إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السومرية .. مهد الديانات السماوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السومرية .. مهد الديانات السماوية




    السومرية
    مهد الاديان السماوية


    الجزء الأول

    الاخوة الزملاء
    الموضوع يستحق البحث.. سواء اتفقنا أو اختلفنا.. من الضروري التعرف على الأفكار المطروحة وعلى اجتهادات الآخرين بقدر الإمكان.. ربما تكمن في أقوالهم بعض الحقيقة.. فالحقيقة المطلقة لايملكها بشر.. إنما هي كلوحة البازل.. قطعها موزعة على عقول البشر.. والمحظوظ هو من يستطيع أن يجع أكبر قدر من القطع مع بعضها البعض كما ان هذا الموضوع لا يعبر عن قناعتى الشخصية لما ورد بة وعرضة لمجرد معرفة دروب اخرى للمعرفة


    الانباء عن الارباب والربات لدى السومريين وصلتنا عن طريق صحيفة الملك، Sumerian King List , والصحائف والاسطوانات الطينية. صحيفة الملك تنقل لنا اخبار الارض التي حصلت على امتداد اكثر من 400 الف سنة. هذا التأريخ الطويل وقصص حكامه ، جعلت اغلب المؤرخين يرفضون مصداقيته. ومهما كان الامر فإن الالهة الاولى، التي تتحدث عنها الصحف الاولى، هم: Nephilim Nefilim, Elohim, the "An unna ki" وتعني " هؤلاء الذين من السماء الى الارض جاءوا". هل كانت "صحيفة الملك " هي التي يشار اليها بالصحف الاولى المحفوظة في خزائن؟ والملاحظ ان الميثالوجيا السومرية تعتبر اب الالهة الثلاثة هو الاله الرئيسي، الاصل، وتتوجه اليه بعض التراتيل بصيغة توحيدية، مما يشير الى انهم عرفوا التوحيد بالطريقة الابوية، ولكن تصوراتهم كانت تعكس عالم السماء على شكل عالمهم الارضي، حيث لم يكونوا يعرفون الدولة السياسية الواحدة وانما لازالوا ضمن العائلة، وممالكهم كانت عبارة عن مدن متأخية، وهو الشئ نفسه انعكس في تصوراتهم عن ممالك السماء. ويبدو أن توحيد الالهة جرى عندما تمكن الانسان من الوصول الى توحيد الممالك المتأخية في دولة واحدة فيتبعه ضرورة توحيد الالوهية.

    في الميثيالوجيا السومرية، الاكثر قدما، نجد ان الالهة التي هبطت الى الارض لخلق الانسان، تنقسم الى آلهة طيبة وآلهة شريرة. حسب ماذكرته هذه الصفائح جاءت هذه الآلهة من كوكب نايبيرو Nibiru - "Planet of the Passage". الاشوريين والبابليين اطلقوا على هذا الكوكب اسم مردوخ، على اسم إلههم الاعظم. حسب القصة السومرية فإن سنة واحدة على كوكب نايبرو Nibiru, تعادل 3600 سنة ارضية ( مما تعدون) ويطلق عليها وحدة SAR. وعمر الالهة ، Anunnaki ، في سنة الطوفان العظيم ،كان 120 سار، مما يعني ان عمره بالسنوات الارضية (مماتعدون) كان حوالي 432000 سنة. الا يتشابه الامر مع فرق الزمن على الرواد الذين ينطلقون بسرعة عالية تقارب سرعة الضوء وبين المراقب على سطح الارض؟

    في جداول وكتابات الملوك السومرية، وهي جداول ترجع للقرن الثالث قبل الميلاد ( عصر فجر السلالات من 2850 وحتى 2400 ق م )، والتى دونها امراء السلالات السومرية الاولى وتركوها لنا، مما تم العثور عليه، , جاء بهذه الجداول قوائم باسماء الملوك السومريين ومدة حكم كل منهم وبعض مآثرهم.
    وقد سجلت تلك القوائم ان ثمانية ملوك سومريين فقط حكموا سومر ما يقرب من ربع مليون سنة ( 241200 سنة ) !!
    اى ان متوسط حكم كل منهم 30150 سنة ( اكثر من ثلاثين الف سنة !! ) , وبالتالى فان عمر الواحد منهم كان اكبر من هذا الرقم !!

    يتبع




    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2015-12-20, 12:27 PM.

  • #2


    يقول د. فاضل عبد الواحد على استاذ السومريات :" جدير بالذكر ان أثبات ( قوائم ) الملوك هذه اعطت رقما خياليا للملوك الثمانية الذين قالت عنهم انهم حكموا قبل الطوفان . اذ خصص لهم 241200 سنة . وأغلب الظن ان مثل هذا الرقم الخيالى , انما يعكس فكرة شائعة عند اكثر الامم القديمة , وهى ان الانسان كان فى قديم الزمان يتمتع بعمر طويل وصفات جسدية خارقة . ومن غير المستبعد ان جامع الأثبات ( القوائم ) السومرية لم يكن فى حوزته غير اسماء ثمانية ملوك من قبل الطوفان , فاضطر الى تطويل سنوات حكم كل منهم لتغطى حقبة زمنية تصورها واسعة جدا , وهى التى تفصل بين ظهور اول سلالة حاكمة وبين حدوث الطوفان "

    لقد كانت حادثة الطوفان خطا فاصلا فى طول عمر الانسان , حيث كان عمره، حسب حسب قائمة الملوك السومريين، طويل جدا قبل الطوفان ويصل لاكثر من ثلاثين الف سنة , بينما اصبح عمره حوالى مائة سنة بعد الطوفان ( وهو ايضا امر مشكوك فيه). ان طول عمر الانسان الخيالي، قادم من الاسطورة السومرية الاصل، هى ذات الفكرة التى انتقلت، بعد آلاف السنين الى الاديان، بما فيه الاديان الابراهيمية.

    كاتب سفر التكوين التوراتى يسجل اعمار الاباء الاوائل قبل الطوفان ويمنحهم اعمارا تصل الى الالف سنة لكل واحد منهم , اما بعد الطوفان فيسجل عمر كل انسان بما لا يزيد عن 120 سنة

    من الواضح ان كاتب التكوين تأثر بالاساطير السومرية التى حددت عشرات الالاف من السنين للآدميين الاوائل , فاكتفى بان يحدد اعمار الاباء التوراتيين بمئات السنين قبل الطوفان
    نقرأ فى الاصحاح الخامس من التكوين بعض من هذه القائمة , ويلاحظ انه نقل هذه المعلومات فى قوائم تماما كما فعل السومريين فى قوائم ملوكهم الاوائل :


    آدم عاش 930 سنة
    شيث 912 سنة
    انوش 905 سنة
    قينان 910 سنة
    مهللئيل 895 سنة
    يارد 962 سنة
    متوشالح 969 سنة
    نوح 950 سنة


    وكما انتقلت هذه الاسطورة ( اسطورة طول عمر ملوك سومر الاوائل ) الى التوراة فنسبت للاباء الآدميين الاوائل اعمارا طويلة , كذلك انتقلت الاسطورة التوراتية بدورها الى القرآن الذى قال ان نوح عاش 950 سنة وهو نفس الرقم والعمر الذى ذكرته التوراة :
    وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ " العنكبوت 14
    كما ان الانسان اصبح عمره حوالى مائة سنة بعد حادثة الطوفان كما جاء فى الاساطير السومرية , فان الكاتب التوراتى نهج نفس النهج وجعل حياة الانسان بعد الطوفان لا تزيد عن 120 سنة . فنقرا عن قرار يهوه :
    " فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد لزيغانه هو بشر و تكون ايامه مئة و عشرين سنة " تكوين6 : 3

    وبالفعل بعد الطوفان لا نسمع عن عمر احد تخطى هذا السن

    نفس الفكرة نجدها في الاسلام ايضا، حيث آدم، أبو البشر، كان عمره الف سنة في حين ان حفيده داوود اصبح عمره ستين.

    نموذج عن الكتابة البسمارية الاولى التي استخدمت لحفظ صحف ابراهيم وموسى
    صحيفة الملك Anunnaki King's List التي نقلت لنا هذه الاخبار، تصور شخصياتها احيانا على شكل بشر وفي احيان اخرى على شكل انصاف بشر لهم اجنحة او طيور. غالبا على شكل سحالي، خاصة عندما يجري تقديمهم كمقاتلين. في بعض الاحيان يكونوا كائنات غريبة تماما. جميع هذه القصص تشكل قاعدة مناسبة للبحث في مركباتها لاستخراج لمحات من الادلة، بإعتبار ان جميعها تقدم صورة متواترة ومتكررة لسلسلة زمنية من التاريخ. هذه الصحيفة تقدم لنا بشكل متكرر صراعات تعيد عكس الواقع ذو الوجهين (الخير والشر) وتوجد في كل الُمجمعات الدينية pantheon التي تشكل مسرح الملاحم السماوية بإعتبارها بيت الالهة. يمكن ان يلعب إله واحد عدة ادوار، يظهر لنا بعدة اوجه، جميعها ترتبط بخيط رئيسي، حيث الجوهر، الظاهرة هو الهدف وليس الاسم او الشكل، ان الاله على الاغلب هو الصفات، تتجزء او تتوحد تحت اسم، للدور الذي لعبته الشخصية، في لحظة كونية محددة وليس شخص بذاته، مما ينفي الوثنية بالمعنى الاسلامي للكلمة عن الاديان الاولى، كما لايسمح بإعتبارها من ديانة توحيد، إنها اقرب للهندوسية الحالية، في هذه النقطة. وبشكل عام، يوجد مايكفي للاعتقاد ان اديان الحضارات الحالية، هي تفرعات، في جهات مختلفة، صادرة عن الدين السومري الاول


    احدى الالواح السومرية تحكي لنا عن Enmeduranki, وهو سيد مملكة سيبار، الذي كان محبوبا من قبل الثالوث الالهي Anu, Enlil, Ea, قام كاهن المعبد المضئ Shamash بإختياره واصطحابه الى مجمع الالهة. هناك قام الثالوث الالهي Anu, Enlil, Ea بتعليمه مراقبة الزيت على الماء والعديد من الاسرار الاخرى للالهة. بعد ذلك اعطوه الصحيفة الالهية (الكتاب)، التي تحتوي على اسرار السماء والارض. وعلموه الارقام وعلم الحساب. (لقد علموه مالم يعلم).

    السومريين لم ينادوا الآلهة الاوائل من مجموعة Anunnaki بكلمة إله، وانما كانوا يطلقون عليهم اسم din.gir. هذا الاسم مؤلف من كلمتين الاولى تُلفظ "دين" وتعني الحق او المضئ او الطاهر، وقد تفسر مصدر كلمة " دين" العربية، والثانية " غير" وتستخدم لوصف الحدية كالشفرة. على العموم تعني الكلمة: الحق الحاد او بالذات التعبير اللاهوتي: الصراط المستقيم.


    الوثائق السومرية تقسم التاريخ الى عصرين ماقبل الطوفان العظيم ومابعد الطوفان، وهو ذاته الطوفان الذي ذكره التوراة والقرآن. تقول الاساطير السومرية، ان بعد انخفاض الماء، انتبه مجلس الالهة Anunnaki ان الالهة بعيدة جدا عن الانسان. بعد ذلك نجد التعبير 'elu' المستخدم في الآكادية، ويعني الوحدة العظيمة، (!!) منذ ذلك الحين اصبح من الشائع في البابلية، والسومرية والعبرية والاغاريتية استخدام تعبير : إيل، وهو التعبير ذاته الذي ترجمه الاغريق الى Gud, ولكن نرى ان القرآن اقتبسه مباشرة بشكله السومري وبدون ترجمة او تحريف، إذ جاء في القرآن ( في آية التوبة 8، حيث يقول: كيف وإن يظهروا عليكم لايرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ). وحسب تفاسير القرآن، تعني كلمة إلا الله، (راجع الحاشية الثانية)، مما يؤكد ان إيل الوثني السومري هو ذاته الله الاسلامي، على الرغم من انه ليس الاسم الشائع، ولايشار اليه حتى ضمن اسماء الله الحسنى، على الرغم من انه من الاسماء القليلة التي ليست صفة (في العربية) وانما اسم علم (بنتيجة اقتباس لفظه دون معناه). إذ حتى كلمة لله مقتبسة لفظا ، في جذرها، عن السومرية، كما سيأتي لاحقاً.


    نقرأ في سفر التكوين:
    " بعد ان قام ابناء الالهة بأخذ زوجات لهم من بني البشر، كان هناك عمالقة على الارض في ذلك الوقت، وحتى بعد ذلك، عندما تقدم ابناء الالهة من بنات البشر، وهم فقط ابناء لهم، نفسهم اصبحوا رجال اقوياء كالقدماء واشهر. Nefilim كان على الارض في تلك الاوقات وبعد ذلك وحتى عندما كان ابناء الالهة يتزاوجون مع بنات آدم ويلدون لهم اطفالا. لقد كانوا جبابرة آبدين، من شعب shem. Nefilim انحدر من من جذور NFL ليزول بعد ذلك." من هذا النص نرى ان اليهودية تعتقد بذات اساطير السومريين عن ان الانسان تزواج واختلط نسله مع نسل الملائكة او الالهة، بل والقرآن يشير الى ان الله نفخ في الطين من روحه، لينتج عنه الانسان، وهو تصوير لايبتعد عن تصورات الاولين عن شكل القرابة بين الالهة والانسان.


    السومريين كانوا يؤمنون بآلهتم وبعظمتها وقدرتها على التحكم في عالمهم. كان تفسير السومريين للاحباطات التي تصيبهم على انها نتيجة اعمال الانسان، التي تستدعي غضب الالهة، وبالتالي فالاحباطات هي عقاب الالهة العادلة. كانوا يعتقدون، انه عندما يقوم المرء بإغضاب ايل، يرسل الاله اوامر لجنوده من الجن ان يعاقبوا الخاطئ بالمرض او الكوارث. وهذه الاعتقادات والتبريرات انتقلت نفسها الى الدين السماوي، فتغير الاسماء لايعني تغير المحتوى الوثني .


