Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_4e16a9ef42720d5b70255b2f184048708223e6b1e58eb84e, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع

    جامع الردود على عدنان إبراهيم نقلا عن شبكة طريق السنة
    http://sunnahway.net/node/1127
    اولا :الردود المكتوبة
    • طليعة "القول القويم في الرد على عدنان إبراهيم [ الشيخ عدنان البخاري ]
    http://sunnahway.net/node/1349

    • تحذير الأنام من تطاول الأقزام على ثوابت الإسلام [ دار الكتاب والسنة , خان يونس – فلسطين ]
    http://sunnahway.net/node/1384

    • معاوية رضي الله عنه [ د.لطف الله خوجه ]
    http://sunnahway.net/node/1168

    • إذا جاز تحكيم العقل في فروع الدين جاز في أصوله.. ردّ على عدنان إبراهيم [ عبدالله الفيفي ]
    http://www.sunnahway.net/node/1407

    • تقويض فِكر عدنان إبراهيم [ عبدالله الفيفي ]
    http://sunnahway.net/node/1535

    • الرد على عدنان إبراهيم في اتهامه معاوية رضي الله عنه [ يزيد محمد عبد الله سيف القطان ]
    http://sunnahway.net/node/1122

    • احذروا عدنان إبراهيم [ أحمد الرواس ]
    http://sunnahway.net/node/1157

    • دفاعاً عن أبي هريرة ومعاوية [ محمد أبو خطّاب ]
    http://sunnahway.net/node/1475

    • تعليق على كلام الدكتور عدنان إبراهيم حول حد الردة [ عبدالله الشهري ]
    http://sunnahway.net/node/1390

    • مصباح الظلام البهيم ؛ في كشف ضلالات المدعوّ (عدنان إبراهيم) [ علي بن حسن الحلبي ]
    http://sunnahway.net/node/1460

    • عدنان إبراهيم والتقنع بقناع السنة [ الشيخ عبدالعزيز الريس ]
    http://sunnahway.net/node/1361
    • العلاقة النبوية ببني أمية.. رد على صاحب مقال إسلام بلا إسلامويّة [ الشيخ عبدالرحمن دمشقية ]
    http://sunnahway.net/node/1413

    • ابن تيمية ودماء المبتدعة من المسلمين ! [ سلطان العميري ]
    http://sunnahway.net/node/1128

    • ملاحظات على كلام د.عدنان إبراهيم على أقسام التوحيد عند ابن تيمية [ عايد بن محمد ]
    http://sunnahway.net/node/1144

    • عدنان إبراهيم وصحابة النبي الكريم [ عبدالملك بن عبدالله العبدالكريم ]
    http://sunnahway.net/node/1120

    • عدنان إبراهيم ..أين الخلل ؟ [ بدر العامر ]
    http://sunnahway.net/node/1129

    • عدنان إبراهيم ..والمسيح الدجال [ بدر العامر ]
    http://sunnahway.net/?q=node%2F1338

    • الرّد على أهل المنطق [ الشيخ د.سفر الحوالي ]
    http://www.sunnahway.net/node/1007

    • نصب المنجنيق في نسف شبهات عدنان إبراهيم [ سعد بن ضيدان السبيعي ]
    http://sunnahway.net/node/1123

    • عدنان إبراهيم والعودة إلى المربع الأول [ صالح الحساب الغامدي ]
    http://sunnahway.net/node/1131

    • حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع [ داود العتيبي ]
    http://sunnahway.net/node/1109

    • الرد على عدنان إبراهيم في سبه للصحابة بالوحي والعقل والمنطق والتاريخ [ أمير محمد محمد الأمين ]
    http://sunnahway.net/node/1136

    • الدفاع عن معاوية ( رضي الله عنه ) والرّد على عدنان إبراهيم [ وليد المصباحي ]
    http://sunnahway.net/node/1121

    • هذا هو عدنان ابراهيم يا سلمان العودة باختصار [ الشيخ عبدالرحمن دمشقية ]
    http://sunnahway.net/node/1436

    • مقالات: بيان حال خطيب النمسا [ طارق الحمودي ]
    http://sunnahway.net/node/1161




    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2

    ثانيا : الردود المرئية


    • تفاصيل هروب عدنان إبراهيم من مناظرة أهل السنة
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=UW3U7KNDRMDS

    • أصل الانحراف عند عدنان إبراهيم - الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=41ORGSRAMRDA

    • التحذير من مسلك المُتكلّم عدنان إبراهيم - الشيخ عبدالرحيم الطحان
    http://sunnahway.net/node/1379

    • الرّد المُسدد على مُنكر خبر الواحد - الشيخ عبدالرحيم الطحّان
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=6SA55D26MGUU

    • تحذير من أوهام العقلاني عدنان إبراهيم - الشيخ عاطف الفيومي
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=4BW4G6BKN1OW

    • كرامات وخوارق الدكتور العقلاني عدنان إبراهيم
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=DWYBR3U7Y1WN

    • معجزات وفتوحات عدنان إبراهيم
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=8YKO8R36XO5K

    • أرواح أو ملائكة توبّخ عدنان إبراهيم
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=RX419SASHD1W

    • عدنان إبراهيم يشتم رجلاً يصلي في مسجده
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=794SUSYX6XMG

    • كانو يخططون لاغتيال عدنان إبراهيم منذ كان عمره 11 عاما ( كذبة صلعاء )
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=33XHBN8O1X1G

    • اليهود والنصارى يدخلون الجنة عند عدنان إبراهيم !!
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=BUK23DGO1M1G

    • عدنان إبراهيم رافضي بثوب أهل السنة - الشيخ سعد البريك
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=XSD6WW5KHN19

    • موقف المُسلم من النصوص والرد على العقلانيين وأهل الرّأي - الشيخ محمد المختار الشنقيطي
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=UWNK2GMK39AX

    • ردود الشيخ عثمان الخميس على عدنان إبراهيم
    http://sunnahway.net/node/1118

    • مناقشة لشبهات عدنان إبراهيم للشيخين: عثمان الخميس وأسامة الكندري
    http://sunnahway.net/node/1132

    • صد الهجوم عن صحابة الرسول - الشيخ حاي بن سالم الحاي
    http://www.sunnahway.net/node/1194

    • ردّ العلامة أبو إسحاق الحويني على الطاعن في صحّة أحاديث البخاري
    http://sunnahway.net/?q=node%2F1324

    • حقيقة عدنان إبراهيم - الشيخ محمد الداهوم
    http://sunnahway.net/node/1125

    • تفنيد شُبُهات عدنان إبراهيم - الشيخ د.محمد البراك
    http://sunnahway.net/node/1130

    • الدكتور عبدالمجيد المبارك يتحدث بشكل رائع عن عدنان إبراهيم
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=DW75M6875U77

    • سلسلة بيان حال خطيب النمسا عدنان إبراهيم - طارق الحمودي
    http://sunnahway.net/node/1126

    • الرد على افتراءات عدنان إبراهيم - الشيخ عبدالرحمن دمشقية
    http://sunnahway.net/?q=node%2F1291

    • ردود الشيخ عبدالرحمن دمشقيّة على الكبيسي وعدنان إبراهيم حول معاوية رضي الله عنه
    http://sunnahway.net/node/1160

    • تهافت العقلانية - الشيخ عبدالرحمن المحمود
    http://sunnahway.net/youtube/watch_v...v=A11H829Y51UR

    • مقاطع منوعة من يوتيوب طريق السنة
    http://sunnahway.net/youtube/search_result.php...




    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      حقيقة المدعو عدنان إبراهيم

      بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
      الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
      فما تزال الأيام حبلى بالظالمين والمُفسدين، ولا يفتأ أعداء الإسلام من الكيد له والطعن فيه، وفي كل حين نسمع فتنتة مُضلة يذهب ضحيتها من لم يسلح نفسه بسلاح العلم والعقيدة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
      وفتنتة هذه الأيام الدكتور عدنان إبراهيم..
      هذا الرجل من مواليد غزة لكنه مقيم في النمسا وله مركز إسلامي ومسجد جعله كمسجد ضرار للتفريق بين المؤمنين.
      لقد ابتدأ منهجه ودينه بالطعن في معاوية رضي الله عنه ثم هبط ليطعن في أزواج النبي ثم في أبي هريرة ثم أنس بن مالك ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة ثم أبي بكر وعمر ثم جملة الصحابة ثم العلماء فلم يدع منهم أحدا ولم يذر.
      ثم في بني أمية والعباسين أجمعين إلى ءاخر طعوناته.
      ثم مدح الشيعة الإمامية وأثنى على علمائها كالصدر وعلي شريعتي وياسر الحبيب الطاعن في أم المؤمنين.
      ثم يعترض على أهل السنة عموما ويصفهم بأوصاف التضليل والتجهيل والنقص.
      ثم يعترض على الدين ويشطح شطحات عجيبة في الفقه ويعترض على الدين بأقل شيء لأنه لا يوافق عقله، لا يعجبه عجب ولا صيام في رجب وكأنه لم يفهم الدين أحد إلا هو.
      هذا الرجل له ذكاء وخبث ودهاء متكلم لَسِن له إحاطة بعلوم عصرية وإطلاع كبير على الفلسفة القديمة والحديثة وحافظة فلا عجب أن يجذب بهذه الأوصاف قلوب الضعفاء والمساكين.
      ولا يغرنكم مدحه أحيانا للصحابة ولبوس أهل السنة والجماعة فما هو إلا اصطياد!

