الشيطان الحزين
كل العاب الرعب على الأقل يكون لها بداية وإن كانت قصيرة حتى تعطي للاعب فكرة وخلفية عن اللعبة . لكن ما رأيكم بلعبة ليس لها بداية ولا نهاية ! .. ولا يعرف أحد من أين أتت ولا كيف ظهرت ولا ما الغاية منها أصلا .. لعبة تطل برأسها من أكثر مناطق الانترنت غموضا وظلاما ، حيث المواقع المقفلة بالرموز ، غرف الشات المظلمة ، المنتديات الخاصة بجماعات وطوائف سرية ، الملفات المرفوعة على أقراص داخل حواسيب لا يعلم سوى الله في أي بقعة مظلمة من هذه الأرض تقبع ..
قد تظن بأنك تعلم كل شيء عن الانترنت ، لكن دعني أخيب ظنك ، هناك أماكن لا يدخلها أحد ، هناك بؤر لا يلتقي فيها سوى قراصنة النت المحترفين وتجار المخدرات وسارقو الأعضاء البشرية وعصابات المافيا وممارسي السحر الأسود والقتلة المتسلسلين .. وهناك في أكثر تلك البؤر ظلاما وبرودة .. تقبع لعبتنا ..
إنها لعبة مليئة بالرموز و الصور الغريبة .. لعبة لم يكملها احد حتى يومنا هذا !! ..
قد تتعجب عزيزي القارئ من هذا الكلام .. وقد تظنه مزحة أو ربما قصة من قصص أدب الرعب ..
لكن لا .. هذه اللعبة موجودة وحقيقية ؟! .. لكنها ليست متاحة للجميع ، لسبب مجهول فأن رابط تحميلها يرسل إلى أشخاص محددين فقط .. وأحد هؤلاء الذين اختارهم القدر هو جيمي ، مالك قناة (obscure horror corner ) الخاصة بالعاب الرعب على اليوتيوب حيث أتاه رابط اللعبة على بريده الالكتروني ودفعه الفضول لفتح الرابط و تحميل اللعبة المسماة الشيطان الحزين (sad satan ) ... ومن هنا بدأ الرعب ..
تفتح اللعبة بدون بداية أو مقدمة ، وتعمل من منظور الشخص الأول حيث تجد نفسك في وسط متاهة باهتة الألوان ومحاط بالجدران من الجانبين ، تمشي دون هدف ، أحيانا تكون الألوان باهتة ، وأحيانا تكون معتمة ، وأحيانا متوهجة ، أحيانا هناك نقوش غير مفهومة ، وأحيانا يكون السقف فوق رأسك مفتوح فترى السماء .. وأنت لا تملك أي سلاح ، كل ما يمكنك فعله هو السير دون هدف ، لا تعرف عن ماذا تبحث ، الأصوات و الألوان غير ثابتة ، يوجد صوت همهمة غامضة لا تعرف مصدره ، و حديث بلغة غريبة ، صرخات أطفال ، و أحيانا تسمع صوت خطواتك و أنت لا تفهم شيء .. تبحث عن هدف اللعبة فلا تجده ..
ومن الحين للآخر تتقطع اللعبة لتظهر لك صور غريبة ..
مرة تظهر لك صورة رجل يقف أعلى سلم أو ممر عريض مغطى بالقرون ، وقد أخذت الصورة من زاوية بحث يظهر رأس الرجل وكأن لديه قرنين .. هذا الرجل هو فرانز جوزيف الأمير التاسع لمقاطعة ثيورن في ألمانيا ، وكوخ الصيد الذي التقطت الصورة داخله هو آخر مكان تواجد فيه الأرشيدوق فرانز فرديناند ولي عهد النمسا والمجر قبيل اغتياله على يد ناشط صربي مما أدى إلى إشعال فتيل الحرب العالمية الأولى التي تسببت بموت ملايين البشر .
ومرة تظهر لك صورة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي في السيارة مع زوجته جاكلين قبيل اغتياله بلحظات .