    السومريين، ولندرة الامطار في بلادهم، كان من الصعب عليهم تصور سبب الطوفان، لذلك ، لم يصلوا الى ان الامطار هي السبب المباشر للفيضانات، فأعتقدوا ان الفيضانات من صنع جن تعيش في اعماق الارض، حيث كانوا يرون ان الطوفان عبارة عن ارتفاع في مستوى مياه الانهار وكأنها تبزغ من التربة. وحتى اليوم لازال من الشائع رد الظواهر الطبيعية الغير مفهومة الى الله او قوى خارقة، وتقديم الرشاوي الى الالهة بالدعاء والقرابين من اجل منع غضبها وكسب رحمتها ووقف الكوارث.


    السومريين كانوا يعتقدون ان الخطيئة تولد مع الانسان، وانه لايمكن ان يولد طفل خالي من الخطيئة، وهو استناج توصلوا اليه لتفسير اسباب موت الاطفال، فموت طفل خالي من الخطيئة يتطلب اتهام الالهة بالوحشية، وهو امر يتناقض مع المنظومة العقائدية، ولهذا السبب لابد من الاعتقاد بأن الخطيئة تولد مع الانسان. لهذا السبب كتب احد السومريين، انه "عندما تعاني فمن الافضل ان لا ترمي الاتهام على الالهة وانما تطلب الرحمة منهم، ان تتوجه اليهم بالدعاء، وان تنتظر بصبر قضائهم ورحمتهم وتقبل بقدرك." لان ذلك كان على مافعلت يداك، حتى لو لم تكن تتذكر.
    مفهوم الولادة من الخطيئة انتقل الى اليهودية والمسيحية والاسلام، مهما اختلفت تفاصيل القصة.


    من خلال اسقاط الصفات البشرية على الالهةالسومرية، وهي ذات الصفات التي تسقطها الاديان الابراهيمية على آلهتها، قام السومريين بإسقاط حتى الخلافات البشرية عليهم. أحد هذه الخلافات، قام الكهنة السومريين بكتابته، جرى بين إله الانعام Lahar, وبين اخته Ashnan, ربة الخصوبة. في هذه الملحمة نجد ان هذان الالهان يسعيان الى الحصول على الشكر والشهرة والتعظيم، لذلك يسعى كل واحد منهم الى ذكر مزاياه وامجاده والتقليل من مزايا وامجاد الاخر. السومريين كانوا شاهدين على خلاف اخر بين آلهة اقل اهمية، هم الاله Emesh, وهو إله الصيف، واخوه Enten إله الشتاء. كل واحد منهم كان له دوره الخاص في عملية الخلق. الأله انليل كان قد فوض اميش بمسؤولية نمو الاشجار وبناء البيوت والمعابد والمدن، في حين فوض اينتين مسؤولية حصول الحمل في النعاج والماعز وانجاب الاطفال والطيور وبناء الاعشاش، وحصول البيض عند السمك وحتى انتاج الفواكه. ولكن الاخوة اختلفوا بعمق بسبب محاولة الشتاء ان يصبح إله المزارع ايضاً. وهذه الاساطير توضح الاسباب التي جعلت القرآن يستنتج ان الالهة لاتستطيع التعايش، فالقرآن يوافق السومريين في ان تعدد الالهة سيؤدي الى النزاعات، وبذلك يقول ان السومريين كانو عارفين بالبسيكلوجيا الالهية، إذ نرى القرآن يوافقهم في الايات التالية:: ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض (المؤمنين 91). ويقول " ولو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا" الانبياء 22، والغريب ان يقول ايضا " لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا" (الاسراء 42)، ويظهر الامر وكأنه صراع على المنصب.


    خلاف اخر بين الالهة يصل الى علمنا، كان بين الاله اينكي والربة الام Ninhursag, وفي الاصل كانت هي ذاتها ، على الاغلب، امنا الارض Ki. الام الارض قامت بعمل ثمانية نبتات في حديقة إلهية. هذه النبتات قامت بإنتاج ثلاثة اجيال من الالهة ابناء للرب اينكي. هؤلاء الارباب جرى وصفهم على انهم "ولدوا بدون الم" لانهم ولدوا مثل النبات وليس من رحم.. ثم جاءت المشاكل عندما قام اينكي بأكل هذه النبتات التي امنا الارض كانت قد قامت بالاعتناء بها. نينهورشاغ اصبحت غاضبة على اينكي فقامت بقراءة تعويذة الموت عليه، بعدها بدأت صحة اينكي تسوء. ثمانية اعضاء من جسم اينكي، كل عضو مقابل كل نبتة، اصبحوا مرضى، بما فيهم احدى اضلاع اينكي. من هنا خُلقت قصة ظهور حواء من ضلع آدم.


    الام Ninhursaga اختفت من اجل ان لاتسمح لنفسها ان تعطف على اينكي وتغير تعويذتها التي حكمت بالموت عليه. ولكنها في النهاية ندمت وعادت لتشفي اينكي، ولم تشأ ان تتركه يموت. من اجل ان تشفيه قامت بخلق ثمانية ربات صحيحات، واحدة لكل عضو مريض لدى اينكي. الربة التي أشفت ضلع اينكي كانت تدعى Nin-ti, وهو اسم يعني في السومرية " المرأة في الضلع"، الذي يأتي الينا لاحقا في العبرية بمواصفات جديدة، تحت اسم حواء.



    الالهة المؤسسة الاربعة

    { يا ابت اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين }

    في الميثالوجيا السومرية، وما جاء بعدها من ميثالوجيا اشورية وبابلية كانت Anu إله يقطن السماء، هو مؤسس " العائلة الملكية القادمة من السماء"، ويملك أعلى سلطة على اشباه آلهة (ملائكة وجان والشياطين)، في طبقة السماء العليا. ( في الاشورية اصبحت تعني اسم، بما يعادل الاله في العربية). السومريين كانوا يعتقدون ان من صلاحيات الاله الاعلى الحكم على من يقوم بإرتكاب الخطيئة، وانه قام بخلق الشهب كجنود من اجل حرق الاشرار. { الصورة ذاتها تتكرر في القرآن، بما فيه قصة الشهب } آنو كان والد مجموعة الالهة Anunnaku, (Anu-nnaki). في الرسومات الحائطية يجري تصويره احيانا على شكل ابن آوى. التاج الذي كان يحمله كان يأخذ شكل قرنين ثور، فهل له علاقة بقصة ذو القرنين الاسلامية؟.


    في الصورة نرى الشمس وحولها اثنا عشر كوكبا، تماما كما جاء في الايةالقرآنية، والادهش ان السومريين يصورون صورة، حيث الشمس تدور حولها الكواكب

    في الميثالوجيا السومرية، كان الاله الاصلي، ( وفي الاصل)، لايزيد ان يعني تعبير " مثل الكون ذاته او العلى". كان هو الاقدم في مجموعة الالهة السومرية وجزء من الثالوث الذي تتكون بقية اضلاعه من اينكي إله الماء، واينليل إله في السماء . بمعنى اخر لم يكن الاله مُعرف، لانه الكون بشموله وتنوعه. الاكاديين هم الذين اطلقوا عليه تعبير Anu ، كأسم، بعد سقوط سومر عام 2334 قبل الميلاد، من قبل سرجون الاكدي.

    يتبع


    بقلم خالق محجوب

    تعليق


    • #3


      بالرغم من ان الميثالوجيا السومرية، ومن بعدها الاشورية والبابلية كانت تعتبر آنو هو الفكرة التي تشمل الكون والخلق والقدوة التي تقف فوق الالهة والشياطين والجن وتقطن السماء، إلا ان كونها تقف رقميا الاولى في ثلاثية Anu, Bel and Ea, اعتبروها (رمزية) الاب ونقطة البداية فوق بقية الالهة، وهي فكرة تشابه التوحيد من نمط الثالوثي المسيحي وحتى النمط الاسلامي ( من خلال تعدد الصفات ) على السواء، إذا اعتبرنا ان الاله يمتلك العديد من الصفات يظهر من خلالها بجوهره الواحد. بل والمدهش ان الاسلام لايكتفي بتعدد الصفات على اساس انها " الاسماء الحسنى"، بل يملك الاله اسمين علم، هما الله وإيل، بالرغم من ان الثاني لايذكر ابداً عمليا.. ومن الملاحظ ان الميثالوجيا السومرية لم يكن فيها " ملائكة"، غير ان الملائكة، في الاديان اللاحقة، هم الالهة الصغيرة، جرى تحويل ادوارها الى دور ملاك عند الاله الرئيسي، ونزع الالوهة عنها، لتصبح خادم لدى الاله الرئيسي في مملكته السماوية، وهو توجه نجد جذوره موجودة في الديانة السومرية، كتعبير عن تعدد وجوه الالهة حسب ادوارها، مثلا الإله شاماش الذي سيأتي ذكره لاحقا.



      آنو كان إلها شائعا ومرتبطا بنجاحات مدينة Erech الامر الذي يعطي مبررات معقولة للقول ان هذه المنطقة هي التي ولدت فيها فكرة آنو وطقوسه وتقديسه. إذا كان هذا التوقع صحيح، فيمكن اعتبار الربة Nana (Ishtar) زوجته.


      الاشارة الى الاله بإسم هو مفهوم حديث في منظومتنا الفكرية، في السابق كان يشار اليه بصفته. آنو لم تكن تعني الا تعبير "الاعلى، او الذي فوق" وكان إلها من منطقة مافوق الارض، من المحتمل مثل اله العواصف اداد. ولكن من المحتمل انه في الفترة البابلية، قبل حمورابي، اصبح معنى الإله يتطابق مع تعبير السماء، بحيث ان لم يعد بالامكان فصل عما فيما اذا كان المقصود، في بعض الحالات، الاله ام السماء.


      من هنا يمكن ان نلاحظ ان تقسيم خصائص الالهة الى ثالوث جماعي، ترمز الى الاماكن الثلاثة العظمى (بالنسبة للانسان): السماء، الارض، واعماق البحر، هي فكرة خلقها الانسان قبل الالفية الثالثة. آنو كان مسؤولا عن السماء، بيل كانت مسؤولة عن الارض واييا مسؤولة عن اعماق البحار


      منذ اصبحت هذه الالهة جزء طبيعي من الخلفية الدينية للاقوام البابلية الاشورية جرت تحولات ادت الى تفكك هذه الجدلية الترابطية التي يعبر عنها ثالوث ترابط الخصائص الالهية، بدرجة من الدرجات.


      ونرى في الصورة الالهة الثلاث الاوائل ووالدهم الاعظم، إضافة الى النجمة التي جاءوا منها، والماء، وقد اصبحت رمزا للعراق

      ان يصبح آنو إله لأحد المراكز السكانية (يعتقد Erech)، وبيل إله لمدينة نيبور واييه كإله لمدينة اريدو، يمكن رؤيتها كدرجة انتقالية في إنفصال صورة الثالوث من اذهان السكان، إنطلاقا من ان لكل مدينة من هذه المدن المهمة، إلهها الخاص، كان من الطبيعي ان تقوم المنافسة بتحسين صورة إلهها الخاص واعطاءه المزيد من القوة والابهار، لتقوم كل مدينة بإعطاء إلهها خصائص إضافية سحبتها من الالهة الاخرين ،. الامر الذي يجعل المدينة اكثر قوة ومنعة وجاذبة، عندما تحظى بوهلة تقديس قوية، تماما كمدن مكة والنجف والقدس والفاتيكان اليوم، في انظار اتباعهم.


      عندما يتعلق الامر بمدينة نيبور، نملك دليل مباشر ان أهم آلهتها en-LIL او Bel كان في السابق يعبد في مجموعة من المعابد. كلما ازدادت أهميته القدسية العالية تزداد اهمية مدينة اريدو في وعي الناس تماما كما هو الحال مع المدن الدينية اليوم مثل مكة والفاتيكان والقدس. وقياسا على ذلك يمكن القول ان آنو، بالمثل، كان يحظى بذات التعظيم في المركز الذي تبناه ليجعله شهيرا. في كل واحدة من هذه المدن ، يجب النظر الى جزءها من الثالوث على انه الاكثر اهمية من المجموعة، بحيث ان التحالف في الثالوث يعضده مجموعة معابد ، ضمن وحدة الانسجام. في اللاهوت السومري والبابلي والاشوري يصبح كل من الثالوث الالهي رمزا جغرافياً كونياً(حسب موقع مدينتهم) الشمالية والوسطى والجنوبية.


      بهذا الشكل فإن الخصائص النظرية للاله آنو جرى التأكيد عليهم، وفي صحائف Annals, votive, Incantations, hymner, التي وصلتنا، نجد انه نادرا مايجري ذكره كقوة نشيطة يمكن التقدم اليها بالشكوى. نجد ان اسمه اصبح يقترب اكثر من ان يكون معادلا للسماء على العموم وحتى رمزية اسمه على انه ملك الملوك او ابو الالهة اصبح ضعيف الاستخدام.


      مايشار اليه على انها زوجته الالهة Antum و يسميها بعض الباحثين Anatum تربط به نظرياً، إنطلاقا من ان كل إله لابد ان يكون له قطب انثوي ، ولكن آناتوم هي انتاج مضطنع لاتملك اي دور ونشاطها في الثالوث يمكن القول انه اقل من آنو نفسه.


      في ميثالوجيا هاريان Hurrian mythology كان آنو هو والد جميع الالهة. ابنه Kumarbi يخرج من عضوه الذكوري وبدوره يخرج منه ثلاثة آلهة احدهم إله العواصف Teshub ، بعد ذلك جرى إنزاله عن منصبه. الباحثين لاحظوا التشابه الكبير بين ماجاء في ميثالوجيا هاريان والقصة التي تروى عن Ouranos, Kronos, Zeus, في الميثالوجيا الاغريقية. نلاحظ ان جميع الروايات تعاود الظهور في بقاع جديدة عبر العصور، بنفس شخصياتها وادوارها ومعانيها. حسب موسوعة الارض المسماة Zecharia Sitchin كانت الزوجة آنو آلهة الخصب وتقديسها كان محدودا على اديرة النساء. ومهما كان الامر، فإن آنو هي واحدة من الذين جاءوا من كوكب موردوك او Nibiru, (Marduk).


      Ninhursaga- Ki
      لوحة نحاسية في وسطها يتجلى Ninhursaga وهي عبارة مستطيل في وسطه نسر له رأس اسد، عثر عليها في معبد تل العبيد 2500 سنة قبل الميلاد، على الاغلب كانت موضوعة فوق احد ابواب المعبد. يعود هذا المعبد الى المرحلة المبكرة من تأسيس حضارة الميساباتومي 2900-2350 قبل الميلاد. Ninhursaga ترمز الى ربة العواصف وتظهر على شكل نسر لها رأس اللبوة ومخالب كبيرة، والى جانبيها يقف وعلين عظيمين. اللوحة تقدم اشكالها المصهورة بصورة بارزة، والوعلين جرى صهرهم بصورة منفصلة. لاحظ ان رأس النسر خارج حدود اللوحة.