      ولقد أتي عدنان إبراهيم من عدة أشياء ضل فيها وأضل:

      أولا: ليس له شيخ ولا عالم ثنى ركبته عنده ودرس عليه، بل شيخه كتابه، وكما قال العلماء من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذا الصفة كفيلة بأن يترك المؤمن سماع كلامه خاصة في باب العقيدة.
      لذلك هو حاطب ليل وجمَّاع ضلالات.

      ثانيا: يعتمد على المصادر الشيعية في التاريخ والصحابة ويقدمها على مصادر أهل السنة بل يصف مصادرنا بالتزوير والكذب والبهتان.

      ثالثا: اغراقه في الفلسفة ويبدو أنه بلع بعضها وما استطاع تقيأها.

      رابعا: تحكيمه للعقل القاصر على الشريعة.

      خامسا: مزاجه النكِد ولسانه السليط والشتام، فإذا ما غضِب أغمض عينيه وحرك يديه وجسده وأطلق لسانه منفلتا لا يلوي على شيء.

      لذلك اختلفت أوصاف الفضلاء فيه فمنهم من قال شيعي متستر ومنهم من قال زيدي ومنهم من قال صاحب فتنتة.

      وأرى والله أعلم أن كل هذه الأوصاف تُعبر عن شيء من دينه وعقيدته فهو كما سبق حاطب ليل، إلا أن الأظهر والأقوى أنه شيعي متستر يستخدم التقية ويتزيا بثوب أهل السنة ليطعن في الدين من داخله على طريقة عبد الله بن سبأ مع المسلمين وبولس مع النصارى وهو شبيه بحسن السقاف ومحمد التيجاني التونسي صاحب كتاب " ثم اهتديت "، بل ضل.

      والخلاصة: أن المسلم لا يتورع عن انتزاعه من أهل السنة والجماعة.

      ولئن تورع بعضهم من وصفه بالشيعي في عموم أحواله فقد يكون معه جانب حق لأن عدنان إبراهيم لا يقول بالإمامة وهي ركن من أركان الإسلام لدى الشيعة ويخالفهم في بعض الأمور.
      إلا أنه لا يستبعد أن يفعل هذا تقية ليلعب على سذج المسلمين ويستدرجهم إلى فخاخه الملغومة.
      خاصة وأنه المغرم والعاشق لدين الرافضة ومنهجم.
      وقد يكون مفكرا حرا لا ينتمي إلى مذهب إلا أنه تم استدراجه من الشيعة واستغلاله فهو مطرق الرأس غامض العين لدى ذكرهم.
      وتابعت بعض جمهوره فرأيت كثيرا منهم شيعة رافضة يُطبِّلون ويزمرون حوله ولا عجب فهو داعية إلى دينهم باحتراف ولن تسمع ردا منه عليهم إلا شذرات صغيرة..
      فإذا كان ثلثي متابعيه رافضة والثلث الآخر منقسم بين أناس "تنويريين" يقدمون عقولهم القاصرة على الشريعة ومساكين من أهل السنة يسمعون كلمة أو كلمتين وفلسفة أو فلسفتين فيقولوا هذا إمامه عصره وفريد دهره، فيكفيك أن تحكم على دينه بالخلل.
      ولذلك تراه يلبس السواد في ذكرى كربلاء ويتكلم بلسان لا تفرق بينه وبين الرافضة ويطعن في الصحابة وفي أهل السنة ويقول عنهم إنهم لا يحترمون آل البيت ولا يقدرونهم قدرهم!!
      وبعد هذا أتريدون منا أن نقول من أهل السنة؟ كلا والله، بل هو شيعي متستر خبيث على الصحابة وعلى أهل السنة ماكر خداع.
      ولئن لم يكن شيعيا فهو قطعا ليس بسني بل صاحب دين جديد، يريد تفريق الصف فيجعله ثلاثة صفوف بدل أن يكون اثنين.
      هذا مجمل حاله! ومن أراد التفصيل فليكمل قراءة هذا المقال، ولم آت بشيء من عندي بل هذه مختارات من كلامه في خطبه وفتاويه في موقعه لتكونوا على بينة من أمر هذا الشيعي.
      وكل مسلم يعلم زورها وبهتانها لأن القول بها يخالف دينه وإسلامه.

      وإذا ذكرت مسألة لم يقلها في خطبه فليراجعني المُراجع، فهذه نقولات من خطبه: عدالة الصحابة، عائشة في النار؟!، و بين يزيد والحسين، وسلسلته عن معاوية، وسلسلته في الفلسفة وغيرها.

      أولا: طعنه في معاوية رضي الله عنه:
      وجعلته أولا لأنه بوابة الرفض وبوابة الطعن في سائر الصحابة. فيقول عنه: دعِي بن دعِي، ويصف ابنه يزيد بأنه ابن حرام ويصف ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية أنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية ويلعن معاوية لعنا قبيحا.
      ويصفه بأنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية، وغير ذلك كثير من التهم والنقائص.
      نقول: معاوية رضي الله عنه صحابي مشهود له بالجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا". أخرجه البخاري
      ومعلوم أن أول جيش غزا البحر هو جيش معاوية، وثبت أن النبي صلى الله وسلم قال فيه: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به" أخرجه أحمد وغيره.
      و سئل الإمام أحمد عن رجل يشتم معاوية أيصلى خلفه؟ قال لا ولا كرامة.
      سئل أحمد عن من ينتقص في معاوية وعمر بن العاص أيقال له رافضي: قال إنه لم يجترأ عليهما وإلا وله خبيئة سوء.
      بل قال عبد الله بن المبارك: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
      وأنا أقول تراب في أنف فرس معاوية خير من ملئ الأرض مثلك يا عدنان إبراهيم.
      وقد نص على فضله وإمامته علماء الأمة وأعلامها وقد روى عنه كثير من الصحابة أحاديث عدة وهذا فضل عظيم له، وصرح بفضله غيرهم من التابعين والعلماء كسعيد بن المسيب، وأحمد بن حنبل وابن المبارك والمعافى بن عمران والميموني وسائر أعلامنا كالبخاري وابن الجوزي وابن كثير والطبري وابن عبد البر وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير نصوا على فضله وصحابيته وأن الطاعن فيه خبيث الطوية.
      وقد مدح عدنان قديما بعض الذين لا يوثق بقولهم كالبوطي، والعجيب أن البوطي نفسه ترضى عن معاوية وعن الصحابة أجمعين وقال هم صحابة رسول الله، فإلى من ينتمي عدنان وإلى أي شريعة نحاكمه؟

      ثانيا: طعنه في عائشة رضي الله عنها:
      يقول عائشة بِدائية جاهلة وذلك لأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ ويقول إنها رجلة، تركب الفرس، ومعنى رجلة أنها تتشبه بأفعال الرجال.
      وهذا لعن منه لها!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء.
      ثم يتورع من أن يقول: عائشة في الجنة فيقول الله اعلم بحالها!!
      ثم يحرك أصابعه محاكاة لسير عائشة، وتشير الأصابع إلى السخرية والاستهزاء كأنه يصفها بأنها طفيلية لأنها تبِعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا.
      ويقول: عائشة مبطلة وعلى باطل، وهي ضرس بِتَخوِّف ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت. ويقول حديث "من أحب الناس قال عائشة" أنا لا أقبل هذا الحديث.
      قلت: فلا أدري كيف يليق هذا الوصف بأفقه نساء العالمين وأم المؤمنين! ليس إلا الرفض.
      وقد قال الله في أزواج النبي " وأزواجه أمهاتهم "، وقد اخترن الله ورسوله والدار الآخرة فأعد الله لهن أجرا عظيما.

      ويقول: كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حب.
      قلت: هذا كذب وزور وقاتله الله وقطع لسانه يطعن في الشريفة ابنة الشريف ويتهم أحد العشرة المبشرين بالجنة.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
      قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا.
      والذين ندين الله به أنها زوجته في الجنة، وقد أقرأها جبريل السلام، وقد مات النبي في حجرها وكان يسأل أين أنا أين أنا رجاء ليلتها.

