السّامري - والدجّال - والبيان بين الخدعة والحقيقة :
سوف أعرض عليكم هذه النظرية الفلسفية التي أخرجتها من آيات في سورة طه ولأول مرة أعرضها علنا .. وهي فلسفة في القرآن الكريم حول مسألة السامريّ لذي كان موجودا على عهد موسى عليه السلاممن منكم يعلم السّامريّْ؟
من هو السّامريّ؟
من أي أبوان ؟ وهل له ذُريّة؟
لماذا ظهر في هعد موسى فجأة .. يغوي بني إسرائيل للإعراض عن عبادة إله موسى عليه السلام؟تقريبا 90% من الناس مر مروا الكرام على قصة السامري، حيث أنها وكالعادة لم يتم تسليط الضوء عليها من قبل الساسة المحتركين للعلم .. هذا إن كانوا يعلمون شيئا حول هذا الأمر ..
وقد اجتهد باحثون عديدون في تحديد هُويّة السامريّ .. والبعض الآخر اجتهد بأن يظهر السامري أنه وجه العملة الأخرى من الشيطان .. والكثيرون أصبحوا يؤمنون أنه المسيح الدجال الذي سوف يقتل على يد عيسى عليه السلام في آخر الزمان .. وأنه علامة من علامات القيامةوالآن 90% من الناس لم يعودوا يؤمنون بقصة الدجال ونزول عيسى عليه السلام وانها كذبة وسيناريو حبك كما حبك نفسه تماما في التوراة والإنجيل سابقا لإلهاء الناس وجعلهم في دائرة التواكل .. والتكاسل .. والاعتمدا على القوي لهزيمة العدوّ ..بالنسبة بي .. لا استطيع إنكار الأحاديث الكثيرة جدا التي تحدثت عن الدجال .. وفي نفس الوقت أحاول إثبات صحتها من عدمها من القرآن لمواجهة القرآنيين .. إما ان اقتنع انهم على صواب .. أو ان يقتنعوا أن الأمر به حكمة إلهية لا يمكنهم تفكيكها إلا من خلال آيات لم يستوعبوها بعدوالكثير قد يرى هذا المقال ضربا من ضروب الشعبذة والسخرية وربما قد يطعن به الكثيرون .. إلا ان الحقيقة لا يمكن طمسها للأبد .. والتأويل لن يكون تأويلا بل ربما يكون نوعا من الإجتماهادت والرؤية الأخرى لآيات قرآنية قد تثبت فعليّا ان الدجال ليس وهما ولا كذبة رخيصة من بين كذبات الدجالين الساسة ولا هي مجرد قصة تشبه قصة زعيم الظلام وزعيم النور الذين يقاتلون عوضا عن الشعوب ...!!
الآن دعونا ندخل في صلب الموضوع :من هو السامريّ؟سؤال وجيه .. لقد سألت نفسي قرابة ال6 سنوات .. من هو السّامري .. ووجدت ملايين التفسيرات التي ليس لها أي مرجع تاريخي حقيقي حتى الآن .. لذلك ضربت بها جميها عرض الحائط .. وقررت النظر من زاوية أخرى تختلف عن زاوية التسلسل التاريخي الحرّف تقريبا ثلاثة أرباعهوللصدفة في ليلة صافية مثل اليوم .. قرأت سورة طه ..
لم اكن اعلم ان سورة طه بها كمية كبيرة للغاية من الرسائل السرية التي في الأساس هي مكتوبة في القبالة .. في كتاب التلمود .. والذين لا يعلمون ما هي القبالة وما هو التلمود فسوف اشرح لكم لاحقا .. وباختصار هي كتب يهودية تتكلم عن الشيفرات السرية لبني إسرائيل .. في رحلة الكهنوب المظلم ..رسائل كلمية رهيبة في أمر السامري خصوصا ..السامري ذكر فجأة في سورة طه .. لم يذكر نسبه ولا سلالته ولم يذكر عنه شيئ حقيقي يبيّن لنا من أين جاء السامري .. هل هو حقا من بني إسرائيل؟ أم هو مخلوق آخر لديه رؤية مختلفة عن بني إسرائيل في ذلك الوقتذلك السامري الذي أرهَبَ بني إسرائيلْ وألهاهم عن الدين الحق بعد ذهاب موسى .. وسَحَرَهم فاتّبعوه .. وبنا لهم عجلاً له خُوارْ .. وقال لهم هذا ربكم فاعبوه .. وصدّقوه .. وصدّقوا صوت العِجل أنه يتحَدَّثلكن مهلا .. هل من انسان عاقل يصدق بان صنما يتحدث؟ إلا إذا كان الصنم فعليا يتكلّم؟ وهذه الحقيقة التي يغطّي عليها الكثيرين من الساسة ورجال الدين دون سبب يُذكر ..السامري صنع عجلا من الذهب وكان فعليا يتحدث .. لذلك صدّق القوم بانه آلهة ووجب عليهم عبادته .. الخُوار هو صوت أجرش يخرج من أنف وفم العِجل في ذلك الوقت .. ولا يصدر دون صوت ..إذن فلنتفق بان السامريّ رجُل غريب .. خرج فجأة بين بني إسرائيل وعاند موسى عليه السلام .. وكأنه مخلوق فقط ليكون له غاية ما في هذه الحياة .. إغواء بني إسرائيل .. ومصارعة موسى عليه السلام والإبصار ..!حسنا ..