      في الميثالوجيا السومرية، تكون Ninhursaga, وهي ذاتها التي يطلق عليها Ki, هي امنا الارض، او الام = الالهة، وهي التي يشار اليها عادة على انها اخت الاله انليل. Ninhursaga تعني " سيدة التل"، وتملك العديد من الاسماء الاخرى، مثل: Nintur وتعني سيدة الولادة، Ninmah وتعني سيدة اوغسطس، Dingirmah, Aruru, وكزوجة للاله اينكي كانت تسمى Damgalnunna. والاسماء هي اوجه مختلفة لمضمون إله واحد، على نفس نمط الاسماء الحسنى التي نعرفها اليوم، وعلى مر الزمن تزداد اهمية احد الاسماء على حساب بقية الاسماء. وتعبير " سيدة" التي كان يطلق في السابق هو نفسه تعبير "الربة" الذي اصبح تعبيرا الهيا لدى الشعوب اللاحقة لاختفاء معرفتها باللغة القديمة.



      في الميثالوجيا الاكدية كانت تسمى Belit-ili وتعني " سيدة الالهة"، كما تسمى ماما وكزوجة للاله EA, وهو مايعادل اينكي، كانت تسمى Damkina. مركزها انخفض مع احتلال عشتار ، التي ظهرت لاحقا، للعديد من رموزها، ولكن رمزها على انها والدة مردوخ، الاله الاكبر في بابل بقيت محافظة عليه.


      بالوحدة مع اينكي انجبت Ninsar, التي كانت سيدة او آلهة المراعي. لقد كانت نينصار مسؤولة عن الشفاء ورعاية المرضى. في هذا الدور كان اسمها NINTI ويعني سيدة الحياة، وكان لها اسم شعبي محبب هو Mammu الذي اصبح ماما، لدى العديد من الشعوب اليوم.


      لقد كان لها ابن من اينليل اسمه Ninhursag ويعني السيد الذي يجهز النوافير. لقد كان الابن الذي يقوم بالمعارك من اجل والده مستخدما اسهما من الصواعق. في الميثالوجيا المصرية لعبت Ninhursaga ايضا دور في خلق الالهة Isis, Maat, Hathor.


      حاشية اولىعمر آدم عليه السلام : إن الله عز وجل لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو من ذراري إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا يزهر، فقال: أي رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي رب كم عمره؟ قال: ستون عاما، قال رب: زد في عمره. قال: لا، إلا أن أزيده من عمرك، وكان عمر آدم ألف عام. فزاده أربعين عاما، فكتب الله عز وجل عليه بذلك كتابا وأشهد عليه الملائكة، فلما احتضر آدم وأتته الملائكة لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عاما، فقيل إنك قد وهبتها لابنك داود قال: ما فعلت، وأبرز الله عز وجل عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة. رواه أحمد واللفظ له عن ابن عباس والترمذي، وصححه عن أبي هريرة. ورواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي.
      وفي رواية لأحمد وابن سعد في الطبقات فيها ضعف كما قال ابن كثير: فأتمها الله لداود مائة، وأتمها لآدم ألف سنة

      ينبع

      تعليق


      • #4






        Enki





        من المياه الاولى، حيث كان لايوجد الا الماء، ظهر المولود الكوني الاول الذي كان يتكون من الارض والسماء. من هذه الوحدة بين الارض والسماء التي يرمز اليها بإله السماء كي وربة الارض آن ولد اينكي الذي فرق مابين السماء والارض، وتوحد مع امه الارض.

        في شعار اينكي توجد حيتين ملتحمتين، تماما على شكل التحام السلسلة البيبتدية، والتي اصبحت شعارا للصيدلة الحديثة وموجودة على عصا Hermes. البعض يعتبرها ضمن الشواهد على وجود اتصال حقيقي بقادمين من كواكب اخرى، خصوصا إذا علمنا ان اينكي كان إله الخلق، والسلسلة البيبتدية هي اساس الخلق.

        يعتبر الرقم 40 هو رقم اينكي المقدس. وعلى مايبدو، ينسجم ذلك تماما مع كون ان "اسطورة الخلق"

        ، التي اقتبستها الاديان السماوية، تنسب الى اينكي بالذات. لقد كان معلم ابناء Anu الاوائل، الذين جاءوا الى الارض، ولعب دورا رئيسيا في إنقاذ البشرية من طوفان الخطاة. لقد عارض قرار مجلس الالهة الاوائل Anunnaki, وكشف اسرار كيفية بناء سفينة الى Ziusudra الذي يعتبر نوح السومري، مما ادى الى انقاذ البشرية من غضب الالهة السماويين. على الرغم من نشاط الاله الاصلي EA كان قد مضى عليه 120 سارا (سارا= وحدة زمنية تعادل السنة الواحدة منها 3600 سنة مما تعدون) في ذلك الوقت، الا انه لم ينقطع ابدا عن الاشراف المباشر والتعاطي مع البشر، وهو نشاط استمر طويلا وموثقا لمدة آلالف من السنين.

        ابن اينكي الاصغر Ningizzida كان سيداً على الحقائق الثلاثة، في مملكة Mesopotamia. في ارض رع ( مصر القديمة) لعب دور Thoth. كان Thoth في مدرسة السحر القديمة هو مصدر المعرفة التي تؤهل المرء ليصبح كاهن. كانت وظيفة الكهنة حفظ وإخفاء معلومات كيفية الخلق، بجميع متراكماتها عبر العصور، الى نهاية التجربة. وهي ذات الوظيفة التي لازال رجال الدين يقومون بها حتى اليوم. اينكي كان إله العقل، والماء والمنطق، والخلق. المعبد الرئيسي لاينكي يسمى E-engur-ra, ويعني "بيت من اعماق المياه"، ويشابه مفهوم " العرش على الماء" الذي نجده في الميثالوجيا الاسلامية. كان بيت انكيدو قائما في اريدو، التي كانت تطفو على اهوار الفرات، على مقربة من شط العرب، حيث تقع مهد الحضارة ورحم الاديان. لقد كان يملك قوة مقدسة تسمى Me.

        معنى اسم اينكي ليس مؤكد. الترجمة العامة لاسمه هو " سيد الارض"، (إله الارض)، في حين ان الترجمة السومرية تكون " السيد، كي، مثل الارض"، ولكن توجد نظريات عن ان كي، في هذه التسمية، لها مصدر اخر. من المحتمل انه حصل على هذا الاسم لكونه هو الذي خلق آدم. Adamus or Adapa, وهي ذاتها قصة الخلق الشهيرة التي اقتبستها الاديان السماوية فيما بعد. في شعاره نرى عنزة وسمكة، اللواتي اتحدوا فيما بعد ليصبحوا شكلا لكائن واحد، الذي اصبح الرمز Zodiac. منها نرى ان الانسان هو اتحاد بين الالهة (روح الله) وبين الماء (الذي خلق الله منه كل شئ حي). اينكي يحصل على طفلة من الالهة Ninhursag اسمها Ninsar، والتي بدورها تلد له طفلة اسمها Ninkurra والتي بدورها تلد له Uttu.

        حسب الميثالوجيا السومرية تمكنت البشرية من البقاء على الحياة بفضل اينكي جل جلاله، حيث انقذهم من الفيضان، الذي قضى به مجلس الالهة الاصلاء انليل وان وبقية الالهة المحترمين، إذ قرروا القضاء على الجنس البشري الذي افسد في الارض. اينكي يسرب الخبر الى Ziusudra ويعلمه كيفية بناء سفينة له ولاهله ولحيواناته، وهذه القصة الوثنية راقت لرب الاديان السماوية فأقتبسها عنهم، وجعلها بإسم عبده نوح.

        يتبع



        تعليق


        • #5


          اينكي كان إله الخلق والحياة ومملوء بالحيوية. غالبا كان يجري تصويره تنحدر من اكتافه شلالات الماء. بالقرب منه تقف اشجار ترمز الى القطبين الانثوي والذكوري للطبيعة ، التي يحتاجهم من اجل ان يخلق منهم الخلق، وهو ذات الاعتقاد يتكرر في الاسلام، عن ضرورة وجود ذكر وانثى من اجل الخصب وستمرار الحياة. مدينة اريدو، Eridu, وتعني المدينة الجيدة، كانت من اقدم المواقع المسكونة في حوض الفرات، واليوم بقي منها مرتفعات تسمى ابو شهرين. وبالرغم من ان المنطقة لم تجري دراستها، الا ان المعلومات الواردة لنا من حفريات اخرى تعطينا معلومات كافية تفيد ان Ea كانت ملك الماء، خصوصا في المياه في تحت الارض في مملكة Apsu.. نحن لانعلم فيما اذا كانت Ea/Ee هي اسمه الحقيقي، ولكن لازالت حتى الاديان السماوية تستخدم حتى اليوم توزيع الملوكية على غير الله، عندما يقال مثلا " ملك الموت"، وهي من بقايا التعدد القديم في توزيع المهمات.





          في الدراسات القديمة كان يشار الى ان اريدو تقع مباشرة على الخليج، وكان الاعتقاد ان ذلك بسبب تراكم طمي الفيضانات ولكن الان نعلم ان الامر كان على العكس، لقد كانت تقع على اطراف المياه الحلوة. EA يعتبر رجل له جسم سمكة يتناسب تماما مع مايعنيه اسم معبده E-apsu " بيت في اعملق المياه"، وننتهي الى انه إله الماء. من طقوس عبادته في مدينة اريدو، والتي تعود بجذورها الى الفترة البابلية القديمة، لانعلم عنه صفات محددة عدا عن ان معبده ويسمى Esaggila يعني " البيت العالي"، والذي كما لو يقصد على انه برج، تماما كما هو الامر مع معبد انليل في مدينة Nippur, المعروف على انه زقورة " البيت الجبل"، وفي بيته كانت تجري الطقوس، حيث الماء المقدس لعب دورا رئيسيا فيها، ليصبح جزء من العبادة، الامر الذي لازلنا نرى آثاره اليوم في طقوس الهندوس والصابئة والمسيحيين والمسلمين، تماما كما جرى اقتباس بناء بيوت الله عن السومريين. وعلى مايبدو فإن القرآن كان يقصد الزقورات السومرية بآيته التي تقول: " فأوقد لي ياهامان على الطين فأجعل لي صرحا لعلي اطلع الى إله موسى" (القصص38)، إذ انها هي التي جرى بناءها بالطين المحروق، على الرغم من انه لا الاهرامات ولا الزقورات كانت بهدف الصعود الى الله.


          من المحتمل ان مدينة اريدو لعبت دورا سياسيا ايضا في يوم من الايام ولكن ليس لدينا معلومات عن ذلك. ولكن، ومهما كان الامر، فإن عبادة Ea جعلت المدينة تبقى مركزا دينيا نشيطاً سمح ببقاءها، على غرار ماحدث مع Nippur, لتبقى حيا طويلا بالرغم عدم اهميتها السياسية، تماما على غرار المدن الدينية اليوم مثل مكة والمدينة وكربلاء والنجف. الاساطير التي تتكلم عن دور Ea وتقدسها تم العثور عليها في مكتبة آشور بنيبعل، الامر الذي يشير الى اعتبارها حامية ومعلمة، إذ في الاساس كان إله الحضارة وعلم الانسان مالم يعلم.

          آثار هذه الرؤية والاعتقاد عنه نجدها مستمرة في عصر مردوخ عند الاحتفال بإنجازات هذا الرب العظيم، في العلاقة الوثيقة مع عبادة Ea في اريدو، هذه بالارتباط مع اعتبارين:
          الاول: اسم المدينة المقدسة في مردوخ هو Esaggila, وهو مثل Ea في اريدو.
          الثاني: بشكل عام فإن مردوخ هو ابن Ea والذي يبني قوته بالوراثة الطبيعية من والده لصالح الابن.

          لهذا السبب فإن الاحتفالات بالاساس كانت مخصصة للرب Ea وقد قام الكهنة بتطويرها، فيما بعد، لتتضمن عبادة الابن مردوخ ايضا الامر الذي ادى بطبيعة الحال الى وراثة مردوخ لبعض صفات والده وخصائصه.

          وبشكل عام كانت هناك العديد من الامور الفردية التي اعطت Ea الفرصة على تثبيت مكانه في الثالوث المقدس الى جانب آنو وانليل. بإعتباره المتسلط على الماء جعلته، هذه الصلاحية، يحظى بلقب Shar apsi, بمعنى سيد الاعماق . هذه الاعماق يقصد بها المكان الذي تسكن فيه المياه الجوفية في داخل الارض، والمكان الذي يُدفن فيه الاموات والذي يظهر وكأنه مكان تجمع الاموات، والذي اطلق عليه Aralu، وهي منطقة تتقاطع مع Apsu لهذا السبب يمكن القول انه كان ايضا En-Ki, التي تعني " سيد المملكة السفلى"، التي تكون القطب المضاد لما يمثله آنو، وهو " سيد الاعلى، او السماء". (علينا ان نلاحظ ان تعابير السيد اصبح لها لاحقا معنى " إله" كما ان القصد هو الاشارة الى " صفات" على إعتبار انها مجموعة صفات، منها من ينتمي الى الاعلى ومنها من ينتمي الى الاسفل)

          عبادة Ea كانت منتشرة في جميع ارجاء بابل واشور إذ تم العثور على معابد على شرفه في مناطق متعددة مثل Nippur, Girsu, Ur, Babylon, Sippar, Nineve, والعديد من العطايا والنذور تقدم اليه، إضافة الى العديد من الادعية والطقوس وبقية الانشطة المنسوبة الى الله، نجدها موجهة اليه، لتظهر مدى كثافة شعبيته الواسعة في ذلك العصر، الذي امتد من بدايات بابل الى نهاية العصر الاشوري. هناك ربة تسمى Damkina وتعني " سيدة العالم السفلي"، نجد ان دورها دائما مرتبط مع Ea كشريك.