      فليخسأ عدنان وليمت بغيظه.

      ثالثا : طعنه في أبي هريرة:
      يقول أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخِرفان، حتى ضجِر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زر غبا تزدد حبا.
      ويتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم.
      قلت: هذا كذب وزور، والطعن في أبي هريرة طعن في الدين كله.
      قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله "اللهم حبب عُبَيْدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " رواه مسلم.
      اللهم فإنا نشهدك على حبه وعلى بغض عدنان.


      رابعا: طعنه في أبي بكر:
      يذكر حادثة مكذوبة مدسوسة لا أصل لها ولا سند.
      وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، وقال اشهد لنا يا رسول الله، فقال يا أبا بكر: لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد ختم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، لا أدري ما تحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولّا بِتْغَيروا وبِتبَدْلوا.
      هكذا يقول بطريقته الاستهزائية.
      قلت: يكفيه شرفا أنه ثاني اثنين في الغار وصحبته لرسول الله وشهادته له بالجنة، وقتاله المرتدين، بل إن عدنان إبراهيم صرح بلسانه قائلا: لولا أبو بكر ما كان الإسلام، ولكنه اضطرب واختلط وتشيع وضل.

      خامسا : طعنه في عمر:
      يقول: عمر لا يمثل الإسلام دائما ولا أبدا، في جوابه على سؤال طرح عليه.
      ويصف عمر رضي الله عنه لأنه اجتهد في قسمة الغنيمة " هذه مشكلة توجب الردة والزندقة.
      قلت: ويكفي شرفا لعمر أنه ثاني خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرءان وافقه في كثير من مسائل الدين ولا يطعن فيه إلا خبيث.

      سادسا: طعنه في عدة من الصحابة:
      يقول عن أنس بن مالك: أكثر ما يروي أحاديث جنسية.
      ويقول عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله بن عمر نسونجي لا يصلح للخلافة.
      يقول: عثمان لما حكم أطلق يد معاوية ورخص له كل شيء لأنه ابن عمته وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم.
      يقول عن الحكم بن العاص: حقير لعين لعنه الله.
      وينتقص انتقاصا ظاهرا من الصحابة الذين طعموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول عنهم طفيليين وأصحاب سوالف وكلام فاضي والنبي مش فاضي لهم.
      ويقول: جالسين في بيت النبي وحجرة واحدة زينب وجهها للحيط وظهرها لهم.. هدول جالسين شوف الأدب في ناس ثقلاء حتى من الصحابة، ويصفهم بأنهم طلبوا من النبي متكأ حابين يناموا.. عاملين فيها قصص وأحاديث مقهى أبو العبد.. طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟
      ويقول: بعض الصحابة كان لا يستحي أن يأكل مع النبي وزوجة النبي قبل نزول الحجاب.
      وقال الخبيث: أحيانا تجول يده في الإناء فتلمس يده يد زوجة النبي، فيلاحظ النبي ولا يعجبه، بعض الصحابة بحب يلمس يد زوجة النبي.
      قلت: وهذا اتهام لعرض النبي صلى الله عليه وسلم بل هو اتهام لخاتم الأنبياء بالدياثة.
      ويقول: النبي يعرف الصحابة فيهم الفاجر وفيهم المنافق وفيهم لعن الله والديه.
      وأحيانا يستخدم التقية فيقول: علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم.
      قلت: كلامه هذا كله مليء بالزور والبهتان والضلالة على أصحاب رسول الله والطعن فيهم.
      قال تعالى مبينا فضلهم: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".
      وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"

      سابعا: طعنه في جملة الصحابة:
      يؤكد عدنان إبراهيم دائما على أن الصحابة ليسوا مقدسين ويهتك هذا الحجاب ويقول انتقدوهم لا تسكتوا عليهم، ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو الكف عما شجر بينهم، وأن الصحابة دائرون بين الأجر والأجرين، فمن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اصاب فله أجران.

      قال الحافظ ابن حجر: اتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة عَلَى وُجُوب مَنْع الطَّعْن عَلَى أَحَد مِنْ الصَّحَابَة بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ عَرَفَ الْمُحِقّ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا فِي تِلْكَ الْحُرُوب إِلَّا عَنْ اِجْتِهَاد، وَقَدْ عَفَا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُخْطِئ فِي الِاجْتِهَاد , بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ يُؤْجَر أَجْرًا وَاحِدًا وَأَنَّ الْمُصِيب يُؤْجَر أَجْرَيْنِ.

      وقد نص على ذلك غير واحد كالقرطبي وابن أبي زيد القيرواني وابن بطة وأبو زرعة الرازي وغيرهم كثير.

      فمن عدنان إبراهيم أمام ابن حجر وأحمد بن حنبل وسائر العلماء؟ لا شيء خردلة!
      وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن، إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.
      وإنا نتهمك على الإسلام يا عدنان إبراهيم.
      وقال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
      ويقول إن من أسلم بعد صلح الحديبية ليس صحابيا، فعنده خالد بن الوليد وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وغيرهم كثير ليسوا صحابة أبدا.
      ويقول ليس كل الرضوانيين والبدريين في الجنة لأنه بعضهم نكص على عقبيه.
      وإن نبرأ إلى الله من عدنان إبراهيم لأنه خالف أهل السنة قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"
      وقال ابن حزم - يرحمه الله- في الملل والنحل: فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما فى قلوبهم ورضى الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف فى أمرهم ولا الشك فيهم.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة، أخرجه الترمذي.
      والنبي صلى الله عليه وسلم أصدق من عدنان.
      وأهل بدر مغفور لهم، وذلك أن عمر بن الخطاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليقطع عنق حاطب بن أبي بلتعة فقال النبي: " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفر لكم" فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.
      فنزول الدمع من عيني عمر فهم لذلك، وإن الترجي في كلام الله وكلام رسول الله للوقوع كما قال ابن حجر.
      إلى غير ذلك.

      ثامنا: طعنه في علماء الإسلام:
      يقول ابن تميمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيتمي هواه أموي، ثم ينتقص الطبري وينقد أسلوبه في التاريخ وطريقته مفضلا غيره ممن لا يعرف نسبه ولا دينه من الغربيين.

      يقول عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله، كتاب تضليل وتزوير وبهتان فيقول: عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لا أهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات.

      قلت: ولعل حقده على هذا الكتاب دليل ظاهر وحجة دامغة على أنه شيعي مقيت فهذا الكتاب قاصم ظهر الرافضة.
      وينتقص من أحمد بن حنبل وكذلك الذهبي لأنهما نقدا أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

      ويقول: مشايخ اليوم أستحي ان أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب.
      يقول: هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمئة سنة من هؤلاء الطغاة الفقهاء وقال: علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط.
      ويقصد علماء أهل السنة.
      قلت: فمن بقي؟ لم يبق إلا أن تكون شيعيا رافضيا سبئيا.

      تاسعا: طعنه في البخاري ومسلم وفي المحدثين:
      يقول إذا جاء الحديث وأثبتت التجربة أنه مخالف لها فرده ولو كان متصل السند في البخاري وإلا كنت أهبلا، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فردههما وعليك أن تقول هذا كذب وغلط.

      ويقول يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم.
      ويقول: المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية.
      قلت: وكانت كلمة أهل السنة والجماعة أن البخاري وسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله، وأجمع جهابذة الحديث على توثيق البخاري وأمانته ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلالة من الرافضة وغيرهم.

      عاشرا : لمزه وغمزه بأهل السنة:
      يقول أهل السنة مقصرون في محبة آل البيت ويقارنهم كثيرا بالرافضة ليفضل الرافضة عليهم، ويقول مشايخ اليوم حمير وضلال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا.
      ويقصد بالكذب المعهود لدى الرافضة.
      ويقول: أهل السنة لم يحفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لا يحزنون لمصابهم ولا يدافعون عنهم.
      ويقول: بنو أمية والعباسيون دجالون كذابون أكثر من آذى النبي صلى الله عليه وسلم.
      قلت: وكلنا يعلم ما فعلت دولة بني أمية كيف نشرت الإسلام والعلم، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل، إلا أنهم داخلون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
      وكانوا حماة الإسلام وفتحوا البلاد ونشروا الدين في الأصقاع، ولهف نفسي ما فعل الرافضة أحباب عدنان في الأمة الإسلامية؟

      الحادي عشر : ثنائه على الشيعة:
      هو كثير التبجيل والتعظيم لهم، ويثني على علمائهم كمحمد باقر الصدر، والمدعو علي شريعتي، وياسر الحبيب، وما أدراك ما ياسر يقول عنه: هو ليس كاذبا بل لا إنصاف عنده، وينكر على أحدهم حين لعنه، وقال: أنا أدعو لياسر حبيب بالهداية من كل قلبي.