فلنتمعن في هذه الآيات جيدا لاختصر عليكم الأمرقَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ
(95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100)
قال فما خطبك يا سامري .. من الذي تحدّث مع السامري هنا؟
لقد بينت الآيات التي سبقت هذه الآية ان موسى جاء غاضبا جدا مما سمعه من أخيه هارون عن هذا السامري الذي أغوى بني إسرائيل وجعلهم يعبدون العجل بعد ان كانوا مؤمنين .. فذهب إلى السامري وسأله ما خطبك .. ماذا تُدبّر يا سامري .. ما بالك غير عادي يا سامريّ .. ما بك غريب الأطوار يا سامريّ .. كل هذه المعاني تناسب الآية تمامالقد بدى على السامري أمر .. لاحظه موسى عليه السلام فسأله
السؤال الوجيه هنامالشيء الذي لاحظه موسى عليه السلام على السامري؟لاحظوا جيدا معي هذا الترتيب الرهيب في السردقال فما خطبك يا سامري .. قال أبصرت بما لم يبصروا به ..هل رأى موسى عليه السلام أمرا غير عادي وغريب في وجهه؟لقد ابصر بشيء لم يكن عليه ان يراه .. كيف؟ .. هل من المعقول انه انقشع عن عينه الغشاوى .. فكان بصره حديدا فرآى شيئا لم يتوجب عليه رؤيته؟ ..كما وانه أبصر بما لم يبصروا به .. تحديدا وبدقة شديدة .. لم يكن رؤية عادية .. قال أبصرت .. أي أحسست .. أو شعرت .. أو كان إلهاما أبصره
وربما لا يكون البصر هنا هو المدلول نهائيا ..هل كان السامري أعور؟ حتى انه اعتمد على البصيرة؟ بدلا من البصر؟لماذا لم يقل الله عز وجل في أمره على لسانه لتكون الآية .. رأيت ما لم يروه ؟؟؟!!! ألم يكن أسهل ؟ أو مباشر بشكل أكثر؟بل قال .. أبصرت .. بما لم يبصروا به .. أي بما لم يفقهوه .. وأبصر بما لم يعرفوه بقلوبهم .. وأبصر بما لم يعقلوه بعقولهم .. أبصر أي عرف وتنوّر بشيء لم يستطع أحد من حوله أن يبصره أو ان يستشعره على الإطلاق..ولو كان الأمر عادي .. لما جائه موسى قائلا .. ما خطبك يا سامري ..
فلو كانت مخاطبة عادية تماما .. لقلنا عنها انها شجار بين شخصين عاديين .. ولكنها مخاطبة نبيّ .. يحمل رسالة من رسول .. رأى شيئا في وجه السامري تعجّب منه فسأله سؤال دقيقا جدا .. ما خطبك .. أي .. بماذا سوف تُخبِر .. أي .. ما الخبر الذي تحمله لي .. قل ما تخفي في عقلكلقد رأى سيدنا موسى عليه السلام في وجه السامري علامات خطب ما .. أمر جعل في وجه السامري امرا .. كرهبة او خوف أو شرارة أو لون معين .. أو مسخ ..الأمر الثاني المهم جدا .. أن السامري لم يتم أبدا رسم صورته لا في ألواح طين ولا على صخر ولا على اوراق البردى .. ولا على توابيت ولا في مغارات ... علما بأن بني إسرائيل من أكثر الحضارات العالمية كاملة .. تدوينا لتاريخهم على توابيت وأسقف مغارات وبوابات المغر .. وفي ألواح طين وفي خواتم وحليّ وأواني .. وقلادات .. بنو إسرائيل بكل حضاراتهم هم أكثر الحضارات تدوينا للتاريخ من بين جميع الحضارات .. وهي خصيصا أيضا وليست مجرد كلمات تقال .. وفعليا هم أكثر شعوب وحضارات كان لها النصيب الأكبر من دفن الثمائن والكتب المقدسة والمرعبة والكتب السحرية السوداء .. وهم أكثر الدفائن صعوبة في استخراجها .. في كل الوطن العربي بالكامل .. وأيضا في بعضا من دول اوروبا من المتنقلين في زمانهملذلك أجد انه من المستحيل انه للآن بعد كل هذا البحث والاستكشاف اننا لم نعثر على لوح واحد يصف السامري نهائياًلماذا يا ترى .. هل كان السامري كائن أثيري؟
هل كان السامري مخلوق هجين .. بين جن وانسان .. ولذلك كان له شكل مميز وغريب عن الجميع ؟؟ .. حيث ان قصته مع موسى قصيرة جدا جدا لا تتعدى الشهور على خلاف قصة موسى مع فرعون في نفس الزمن تمامالماذا كل هذا الغموض يحيط بهذا السامريّ ؟
لماذا لم يستطع أحد رصده ولا اللحاق به ولا معرفة مكانه؟
لماذا لم يرسمه أحد ؟ ولماذا لم يتم تدوين أي معلومة عنه ؟
من أي سلالة هو؟ ومن هم أبواه ؟ وكيف جاء ؟لا احد يعلم حتى اليوم ..!!الأمر الثالث وهو أمر مهم جدا جدا لكل باحث عن الحقيقة :تمعنوا جيدا .. في الآية التي تليها تماما حيث يقول الله تعالى :قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُتتبعا من بداية الآية .. من هو الذي قال للسامري .. إذهب إلى المنفى ؟
هل هو رب من الأرباب؟ أم انه موسى عليه السلام؟علما بأن موسى بشر .. لا يحكم على بشر مثله بمثله هذه الأحكام .. وهو حكم إلهي .. أن يُعاقب السامري بالمنفىفاذهب .. فإن لك في الحياة .. أن تقول لا مساس ..
