بطليموس العاشر الملقب بي اسكندر الأول
تولى «بطليموس العاشر» حكم البلاد وقد كان ابنًا غير شرعى لـ«بطليموس الثامن». وفى بداية مدة حكمه، لم تعترف روما به ملكًا على مِصر، بل إن مِصر هى تحت وصايتها؛ حيث إن ـ من وجهة نظرها ـ المنصب الملوكى فى مِصر هو لا يزال خاليًا. وادعت أن «إسكندر الثانى» ـ ملك مِصر السابق ـ ترك وصية تضع مِصر من بَعده تحت وصاية روما.
وفى الشام كانت بنات البطالمة يطلبن حق أبنائهن فى حكم مِصر، وقد سعَين فى طلب هذا الحق لدى روما. وحينما علم «بطليموس العاشر» أرسل هو أيضًا رسلًا لإقناع مجلس الشيوخ الرومانى بمُلكه. ظل هذا الصراع ممتدًا فترة طويلة مارًا بمناقشات كثيرة فى مجلس الشيوخ الرومانى، كما ناقشوا ضم مِصر إلى المملكة الرومانية. ولٰكن انتهى الحال إلى القضاء بإبقاء استقلال مِصر.
فى أثناء ذٰلك الوقت، قامت فتنة فى البلاد ضد «بطليموس العاشر» فطلب معونة أحد الأمراء الرومان؛ الذى ساعده فى وأد الفتنة فى مِصر. وقد رد له «بطليموس» جميله هذا بمساعدته بالمال ومعدات الحرب فى حصاره مدينة أورشليم ـ القدس حاليًا، مما جعل الأمير يوصى بـه قيصرَ روما خيرًا، فجعله تحت حمايته وطالب مجلس شيوخ بالاعتراف به ملكًا على مِصر.
ثم قامت روما بنزع قبرص من مِصر وضمها إلى روما، مما أغضب شعب الإسكندرية ورجال الدولة المِصرية فطالبوا ملك مِصر بنقض معاهدته مع قيصر روما وإعداد جيش للتوجه إلى قبرص ونزعها بالقوة من روما. رفض «بطليموس العاشر» طلب الشعب، فقاموا عليه وثارت فتنة عظيمة فى البلاد، ولم يجد الملك مفرًا إلا الهرب إلى روما طلبًا للمعونة.
وبهروب «بطليموس العاشر» إلى روما انقطعت الأخبار عنه فظن الشعب المصرى أنه مات، فقاموا بتولية ابنتيه «كليوباترا» و«برنيقة» حكم مِصر. ثم أرسلوا فى طلب خالهما ملك الشام لمساعدتهما فى تصريف أمور المملكة، إلا أنه كان قد مات. فتكلموا مع أخيه؛ وجاء إلى مِصر. وعند وصوله وجد أن «كليوباترا» كانت قد ماتت بعد أن حكمت مدة عام مع أختها، فتزوج «برنيقة»؛ واشتركا فى الحكم. إلا أن حكمهما لم يستمر طويلًا؛ إذ إن الملكة قد قامت عليه وقتلته، وتزوج بها كاهن هيكل البستان ببلاد الأرمن يُدعى «أرخيلاوس».
فى ذٰلك الوقت، كان «بطليموس العاشر» يفاوض روما ليعود ملكًا على مِصر. وقد ساعدته روما بجيش، وعاد بالفعل ملكًا بعد قتال ضد الجيوش المِصرية هُزمت فيه، ودخلت الجيوش الرومانية إلى مِصر برًا وبحرًا. وبموت «أرخيلاوس» استقر الحال للملك «بطليموس العاشر» وعاد لحكم مِصر، ولٰكنه انتقم من ابنته بقتلها هى ورجال الدولة والأغنياء، وقدَّم أموالهم للرومان الذين تركوا له جنودًا لحراسته حتى مماته. ويذكر المؤرخون أنه لم يقُم بأى عمل خير إبان حكمه البلاد.
بعض مسكوكاته
تعليق