      ويقول: مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطرا على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة.
      يقول: الشيعة إخواننا، وهو مذهب أنت مخير أن تكون حنبليا أو شافعيا أو إماميا.
      ويمدح الطبرسي الرافضي اللعين صاحب كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب "
      ويمدح مسجدا شيعيا حين دخله وقال شيء جميل بوحدوا الله.
      وقال: خل الشيعة يعبدوا عليا ويألهوه ما دام يقفون في وجه الظالم.
      يقول: موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة أصح.
      قلت: ولا أظن لبيبا يشك في تشيعه بعد ذلك.

      متفرقات وضلالات وكفريات:
      -الرجل إمام في التناقض وله ضلالات كثيرة منها:
      يقول إن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث هذا كان صالحا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية.
      وهذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.
      والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: تركتكم على المحجة البيضاء..
      فالدين كامل ومن زعم نقصانه فقد ضل سواء السبيل وهو صالح لكل زمان ومكان، وقد تولى الله تعالى قسمة الميراث بنفسه.

      -لا يعتد بإجماع بل ينكره ويخالفه بجراءة ويقول لا تقل لي إجماع المهم أنا أقتنع.

      قلت: وقد كفر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم إذا كان معلوما من الدين بالضرورة.

      ومن الكفريات قوله:
      لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على حق، ويقول أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة.
      ويقول: لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك.
      ويقول: الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق ولم يقل هم على باطل.
      بل يقول إن اليهودي والنصراني الذي لا يقول بالتثليث إذا كان مؤمنا بالله واليوم الآخر يدخل الجنة وهو على خير.
      ويقول: أعتبر نفسي أخالف إجماع الإسلام الذي يقول بأن من لم يسلم فإنه في نار جهنم، وأعرف بأنهم سيتكلمون علي وهذا لا يهمني.
      يقول: اليهودي والنصراني إذا لم يتبع محمد ولكن ءامن بمحمد نظريا من غير متابعه فله كفل من رحمة الله وإن اتبع له كفلان.
      ويقول: لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري بل أفكاري حرة الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله!!
      قلت: وهل يعبث الله؟ قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا "

      وينقل كلاما لأحد الغربيين فيقول هذا الغربي: أنا استهدف النفاذ إلى عقل الخالق.
      فيقول عدنان: اللغة تخرِّجه من كلامه، يا اخي لا تكن سلفيا خذ المعنى الله يخليك المعنى صحيح.
      وينقل كلاما لأحدهم: الرب مختلط بالإنسان والإنسان متمثل بالإله.
      فيعتذر له ويتسمح.
      قلت: وهذا منه عجيب حين يعتذر للملاحدة الكفرة ولا يعتذر لأصحاب رسول الله بل يفتش عنهم وينقب.
      وقد خالف الله وخالف رسول الله في كلامه.
      فقد أجمع العلماء على أن من لم يكفر النصار كافر، وأنه لا يقبل دين غير الإسلام.
      قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.

      -وصف النبي صلى الله مرة بأنه كان "نزقا " والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل.

      ويقول عنه: باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك وهذا ليس عيب وهو القائل "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، ويقول إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لو شك شككت أنا وأنه من قبيل التواضع.

      ويقول عدنان: كأن الشك نقيصة عندكم؟ في الأدبيات: اليقين لا يكمن إلا في الشك.
      ونقول: قال تعالى " أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم.. "
      فمجرد الشك كفر والعياذ بالله.
      وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو صواب وكلام عدنان هو الفارغ والمردود على وجهه:
      قال السيوطي في شرح صحيح مسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك.
      وإنما خص إبراهيم لكون الآية قد يسبق منها إلى بعض الأذهان الفاسدة احتمال الشك، وإنما رجح إبراهيم على نفسه تواضعاً وأدباً أو قبل أن يعلم أنه خير ولد آدم.
      فهل الدين ناقص وغير مفهوم حتى جاء عدنان فكمّلَه وفهمه؟

      -يقول: كلام علي فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.

      قلت: وهذا غلو فيه فأبو بكر وعمر أفضل منه، وما صدرت إلا من الشيعة ومن والاهم.

      - يخص الحسن والحسين وأحفادهم بقوله عليهم السلام، وكان الأليق به استخدام هذا السلام على جميع آل البيت آل عقيل وآل العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

      -يرى أن الصحابي لا يكون صحابيا إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين.

      نقول: قال النووي رحمه الله: فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ولو لحظة هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة.

      وهم أعلم وافهم وأجل من عدنان إبراهيم.

      ومن تناقضاته: وتستطيع القول بأنها تقية فيظهر السنية ويخفي التشيع:

      فمرة يقول لا دين إلا الإسلام ومرة يدخل اليهودية والنصرانية الجنة.
      ومرة ينكر النسخ ثم يثبته في الآية التي أمرت بالصدقة قبل النجوى.
      ينكر حد الردة ثم يثبت أن الخلفاء الراشدين فعلوه جميعا ويرد على العلمانيين في إنكارهم.
      ومرة يثبت أن أزواج النبي من آل البيت وأنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ومرة يخرجهن.

      آخر شيء المضحكات فمنها:
      يروي رواية مضحكة كعادة الرافضة فيقول: جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك.
      قال: أنت سلقلق، قالت وما سلقلق؟
      قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق.فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟
      قال المرأة التي تحيض من دبرها.
      فقالت صدق رسول الله وأنا أحيض كذلك ولم أخبر أهلي.
      وفي تفسير التين والزيتون: يقول التين إشارة إلى إلاه بوذا ويذكر قصة خرافية ليستنتج أن الأديان أربعة: إسلام يهودية نصرانية بوذية.
      ويقول معنى إنا أعطيناك الكوثر، يقول هو نسل محمد صلى الله عليه وسلم.
      وهذا تفسير الرافضة لهذه الآية.
      ومن المضحكات أيضا أن يقول عن نفسه بعد كل هذا إنه شافعي أشعري! فأي أمة يخادعها هذا المسكين؟

      ختاما:
      نسأل الله العفو والعافية من الضلال بعد العلم والزيغ بعد الهدى، كما رأيتم أحبتي ضلال هذا الرجل وتشيعه وخروجه عن منهج أهل السنة والجماعة لذلك وجب التحذير منه وحرمة السماع له، والسعي لإصدار فتاوي العلماء في حقه حتى يُقطع دابره.

      وقد بذل الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمد الداهوم جهودا مشكورة في الذب عن الصحابة وفي بيان ضلالات هذا الرجل، خاصة الشيخ محمد الداهوم فقد أفرد له أربعة دروس تقصى فيها كثيرا من ضلالاته وبين منهج أهل السنة.

      وقد رأيت من عدنان ابراهيم امتعاضا شديدا نتيجة كلام الأسد الهصور الشيخ عثمان الخميس ولكن هذا لا يكفي لرد شبهه وضلالاته، وأرجو أن يكون ما كتبت بداية وليس نهاية وأن تكون إثارة لغبار هذا الرجل حتى يجتهد أحفاد الصحابة رضي الله عنهم وحفيدات عائشة رضي الله عنها للانتصار والله أعلم.
      وكتبه / داود العتيبي
      منقول عن صيد الفوائد



      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        القواعد السبع الكافية
        في الرد على عدنان إبراهيم في منهجه التشكيكي للسنة النبوية


        الحمد لله الذي حفظ سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأهل الحديث، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، أما بعد:
        فهذه سبع قواعد مهمة تبين منهج العلماء في التعامل مع السنة النبوية، وتبين بُعد عدنان إبراهيم عن المنهج العلمي للعلماء في دراسة السنة المطهرة، وفيها كفاية في الرد على منهجه التشكيكي للسنة الصحيحة، حيث يرد منها ما يشاء، ويقبل منها ما يشاء، ويحسب أنه يحسن بذلك صنعا!!

        وهذه هي القواعد:
        القاعدة الأولى: الجزم في مقام الاحتمال القوي معيب.
        قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" شرح صحيح البخاري (1/ 204): "طريقة البخاري في الأحكام التي يقع فيها الاختلاف أن لا يجزم فيها بشيء بل يوردها على الاحتمال"، وهذه طريقة المنصفين من العلماء كما قال الشافعي رحمه الله: "قولي صواب يحتمل الخطأ وقولك خطأ يحتمل الصواب"، وقد عاب العلماء على الحافظ ابن حبان والعلامة الكرماني رحمهما الله الجزم في مقام الاحتمال، قال ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 122): "أبداه عياض والقرطبي احتمالا، وقال النووي: إنه الأظهر، وجزم به ابن حبان كعادته "، وقال أيضا في "فتح الباري" (7/ 67): "لم أعرف من أين تهيأ للكرماني الجزم بذلك مع الاحتمال؟!!"، وما أكثر ما يجزم عدنان إبراهيم مع وجود الاحتمال القوي مثل جزمه بأن أحاديث رجم الزاني المحصن منسوخة، ولم يأت بدليل مقبول على جزمه هذا، مع أن احتمال كونه غير منسوخ هو الظاهر وهو الأصل وهو اليقين والإجماع!!