مرة تظهر لك صورة لرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر بصحبة مقدم البرامج الشهير جيمي سافيل وهما يحملان بطاقات مدورة مكتوب عليها كلمة (NSPCC ) وهي مختصر لعبارة الجمعية العمومية لمكافحة القسوة ضد الأطفال . وهذه الصورة تحمل مدلولا هاما ، إذ فيها نوع من التهكم والسخرية ، لأن المذيع جيمي سافيل هو بطل فضيحة كبيرة تفجرت بعد موته ، حيث تبين أنه وخلال سنوات عمله الطويلة اعتدى جنسيا على أكثر من خمسمائة فتاة وصبي .. وإحدى ضحاياه كانت حفيدة شقيقة حين كانت في الثانية عشر من عمرها .
مرة تظهر لك صورة بافوميت .. وهو رمز الشيطان لدى عبدة الشيطان والماسونيين وغيرهم من الجماعات السرية ..
مرة تظهر لك صورة السفاح الياباني تسوتومو مايازاكي وهو آكل لحوم بشر قام باغتصاب وقتل أربع فتيات صغيرات ..
ومرة تظهر لك صورة تمثال العدالة .. المرأة العمياء التي تحمل الميزان بيد والسيف باليد الأخرى ..
ومرة تظهر لك فتاة بدون رأس تجلس على الأرض وتلعب بدمية ..
ومرة تظهر لك صورة الفنان الأسترالي رالف هاريس .. وقد أدين عام 2013 بعدة قضايا تحرش جنسي بالأطفال والمراهقين ..
ومرة تظهر لك صورة اللاعب الكولومبي اندريس اسكوبار الذي قام عن طريق الخطأ بتسجيل هدف في مرماه أمام منتخب الولايات المتحدة مما تسبب في خروج بلاده من البطولة وبسبب هذا الخطأ تم اغتياله رميا بالرصاص عام 1994 من قبل ثلاثة رجال ..
ومرة تظهر لك صورة المخرج البولندي رومان بولانسكي الذي أتهم عام 1977 بالتحرش الجنسي بفتاة في الثالثة عشر من العمر ففر من أمريكا والتجأ إلى فرنسا حيث مازال يعيش حرا طليقا .
ومرة تظهر لك صورة لمجموعة كبيرة من الناس يرتدون ملابس بيضاء مما يدل على أنهم طائفة معينة يقومون بطقوس في مكان نائي يشبه آثار ستونهنج في انجلترا .
ليس هذا فحسب ، فخلال رحلتك في تلك الممرات والدهاليز المخيفة يظهر لك بين الفينة والأخرى ملف أبيض مكتوب عليه بعض الرموز الغير مفهومة .
لكن هل هذا كل شيء .. مجرد ممرات ودهاليز وأصوات وصور ورموز غامضة ..
لا .. ليس هذا كل شيء .. فكأنما صانع اللعبة أراد أن يزيد من حيرتك ورعبك فأرسل لك وسط الطريق بفتاة صغيرة ، تبدو الفتاة يائسة ورأسها منحني للأسفل ، لكنها لا تبدي أي حركة غير حركة تنفسها ، وأنت لا تعرف ماذا عليك أن تفعل ولا كيف تتصرف ، فهي أول شخص تجده وسط هذه المتاهة الشيطانية ، فتبدأ تلتف حولها ، لكنها لا تبدي أية ردة فعل ، ثم تنظر إلى وجهها من أسفل ، فترى انه مشوه ، ثم يبدأ صوت صراخ مخيف جدا ، فتبدأ بالركض .. لكن إلى أين ؟؟ .. والفتاة واقفة في مكانها دون أي حركة .. ثم ينخفض الصوت شيئا فشيئا .. ثم ينتهي ..
فجأة تظهر نقوش وأبواب يمكن الدخول إليها و النظر منها ، ثم تسمع حديثا بالانجليزية ، بعض الأحيان تهديد بالقتل ، ثم تدخل في غرفة وتسمع صراخا مرعبا متواصلا ...
هنا لم يعد اللاعب جيمي يتحمل ما يحدث ، فاللعبة ذات أجواء مرعبة سوداوية تجعل القلب ينبض بسرعة من شدة الخوف .. فقام بغلق اللعبة ثم حذفها .. لكن الغريب أنه يظهر عنده ملف غريب وكلما حذفه يعود من جديد ! .
