما لطائفة دينية تدعى وربر.
طائفة وربر أسسها رجل يدعى يعقوب وربر (1800 - 1864) في أوائل القرن التاسع عشر , الرجل كان روحانيا , لكنه غالى وتطرف في أفكاره وزعم بأنه يوحى إليه وكان من ضمن تعاليمه أن غير المنتسبين للطائفة هم بالأساس أشرار.لحسن الحظ فأن طائفة وربر ظلت صغيرة ولا تتمتع بشعبية تذكر في ألمانيا ، لم يتعدى عدد أعضاءها المئات على مر عقود طويلة منذ تأسيسها ، لكنها للأسف أنتجت الكثير من المجانين ، ومنهم جورج ريهل الذي حدثناكم عنه آنفا وقلنا بأنه عين نفسه زعيما للطائفة حيث أنه وصل لقناعة في ذات يوم من عام 1930s بأنه رسول من عند الله !!.
ولأن شبيه الشيء منجذب إليه ، لذا لا عجب أن أصبح هارالد ألكسندر "المخبول" تلميذا نجيبا لدى "مسيلمة الكذاب" الألماني ! .. وحين مات جورج ريهل , أعلن تلميذه هارالد لزوجته بأنه قد ورث قيادة الطائفة .. ومن حسن حظ هارالد أن زوجته ، داغمار ألكسندر ، كانت لا تقل عنه جنونا ، لذلك آمنت بتلك المعتقدات الغريبة من دون أي إعتراض !
يالها من طائفة معتوهة .. لكن الجنون لم ينتهي هنا للأسف .. بل للتو ابتدأ !! .. فبعد فترة أنجب الزوجان ألكسندر ولدا أسمياه فرانك , وعند ولادته قال هارالد لزوجته بأن أبنهما هذا هو هو رسول الرب و يجب أن يطاع طاعة عمياء و كل نزواته يجب أن تغفر !!وخلال نشأة الصبي ، كانت تتم خدمته من قبل جميع أفراد أسرته .. أمه وأباه وأخته الأكبر سنا مارينا، وشقيقتاه الأصغر سنا التوأم سابين و بيترا .. كان يعامل كالملك , جميع طلباته مجابة وجميع رغباته أوامر يجب أن تنفذ بالحرف الواحد وعلى وجه السرعة . وعندما أصبح فرانك في سن المراهقة، قرر أنه لا يمكن أبدا "تلويث" نفسه مع أجساد نساء من خارج طائفتهم الصغيرة، لذلك أبلغ والده بأنه سوف يبدأ بممارسة الجنس مع والدته و أخته الأكبر سنا مارينا.
تصوروا أبن يمارس الجنس مع أمه !! .. والعجيب أن هذه الرغبة "المقدسة" تم تنفيذها بحذافيرها , وهكذا أصبح زنا المحارم شائعا داخل أسرة ألكسندر، والأدهى أن هارالد كان يشجع أبنه بحماس على ممارسة الجنس مع الأم والابنة الكبرى بأي وقت يشاء . ولاحقا أصبح الأب نفسه يشارك في هذا الجنس العائلي حيث كان يظن أنه يظهر إخلاصه الديني بممارسة الجنس مع إبنته الكبرى، مارينا، و في كثير من الأحيان كان الأب والأبن يمارسان الجنس سوية على نفس المرأة !! ..
أما الزوجة داغمار والأبنة مارينا فقد قبلتا عن طيب خاطر أدوارهما كأداة للمتعة الجنسية وكانتا تعتقدان بأنهما تخدمان رسول الرب .. فرانك ألكسندر. والأدهى من ذلك أن تلك الممارسات الخليعة والقبيحة كانت تجري على مرأى الأختان التوأم الأصغر سنا لفرانك بشكل طبيعي تماما !! .و بالرغم من قلة الأصدقاء لديهم، إلا أنهم (التوأم) تحدثتا علنا في المدرسة حول الطرق التي يسمح لداغمار (والدتهم) ومارينا من خدمة فرانك (رسول الرب) .. و مع انتشار القيل والقال أصبحت الشرطة مهتمة جدا في النبي المزعوم وأسرته. وعندما أحست عائلة ألكسندر بعدم الأمان و إستشعروا مراقبة الشرطة الألمانية لهم قرروا الإنتقال إلى جزر الكناري على عجل وقاموا باستئجار شقة صغيرة في سانتا كروز، عاصمة جزيرة تينيريفي. كان واضحا لسكان المنطقة أن جيرانهم الجدد الـ (ألكسندر) يعيشون بمعزل عن أي نشاطات اجتماعية إذ نادرا ما كانوا يغادرون الشقة. و لكنهم كانوا مصدر إزعاج للجيران بسبب جلسات الصلاة الطويلة و ووصلات الغناء الديني بصوت عالي و بذلك أصبحوا محور حديث الأسر المجاورة. بالنسبة لمصدر دخل الأسرة فقد قامت البنات بالمساعدة ماديا عن طريق العمل كخادمات في المنازل، وكذلك عمل فرانك الأبن ككاتب لدى شركة شحن ولكن بساعات غير منتظمة.