        والمراد بالاحتمال في هذه القاعدة ما كان احتمالاً قوياً له وجه شرعي يسنده، وقرائن احتفت به تقويه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى الكبرى (1/ 224): "كل احتمال لا يُسند إلى أمارة شرعية لم يُلتفت إليه". فإذا كان الاحتمال بعيدا فلا بأس بالجزم، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 461): "الشك لا يؤثر في الجزم".

        القاعدة الثانية: تكذيب الخبر مع احتمال صدقه ضلال مبين.
        قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 52]، والحديث الصحيح وحي من الله، قال تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، وروى أحمد في مسنده (22215) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2178) عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ "، أي أقول لكم ما أوحاه الله إلي، وروى أحمد في مسنده (17174) وأبو داود في سننه (4604) بسند صحيح عن المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه".

        قال ابن القيم رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود (7/ 348): "وأما رد الحديث بالقياس فلو لم يكن فيه إلا أنه قياس فاسد مصادم للنص لكفى ذلك في رد القياس، ومعلوم أن رد القياس بصريح السنة أولى من رد السنة بالقياس، وبالله التوفيق".

        وما أكثر ما يرد عدنان إبراهيم كثيرا من الأحاديث الصحاح لأدنى شبهة تعرض له مثل أحاديث نزول عيسى بن مريم آخر الزمان، وأحاديث الشفاعة وخروج الموحدين من النار برحمة الله الواسعة، فهو يُكذِّبها ويكفر بها ويجحدها مع أنه لو أنصف لوجد أن احتمال صدقها قوي جدا والشبهة في ردها ضعيفة جدا!!

        فطريقة العلماء ليست التكذيب والإنكار بما لم يحط الإنسان بعلمه ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 39]، ولا الجزم في مقام الاحتمال المعتبر، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [الإسراء: 36] أي لا تقل ما لا تعلم، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية (5/ 75): " نهى الله تعالى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، كما قال تعالى: ﴿ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وفي الحديث: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث"".

        وقد بحثت في المكتبة الشاملة في كتب التفسير وعلوم القرآن والفقه وشروح الحديث والفتاوى وكتب ابن تيمية وابن القيم عن كلمة: (يحتمل) وما تصرف منها فوجدتها 68300 (قريب من سبعين ألفا في 1100 كتاب)!!

        فانظروا إلى منهج العلماء رحمهم الله، لا كالمتعالمين الذين يجزمون في مقام الاحتمال، ولا كأهل البدع والضلال الذين يُكذِّبون بعض أحاديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم وينكرونها ويجحدونها بدعوى أنها لم تدخل عقل الواحد منهم!!

        وقد قرن الله من يُكذِّب بالصدق بمن كذَب على الله، وحكم عليهما جميعا بأنهما ظالمين فقال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 32، 33].

        القاعدة الثالثة: اليقين لا يزول بالشك، وخبر المتخصصين في علمٍ ما لا يصح أن يرده الجاهلون بذلك العلم بالظن.
        فمثلا قواعد أهل الطب لا يُقبل ردها من الجاهلين بالطب، وقواعد النحاة لا يردها الجاهل بالنحو، وهكذا ما صححه المحدثون من الأحاديث لا يُقبل ردها بالظن، فإن الظن لا يغني من الحق شيئا، ونقول لمن أراد أن يشكك في حديث في الصحيحين أو في غيرهما مما صححه أهل الحديث: لن يُقبل ذلك منك إلا إذا أتيت بحجة بينة بحسب القواعد التي وضعها أهل الحديث رحمهم الله، فإنهم لا يضعفون الحديث إلا لطعن في أحد الرواة أو لسقط في الإسناد، فأثبت لنا أن أحد رواة الحديث غير ثقة أو أنه أخطأ في روايته، أو أثبت لنا أن هناك سقطا في الإسناد وانقطاعا، وإلا فاسكت خيرا لك.

        فطريقة أهل الحديث أنهم يجمعون طرق الحديث فيتبين لهم الصواب من الخطأ، وبجمعهم للروايات يتبين لهم حال الرواة في الحفظ والإتقان، فمن وافق من الرواة أصحابه الذين يشاركونه في الرواية عن شيخهم تبين لهم ضبطه وإتقانه، فإن خالفهم بالزيادة والنقصان والخطأ تبين لهم ضعف حفظه، فإن أضاف إلى ذلك تفرده بروايات عن شيخهم الواحد ولم يذكرها غيره من طلاب ذلك الشيخ تبين لأهل الحديث كذب ذلك الراوي أو اتهموه بالكذب بحسب إكثاره من التفرد وبحسب مروياته ومخالفته لأقرانه الذين يروون عن شيخ واحد.

        قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه (1/ 7): "وعلامة المنكر في حديث المحدث، إذا ما عُرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا، خالفت روايته روايتهم، أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث، غير مقبوله".

        وقال ابن أبي حاتم رحمه الله في مقدمة كتابه الجرح والتعديل (1/ 5 -7 ): " وجب أن نميز بين عدول الرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم، وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة حُق علينا معرفتهم، ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أحوالهم، وإثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته، بأن يكونوا أمناء في أنفسهم، علماء بدينهم، أهل ورع وتقوى وحفظ للحديث وإتقان به وتثبت فيه، وأن يكونوا أهل تمييز وتحصيل، لا يشوبهم كثير من الغفلات، ولا تغلب عليهم الأوهام فيما قد حفظوه ووعوه، ولا يشبه عليهم بالأغلوطات. وأن يُعزل عنهم الذين جرحهم أهل العدالة وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم، وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثرة الغلط والسهو والاشتباه، ليُعرف به أدلة هذا الدين.

        وليُعرف أهل الكذب تخرصا، وأهل الكذب وهما، وأهل الغفلة والنسيان والغلط ورداءة الحفظ، فيُكشف عن حالهم، فيسقط حديث من وجب منهم أن يسقط حديثه ولا يُعبأ به ولا يُعمل عليه، ويُكتب حديث من وجب كتب حديثه منهم على معنى الاعتبار.

        ثم احتيج إلى تبيين طبقاتهم ومقادير حالاتهم وتباين درجاتهم؛ ليُعرف من كان منهم في منزلة الانتقاد والبحث عن الرجال والمعرفة بهم، وهؤلاء هم أهل التزكية والتعديل والجرح. ويُعرف من كان منهم عدلا في نفسه من أهل الثبت في الحديث والحفظ له والإتقان فيه. ومنهم من قد ألصق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال منهم الكذب، فهذا يُترك حديثه ويطرح روايته ويُسقط ولا يُشتغل به" انتهى بتصرف واختصار.

        القاعدة الرابعة: إذا تعارض نصان ثابتان يُجمع بينهما ولا يُكذَّب أحدهما.
        إذا تعارض نصان ثابتان سواء كانا آيتين أو آية وحديثا، أو حديثين، فإن العلماء يقولون: يُجمع بينهما فإن لم يمكن يُنظر الناسخ من المنسوخ، فإن لم يُعرف المتقدم من المتأخر يُرجح بينهما، والمرجحات عند العلماء أكثر من 100 مرجح لا يعلم منها المشككون في السنة إلا أن يُقدم القرآن على السنة أو المتواتر على الآحاد!! ثم إن لم يمكن الترجيح يقولون: نتوقف وفوق كل ذي علم عليم.

        انظر في بيان هذا كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر ص 97، وانظر كتاب التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح للحافظ العراقي رحمه الله ص 286 وما بعدها فقد ذكر مائة وعشرة من المرجحات!!

        فهذه طريقة أهل العلم قديما وحديثا، أما طريقة أهل الأهواء فالتكذيب والرد لما يظنونه لا يدخل عقولهم!!

        وطريقتهم هذه مبتدعة ومتناقضة، وقد توصلهم إلى الكفر إن أعملوها في نصوص القرآن الكريم، وهم إن لم يعملوها في القرآن وأعملوها في السنة فقد تناقضوا؛ فإن القرآن والسنة الصحيحة كلاهما وحي وكلاهما حق، وإن صدَّقوا ببعض الآيات القرآنية وإن لم تدخل عقولهم فلماذا لا يقبلون بعض ما في السنة مما لم يدخل عقولهم؟!!