          Enlil/Ellil

          أينليل كان اعلى الاسماء الالهية في الديانة البابلية، ويمكن ان نجده في بعض الترجمات بلام مضاعفة Ellil نقلا عن الاكدية المتاخرة. الكلمة في الاصل من السومرية ويعتقد انها تعني إله الرياح، مع ان الترجمة الحرفية لها تعني " السيد القائد". اينليل يمكن اعتباره إله الريح، او إله منطقة (مملكة الهواء) المحصورة مابين السماء والارض، على اعتبار ان السماء في تصورات الانسان هي "شئ" ملموس، ونرى ذات الاعتقاد في النص الاسلامي، والمنطقة التي يوجد فيها هواء هي منطقة فاصلة مابين السماء الزرقاء (كشئ مادي) والارض الصلبة. لقد ولد من اتحاد آن وكي، تماما مثل اينكي، وقام بفصل الارض عن السماء، ووسع بينهم " وانا لموسعين". ويوصف انليل في بعض الاحيان بلقب Kur-Gal وتعني " الجبل العظيم".

          عندما كان انليل لازال يافعا جرى نفيه من موطن الالهة Dilmun, الى كور في مملكة باطن الارض، لكونه قام بإغتصاب الفتاة Ninlil. ولكن نينليل لحقت به الى اسفل الارض، حيث ولدت ابنهم إله القمر Sin, ليكون لنا " حسابا" وتقويما. بعد ان صار والدا لثلاثة آلهة اخرى في مملكة العالم الاسفل، سمح له بالعودة الى ديلمون.

          انليل معروف بإعتباره مصدر الإلهام، حيث انه هو الذي الهم الانسان اختراع المعول والمجرفة، (الاداة المحبوبة للسومريين)، كما يعتبر انه هو مصدر النمو. وكان يملك قوة " علم مالانعلم" وتسمى Me المقدسة، الى ان قدمها الى الاله اينكي ليحفظها لديه في مكان آمن ولكن فقده بسبب السكر حيث اهداه الى الربة Inanna. علاقة انليل بالالهة An, يمكن تشبيهها بعلاقة نائب الرئيس بالرئيس.


          عندما كانت آن مشغولة بأمور السماء كان انليل هو الذي يقوم بإدارة شؤون الارض بالنيابة عن آن. مع زوجته Ninlil او Sud, اصبح والد لإله القمر Nanna وباللغة الاكدية Sin, وابنه الاخر Ninurta, بالاكدية Ningirsu, وهو احيانا والد الالهة Nergal, ربة الحبوب. ومن علاقته الثانية Ereshkigal اصبح والد Namtar. في النهاية كان له خمسة اطفال: Nanna, Nerigal, Ningirsu, Ninurta, och Nisaba. (من الممكن حدوث اختلاف طفيف في لفظ الاسماء، حسب المصادر).

          في الاصل كان يُعتبر انليل حامي وراعي مدينة Nippur، تماما كما يعتبر الله نفسه حامي وراعي مكة حيث يوجد بيت حجري مكعب له يذكرنا بالشكل المكعب للزقورات السومرية. كان انليل يعتبر إله رحيم، ولكنه كان يستطيع ان يغضب ويظهر غضبه على شكل عواصف وفيضانات الى درجة وحشية، بما فيه فيضان نوح، تماما كما هو حال الاعتقاد عن الله اليوم. في فترة مبكرة (حوالي 300 سنة قبل الميلاد) اصبحت مدينة نيبور المركز السياسي لمنطقة جغرافية كبيرة. الالواح التي اكتشفت في حفريات جرت مابين 1888-1900 من قبل Messrs Peters and Haynes, تشير الى ان انليل كان معبودا في معابد واسعة. بين الالقاب التي تطلق عليه نجد " ملك الاراضي"، " ملك او إله السماء والارض"، "ابو الالهة". معبده الرئيسي في نيبور كان معروفا بإسم الزقورة Ekur, وتعني " بيت على الجبل"، والصراع على حيازة هذا المكان المقدس وصل الى درجة النزاع بين البابليين والاشوريين حتى ايامهم الاخيرة حرصا منهم على التسابق لتعظيم وإمتلاك الامكنة المقدسة واسم Ekur اصبحا موازية للقداسة نفسها كما هي القدس او مكة اليوم. حول بيته اصبح هناك مجمع مقدس، تحتوي على العديد من الابنية مثل المحاكم ، تماما كمدينة النجف او قم اليوم.

          مع اتساع ارقاع الامبراطورية وازدياد اهمية بابل تخلت نيبور عن مركزها الى المركز الذي يمجد مردوخ، لتنتقل القاب ورموز انليل الى مردوخ. ولكن انليل لم يفقد كل نفوذه السياسي تماما، إذ اصبح يرمز الى ثلاثة اقسام: الارض ، والسماء، والماء، إذ اضيف في الاعلان الالهي ان الارض هي منطقته وصلاحيته الالهية.

          لايوجد شك في ان مركز انليل المستمد من كونه الرمز الثاني في الثالوث المقدس هو الذي حفظه من النسيان، والتي ابقت طقوسه حية وجعلت حتى اشوربنيبعل يقدم له القرابين والضحايا. في القديم كان الاعتقاد سائد لدى الباحثين ان انليل يشار اليه بتعبير bel وتعني " السيد، المالك،" والتي جاء ذكرها في القرآن بتعبير " بعل"، بشكل اكثر من بقية الالهة، ولكن ظهر ان هذا الامر غير صحيح لان الإله البابلي المسمى مردوخ هو الاله الذي جرى مناداته بتعبير بعل اكثر من البقية، في نهاية الفترة البابلية والاشورية، وهو ذاته الاله الذي يظهر في الوثائق الاغريقية واللاتينية بتعبير Belus or Belos.

          الخطأ هذا جاء بسبب ان الدراسات القديمة كانت تشير الى انليل على انه بعل قديما، والى مردوخ على انه هو بعل في شبابه. وتعبير بعل انتقل الى اللغة الفينييقية بمعنى " إله"، وهو المعنى الذي وصل الى الاسلام فيما بعد بفضل العبرية. وبعل، بمعنى السيد، تعبير عن انتقال المجتمع الى مرحلة " التسييد والملكية" في عصر متأخر من العهد السومري بعد ان كان المجتمع في باكورته يحمل قيم الصيد والتنقل اكثر من قيم الفلاحين والتملك. وبظهور تعابير الملكية، يظهر بوضوح ان الدين تمكن من خلق احترام الملكية وتجريد المشاعية للارض، وهي مهمة قام بها بنجاح ولازال حتى اليوم. الشعوب الاجنبية التي اقتبست المنظومة الدينية السومرية لم يكن تعني لهم كلمة بعل الا قيمة دينية، ذات عليا، لذلك انفصلت عن التعبير اليومي " السيد" لتصبح تعبير لاهوتي" الله". وبعل اصبح إلها مكروها لدى اليهود لكونه ينافس الههم الذي اعتمدوه في مراحلهم المبكرة: إيل.

          Anshar
          في الميثالوجيا البابلية والاكدانية، يُعتبر Anshar (ويطلق عليه ايضا Anshur, Ashur, Asshur) إله السماء. إنه الرجل، والوجه الاخر هو شقيقته Kishar, وهم ابناء الالهة Lahmu & Lahamu في حين ان ابناءهم هم Anu & Ea (ولدى بعض المذاهب, Enlil). احيانا يجري تصويره على ان له شريك اسمه Ninlil. في صورته آنشار، يقوم بالتحكم في المعابد الاكدية، إضافة الى ذلك فإنه هو الذي قاد الآلهة في حربها ضد Tiamat.
          .

          يتبع

          تعليق


          • #6




            في الميثالوجيا البابلية والاكدية، كانت Ereshkigal (السيدة العظيمة تحت الارض)، زوجة Nergal, ربة على مملكة Irkalla, (Ir-kalla, Ir-kalia, Arali, Kigal, Gizal) وتعني مملكة الموت، ومملكة السواد، وارض الظلام، او العالم السلفي (ارض السواد لازال الاسم الذي يطلق على العراق ). ايريشكيغال هي الوحيدة التي يحق لها ان تقضي بين الاموات ، وهو امر يمهد لاسطورة " عذاب القبر" ومايشابهه الشائع في الاسلام. ويحكى انه جرى اختطافها الى تحت الارض من قبل Kur وهناك اجبرت على القبول بتنصيبها ملكة على عالم الموت. وهي كانت الاخت الثانية للاله اينكي، واسمها يعني " ملكة المكان العظيم". هذه الملكة /الربة، هي الوحيدة التي اطلق عليها لقب الحاكم وكان لها صلاحية اصدار القوانين والاحكام على الموتى. معابدها الرئيسية كانت في Kutha & Sippar. يجب الملاحظة انها هي نفسها كان يشار اليها ايضا بأسمين اخريين هم Inanna & Ishtar, مع ان هناك من يشير الى ان السومرية اللاحقة تشير اليها على انها الاخت الاكبر لعشتار. يرمز لها بنجمة ثمانية او ستة عشرية، ورقمها المقدس هو 15، ونجمتها فينوس، وحيوانها المقدس الاسد. بالاختصار ترمز عشتار للام والاخت والعشيقة، انها الانثى والخصب، ولهذا فهي امنا الارض.
            في صورتها على شكل Innana كانت هي راعية وربة المدينة Erech (Uruk), وهي مدينة جلجامش. بصورتها على انها ربة السماء كان اسمها يرتبط مع كوكب فينوس/ الزهرة (Evening) واحيانا مع القمر. وايضا كانت تعتبر على انها اكثر النجوم بريقا في السماء ويرمز اليها بنجمة ثمانية، وسباعية ورباعية. في الاحقاب المبكرة كان يشار اليها على انها ابنة الاله An, إله السماوات, Ki, إله الارض، وكلاهما من اوروك. في الاحقاب المتأخرة كان يشار اليها على انها ابنة Nanna (Narrar), إله القمر و Ningal, ربة القمر، وكلاهما من اور. اينانا كانت تملك رسومات تختص بها، نجدها على مزهرية الوركاء الشهيرة ووردتها الشهيرة التي تقف في وسطها، Ringen-post.





            في الصورة اعلاه، نرى ايريش كيغال تقف بجلاء وعظمة، وسطها الاعلى في عالم الآلهة، وعلى رأسها تاج الالوهية في حين وسطها الاسفل في العالم السفلي، ونرى اقدامها على شكل مخالب الطيور، وحيث موطن كائنات خرجت من الماء.. هذه الصورة تشير الى طبيعتها المزدوجة، كما تشير الى ان العالم ينقسم الى طبقات في نظر الميثالوجيا الوثنية والسماوية على السواء.

            . البعض اعتقد ان الصورة على المزهرية هي Lilith, التي جاء ذكرها في التوراة قبل حواء واصبح رمزا للاثارة والمرأة المستقلة، ولكن من الواضح انها لملكة كبيرة، وعلى الاغلب Inanna. العمل من خرطوشة حجرية مضغوطة على الطين، عثر عليها في Hematit. وهي من سنة 1600-2000 قبل الميلاد.

            Inanna انحدرت من عائلة الالهة العريقة فهي تصل بجذورها الى Nammu, التي كانت جدتها. اينانا كانت مسؤولة عن تحقيق النظام وفرض القانون في السماء وعلى العالم السفلي. كان يرمز اليها بكوكب الزهرة، ويجري رسمها على شكل لبوة في صراع. على شواطئ دجلة والفرات كانت هناك الكثير من المعابد المخصصة لذكر اسمها.

            معبد E Anna, الذي يعتبر بيتها السماوي في اوروك هو اكبر هذه المعابد. هذا المعبد له من العمر 5000 سنة ، وجرى إعادة بناءه العديد من المرات، ليأوي العديد من النساء اللواتي يقومون بالعناية بالمعبد وطقوسه، ومن هنا جاء مايسمى بالبغاء المقدس، الذي استمر لفترة طويلة وجاء ذكره في التوراة.. في البدء توحي الامور وكانها كانت تجري حقيقة بين عشتار وبين السيد/ الملك، ولكن فيما بعد اصبحت طقوس حيث كبيرة الكهنة كانت تختار لسرير الربة (التي تمثلها كبيرة كهنة المعبد) ، شخصا يقوم بدور الراعي ويمثل Dumuzi, الذي يمثل رمز الذكر (الابن والزوج والسيد)، إذا كان له من الصفات ماتؤهله لذلك. من هنا معنى هذه الطقوس التي كانت تكرر سنويا في اعياد الربيع في نيسان ( ولازالت حية حتى الان بطرق متعددة، نوروز)، حيث الالهة تقوم بتخصيب الحياة وإعادة الخلق. كانت اينانا او عشتار هي ذاتها امنا الارض، وآلهة الخصب، وهي علاقة مرتبطة بضرورة حرث الارض والزرع وإعادة الحياة والخصب. ولهذا السبب كان الخصب والجنس والحياة امورا مترابطة وجزء من طقوس الشعوب الاولى لما فيها من ضرورة حياتية. تشابه الاديان في التعامل مع هذه الاوجه للخصب والحياة امر لامفر منه. هنا نرى كيف ان انانا تدعو ديموزي لحرثها، هي الارض والعشق، لحرث فرجها:

            "أما من أجلي، من أجل فرجي،
            من أجل الرابية المكوَّمة العالية
            لي، أنا العذراء،
            فمَن يحرثه لي؟ فرجي!
            الأرض المروية، من أجلي،
            لي، أنا الملكة،
            مَن يضع الثور هناك؟"

            فيأتيها الجواب:
            "أيتها السيدة الجليلة،
            الملك سوف يحرثه لكِ،
            دوموزي الملك
            سوف يحرثه لكِ."

            فتجيب، جذلى:
            "احرثْ فرجي،
            يا رجل قلبي."

            (نقلاً عن: صموئيل ن. كريمر، إينانا ودوموزي: طقوس الجنس المقدس عند السومريين، بترجمة نهاد خياطة، سومر للدراسات والنشر والتوزيع، طبعة 1، قبرص 1986، ص 92.)
            والاسلام يشبه الجنس ايضا بالحراثة تماما على النمط السومري: ("نساؤكم حَرْثٌ لكم فآتوا حرثكم أنَّى شئتم" [سورة البقرة])، ليصبح الجنس فعل ديني يتتدخل به الله ايضا.