المؤسف أن جيمي قام بحذف اللعبة ، لأنه لو أحتفظ بالملف الأصلي للعبة لتمكن آخرون من نصبها على حواسيبهم ، ولربما تمكن أحدهم من أكمال اللعبة وكشف أسرارها . لكن الجيد في الأمر هو أن جيمي قام بتصوير المراحل التي قطعها داخل اللعبة ورفعها على شكل خمس مقاطع فيديو منشورة ومتاحة على يوتيوب . وقد حاول الكثيرون ممن شاهدوا هذه المقاطع أن يسبروا أغوارها ويكشفوا أسرارها ورموزها .. وبالفعل أستطاع أحد أعضاء موقع ريديت من فك شفرة بعض الرموز التي كانت تظهر في الملف الأبيض خلال اللعبة ، وكانت هذه هي النتيجة :
لكن ما معنى هذا الكلام ؟ .. هل هي رسالة تهديد ؟ .. ولمن هي موجهة ؟ .. لا احد يعلم ..
أحد الذين أسرتهم هذه اللعبة بأجوائها الغامضة حاول البحث عن مصدرها ، وبحسب هذا الشخص الذي غاص إلى أعماق ما يدعى بـ "النت العميق" ، وهي أجزاء من شبكة الانترنت لا يعرف أكثر الناس بوجودها كما أسلفنا ، وبعد بحث مطول توصل إلى أن مصدر اللعبة يمكن أن يكون شخص مجهول يظهر على بعض المنتديات بأسم (ZK ) ، ومن خلال التعليقات القليلة التي كتبها ذلك الشخص يظهر جليا بأن اهتماماته تقتصر على طقوس عبادة الشيطان واستحضار الشياطين والجن . وهناك من يعتقد بأن (ZK ) ليست مجرد شخص بل هو مختصر لطائفة شيطانية سرية . وهناك من يربط بين هذا الأسم وبين مقطع فيديو تم رفعه على موقع يوتيوب قبل فترة ويحمل أسم (الشيطان الحزين جدا) ويحتوي على موسيقى غريبة وصور مقززة لأجساد متعفنة يسكنها الدود والحشرات وفي نهايته تظهر دماء تسيل بغزارة كأنها تصوير لعملية قتل ضمن طقوس شيطانية سرية ، لكننا لا نرى القاتل ولا المقتول .
طيب ما الغرض من اللعبة ككل .. ما هي الرسالة التي تحملها ؟ ..
لا أحد يعلم أيضا ، لكن هناك تخمينات ..
التخمين الأول هو أن صانعوا اللعبة هم مجموعة من عبدة الشيطان ، أو ربما أعضاء طائفة سرية ، ومن خلال تحليل الصور والأصوات والفتاة الحزينة التي تظهر وسط اللعبة .. كل ذلك يشير إلى أن اللعبة تدور حول مسألة التحرش الجنسي بالأطفال ، وبحسب البعض فأن الرسالة التي تريد اللعبة إيصالها هي أنكم أنتم البشر أسوأ من الشيطان نفسه في أفعالكم وجرائمكم .
هناك تخمين آخر بأن اللعبة هي مجرد مشروع برمجي فاشل ، بإختصار لعبة رعب فاشلة صممها أحدهم وفشل في تسويقها لذلك يرسل روابطها للناس عشوائيا ليدفعهم للعبها .
أما أصحاب التخمين الثالث فلا يعتقدون بأن اللعبة عشوائية ومجرد برمجة فاشلة ، فهي تخفي بين جدران دهاليزها المظلمة الموحشة الكثير من الرسائل .. لكن لمن موجهة هذه الرسائل .. لا أحد يعلم .. وقد تكون فعلا عبارة عن قائمة قتل ترسل إلى أشخاص سيتم استهدافهم مستقبلا .
أخيرا فأن هناك من يرى بأن اللعبة هي من تصميم الشيطان نفسه ! .. نعم هي لعبة شيطانية هدفها التلاعب بعقول الناس وبث الرعب في قلوبهم ، وربما مراحلها المتقدمة تحتوي على أسرار أكثر وتهيئ اللاعبين للتعرض للمس الشيطاني .
تعليق