        وهذا التناقض الواضح يكفي في بيان بطلان منهجهم، فإن في القرآن العظيم أشياء تحير العقل ويجب الإيمان بها وإن لم تدخل عقولنا، وسأذكر ثلاثة أمثلة من سورة واحدة وهي سورة الكهف:
        1- قصة أصحاب الكهف العجيبة وفيها قال تعالى: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴾ [الكهف: 25]، وهذا شيء عجيب جدا قد لا يدخل عقول الكفرة، ولكننا نؤمن به ولا نشك فيه لقول الله، ولو جاءت هذه القصة في حديث صحيح لما شككنا فيه أيضاً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

        2- قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام فيها عجائب كثيرة منها قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴾ [الكهف: 61] أي أحياه الله بعد موته واتخذ طريقاً في البحر، حيث حبس الله جرية الماء فصار هناك نفقاً في مكان دخول الحوت البحر!! وهذا شيء عجيب جدا كما قال فتى موسى: ﴿ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ﴾ [الكهف: 63]، فهل يدخل هذا العقل؟! نعم يدخل عقول المؤمنين، ومن كذَّب بهذا كفر، ولو كان هذا في حديث صحيح لآمنا به، ولم نقل: هذا من الإسرائيليات كما هو منهج المهندس عدنان إبراهيم!!

        3- قصة ذي القرنين وبنائه الردم، قال تعالى حاكيا عنه: ﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 96، 97]، وهذا أمر عجيب جدا يحير العقول ولكن ليس محالا، فالله آتى ذا القرنين من كل شيء سببا، ونحن نؤمن بهذه القصة التي أخبرنا الله عنها ولا نشك فيها، ومن شك فيها وقال: هذا من أساطير الأولين فقد كفر، ولو كانت هذه القصة في حديث صحيح ولو كان في صحيحي البخاري ومسلم لسمعنا عدنان إبراهيم يسارع بقوله: هذا من خرافات الأولين!! ولسمعنا أتباعه يرددون قوله كالببغاوات ويقولون: هذا لا يدخل العقل ولا يمكن أن نصدقه أبداً!!

        وكأني بالإمام أبي محمد بن قتيبة رحمه الله المتوفى سنة 276هـ يرد على عدنان إبراهيم وأشباهه في كتابه تأويل مختلف الحديث ص 61: "قال أبو محمد: وقد تدبرت -رحمك الله- كلام العايبين فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ويعيبون الناس بما يأتون، ويبصرون القذى في عيون الناس، وعيونهم تطرف على الأجذاع، ويتهمون غيرهم في النقل، ولا يتهمون آراءهم في التأويل. ومعاني الكتاب والحديث، وما أودعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة، لا يدرك بالطفرة والكيفية والكمية والأينية، ولو ردوا المشكل منهما إلى أهل العلم بهما، وضح لهم المنهج، واتسع لهم المخرج" انتهى كلامه رحمه الله.

        ومدرسة عدنان إبراهيم العقلية ليست جديدة، بل هي قديمة جداً من قبل عهد ابن قتيبة رحمه الله لكنها تتكرر في كل عصر، وما أكثر ضحايا هذه المدرسة التشكيكية، قال الله سبحانه: ﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 36]، وقال تعالى: ﴿ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [البقرة: 147]، فكونوا يا عباد الله من الصدِّيقين ولا تكونوا من المرتابين!!

        القاعدة الخامسة: باجتماعِ النقلِ الصحيح والعقلِ الصريح تُدْرَكُ الحقائق الشرعيَّةُ.
        باجتماعِ النقلِ الصحيح والعقلِ الصريح تُدْرَكُ الحقائق الشرعيَّةُ؛ فلا النقلُ وحده يُفِيدُ فاقدَ العَقْلِ، ولا العقلُ وحده يُفِيدُ فاقدَ النَّقْل، فلا بد من اجتماعهما، وبنقصِ واحدٍ منهما تَنْقُصُ المعرفةُ بالحَقّ.

        وليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح من القرآن والسنة ما يوجب مخالفة الشرع أصلاً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموعة الرسائل والمسائل (3 /64-65): "كل ما يدل عليه الكتاب والسنة فإنه موافق لصريح المعقول، والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح، ولكن كثيراً من الناس يغلطون إما في هذا وإما في هذا، فمن عرف قول الرسول ومراده به كان عارفاً بالأدلة الشرعية وليس في المعقول ما يخالف المنقول، ولهذا كان أئمة السنة على ما قاله أحمد بن حنبل: معرفة الحديث والفقه فيه أحب إلي من حفظه، أي معرفته بالتمييز بين صحيحه وسقيمه، والفقه فيه معرفة مراد الرسول وتنزيله على المسائل الأصولية والفروعية أحب إلي من أن تحفظ من غير معرفة وفقه، وهكذا قال علي بن المديني وغيره من العلماء فإنه من احتج بلفظ ليس بثابت عن الرسول أو بلفظ ثابت عن الرسول وحمله على ما لم يدل عليه فإنما أتي من نفسه. وكذلك العقليات الصريحة إذا كانت مقدماتها وترتيبها صحيحاً لم تكن إلا حقاً لا تناقض شيئاً مما قاله الرسول، والقرآن قد دل على الأدلة العقلية التي بها لم تكن إلا حقاً وتوحيده وصفاته وصدق رسله وبها يعرف إمكان المعاد، ففي القرآن من بيان أصول الدين التي تعلم مقدماتها بالعقل الصريح ما لا يوجد مثله في كلام أحد من الناس " انتهى مختصرا.

        القاعدة السادسة: إن تعارض النقل والعقل في الظاهِرِ قُدِّمَ النَّقْلُ على العقلِ.
        إن تعارض النقل والعقل في الظاهِرِ قُدِّمَ النَّقْلُ على العقلِ؛ لأنَّ النَّقْلَ عِلْمُ الخالِقِ الكامِلِ، والعَقْلَ عِلْمُ المخلوقِ القاصِر، وهذا التعارض يكون بحسب الظاهر لا في حقيقة الأمر؛ فإنه لا يمكن أبداً حصول تعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح، وإذا وجد تعارض فإما أن يكون النقل غير صحيح أو العقل غير صريح . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة العرشية ص35: " ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كله حق يصدق بعضه بعضا، وهو موافق لفطرة الخلائق، وما جعل فيهم من العقول الصريحة، والقصود الصحيحة، لا يخالف العقل الصريح، ولا القصد الصحيح، ولا الفطرة المستقيمة، ولا النقل الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

        وإنما يظن تعارضها: من صدَّق بباطل من النقول، أو فهم منه ما لم يدل عليه، أو اعتقد شيئا ظنه من العقليات وهو من الجهليات، أو من الكشوفات وهو من الكسوفات إن كان ذلك معارضا لمنقول صحيح وإلا عارض بالعقل الصريح، أو الكشف الصحيح، ما يظنه منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون كذبا عليه، أو ما يظنه لفظا دالا على شيء ولا يكون دالا عليه ".

        والعقل كالبَصَر، والنقل كالنُّور؛ لا يَنتفِعُ المُبْصِرُ بعينِهِ في ظلامٍ دامِس، ولا يَنتفِعُ العاقلُ بعقلِهِ بلا وَحْي، وبِقَدْرِ النورِ تَهْتَدِي العَيْن، وبقدرِ الوحيِ يَهتَدِي العَقْل، وبكمالِ العقلِ والنقلِ تَكتمِلُ الهدايةُ والبصيرة؛ كما تَكتمِلُ الرؤيةُ حِينَ الظَّهِيرَة، فالمؤمنون أبصر الناس بالحقائق الشرعية لجمعهم بين النقل الصحيح والعقل الصريح قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 14].

        القاعدة السابعة: يجب اتباع الوحي وعدم الاستغناء عنه بالعقل وحده.
        يجب اتباع الوحي وعدم الاستغناء عنه بالعقل وحده، ومَنْ قالَ: إِنَّهُ يَهتَدِي إلى اللهِ بعقلِهِ المُجرَّدِ بلا وحيٍ، فهو كمَنْ قالَ: إنَّهُ يَهْتَدِي إلى طريقِهِ بعينِهِ المُجرَّدَةِ بلا ضياءٍ، وكُلٌّ منهما جاحدٌ لقطعيٍّ ضروريٍّ، والأوَّلُ بلا دِين، والثاني بلا دُنْيَا. والأول بلا بصيرة، والثاني بلا بصر، قال تعالى: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].