            في نشيد اخر نسمع عشتار من اعماق التاريخ تنادي عشيقها الحلو قائلة:
            انه كالنبتة، انه خير
            انه اللوتوس الذي زرعه الماء
            انه الواحد الذي يحبه رحمي اكثر من الكل
            بذوري تنمو مرتفعة على السنبلة
            شجرة تفاحي تحمل الثمار حتى اعلاها
            انه اللوتوس الذي زرعه الماء
            حبيبي الرجل، حبيبي الرجل،
            هو حلوي للابد
            سيدي، جعله الاله عسل
            هو الواحد الذي يحبه رحمي اكثر من الكل
            هو حلوي للابد


            في العصور المتأخرة خسرت اينانا بعض سلطتها والقابها، الذي قيل انها حصلت عليهم في السابق من اينكي. وليس عن طريق Nammu وامها Ningal. تقول الميثالوجيا انها ابحرت الى اريدو وحصلت على مئة فأر، اللواتي كانوا هدايا ثقافية ممتلئين بالمعرفة مثل الحقيقة والعدالة والعديد من الحرف. غير ان اينكي ندم على قراره بإهدائها الفئران، هذا القرار الذي اتخذه وهو في حالة سكر، فأرسل خلفها وحوش ضارية من الجن ليوقفوا سفينتها المبحرة في الفرات. ولكنها كانت قوية بما يكفي للدفاع عن نفسها، والانتصار عليهم ونقل المعرفة الى اوروك.


            تقول اينانا معبرة عن رغباتها مباشرة وبدون خجل، بطريقة نعتقدها انها حصرا على الغزل الذكوري فتقول:
            خطيبي، يمس شغاف قلبي
            إلهي جمالك، ياحلو (ي)
            ، الاسد، يمس شغاف قلبي
            إلهي جمالك ياحلو (ي)
            انت ملكتني، فدعني اقف
            ياخطيبي قبلك
            ياخطيبي، انت ستأخذني الى
            غرفة النوم
            انت ملكتني، فدعني اقف
            ياخطيبي قبلك
            يااسد، انت ستأخذني الى
            غرفة النوم
            طعمي النبيل .. اكثر عسلا
            دعنا نستمتع من جمالك،
            يااسد، دعني استمتع بك.

            ان الفضل الرئيسي الذي قدمته الحضارة السومرية للعالم، على الاغلب، هو اختراعها للغة المكتوبة وكتابة و تأليف كتب. الادب السومري والروحاني الذي اقتبسته فيما بعد الاديان السماوية. ويلاحظ ان الاديان السماوية لم تقتبس فقط قصص وملاحم واساطير السومريين ولكن ايضا الكتابة التي بفضلها تمكن الله بواسطتها من ارسال اقتباساته. يكشف لنا تراثهم الثقافي عن مفاهيمهم وقناعاتهم الدينية في تطورها الجدلي، عن افكارهم وتصوراتهم الاخلاقية، وطريقتهم في تحقيق الانسجام الروحي. من بين هذا الادب تشكل الملاحم والتراتيل عن انانا اهمية خاصة لانها كُتبت في وقت صعود العصر البطرياركي، وبدء فقدان الانثى لمركزها. إينانا كانت تمثل me المستمد من إرادة اينكي. me هو روح النظام والانسجام، جوهر الحضارة المستمد من قوة الاله وإرادته. انها القوة التي يمنحها الرب لممثليه من اجل حمل العلم والتقدم الى الانسانية. me تمنح الصلاحية اللازمة (الاستخلاف) لتحقيق ارادة الله على الارض، الهدف من الخلق. me موجودة في الاشياء ذات الاهمية الخاصة، مثل كرسي العرش، وتاجه، وسرير المُلك، والمعبد او بيت الرب وبقية الامور ذات الصلة. هذه الامور لها قوة الطلسمان. اينانا استغلت سكر اينكي واقنعته بالتخلي لها عن قوة me. هذا الامر اعطاه المزيد من الصلاحيات وجعلها ربة للسماء والارض، الامر الذي يسمح لها بالنزول الى ماتحت الارض والصعود للاعلى من جديد.

            اينانا كانت ايضا محاربة قوية. لقد قادت عربة حربية يجرها اسد، مما يدل على ان لها عدة اوجه، وجه رقيق، رحيم، ومصدر الرحمة والانوثة والخصب والجمال، إنها رمز الخير والعطاء (الرزاقة) وهي ايضا رمز المنعة والقوة والحماية . وهي ايضا رمز الحب والجنس والتكاثر والخصب ومؤسسة الزواج المقدس مع تموز. غير ان الوجه الاكثر شهرة لها هو آلهة الحب، هذه المشاعر المقدسة التي تمهد لاكثر العلاقات انسانية بين شخصين. ربة الحب والاحترام والابداع والمستقبل، هذه الهبة التي تفتقدها الالهة السماوية الاكثر مركزية وذكورية وبطرياركية إغتصابية.



            يتبع

            تعليق


            • #7




              في عهد سيطرة اينانا كانت سومر تحظى بأسعد اوقاتها واكثرها ازدهارا. في حضارة اوربان، كانت الزراعة والاقنية مزدهرة وفي ارض السواد كانت سبعة معابد، سبعة بيوت الله تصدح فيها التراتيل التي تقدس اينانا، والارض الطيبة تخرج رزقها بإذن اينانا. في اوروك كانت بيت اينانا، مما يجعل المدينة مقدسة كمكة تماما. اوروك احدى اقدم المدن السومرية. التوراة يذكر ان الملك نمرود هو الذي قام ببناء هذه المدينة . تموز كان راعي المدينة وخطيبها. بيت اينانا Shub-Ad يعود الى الحقبة الاولى من تاريخ اور. الحفريات قام بها المستكشف الانكليزي Leonard Woolley عام 1929. لقد كانت مدفونة في مقبرة كبيرة الى جانب الملك تعود الى 2900 قبل الميلاد. الى جانبها كانت هناك عظام العديد من النساء الخدم والرجال المقاتلين مع اسلحتهم وحليهم وحيواناتهم. الملكة كانت تلبس حليها الذهبية، والاحجار الكريمة. مدفن الملكة يشير الى انها كانت بمستوى الملك او افضل.
              عشتار هي النسخة الاكدية عن اينانا السومرية، وهي تتشابه مع الالهة Astarte. بمعنى اخر يمكن القول ان Anunit, Astarte, Atarsamain, هم من الاسماء الحسنى لعشتار. ابناء عشتار بالاشتراك مع الإله Nannar/Sin, كانوا يعيشون في البداية، في ارض انليل. الاسم الاول من السومرية في حين الثاني جاء من الكلدانية وهم شعب من الساميين ، هاجروا الى سومر من الجزيرة.. في اللغة الاكدية يضاف [sh] الى نهاية الكلمة من اجل كلدنتها، مثلا Anu تصبح Anush. ومع الزمن تندمج الاسماء القديمة بحضارة جديدة فتتعدد الاسماء الحسنى للاله القديم، او تصبح الصفة اسما لإله جديد عندما يقتبس شعب اخر كلمة من لغة مغايرة عنه

              عشتار ، في معابدها، توجد منظومة هرمية، على رأسها يقف من يسمون entu, ويملكون ملابس ورموز خاصة بهم، من اجل تسهيل تمييزهم عن غيرهم، تماما كرجال الدين اليوم. اغطية رؤوسهم وحليهم لاتختلف عن مايلبسه الحكام، ومنزلتهم كانت بمستوى منزلة رجال الدين الذكور. هذه المجموعة من الاناث تأتي من عوائل ارستقراطية ليبذلون حياتهم على خدمة الربة، يبقون بدون زواج وبدون اطفال. المنزلة التالية كانت لمن يسمى naditu, وهم لم يكن يبالون بالقواعد وكانوا يعيشون الحياة بكل نشاط. لقد كانوا "يتنافسون مع بقية التجار: كانوا يبيعون ويشترون ويؤجرون ويستوردون ويصدرون ويتاجرون بالعبيد ويديرون الاراضي والعبيد ولعبوا " فوم" وكانوا جزء مهم من اقتصاد البلد" . المجموعة الثالثة كانت تدعى qadishtu (الرجال المقدسين) والعديد منهم تخصص في الفنون والرقص والموسيقى والغناء. هذه النساء كانت تعبر عن حاجاتها الجنسية وتغطي عليها من خلال " رقص البطن" الذي لازال مميزا للشرق الاسلامي، وشائعا خصوصا بين الاوساط المحافظة. يكتب Wendy Buonaventura "كل الدلائل تشير الى ان رقص البطن قد ولد مع الطقوس القديمة في العالم القديم". هذا الرقص التعبيري كان يرمز للحية، واخذ طابع اكثر وضوحا في الرقص الهندي، وهو امر يتشابه مع الرموز التي وصلتنا عن عشتار.

              عدا عن ذلك، وصلنا عن هيرودوتس " المعبد البابلي.. تجبر كل امرأة مرة في حياتها ، ان تجلس في معبد الحب وتمارس الجنس مع احد الغرباء.. الرجل يمر بينهم ويختار. لايهم مقدار المال، فالمرأة لن ترفض ابدا، لكون الرفض خطيئة، والمالي الذي يأتي من هذا العمل هو مال مقدس. بعد مثل هذا الجماع تصبح بنفسها طاهرة وتعود الى بيتها ولاتحتاج ان تكررها مرة اخرى. (تماما مثل وظيفة الحج). لذلك هؤلاء النساء النحيفات والطويلات، سيتمكنوا قريبا من العودة الى ديارهم بعد ان يتموا الطقس الجنسي، ولكن من الواضح انهم يضطرون الى الانتظار طويلا الى ان يتمكنوا من تحقيق قانون الشريعة، لان الكثير منهن مضى على وجودهن في المعبد ثلاث او اربعة سنوات. مثل هذا الامر يوجد مايماثله في قبرص". ومن المثير ان الصحف السومرية المتأخرة لاتنصح بالزواج من نساء المعبد، الذين آدوا واجبهم الديني " البغي الديني المقدس"، لكونهن " عدا عن كونها قادرة على قبول ذكور اخرى، ستكون غير متعاطفة وغير قابلة للاخضاع". إضافة الى ذلك كانت تصور العاهرة على انها امرأة من الصعب السيطرة عليها او اقناعها بقبول التبعية والانصياع، تماما مثل العاهرة الممتلئة بالشعر التي استأجروها من اجل تأهيل انكيدو، تصف الصحف الطينية الحدث فتقول:
              " و (انكيدو) صعد على نضوجها
              هي لم تكن خجولة عندما استقبلت اندفاعه
              هي وضعت ملابسها على طرف وهو صعدها
              هي عاملت، هذا المتوحش، كما ينبغي للمراة
              وحبه غرق فيها .




              في معبد الحب كان يجري الزواج المقدس بين الكاهنة والملك. هذا التزاوج بين الرموز الدينية والرموز الدنيوية، اصبح سمة من سمات الشرق حتى اليوم. لقد كان هذا الطقس هو قمة الطقوس في الديانات القديمة. من خلال هذا الطقس جرى تقديس الخصب وانزاله من الالهة في علاها الى الانسان، رحمة ورافة، وإشارة على رحمة الالهة بالارض وسكانها. هذا العمل يرمز الى ان الالهة اعطت رحمتها للملك الذي لن يستطيع حمل الخصب الى الارض والانسان بدون هذه الرحمة، وقوته الجنسية دليل على استمرار تفويضه من قبل الالهة.

              هذا الطقس كان يتوافق مع قدوم الربيع، ولذلك نجد احتفال نوروز لازال حيا حتى اليوم في تقاليد وعادات شعوب المنطقة. في العصر القديم كان الرجال والنساء يقومون ، في هذا العيد، بالاستحمام ودهن اجسادهم بالزيت والعطور. كانوا يكحلون عيونهم ويرسمون بالوشم على وجوههم ويلبسون الحلي. يقدمون في احسن حليهم حاملين معهم النبيذ والعطايا من العطور والبخور الى الالهة. الاحتفالات كانت تجري عند المعبد في بابل. في الاعلى يتقدم الملك بإتجاه عشتار وفي الاسفل ينشد الشعب الاناشيد الايروتيكية المقدسة التي تهيئ الجو للنكاح الملكي الالهي، يقول النشيد:

              عندما لاجل الثور المتوحش، الاله، انا يجب ان احصل على فراش، عندما من اجل الراعي دموزي، انا يجب ان احصل على فراش، ... عندما، مع حجر الكهرمان في فمي، انا يجب ان استلقي، عندما، مع .. في عينيي، انا يجب ان اصبح مصبوغة.

              المواقعة الجنسية المقدسة تحدث في قلب المعبد. هناك يكون الملك في انتظار عشتار او رئيسة الكهنة لتقترب وتأخذه. هناك وثيقة تصف كيف يتحول الايمان في تلك البقعة المقدسة الى ضوء نهار ويحول الملك الى إله الشمس" حرفيا ورمزيا". تصف الوثائق قدرة عشتار على استخدام قوة الجنس لخلق الالهام والتحول الايجابي. هذا الالتحام بين الجنس، الخصب، والحياة الروحية كانت نواة الديانة السومرية.



              الاسد كان حيوانها المقدس، وهي ايضا كانت ذو قرنين

              الربة عشتار تمثل الكوكب فينوس، ثنائية القطب لدى عشتار يمكن توضيحها بكون فينوس نجمة الصباح ونجمة المساء. في اللغة السومرية تسمى "MUL.DILI.PAT" وتعني النجمة المتميزة.

              يكتب فراس السواح في كتابه ، لغز عشتار (ص 292) "ففي شكلها الأقدم كانت عشتارُ روحًا للنبات، تقضي جزءًا من السنة في باطن الأرض، وجزأها الآخر في نُسَغ الحياة النباتية، إلهةً مزدوجة تمثِّل العالمين وتنتقل بينهما، دون أن تفقد بانتقالها إلى واحد تأثيرَها على الآخر. وعندما أخذت بالخروج من مملكة الطبيعة والتحول تدريجيًّا إلى سيدة لها، بدأت صورتُها المزدوجة بالانقسام، وظهرت بدلاً عنها صورةُ الأم والابنة، حيث تابعت الأمُّ مسيرتَها نحو الأعلى، لتأخذ مكانَها أخيرًا بين آلهة السماء، وتركتْ ابنتَها حبيسةَ الحياة الطبيعية ودورة الإنبات السنوية. إلا أن هذا الانقسام لم يتم تكريسُه نهائيًّا، وبقيتِ الأمُّ ديمترا والابنة پرسفوني، في المستويات السرَّانية للأسطورة، اثنتين في واحدة وواحدة في اثنتين. أما في الميثولوجيا التي لم يُقيَّض لها أن تتابعَ خطَّ تطورها الأمومي، فقد تحول شقُّ عشتار الآخر إلى ابن أسلمتْه إلى دورة الطبيعة وتابعت مسيرتَها مع آلهة الذكور نحو الأعلى. إلا أنها هنا أيضًا قد بقيتْ متحدةً معه عند المستويات السرَّانية للأسطورة، وبقي تموز، شقُّها الآخر وجانبُها الذكري الكامن، معكوسًا نحو الخارج".