قال الله تعالى له .. فإن لك في الحياة .. ولم يقلك في حياتك ..حقيقة يختلف نسج القرآن الكريم عن النهج العامي في اللغة العربية .. وهنا الوصف الدقيق جدا جدا حول مسألة الوقت .. قال له إن لك في الحياة .. لو أراد الله له تحديدا للوقت لقال له .. فإن لك في حياتك .. أن تقول لا مساس ..ولكن الله عز وجل يقول له .. فإن لك في الحياة.. الحياة .. ما دامت السماوات والأرض .. نفس المعنى تماما .. إن له في الحياة .. كاملة .. في الحياة الدنيا .. إلى الوقت المعلوم .. يقول له انه معاقب ..فإن لك في الحياة - ما دامت السماوات والأرض - أن تقول لا مِساسله عقاب شديد جدا .. العزلة التامة . حرمانه من التواصل مع الآخرين من الناس .. لا مِساس .. معنى شديد الدقة .. لا يَمسه أحد .. ولا هو يستطيع مس أحدالله عز وجل ذكر المس في آية واحدة فقط من سورة البقرة .. إن الذين يأكلون الربى لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ..المساس .. هو التماس .. وفي علم الطاقة .. إن التماس أو المساس .. هو التواصل المادّي .. الذي بموجبه يتأثر الأثير .. أو الهالة التي تحيط بالمخلوقات .. لا مساس أي .. لن يكون له أي وسيلة ليحصل على هذه المشاعر نهائيا .. سيكون مثله مثل دب الكهف .. لا يخرج منه مدى الحياة .. إلى أن .............: تمعن في الآية جيدايقول الله عز وجل :وإن لك موعدا لَن تُــــخْـــلَـــفَــهْفي الحقيقة تجادلت كثيرا جدا حول هذه الكلمة بالذات مع شخصيات عديدة .. من هاوين ومجتهدين وقراء في هذا المجال .. فكان معظمهم مكذبين للأمر وبعضهم مصدقإن كلمة تُخلفه .. بضم التاء .. وفتح اللام .. لها معنى شديد الدقة في اللغة العربية الفصحى .. لغة القرآن .. وكما تعلمون ان لغة القرآن شديدة الذكاء وشديدة التلميح .. ولا يمكن مقارنتها باللغة العامية العادية التي نتحث بها بيننا أو في الكتبكلمة تخلفه هنا تعني شيئين .. الاول ..لن تُخلَف : أي لن تستطيع الهرب منه
لن تُخْلَفَه : أي لن تعيش بعده أبدا و لن يكون لك خَلَف في الأرضلن تخلفه .. أي لن تكمل بعده في الحياة أبدا .. لن يكون لك أثر من بعد ذلك الموعد . فهو موعد محددلن تُخلفَه : أي لن تخلّد ولن يكون لك أثر .. ولا خلف ولا شيء يدل عليه من بعد ذلك الموعدوكثيرا من الناس سأل هذا السؤال : ما هو هذا الموعد؟المملون والمغيبون .. يقولون فورا ردا على السؤال .. يوم القيامةولكن تعمن جيدا بالآية ..
هل يوجد آية واحدة من آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن يوم القيامة تقول بأننا سنحاسب ولن نخلّد؟
بل على العكس .. كل الآيات التي تتحدث عن الحساب والعقاب تقول لك انك إما مخلد في النار أو مخلد في الجنة ..الإنسان والناس والبشر والجن .. سيخلدون حسب أعمالهم إما في جنة او في نارلكن السامري ماذا قال الله له ؟
قال له .. لن تُخلّفه .. أي لن يكون لك حياة تخلفها بعد هذا الموعد .. لن يكون لك حياة من بعدهالقد قال له الله عز وجل .. إن لك في الحياة ..
ثم قال له .. موعدا لن تُخلّفهفهل هناك شك ان السامري هو الدجال؟
لماذا لا يكون حقيقة السامري هو الدجال؟
يتبع في الجزء الثاني
الحقوق محفوظة لـ : مــيــنــاس الــدريــــنــــي
تعليق