        والوحي هو الذي يَهْدِي الأنبياءَ، ويَهْدِي أَتْبَاعَهُمْ، ويدل على هذا قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ [سبأ: 50]، وقوله سبحانه: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54]، فلا هداية إلا لمن اتبع الوحي ومن لم يتبعه فقد ضل ضلالا مبينا قال الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ
        قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء:136]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

        وقد ضل مَنْ يقول: لا أُصدِّق بأي حديث إلَّا إذا أدرَكَهُ عقلي، وما لا يُدْرِكُهُ لا أُؤمِنُ به، فإن هذا قَدَّمَ العقلَ القاصر الناقص الذي يجهل أكثر مما يعلم على الحديث الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

        فالمؤمن العاقل يقدم الحديث الصحيح على كل عقل، فما لا يُدرِكُهُ العقلُ لا يَعْنِي عدَمَ وجودِهِ، ولكنَّهُ هو غيرُ مُدْرِكٍ له، فللعقلِ حَدٌّ يَنتهِي إليه، كما أنَّ لِلْبَصَرِ حَدًّا ينتهِي إليه لا ينتهي الكونُ والوجودُ بنهايتِهِ، وللسمعِ حَدٌّ لا تنتهِي الأصواتُ بنهايتِهِ؛ فللنَّمْلَةِ صوتٌ لا يُسْمَع، وفي الكونِ فَضَاءٌ وكواكبُ ونجومٌ لا تُرَى.

        ومعلوم أن النصوص الشرعية منها ما يفهمه غالب الناس، ومنها مما لا يفهمه إلا العلماء، ومنها ما لا يفهمه ويعرف دلالته إلا الراسخون من أهل العلم، فيكون موقفنا هو العمل بالمحكم والوقوف عند المتشابه. والمتشابه: هو ما لا يعلمه إلا الراسخون من أهل العلم، وأما جعل هذا المتشابه أصلا، أو التشكيك في المحكمات بضربها بالمتشابهات فهذا سبيل أهل الغي، يقول الله سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7].

        والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح بحال، ومتى توهم متوهم أن نصا من النصوص الشرعية الثابتة مخالف للعقل فليتهم عقله هو، والشريعة الإسلامية - بحمد الله- تأتي بما تحار فيه العقول ولا تأتي أبدأ بما تحيله العقول كما قرر ذلك المحققون من العلماء، بمعنى أن الشريعة لا تأتي بما تعده العقول السليمة أمرا مستحيلا.

        ويجب التسليم للنقل الصحيح أخبارا وأحكاما سواء عَرَفْنا العِلَّةَ أو لم نَعْرِفْها، قال الزهري رحمه الله: "من الله الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم ".

        يتبع


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          فبعض القضايا العقلية الثابتة بالأدلة القطعية لا تدركها بعض العقول لعدم فهمها لها، فكيف بالقضايا التي لا تحيط بها العقول وهي كثيرة جدا مما نراه ونشاهده؟! ومن أقربها سبب تثاؤب بعض الناس عند تثاؤب شخص آخر في المكان الذي هو فيه!! فلا تعرف العقول سبب ذلك، ومن تكلم في سبب ذلك بالظن لا يمكنه أن يطلب من جميع الناس أن يسلموا بتفسيره، ومثل ذلك الروح لا تحيط العقول بحقيقتها قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره فتح القدير (3 /302): " أي: هو من جنس ما استأثر الله بعلمه من الأشياء التي لم يعلم بها عباده، ثم ختم سبحانه هذه الآية بقوله سبحانه: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] أي: أن علمكم الذي علمكم الله، ليس إلا المقدار القليل بالنسبة إلى علم الخالق سبحانه، وإن أوتي حظا من العلم وافرا، بل علم الأنبياء عليهم السلام ليس هو بالنسبة إلى علم الله سبحانه إلا كما يأخذ الطائر في منقاره من البحر، كما في حديث موسى والخضر عليهما السلام" انتهى.

          وبالجملة يجب على المسلم أن يقدم قول الله ورسوله على كل قول وعلى كل قياس وعلى كل ذوق وعلى كل استحسان، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1] قال ابن كثير في تفسيره: " أي: لا تسرعوا في الأشياء بين يديه، أي: قبله، بل كونوا تبعا له في جميع الأمور، وعن ابن عباس قال: ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1]: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة، وقال الضحاك: لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم. وقال سفيان الثوري: ﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الحجرات: 1] بقول ولا فعل " انتهى.

          ومن أشكل عليه حديثاً صحيحاً فلا يبادر إلى إنكاره وتكذيبه ورده، بل يرجع إلى كلام أهل العلم في شرحه وتوجيهه، روى ابن ماجه (20) بسند صحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، فظنوا به الذي هو أهناه، وأهداه، وأتقاه»، وقد ألف العلماء كثيرا من الكتب في بيان مشكل الحديث وتكلموا في توجيه ما يشكل منها أو ما يخالف بعضها بعض في الظاهر، كما تكلموا في توجيه الآيات القرآنية المتعارضة في الظاهر، وألفوا كتبا كثيرة في ذلك من أجمعها كتاب العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب" وأكتفي هنا بذكر مثالين يبينان توجيه العلماء للآيات المتعارضة في الظاهر:
          المثال الأول: قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ﴾ [البقرة: 29] هذه الآية تعارض في الظاهر آيات سورة النازعات ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا
          * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴾ [النازعات: 27 - 31]، حيث تدل آية سورة البقرة على أن خلق الأرض قبل خلق السماء بدليل لفظة: «ثم»، ومثلها آيات سورة فصلت: ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ﴾ [فصلت: 9 - 12] بينما آيات سورة النازعات تدل على أن خلق الأرض بعد خلق السماء!!

          وقد سُئل عن هذا الإشكال حبر القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فأجاب بأن الله تعالى خلق الأرض أولاً قبل السماء غير مدحوة، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبعا في يومين ثم دحا الأرض بعد ذلك وجعل فيها الرواسي والأنهار وغير ذلك، فأصل خلق الأرض قبل خلق السماء، ودحوها بجبالها وأشجارها ونحو ذلك بعد خلق السماء، ويدل لهذا أنه قال: ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾ [النازعات: 30] ولم يقل: خلقها، ثم فسر دحوه إياها بقوله: ﴿ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴾ [النازعات: 31]، وجمع بعض العلماء بجمع آخر وجيه وهو أن معنى قوله: ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾ [النازعات: 30] أي مع ذلك، فلفظة «بعد» بمعنى مع، ونظيره قوله تعالى: ﴿ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ [القلم: 13]، فهذان وجهان صحيحان للجمع بين الآيتين، ولو كانت آية سورة النازعات واردة في حديث صحيح لسارع المبطلين أمثال عدنان إبراهيم بالتكذيب به بدعوى التعارض بين القرآن والحديث!!

          المثال الثاني: قوله تعالى في سورة المرسلات: ﴿ هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ
          * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ﴾ [المرسلات: 35، 36] هذه الآية الكريمة تدل على أن أهل النار لا ينطقون ولا يعتذرون، وقد جاءت آيات أخرى تدل على أنهم ينطقون ويعتذرون، كقوله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ * ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾، وقوله: ﴿ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ * ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ ﴾ [غافر: 71 - 74]، فهذه الآيات تعارض في الظاهر آية سورة المرسلات، ولو كانت آية سورة المرسلات حديثاً صحيحاً لسارع المبطلين إلى رده بدعوى مخالفته للقرآن، مع أن الجمع ممكن فقد قال أهل العلم: القيامة مواطن كثيرة، ففي بعضها ينطقون وفي بعضها لا ينطقون، وبهذا نصدق بجميع النصوص، وكلها حق، ولا تُرد بعض النصوص ببعض بدعوى التعارض كما هو منهج عدنان إبراهيم، فهذا جهل عظيم بمنهج العلماء فإنهم لا يقولون بالتعارض إلا إذا لم يمكن الجمع كما تقدم تقريره، ولكن زيِّن له سوء صنعه ويحسب أنه يحسن صنعاً، وقد حذرنا الله من مخالفة منهج الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين بأنه يعاقب من فعل ذلك بأن يوله ما تولى أي يُزيِّن له الباطل في عينيه، قال الله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].

          فأنصح لوجه الله كل من اغتر بالدكتور عدنان إبراهيم أن يحذره فإنه صاحب ضلالة، ولا تغتروا بذكائه وفصاحته وثقافته، فليس بأذكى من الفيلسوف ابن سيناء صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق الذي كفَّره العلامة أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابيه "تهافت الفلاسفة" و"المنقذ من الضلال" لكونه ينكر علم الله بالجزئيات وينكر البعث بعد الموت، وليس عدنان إبراهيم بأفصح ولا أوسع علماً وفنوناً من فخر الدين الرازي صاحب التفسير الكبير في 32 مجلداً ومع هذا ضلله أهل العلم بسبب عقائده الباطلة وآرائه المحدثة التي أضل بها كثيرا من الخلق، وقد قال عنه الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" (21/ 500): "العلامة الكبير، ذو الفنون، فخر الدين، محمد بن عمر بن الحسين القرشي، البكري، الطبرستاني، الأصولي، المفسر، كبير الأذكياء والحكماء والمصنفين، انتشرت تواليفه في البلاد شرقاً وغرباً، وكان يتوقد ذكاء، وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم وسحر وانحرافات عن السنة، والله يعفو عنه، فإنه توفي على طريقة حميدة، والله يتولى السرائر، وقد اعترف في آخر عمره حيث يقول: لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن" انتهى المراد منه مختصرا.