              الكلمة السومرية Inana/Inanna تعني السيدة آن العظمى، حيث آن تعني ربة السماء، في حين ان معنى كلمة عشتار غير معروف لنا. وعلى كل حال فالكلمة سامية. أينانا كانت المعبود الاول في اوروك، في العصر السومري المُبكر. في الاساطير والملاحم والتراتيل كانت عشتار عذراء تُمثل قوة الحياة. وقوتها على الاخص بسبب احتوائها طيفين من اطياف الحياة هما طيف الخصوبة والرغبات الجنسية ولذلك فهي قادرة ايضا على اصابة الارض واهلها بالعقم والجدب. وطيف ربوية الحرب والصيد، خصوصا عند المحاربين الاشوريين. قبل المعارك كانت عشتار تظهر امام الجيش (تستعرضه) بلباسها وراياتها حاملة القوس والرمح (تشابه اثينا الاغريقية). الربة عشتار كان لها عدة بيوت (على نمط بيوت الله)، منها E-Anna, " بيت الواحدة الاحد" في اوروك وبيت E-makh, " البيت الكبير"، في بابل وبيت العطايا E-mash-mäsk, في نينوى. وفي هذه البيوت الربوية كانت النساء تخدمها فيما يعرف بطقوس الزنى المقدس (مفهوم انتقل الى اليهودية وكان يمارس حتى لدى العرب قبل الاسلام). على العكس نرى ان عشتار في الفترة البطرياركية المتأخرة اصبحت عذراء وان النساء اللواتي في خدمتها لم يعد لهن حق الزواج طالما انهن في خدمتها. لقد جرى تغيير وظائف عشتار لتتناسب مع المفاهيم الجديدة التي تطورت بتحول المجتمع الى مجتمع بطرياركي يحكمه الرجل المقاتل.

              اينانا كانت تمثل ايضا الوظائف المميزة للمرأة في ذلك العصر، لقد كانت ربة الجعة، وسيدة الحانات، والفلاحة التي تعتني بالحيوانات. من هنا نرى ان ذكر عشتار كان موجودا في اغلب ايام الحياة في العصر الذي جاء فيه جلجامش. لقد كانت رسومات اينانا على العديد من المزهريات القديمة. الصور تمثلها في ملابسها الحربية وحاملة لسلاحها او ملابسها العادية الطويلة، وتحمل تاجها على رأسها والى جانبها نجمة ثمانية. كما تم العثور على لوحاتها وهي عارية تحمل طفل او تمد ذراعيها على شكل صليب. اينانا كانت جزء من ثالوث مقدس، يختلف عن الثالوث الذي ذكرناه سابقاً. هنا نراها الى جانب رب القمر Nanna / Suen (Sin في الاكدية), ورب الشمس Utu (Shamash في الاكدية), Inanna / Ishtar. القمر يرمز الى الحكمة، والشمس ترمز الى العدالة في حين ترمز الارض الى الحياة. الثالوث السابق كان يتألف من الرب En, ويرمز الى السماء، والرب اينكي ويرمز اعماق الماء وانليل الى الارض.


              يتبع

              تعليق


              • #8



                Dumuzi/ Tammuz
                مع انانا

                لقد تم العثور على العديد من النصوص التي تقدم سيناريوهات مختلفة حول كيفية موت Dumuzi, الذي يسمى تموز في النصوص الاكدية. ، منهم " طريق اينانا الى مملكة الظلام"، " احلام دوموزي"، "Dumuzi and the galla", وزواج اينانا من دوموزي او تموزي ، إضافة الى مرثية منفصلة تفصل لنا حزن اينانا على دوموزي، وحزن اخته Gestinanna, بل وحتى حزن كلبه وخرفانه. دوموزي نفسه كان يبكي على المصير القاسي الذي ينتظره، ليقوم بعد ذلك بالسير بين المودعين ذاهبا الى مملكة الموت ليقبض عليه خزنتها. هناك العديد من القصائد والاشعار التي تصف مشاعر الحب بين اينانا والراعي دموزي. في احدى الوثائق التي اكتشفت عام 1963 نرى نصا ايروتيكيا عن "لعبة الحب بين ايناننا ودموزي".
                حسب الاسطورة حول كيفية ذهاب اينانا الى العالم السفلي، تقدم لنا النصوص البابلية والاكدية روايتين متوزايتين، اينانا (تسمى عشتار في النص الاكدي)، تؤخذ الى العالم السلفي الذي يقع تحت سلطة اختها Ereshkigal, لربما بذلك يجعلها في منطقتها. العالم السفلي لديه سبعة بوابات عليها العبور من خلالها، وعند كل بوابة مضطرة الى نزع احد قطع ملابسها، بحيث انها عند عبور البوابة السابعة تكون عارية تماما. وعلى الرغم من تحذيرها، فقد قامت على الفور بالجلوس على عرش اختها. على الفور قام الالهة Anunnaki بمحاكمتها ونظروا اليها بعين الموت لتصبح جثة معلقة على مسمار.

                انطلاقا من هذه النصوص الغير كاملة، يمكن الاستنتاج ان نهاية اينانا (عشتار) جرت في مملكة كور بعد موت تموز، وليس قبله، وانها كانت تطمح لانقاده. هذه الرواية وصلت الينا عام 1915, غير ان هناك نص اخر جرى العثور عليه عام 1965 يقدم لنا رواية اخرى، الذي يشير الى ان تموز ذهب بنفسه الى المملكة السفلى من اجل محاولة اطلاق سراح اينانا. الخدم المخلصين لاينانا حاولوا الاتصال بالالهة من اجل التتدخل لتخليصها، ولكن فقط Enki / Ea اجاب النداء. التفاصيل تختلف من رواية الى اخرى عن طريقة تتدخل اينكي، ولكنه تمكن ، في النهاية من انقاذها. وعلى كل حال، فمقابل المحافظة على حياتها طالبها بإيجاد من يحل محلها في العالم السفلي. اصبحت تبحث عن إله يقبل ذلك، ولكنها لم تعثر الى ان قابلت تموز المُحب لها. على الفور قدمته عوضا عنها للحارس المختص. ومن جديد تختلف روايات القصص في هذا الشان، حيث النص الاكدي يشير الى ان المعني هي اخت تموز Belili. في نص سومري نجد ان اسم Belili هو لامرأة عجوز وليس اخت تموز التي تسمى Geshtinana, في النص السومري.

                ومهما كان الامر، فإن النص السومري يصف كيف هرب تموز الى اخته Geshtinana التي تحاول ان تخفيه عن الانظار، ولكنه في النهاية لم تتمكن من الوقوف ضد حرس الالهة ( demons.) المكلفين بالقبض عليه. لقد تكنوا من اخذه، ولكن اينانا ندمت على فعلتها. في النهاية يحظى تموز بالرحمة ويبقى على الحياة، ويصبح القرار ان يبقى في العالم السفلي لمدة نصف عام في حين تقوم اخته Geshtinana بالحلول محله النصف الثاني من العام، وهذا على خلاف اعتقاد سابق عن مصير تموز.

                ودموزي هو الاله الإيزيدي طاووسي ملك، وقصة هبوطه ونزوله لازالت جزء من التراث الديني الإيزيدي. يقول هوشنك بروكـَ:"إن ثنائية الموت والانبعاث، التي تتكرر في شخصية دوموزي/تموز كلَّ سنة، هي تمثيل قدسي طقوسي للثنائية الفصلية ربيع/خريف. وبذا تكون الأسطورة الدوموزية ترجمةً لشعورية قوية ومبكرة بوحدة الثالوث الكوسمولوجي: الكون–الطبيعة–الإنسان؛ وهي محاولةٌ إنسيةٌ للحلول في ما هو فوق بشري، أي بمعنى القفز من ذاته كفيزيقا إلى الآخر/الإله، ككون ميتافيزيقي، ومشاركة الطبيعة أفراحها وأتراحها في هستيريا قداسوية. فالسنة الرافدية كانت عبارة عن فصلين فقط: ربيع، الفصل الأخضر، جهة الإخصاب والإنبات، وخريف، الفصل الأصفر، جهة الموت والعذابات. وما أسطورة الصعود والهبوط الدوموزية التي اتخذت من هذه الثنائية الفصلية متنًا لمادتها الأسطورية إلا محاكاة بشرية للما فوق بشري، استعدادًا لعبور مقدس من الظهورات الطبيعية إلى الظهورات الإلهية في أقدس تجلِّياتها.

                اسم تموز اطلق على ملك هندي Tammuzh, في منطقة جنوب الهند وعاصمته Kuadam. المجموعة العرقية المعروفة بإسم التاميل يأتي اسمها من من الملك Tamizh, ولاتزال تحمل ثقافة سومر.




                Marduk

                يقاتل تيامات

                وما كان معه من إله، إذن لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض. (المؤمنون، 91)

                مردوك، وتلفظ في الاكادية AMAR.UTU وتعني عجل الشمس، وفي التوراة جرى ذكره كمردوخ Merodach, هو جيل جديد من اسماء الله الحسنى، من المرحلة المتأخرة لحضارة الميسوباتوميا Mesopotamia ، وهو الاله الذي يحمي بابل العظيمة، عندما اصبحت بابل المركز السياسي لمنطقة حوض الفرات، في عصر حمورابي 1800 سنة قبل الميلاد، ليصبح هو الاله الشائع في النصف الثاني من الالفية الثانية قبل الميلاد. صفات مردوك الاصلية غير واضحة لنا، ولكن على الاغلب كان يحمل العديد من صفات الالهة السابقة، والضرورية للاله الجديد للعب دوره في منظومة العلاقات الجديدة. مردوك ورث خصائص من من إلهين على الاقل، هم Ea, Enlil. الصفات الموروثة عن الاله الاول جرى بطريقة طبيعية بإعتبار ان مردوك هو ابن Ea, وبالتالي فالاب ترك له السلطة على البشر. هذا الارتباط بين Ea, ومردوك يمكن ان يكون بسبب تاثير بابل على اريدو، الذي جعل انتقال الثقافة من الجنوب الى الشمال ممكنا، حيث كانت اريدو هي المركز الثقافي الاقدم لتشكيلة حضارية واحدة، الامر الذي ساهم ايضا في خلق علاقات من الاخوة والانسجام. بعد حمورابي، غاب ذكر انليل وحل مكانه موردوك الى نهاية عصر الامبراطورية البابلية، 1000 سنة قبل الميلاد. المنافسة الوحيدة التي كان يتعرض لها مردوك قادمة الاله Anshar الاشوري في الشمال، في حين كان مردوك مسيطرا تماما على الجنوب، وكان يطلق عليه لقب بعل، وتعني السيد.

                عندما اصبحت بابل عاصمة لحوض الفرات، كان من الطبيعي ان يصبح الاله الذي يحميها هو الاله الرئيسي في المنطقة ايضا. من اجل تفسير كيف ان مردوك اصبح هو الاله الاوحد كتب Enûma Elish مايسمى " قصة ولادة مردوك"، ووصف فيها الاعمال البطولية التي قام بها ليسيطر على جميع الالهة. ومن الملاحظ ان التصورات الوثنية عن سلوك الالهة، التي ذكرتها اساطير الاولين، تتطابق بشكل مدهش مع الصورة التي عرضها القرآن، عن حتمية الصراع بين الالهة.
                الملحمة تشير الى ان مجلس الالهة السماويين العظام، Anunnaki قد اجتمعوا من اجل تعيين إله كقائد عسكري لقمع ثورة الالهة ضدهم. مردوك، الذي كان لايزال إلها يافعاً اجاب طلبهم، ووعد بالجهاد لرفع اسمهم، وبالمقابل حصل على وعد إلهي بمكافأته. عندما تمكن من قتل عدوه وعدو الله انتزع منه قرص القدر واخذه لنفسه. في عصره كان الاعتقاد ان الانسان جرى خلقه من اجل ان يكون مسؤول عن مصيره، وبالتالي تستطيع الالهة ان ترتاح. النصوص البابلية تكتب ان مردوك هو الذي خلق مدينة اريدو لتكون اول مدينة، واكثر المدن تقديسا، بإعتبارها انها مدينة الالهة، المدينة التي خلقت من اجل تمجيد الالهة. هذا الامر يذكرنا بطريقة سرد اسطورة تأسيس الكعبة. الناس انفسهم كانت تسمى بإسم مردوك، مثلا نرى في الكتاب العبري، (Book of Esther) انه استخدم اسم مردوخاي عوضا عن اسمه العبري Bilshan, وهي عادة لازالت حية حتى اليوم، ولكن جرى تعويض اسم مردوك بإسم الله. إله الحكمة نابو كان ابن مردوك. الزقورة التي بنيت لتمجيد الاله مردوك كانت تسمى Etemenanki, وتعني معبد خلق السماء والارض، وكان في مدينة بابل، 600 قبل المسيح. في وقت متأخر اصبحت الزقورة تُعرف بإسم برج بابل، الذي جاء ذكره لاحقا في التوراة، معتقدا انه من اجل الوصول الى الله، الامر الذي انتهى بعقوبتهم من خلال بلبلة لسان القوم، فنشأت اللغات، حسب اساطير الاديان السماوية. (انظر سفر التكوين الإصحاح 11/4-9 ، والمنتظم في التاريخ، الجزء الاول، الصفحة 6، باب ذكر نوح عليه السلام)


                يتبع

                تعليق


                • #9


                  Nammu - Namma

                  في الميثالوجيا السومرية تظهر الالهة Nammu - Namma على انها ربة الخلق. إذا كانت قصة الخلق البابلية Enûma Elish مؤسسة على مثيلة لها عند السومريين، وهو امر محتمل تماما، تكون Nammu/Namma هي الهة سومرية كانت في الاصل على الماء وهي التي قامت بخلق السماء والارض والآلهه الاولى. على مايبدو، هي الخالق الاول الذي يطلق عليها السومريين اسم Tiamat في حين يسميها الاغريق Cetus وترمز الى المياه الصافية Apsu, التي كان السومريين يعتقدون انها مملكة تقع في باطن الارض، وهي مصدر مياه الحياة والخصب، إذ " ومن الماء كل شئ حي"، وحيث لم تكن في بلادهم امطار فلم يكن يعرفون للماء مصدرا فيعتقدون انها من الحجر او باطن الارض، خصوصا وان هذا هو ظاهر الامر الذي يروه. { وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء} (سورة البقرة الآية 74) وكما ان ناما هي ربة ماء الحياة، فإن الله آن كان رب السماء. وفيما بعد قامت ربة ماء الحياة بالتعاون مع ابنها اينكي بخلق الانسان، ليكون الانسان خليفة الالهة على الارض، وليصبح اينكي مسؤولا عن تعليمهم مالم يعلموا.