اضطروا إلى كسر الباب للدخول إلى مكان المذبحة. كان مسرح الجريمة مخيف و الأثاث محطم و جميع الأطباق والملابس والأوراق المالية محطمة و ممزقة (بما في ذلك جوازات السفر ووثائق الأسرة).
القتيلات .. الأم ثم الابنة مارينا والابنة بيترا
كان كل شيء مقطع إلى قطع صغيرة. وقد تم طلاء السقف والجدران والأرضيات بالدم. في منتصف أرضية غرفة المعيشة كانت الجثث المشوهة للإبنتين، مارينا 18( عاما) و بيترا 15( عاما). و قد تم قطع الثدي والأعضاء التناسلية الخاصة بالفتاتين وعلقت بواسطة مسامير على أحد الجدران. و قد تم بقر بطن الإبنة الكبرى أيضا. وفي غرفة النوم وجدوا جثة الزوجة داغمار ألكسندر (39 عاما). و أيضا تم قطع ثدييها و أعضائها التناسلية و رميت بعيدا. و إنتزع قلبها و ربط بحبل و علق على الجدار . كان مسرح الجريمة مرعب و يشبه المسلخ ..
في مركز الشرطة المحلية، بدأ فرانك الابن يروي تفاصيل الجريمة البشعة بكل أريحية و هدوء .. اعترف بأنه كان في غرفة النوم عندما دخلت والدته داغمار ووصف ما حدث قائلا :
"رأيت أن أمي كانت تحدق في وجهي وكان لدي شعور أنه لم يكن مسموحا لها أن تنظر في وجهي بهذه الطريقة. ولذلك أخذت شماعة الملابس وضربتها بها على رأسها، وبعد ضربها عدة مرات سقطت فاقدة الوعي، وكان أبي في غرفة المعيشة يعزف على البيانو، فذهبت إليه .. و في طريقي إلى هناك وجدت ماريا فضربتها على رأسها بشماعة الملابس عدة مرات إلى أن فقدت وعيها ثم ذهبت إلى بيترا و ضربتها هي الأخرى. و في أثناء ذلك كان أبي يعزف البيانو و يمجد الرب ، ولكن عندما بدأت بإزالة أعضائهم المحرمة جاء لمساعدتي ".
هارالد ألكسندر أكد كل تصريحات إبنه، مضيفا إن الأعضاء التناسلية لزوجته وبناته "أعضاء محرمة" كان لا بد من إزالتها، مشيرا إلى أن نساء أسرته كن يتوقعن "ساعة القتل" في أي وقت، و أن الأسرة قد ناقشت هذا "الوقت المقدس" وأن النساء قبلن أن يكن أضاحي بشرية للنبي فرانك ألكسندر.
وقال فرانك وهارالد ألكسندر أنهما لم يشعرا بأي ندم، لأن هذا كله كان جزءا من معتقداتهم الدينية، و أن المرأة نجسة وكان لابد من تطهيرها عن طريق القتل، وزعموا أن ضحاياهم – أي الأم والبنات - طهرن من نجاستهن و خطاياهم من خلال القتل وأنهن الآن سعيدات في الجنة. بالنسبة للأب المجنون والأبن المعتوه لم يكن ما اقترفاه جريمة أو شيء يستوجب الندم والحزن ، لا بالعكس ، كان مناسبة للفرح ، حتى أنهم احتفلوا بعد قيامهم بالقتل من خلال العزف على البيانو بالتناوب، والتسبيح و التهليل !! قام الأطباء النفسيين بفحص الأب و أبنه، وخلصوا إلى أن كلاهما غير لائقين عقليا للمثول أمام المحكمة، اعتبروهما مجنونين و أودعا في مصحة عقلية. و لكن لم ينفع العلاج النفسي مع أي منهم و ظلوا على يقين و مقتنعين بأن ذبح أفراد أسرتهم كان عملا من أعمال "التطهير". وأكد كل من الرجلين بأنهم "شهداء" و أنهم يتعرضون للاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينية ولم يبديا أي علامة للشعور بالذنب أو الندم . وواصل هارالد ألكسندر مناداة إبنه فرانك باسم "النبي". أما الابنة التي بقت على قيد الحياة ، سابين ألكسندر، الناجية الوحيدة من الإناث ، فقد توسلت للسلطات من أجل إرسالها إلى المصحة لتكون بقرب شقيقها ووالدها - ولكن تم رفض هذا الطلب. ولاحقا أرسلت إلى دير آمن - وهو المكان الذي تمنت أن تكون فيه معزولة عن "النجاسة" والناس و "الشيطان" !! ولا يزال يوجد قلة قليلة من الأشخاص ينتمون إلى طائفة ألكسندر ولكنهم منعزلين عن المجتمع و الناس .
تعليق