          وما أحسن ما قاله الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (14/ 62):" لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى".

          فليست العبرة بالتوسع في جمع المعلومات أو الثقافة الواسعة أو الفصاحة الزائدة، العبرة في البحث العلمي بالنقول الصحيحة، والتمسك بالقرآن والسنة واتباع سبيل المؤمنين، ولا يشك منصف أن عدنان إبراهيم غير متبع لسبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان، وقد روى أبو داود والترمذي وصححه الألباني عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».

          وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان مستنًا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، وأبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم، وطرائقهم، فهم كانوا على الهدي المستقيم".

          وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول"، وقال أيضًا: "اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا: وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم".

          وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع".

          وما أحسن ما قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني:
          تمسك بحبل الله واتبع الهدى
          ولا تك بدعيا لعلك تفلح
          ودن بكتاب الله والسنن التي
          أتت عن رسول الله تنجو وتربح
          ودع عنك آراء الرجال وقولهم
          فقول رسول الله أزكى وأشرح
          ولا تك من قوم تلهو بدينهم
          فتطعن في أهل الحديث وتقدح

          وما أكثر طعن عدنان إبراهيم لأهل الحديث وقدحه في صحاح الأحاديث، ولا ينطلي كلامه إلا على غير المتخصصين في الحديث، وإني لأتعجب من إخفائه لبعض الحقائق في بعض الأحاديث النبوية التي ينكرها!! فإما أنه لم يبحث الحديث بتوسع أو علم ما يرد كلامه فأخفاه على أتباعه تدليسا، والله حسيبه.

          مثال ذلك: سمعته يرد حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " خلق الله آدم على صورته"، قال عدنان إبراهيم: رواه همام عن أبي هريرة وكان همام يهوديا!! ولم يذكر أنه رواه أبو أيوب بشير بن كعب عن أبي هريرة كما في صحيح مسلم (2612)، فقد توبع همام، وهذا على فرض أن هماماً غير ثقة!! مع أن همام بن منبه ثقة ثبت متقن عند أهل الحديث، وهم المتخصصون الذي يرجع إليهم في معرفة حال الرواة.

          والعجيب أن عدنان لم يذكر تتمة الحديث من صحيح البخاري؛ لأن تتمته ترد عليه ما شنع به!! قال البخاري في صحيحه (6227): حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا"!!

          ولم يذكر عدنان إبراهيم كلام شراح الحديث ومن ذلك ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري " (5/ 183): "واختلف في الضمير على من يعود، فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه، ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها، وقال القرطبي: أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" قال: وكأن من رواه أورده بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في ذلك، وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة ثم قال: وعلى تقدير صحتها فيحمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى".

          وقال الألباني رحمه الله في شرح هذا الحديث في "صحيح الأدب المفرد" ص 86: "أي: على صورة آدم عليه السلام، وقد جاء ذلك صراحة في حديث آخر لأبي هريرة بلفظ: " خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعا" متفق عليه، فإذا شتم المسلم أخاه وقال له: " قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك" شمل الشتم آدم أيضا؛ فإن وجه المشتوم يشبه وجه آدم، والله خلق آدم على هذه الصورة التي نشاهدها في ذريته، إلا أن الفرق أن آدم خلقه الله بيده، ولم يمر بالأدوار والأطوار التي يمر بها بنوه، وإنما خلقه من تراب. قال تعالى في أول سورة المؤمنون: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ
          * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 14]" انتهى كلام الألباني الذي لم يطلع عليه عدنان أو عرفه وأخفاه؛ لأنه يريد أن يطعن في السنة ويشكك الناس بها!!

          ولم يذكر عدنان أيضا أن حديث الصورة رواه ابن عمر مع أبي هريرة رضي الله عنهم؛ لأن هذا سيبطل كلامه من أصله، فقد رواه الطبراني في المعجم الكبير (13580) عن ابن عمر، وهذا لا يعجب عدنان إبراهيم؛ لأنه يتجرأ على أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه أكثر من غيره!!

          ودعواه أن هذا الحديث مذكور في التوراة لا يُرد به الحديث، فما أكثر ما في التوراة مما في القرآن والسنة!! فالتوراة أصلها من عند الله، فإذا وجدنا فيها ما يوافق القرآن أو السنة صدقنا به، ولعله مما سلم من التحريف، لا أن نرد ما في السنة مما وافق التوراة بدعوى أنها إسرائيليات، فأفٍ لهذا المنهج الضال الذي يشكك الناس في سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

          مثال آخر: سمعت خطبة جمعة ألقاها عدنان إبراهيم في النمسا، وكل الخطبة في إنكار أحاديث رجم المحصن الزاني، فتعجبت من جرأته على رد السنة بالعقل والهوى بلا بحث علمي ولا حجة مقبولة، ودعاويه كثيرة وكبيرة مثل قوله: أحاديث الرجم من دسائس مسيلمة الكذاب أو ابن المقفع!!!

          هل لهم يا قوم في بعدتهم من فقيه أو إمام يتبع؟!!
          أين الأدلة على دعاويه، لا شك أنه ضال مضل نعيذ المسلمين بالله من شره وضلالاته.

          وأحب في آخر البحث أن أسأل عدنان إبراهيم وأتباعه: هل تؤمنون بهذا الحديث الذي في الصحيحين [رواه البخاري رقم (3471) ومسلم رقم (2388) ] من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينما رجل يسوق بقرة له، قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة فقالت: إني لم أُخلق لهذا، ولكني إنما خُلقت للحرث " فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلَّم؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني أومن به وأبو بكر، وعمر». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا راعٍ في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السَّبُعِ، يوم ليس لها راعٍ غيري؟ " فقال الناس: سبحان الله!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني أومن بذلك، أنا وأبو بكر وعمر»؟!

          فهل تصدقون بهذا يا أيها المرتابون في السنة النبوية؟!

          لعل بعضكم ينكره، وبعضكم يشك فيه، وبعضكم يصدق به، أما نحن أهل السنة فنقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني أومن بذلك، أنا وأبو بكر وعمر»، ونحن نصدق بما هو أعجب منه في القرآن الكريم كقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82]، وقال تعالى عن النبي سليمان عليه الصلاة والسلام: ﴿ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ
          * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ [النمل: 38 - 40]، ولو كانت قصة سليمان عليه السلام وإتيان العرش له من أرض سبأ إلى بلاد الشام قبل أن يرتد إليه طرفه في أحاديث صحيحة لردها عدنان إبراهيم بكل جرأة، لكونها أحاديث آحاد، وأنكروا على من يصدق بها، وقالوا عنهم: هؤلاء خرافيون، وقالوا: أنؤمن بهذا كما آمن السفهاء؟! لا يمكن أن نصدق ما يخالف العقل!! ولو كان الراوي لهذه القصة أبا هريرة رضي الله عنه لازداد تجرؤهم في رد هذه القصة، ولو كانت مذكورة في التوراة لجزموا بأنها من الإسرائيليات!!

          لكن هاهم يصدقون بها مع أنها لم تدخل عقولهم فلِمَ لا يُصدِّقون الأحاديث الصحاح التي يزعمون أنها لا تدخل عقولهم وكلها وحي من الله أو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!

          وختاما: الإيمان مبني على التصديق بخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي أول المصحف الكريم في بيان صفات المتقين: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
          * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ [البقرة: 2، 3]، أي يصدِّقون بالغيب، والغيب هو خبر الله وخبر رسوله، فلا يُكذَّب خبر الله وخبر رسوله لشبهة، ولا يُعارض أمر الله وأمر رسوله لشهوة، وهذا خلاصة الدين الإسلامي:
          التصديق بالأخبار، والعمل بالأحكام، قال الله تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [الأنعام: 115 - 117]، وبالله التوفيق.

          هذا بحمد الله ما يسر الله لي إيراده باختصار، نصحا للمسلمين، ودفاعا عن سنة خاتم المرسلين.

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك
            هذا الشخص ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم
            {إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ}
            من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

            تعليق


            • #7
              الله المستعان
              حقيقة نألم ونأسف لكثير مما نسمعه ونشاهده من الدكتور عدنان إبراهيم
              من في فصاحته وفلسفته قادر على توظيف ذلك لخدمة الاسلام والمسلمين
              لكن له طوامّ عجيبة !!
              نسأل الله الهداية والثبات على الحق لنا وله ولكل مسلم
              وفقكم الله
              لاحول ولاقوة إلا بالله

              تعليق

              يعمل...
              X