                  Nergal

                  الاله Nergal (ويلفظ ايضا Nirgal, Nirgali) احد آلهة بابل، واهم موقع لعبادته هو Cuthah (ويلفظ ايضا Kutha) وصورته نجدها على سور تل ابراهيم. هذه الاله جرى ذكره في التوراة على انه إله مدينة كوث. (2 Kings, 17:30). على مايبدو فإن الاله نيرغال هو إله الشمس جزئيا، واحيانا يشار اليه وكأنه هو ذاته Shamash, مع تمثيل لحظة زمنية معينة من ظهور الشمس. في صورته كإله الحرب والطاعون، يبدو انه يمثل الشمس في منتصف يوم شديد الحرارة من منتصف الصيف، الامر الذي يؤدي، في ظروف بلاد الرافدين، الى إبادة الحياة، الامر الذي يعكس حالة القفر الذي تجتاح بلاد سومر في الصيف القاسي. نيرغال كان ايضا متسيدا على العالم السفلي، وعلى شرفه جرى بناء معبد خصيصا ليكون مملكة الموت، يعتقد ان الاموات جرى جمعهم فيه في مغارة كبيرة تدعى آرالو او ايركالا، (Aralu or Irkalla) وعادة دفن الاموات في غرف تحت الارض لازالت موجودة عند العديد من الطوائف، بما فيها طوائف إسلامية، حتى اليوم. بصفة إله الموت، كان يعرف تحت اسم Allatu or Allatum, ايضاً Ereshkigal, (وهو اسم انثوي، على العكس من نيرغال، واول اسم يشابه الله الاسلامي). على بعض النصوص نجد ان الاله Ninazu كان ابن نيرغال من الله تو، الذي تشكل القطب الثاني من شخصيته وليس من زوجته المسماة Laz. في الايقونات يجري تصويره على شكل الاسد في حين الجداريات الحجرية تجعل رأسه على صورة الاسد. من ضمن صفاته الحسنى يمكن ان نقرأ : الغاضب، والاله الملتهب، والقادر، والحق. في الادب اللاهوتي يشار اليه على انه كوكب المريخ. في معبد نيرغال الرئيسي الواقع في مدينته غوثا Cuthah ولد الاسم ميسلام Meslam, ليصح اسم الله هو Meslamtaeda or Meslamtaea. هذا الاسم نجده في الصحف الاولى الى جانب آلهة مدينة Fara في حين ان اسم نيرغال نفسه ظهر في المرحلة الاكدية لاحقاً. الله في اسم Meslamtaeda يكون مسؤول عن حماية الابواب الى العالم السفلي، الذي يفصل بين عالم الاموات وعالم الاجياء، وهي نفس فكرة ابواب الجنة وابواب الجحيم الاسلامية.. ومعبد هذه الاله يسمى E.meslam, ويعني بيت الرعب في العالم السفلي، الامر الذي يشير الى جذور مفهوم جهنم اللاحق. على الرغم ان العديد من الترانيم والكتابات السومرية والبابلية التي تشير الى بيرغال الا ان معابده لم تتجاوز Ninurta الامر الذي يشير الى محدودية عبادته. سنحريب، في عهد نبوخزنصر الثاني 606 قبل الميلاد، تكلم عن معبد الى شمال نينوى، ولكنه لم يذكر شئ عن وجوده في بابل.



                  Sama - Ahamash - Utu

                  Shamash or Sama, كان الاسم المشترك عند الاكديين في الفترة السومرية والاشورية لإله الشمس، وهي تعادل التسمية السومرية Utu. الكلمة قد تعني " الخادم" ولربما تشير الى منزلة ثانية بين آلهة ذلك الزمان. في بداية ونهاية وثيقة Sha-mash يشار اليه على انه " من إله القمر"، ووظيفته كانت شماش ، (وهي ذات الوظيفة التي نراها اليوم في الكنائس والمعابد اليهودية والمسيحية، وحتى تسللها الى الاسلام)، لربما لاظهار ان إله الشمس يعتمد على إله القمر. مثل هذا الاستنتاج يدعمه المركز الذي يحتله القمر بحيث انه اصبح منطلق التقويم والاساس في حسابات الفلك، إضافة الى ان طقوس القمر تعود الى الشعوب البدوية، وبالتالي المرحلة الاولى في الحضارة، في حين ان اهمية الشمس ظهرت بعد ان عرف الانسان الزراعة، الامر الذي يوضح اهمية القمر عند المسلمين ايضا. المناطق الرئيسية لعبادة الشمس في بابل نجدها في Sippar, في هضبة ابو حبة و Larsa, في سينكيرا Senkerah. كلا المنطقتين كانت تسمى E-Barra (or E-babbara) وتعني " بيت المضئ". المعبد في سبرا كان الاكثر شهرة، في حين ان المعابد التي بنيت لعبادة الشماش كانت موجودة في جميع مدن مملكة بابل، مثل بابل ونينوى وارو وماري ونيبور. العدالة هي الصفة الرئيسية للاله شماش. تماما كما يقوم ضوء الشمس بقشع الظلام يقوم الاله شماش بإزالة الظلم واضائة العدل. عدالة شماش هي التي اعطت حمورابي الوحي الضروري لكتابة قانون السماء، والمسماة " شريعة حمورابي"، من خلالها نرى ان حمورابي يحاول الوصول الى رضى شماش.

                  قبل قرون من حمورابي، 2600 قبل الميلاد، كتب Ur-Engur عن ظهور " قوانين عدالة شماش"، وهي قوانين اقدم من قوانين حمورابي، وصلنا منها جزء بسيط . ولذلك ليس من الغريب ان اناس كانوا يتوجهون بالدعاء الى الشاماش، إله الشمس من اجل رفع الظلم عنهم وإضائة شعاع العدل على الارض. مع الزمن تمكن الشاماش من إذابة جميع الهة الشمس الاخرى ليحتل المكان وحيدا في الطقوس والمعابد، ليصبح رب الحق والعدل. بعض الالهة حافظت على آلوهيتها في نقاط محددة، مثلا الاله نينيب اصبح إله الشروق، في حين ان نيرغال اصبح إله الظهيرة، ام الشاماش فإله الشمس بشكل عام.

                  شاماش هو من ضمن الثالوث الثاني، الى جانب عشتار وسين. مع بعض يرمزون الى المصادر الثلاث للحياة: القمر، الشمس والارض. احيانا، وعوضا عن عشتار نجد آداد إله العواصف، بالعلاقة مع الخطيئة وارتباطها بالعدالة.



                  Sin - Nanna


                  نانا في الميثالوجيا السومرية هو إله القمر، وابن انليل ونينليل. واور المدينة التي يوجد فيها بيته المقدس. عند البابليين والاشوريين كان يسمى سين، وكان مقدس في مدينة حران. سين كانت له لحية، مصنوعة من الحجر اللازوردي الازرق، ويجري تصويره وهو على ظهر ثور يصارعه. زوجته كانت المرأة العظيمة نينغال، التي ولدت له ايتو Utu, وأينانا، وفي بعض الكتابات نجد ايضا اسم ايشكور، Ishkur. من رموزه القمر والثور وعصا الرعاة (لربما صولجان). اكثر الاماكن التي اهتمت بعبادته هي اور في الجنوب وحران في الشمال. عبادة سين انتشرت الى المراكز الاخى في العصور المبكرة، ومعابد القمر كانت موجودة في جميع مدن بابل واشور الكبرى.

                  عادة يجري الاشارة اليه على انه إله الحكمة، En-zu. هذا الوصف ظل مرتبط به عبر جميع العصور. في مرحلة قمة عظمة اور، مابين 2600-2400 قبل الميلاد، كان سين يعتبر قائد المجمع الالهي. الى هذا العصر تنتمي الصور التي تصوره على انه ابو الالهة، وخالق كل شئ. من المعتقد ان عبادة سين انتقلت الى بابل من القبائل العربية في الجزيرة، التي كانت تقدس القمر، بإعتباره يقوم بدور رئيسي في نمط حياتها القائم على التنقل، وسبب اختياره لكتابة التقويم القمري، وترسخ اهميته ، في الثقافة البدوية، جعله المؤهل ليقف على اعلى المنارة الاسلامية حتى اليوم. اكبر المدن التي كان يرعاها سين تسمى E-Gish-shir-Gal وتعني " بيت النور الساطع". وبيته الحرام في حران يسمى E-khul-khul ويعني " بيت السعادة والطمئنينة". على المزهريات يجري تصويره بصورة رجل كبير له لحية كأشعة القمر. في اللاهوت القديم يرمز له بالعدد 30، وكوكب فينوس، والى بنته بالرقم 15. الرقم 30، على الاغلب، يرمز الى عدد ايام الشهر، حيث انها في الشهر القمري تعادل 29،53. الحكمة التي تعتبر من اسماءه الحسنى، تشير الى علمه الواسع في الفلك، حيث مراقبة مراحل القمر يلعب دورا هاما. السعي لتركيز كل الصلاحيات في مركز واحد، في مرحلة لاحقة، جعله يحصل على العديد من صفات بقية الثالوث المقدس، (شاماش وعشتار).



                  تيامات تقاتل ماردوك
                  Tiamat - Leviathan




                  في الاصل كان تيامات إله ذو صورة خرافية، من العصر البابلي والسومري، وشخصية رئيسية في ملحمة الخلق، Enûma Elish. في الجدول الاوغاريتي للباحث John CL Gibson, حيث توجد القصص والملاحم الكنعانية، يأتي ذكر هذا الاله بإسم "tehom" في النصوص الكنعانية التي تعود الى عام 1400-1200 قبل الميلاد، بمعنى " البحر". هذا التحول في شخصية تيهوم، حيث يجري تحويلها من مذكر الى مؤنث، نجده في بداية قصة الخلق العبرية اللاحقة. في قصة الخلق نجد ان تيمات كانت ضوء الله في الماء المالح، الذي كان قبل خلق العالم. هي والاله آبسو قاموا بملء الكون بالماء للتحضير للخلق. ولهذا السبب تعتبر هي الربة الخالق، التي خلقت كل ماخلق، عرشها في الماء ومن الماء كل شئ حي. Ummu-Hubur.

                  الإله اينكي الذي اصبح فيما بعد ايه، EA، كان عن حق يعتقد ان آبسو كان يخطط لقتل جميع الالهة الصغار، لذلك وجب قتله. هذا الامر اغضب الربة تيمات، الذي جعلها تلبس ملابس الحرب. الالهة الصغيرة كانت ابناءها ، مثل حية اعماق البحر الهائلة، والبشر الذي نصفهم اسماك ونصف انسان، والكائنات التي نصفها سرطعان ونصفها انسان. تيمات كانت تملك لوائح الاقدار مسجلة، وفي المعركة الاولى سلمت اللوائح الى الاله كينغو الذي اختارته حبيباً. ولكن آنو ( فيما بعد، قام بأخذ مكانه الاله مردوخ، ابن الاله آيا، في نهاية السيناريو الذي وصلنا)، انتصر على كينغو Kingu, ومن ثم على الربة، بفضل تسلحه بالرياح الصرصر والشبكة وحربة لاتنهزم .




                  Enkidu
                  إنكيدو يحمل الرمح و امامه جالجاماش

                  الميثالوجيا السومرية تصور انكيدو على ان له شخصية برية. سلوكه البري يجري تدجينة من قبل شامهات، Shamhat. بعد ذلك يرافق جلجامش في مغامراته والى موته في ملحمة جلجامش الشهيرة. في الكتابات الاقدم يجري ذكره باسماء اخرى مثل: Enkimdu, Eabani, Enkita. بداية الملحمة يظهر انيدو شخصية متوحشة اذ تقول: "كل جسمه يغطيه الشعر، و... كالمراة، او شعر ربة الزرع. وفوق ذلك لايفهم شئ من معلومات الحضر او بداية البشر وكان يلبس الجلد وكأنه راعي قطيع".
                  انيدو عاش مع الحيوانات في الحقول. كان يقوم بحماية الوحوش، ويخرب مصائد الصيادين، ويحوم قرب مصادر المياه للاطمئنان. هذا السلوك كان يزعج الصيادين في المنطقة، الى درجة انهم اشتكوا عند الاله جلجامش طلبا للمساعدة. جلجامش يقدم لهم نصيحة: " ايها الصيادين ارجعوا الى سهولكم، وخذوا معكم امرأة عاهرة وطفل مرح، فهو سيقع في حبها، واللعب في السهوب سيتركه". الصيادين عملوا بنصيحة جلجامش واستئجروا العاهرة شامهات، لاغراء الرجل المتوحش. انكيدو وقع على الفور بغرامها وعلى مدى ستة ايام كان لايغادرها. الحيوانات اصبحت تتفادى الاقتراب منه، فالروابط بينهم اصبحت تتقطع.
                  الان اصبح هو الذي يبعد الذئاب ويطارد الاسود، لقد اصبح حارسا عند الصيادين. بعد انقطاع الاخوة بينه وبين الحيوانات، اصبح الان يعيش حياة جديدة، يعتاش من الصيادين والرعاة والصيد من الحيوانات التي كان في السابق يخدمها. في النهاية تصبح الحياة الروتينية تقض مضجعه، انه يبحث عن مغامرات وتحديات. شامهات تخبره بوجود ملك عظيم في اوروك (جلجامش)، وتقول له ان هذا الملك سيكون متحدي كفوء لانكيدو. جلجامش يندهش من قوة انكيدو. انهم يتصارعان طويلا الى ان يقوم جلجامش برمي انكيدو ارضا. الهزيمة تجعله يهنئ جلجامش ويقسم له يمين الولاء. في بقية الملحمة يعيشون كالعشاق، حسب بعض التفسيرات.
                  انكيدو يساعد جلجامش في صراعه ضد هومبابا الحارس الخرافي لبوابة غابة سيدار. على عكس مانعرفه عن ضمير انكيدو، نجد انه يتعاون لقتل هومبابا المهزوم. بعد ذلك يقوم مرة اخرى بمساعدة جلجامش في قتل إله السماء بول، الذي ارسلته الالهة للثأر من جلجامش. الربة عشتار طالبت بأن عليهم التعويض عن ماارتكبوه. شاماش يسأل بقية الالهة ان يرحموهم ويبقوهم على الحياة، ولكنه نجح في انقاذ جلجامش فقط. القضاء الالهي توصل الى ان انكيدو لم تكن لديه الصلاحيات لمصارعة اله السماء بول، وا مافعله كان تتدخل في صلاحيات الالهة. انكيدو يصيبه مرض قاسي، ولكن على فراش الموت يظهر له رؤية عن الحياة المعتمة القادمة، ويلعن الصيادين والعاهرة الذي جعلوه يتحضر، والذي اوصلوه الى استحقاقه لعقوبة الالهة.
                  جلجامش يجثو على جثة صديقه ويرثيه لبضعة ايام. الملحمة تذكر لنا ان جلجامش يقوم بدفن صديقه بعد ان تخرج الدودة من انفه. رؤية جلجامش لجسد صديقه وهو يصبح طعاما للديدان يجعله يبدأ سفرته بحثا عن الخلود ليصل الى Utnapishtim. توجد صفحة طينية اخرى عن رحلات انكيدو في العالم الاسفل، ولكن العديد من الباحثين يعتقدون ان هذه الصفيحة هي حلقة لاحقة جرى اضافتها الى الملحمة الاصلية.
                  تحليل تاريخي:
                  ملحمة جلجامش تلقي الضوء على التحول التاريخي من حياة البراري الى حياة الحضر، والى ظهور مشاعر التفوق لدى سكان الحضر على سكان البراري. في نفس الوقت تلقي الضوء على غنى الحياة الطبيعية لمنطقة بلاد الرافدين وقرب عهدها بالبراري، والامر الذي يجعلنا نفهم اكثر مبررات الميثالوجيا السومرية واسباب تنوع اوجه آلهتها، وممالكهم. ان المنطقةتتحول من الحياة البرية المنعزلة الى نشوء مدن حضرية مترابطة المصالح. من ناحية اخرى، تظهر كيف ان التحضر مرتبط بالذاتية، وبنشوء السعي الى المصالح الخاصة والملكية، التي تخلق الاخلاق والموبقات.




                  Gilgamesh
                  جالجاماش يحمل الأسد و امامه إنكيدو

                  حسب صحيفة الملك، كان جلجامش الملك الخامس على اوروك، وهو ابن Lugalbanda. الاسطورة تخبرنا ان امه اسمها الربة نينسو Ninsun. حسب وثيقة اخرى تدعى " تاريخ تومال"، Tummal, كان جلجامش وابنه اورلوغال Urlugal, عبارة عن تغيير جرى على الالهة نينليل من مدينة تومال الواقعة تحت سلطة نيبور. في السابق كانت نينليل تدعى سود، Sud, وهي بنت نانو وآن، من الميثالوجيا السومرية. عاشت في دلمون مع عائلتها وجرى اغتصابها من اخوها انليل، الذي اصبح في المستقبل زوجا لها، وولدت له صبي نانا الذي اصبح إله القمر لاحقا. بعد موتها اصبح ربة الريح، تماما مثل اينليل. في ملحمة جلجامش يأخذ على عاتقه بناء اسوار اسطورية لمدينة اوروك. في عصور تاريخية لاحقة يقال ان الملك سرجون الاكدي قام بتدمير هذه الاسوار لاستعراض قوته العسكرية.
                  في اجزاء من صحيفة طينية وصلتنا، عليها ملحمة غير كاملة، عثر عليها في ميل توران Me-Turan, حاليا تل حداد ، تخبرنا ان بعد وفاة جلجامش جرى دفنه في اعماق مياه النهر. سكان اوروك قاموا بتحويل مجرى الفرات حتى يتمكنوا من دفن جلجامش في قعره. الباحثيين لايستبعدون ان تكون شخصية جلجامش حقيقية تاريخيا، خصوصا بعد العثور على معطيات تاريخية اضافية تؤكد وجود شخصية اخرى هم الملك Enmebaragesi والملكة آغا من كيش. إذا كان جلجامش شخصية تاريخية فعلى الاغلب حكم عام 2400 قبل المسيح، إذ ان اقدم الوثائق السومرية تشير اليه بإسم بيل جامش Bilgamesh. في اغلب الصحف، جرى ذكر جلجامش مرفق بتعبير خاص يستخدم مع اسماء الالهة، ولكن لايوجد مايشير الى ارتباط طقوس مقدسة مع شخصه، والعديد من المختصين بالسومريات يعتقدن ان اضافة التأليه اليه جرى في فترة لاحقة. (على العكس مما هو عليه الحال مع قصص الملوك-الالهة الاكديين). ومهما كان الامر فقد ارتبط اسم جلجامش مع ملحمته.



                  يتبع

                  تعليق


                  • #10
                    نشكرك اخي محمد عامر على هذه المعلومات الثمينه ....كل الشكر لك .

                    تعليق


                    • #11


                      الخلق القرآني


                      يقول الشاعر والفيلسوف الاغريقى اكسينوفانيس " لقد خلق الانسان آلهته وجعل لها اجسادا مثل جسده واصواتا مثل صوته وملابسا ترتديها مثل ملابسه ولو ان الخيل والاسود والثيران كان لها أيادى ماهرة يمكن ان تستخدمها فى الرسم والنحت لرسمت الخيل الاله على هيئة الخيل ولنحتت الثيران تماثيل للاله على هيئة الثور.. يقول اهل الحبشة : ان آلهتنا سوداء البشرة ولها أنوف فطساء ويقول اهل تراقيا : ان آلهتنا زرقاء العينين وحمراء الشعر

                      وقالت الاساطير القديمة ان :الاله" انكى " والالهة " نمو " خلقا الانسان من طين عند السومريين الاله " مردوخ " خلق الانسان من طين عند البابليين الاله " خنوم " خلق الانسان من طين عند المصريين الاله " بروميثيوس " خلق الانسان من طين عند الاغريق الاله " يهوه " او " الوهيم " خلق الانسان من طين عند اليهود والمسيحيينالاله " الله " خلق الانسان من طين عند المسلمين ان السومريين من اول الشعوب القديمة التى قالت ان الانسان خلق من طين يقول فراس السواح : والاسطورة السومرية المتعلقة بخلق الانسان , هى اول اسطورة خطتها يد الانسان عن هذا الموضوع . وعلى منوالها جرت اساطير المنطقة , والمناطق المجاورة , التى استمدت منها عناصرها الاساسية , وخصوصا فكرة تكوين الانسان من طين , وفكرة تصوير الانسان على صورة الالهة (مغامرة العقل الاولى , فراس السواح , طبعة 9 , دار المنارة سوريا ص 45 ) وجاء فى الاسطورة السومرية ان الالهة نمو ( المياه البدئية ) طلبت من ابنها الاله انكى ان يقوم بهذه المهمة جاء على لسانها :

                      " أى بنى , انهض من مضجعك , انهض من (....) واصنع امرا حكيما اجعل للآلهة خدما , يصنعون لهم معاشهم وقال انكى : ان الكائنات التى ارتأيت خلقها ستظهر للوجود ولسوف نعلق عليها صورة الالهة امزجى حفنة طين , من فوق مياه الاعماق وسيقوم الصناع الالهيون المهرة بتكثيف الطين وعجنه ثم كوّنى انت له اعضاءه.. ولسوف تقدرين للمولود الجديد , يا أماه , مصيره وتعلق ننماخ عليه صور الالهة .. فى هيئة الانسان "( السابق ص 45 – 46 ) ولقد انتقلت هذه الاسطورة الى معظم الاساطير والاديان اللاحقة فجاء فى الاساطير البابلية ( اسطورة انوما ايليش Enuma Elish ) ان الاله مردوخ بعد ان خلق السموات والارض صنع الانسان من طين , ولنقرأ تلخيص وتحليل العالم سبتينو موسكاتى لهذه الاسطورة : "وبعد ان صنع مردك ( مردوخ ) السماء والارض , وضع النجوم فى السموات العلى . وهنا نجد فراغا طويلا فى النص , وهذا الجزء الضائع يتناول على الارجح خلق النبات والحيوان . اما الجزء التالى الذى يمكن قراءته من النص فنرى فيه مردك يأخذ التراب ويمزجه بدم الاله " كنجو " kingu الذى كان قد ذبح فى المعركة , ويصنع منه الانسان على ان يكون خادما للالهة ."
                      وفى الاساطير المصرية القديمة قام الاله خنوم Khnum بخلق الانسان الاول من طين وكان هذا الاله يصور فى النقوش المصرية القديمة على هيئة صانع الفخار , فكان يضع طينا على عجلة الفخار ويشكله على هيئة انسان وبعد ذلك ينفخ انفاس الحياة فيه فيصير بشرا , وهكذا خلق الاله خنوم الانسان من طين جاء بدائرة المعارف البريطانية عن خنوم
                      الاله خنوم , وينطق ايضا خنيمو , من الالهة المصرية القديمة , وهو إله الخصوبة ... كان يعبد منذ الاسرة الاولى ( حوالى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ) حتى القرون الاولى بعد الميلاد ... وكان يعتقد انه خلق الانسان من طين ..." ( لرؤية النقوش المصرية القديمة التى تصور خنوم وهو يخلق الانسان من طين. منابع الفكر الديني.

                      وانتقلت الاسطورة القديمة ( المصرية والرافدية ) الى الاساطير الاغريقيةفجاء عن بروميثيوس انه خلق الانسان من تراب وماء , وعندما استوى الانسان قائما , نفخت الإلهة أثينا فيه الروح وبعد الاف السنين من الاسطورة السومرية والاسطورة المصرية تأتى التوراة وتنقل نفس الاسطورة القديمة سفر التكوين 1 26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض 27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم سفر التكوين 2 : 7 و جبل الرب الاله ادم ترابا من الارض و نفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية

                      ان الاية الاخيرة تكاد تكون تلخيصا دقيقا موجزا للاسطورة المصرية للاله خنوم الذى شكل الانسان من طين ونفخ فى انفه نسمة الحياة الاختلاف الوحيد فى اسم الاله حيث نقل الكاتب التوراتى الفكرة بحذافيرها ولم يغير الا اسم الاله فنسب هذا العمل للاله اليهودى ( يهوه الوهيم ) بدلا من الاله المصرى خنوم وجاء ايضا عن خلق الانسان من طين او تراب : اذكر انك جبلتني كالطين افتعيدني الى التراب (أيوب 10 : 9) و الان يا رب انت ابونا نحن الطين و انت جابلنا و كلنا عمل يديك (إشعياء 64 : 8) الانسان الاول من الارض ترابي الانسان الثاني الرب من السماء (كورنثوس الأولى 15 : 47)

                      من ناحية اخرى يلاحظ تسرب الفكرة السومرية القائلة بان الانسان اخذ صورة الاله , او ان الالهة وضعت صورتها على الانسان , هذه الفكرة تسربت حرفيا للتوراة التى تقول ان الاله خلق الانسان على صورته !! وجاء الاسلام بعد آلاف السنين وكرر بدوره الاسطورة القديمة الانعام هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) الاعراف وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ الاسراء 61 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا المؤمنون 12وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ السجدة 7الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ص 71 إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ اما عن ان الاله العربى خلق الانسان على صورته كما قالت بذلك الاسطورة السومرية ومن بعدها التوراة , فنجد هذه الفكرة فى الحديث الشريف :

                      صحيح مسلم الحديث رقم 5075 ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن رافع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏همام بن منبه ‏ ‏قال هذا ما ‏ ‏حدثنا به ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكر أحاديث منها ‏ ‏وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏خلق الله عز وجل ‏ ‏آدم ‏ ‏على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله قال فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة ‏ ‏آدم ‏ ‏وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن. عن أبو هريرة : خلق الله عز وجل آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً. . فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ستون ذراعاً فلم تزل تنقص بعده حتى الآن . فردوس الأخبار للديلمي ج 2 ص 299. ونحوه في ج 5 ص 165.

                      عن أبي هريرة ، عن النبي ( ص ) قال : خلق الله آدم على صورته طوله سبعون ذراعاً . مختصر تاريخ دمشق ج 3 جزء 5 ص 125. عن أبي هريرة مرفوعاً : لا يضربن أحدكم وجه خادمه ولا يقول لعن الله من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورة وجهه لسان الميزان ج 3 ص 299 لابن حجر . عن أبي هريرة عن النبي أنه قال : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ثم قال : أذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن .. لجنة الإفتاء الوهابية ج 4 ص 368 فتوى رقم 2331. عن أبي هريره قال : قال رسول الله إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته . . صحيح مسلم ج 8 ص 32.

                      وفى الختامان الاساطير القديمة روجت لفكرة ان الالهة خلقت الانسان من طين او تراب تفسيرا منها لكيفية خلق الانسان او كيف جاء الى هذا العالم , ولقد سيطرت هذه الاسطورة على ذهنية البشر القدماء ولم يقدروا الفكاك عنها , وجاءت الاديان وسلمت بهذه الاسطورة تسليما وصارت من بديهيات العقلية الدينية .اتوقع من سيرد على قائلا ان العلم اثبت ان مكونات الانسان الاساسية مشتقة من الطين او التراب ولن انكر هذا اذا قال العلم بذلك لكن ما يهمنى ان اكون قد وضحته هو ان الاساطير والخرافات هى منشأ هذه الفكرة وهذا السبق العلمى - ان كان هذا يمت باى صلة للعلم - ومن السخف ان يفتخر اليهودى او المسيحى او المسلم بان توراته او انجيله او قرآنه لها السبق , ويتخذ من هذه الاكذوبة دليلا على اعجاز كتابه , فلو ان هناك اعجاز فالاعجاز للاسطورة المصرية او الرافدية التى سبقت هذه الاديان بالاف السنين وقالت قبل الاديان بان الالهة خلقت الانسان من طين .





                      تعليق

                      يعمل...
                      X