المسيخ الدجال على مر التاريخ
المسيح الدجال هو أعظم فتنة ستشهدها الكرة الأرضية منذ خلق الله آدم وحتى قيام الساعة ، وهو وإبليس يمثلان بداية ونهاية الشر في تاريخ البشرية ، فالدجال هو قابيل بن ادم كما أوضحت بكتاب عصر المسيح الدجال ، وهو أول العصاة والمتمردين على الله من البشر ، وأول من تحداه ورفض أوامره ورفض أن يدخل تحت حكم وطاعة أخيه الأصغر هابيل الذي اختاره الله خليفة لآدم في الأرض من بعده ، فعصي هذا الأمر وقام بقتل أخيه هابيل بحجة أنه أفضل من هابيل لأنه الابن البكر لأدم وولادته تمت في السماء قبل نزول آدم علي الأرض فهو ابن السماء وهابيل الأصغر هو ابن الأرض كما جاء علي لسانه بسفر التكوين بالتوراة .
ولم يندم قابيل علي جريمة قتل هابيل أو يتوب عنها وإنما ندم فقط كما صور لنا القرءان علي عدم قدرته علي دفن أخيه مثلما فعل الغراب الذي أرسله الله إليه ليريه كيفية تكفين ودفن الميت .
ولم يكتف بهذه الجريمة الشنعاء في حق أخيه والله وأبيه بل وصل به الأمر إلي تحديه لله فطلب منه أن يمهله وينذره ويمد له في الأجل مثلما فعل مع إبليس ليثبت له أنه كان الأقدر والأحق بخلافة آدم في الأرض من أخيه هابيل ، وأنه قادر علي أن يجعل كل ذرية آدم يسجدون له ويعبدونه كإله من دون الله .
وكان شأنه في ذلك شأن إبليس الذي رفض السجود لآدم ، أي رفض الدخول تحت طاعته والامتثال لأوامره وأعترض علي أن يصبح آدم رئيساً عليه ، فدفعه غروره وكبره وحبه للزعامة والتشبث بالسلطة والتسلط علي الآخرين لعدم الامتثال للأمر الإلهي ، لأنه وفقاً لما سولت له نفسه الخبيثة أفضل من آدم في التركيب الجسماني وآدم أقل منه شأناً وقوة فكيف يدخل تحت طاعة هذا المخلوق الجديد وهو يشغل الآن منصب طاووس أو رئيس الملائكة ، فقد نصبه الله رئيساً علي الملائكة بعد خلقه ( لذا جاء ببعض الآيات أن إبليس كان من الملائكة ليس لكونه مخلوق من نور ولكن لأنه كان رئيسهم وأكثرهم عبادة قبل تمرده علي الله ) ، فدخل الملائكة تحت طاعته ولم يتمردوا علي هذا الأمر الإلهي رغم أنهم أشرف منه في التركيب الجسماني والطاعة ، فهم مخلوقون من نور وهو مخلوق من النار والنور أشرف من النار ، وكان من باب أولي وطبقاً لمنطق إبليس نفسه أن يعترضوا علي تنصيبه رئيساً عليهم عند خلقه ولكنهم لم يفعلوا لأنهم عباد مطيعون لله ولا يعصون أمراً له لذا أصبحوا عباداً مكرمون من الله
وتحدي إبليس الخالق سبحانه وتعالي وطلب منه أن يجعله من المنظرين ليوم القيامة ليثبت له أنه قادر علي إغواء وإضلال آدم وذريته لأنه أفضل وأذكي وأقوي منهم جميعاً ومن ثم فإن الله أخطأ ( وفقاً لنفسه المريضة ومنطقه المبتور وعقله العقيم وغروره وطبعه المتكبر المتمرد ) عندما أمره بالدخول وذريته ومعهم الملائكة تحت رياسة آدم وذريته لأنهم ممثلين في آدم قبلوا حمل الأمانة التي رفض كل من في السماوات والأرض والملائكة حملها لأنها سلاح ذو حدين قد تدفع من يحملها للكفر والعصيان لله والأمانة باختصار شديد هي الإرادة أو حرية الاختيار والعبادة وليتنا فعلنا مثل سائر مخلوقات الله ورفضنا حمل هذه الأمانة وقبلنا أن نكون عباد لله طائعين مسيرين ولسنا مخيرين وذوي إرادة ومن الطبيعي أن يسيد الله من يقبل حمل هذه الأمانة ويحسن استخدامها علي سائر مخلوقاته .
وقبل الخالق من إبليس هذا التحدي وجعله من المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم وليس ليوم البعث كما طلب إبليس ، واليوم المعلوم هو اليوم الذي ستكون فيه نهاية إبليس والمسيح الدجال (قابيل) وهما شيطاني الأنس والجن ونهاية كل إمبراطوريات الشر التي تتبعهما وتسير وفق مخططاتهما وبروتوكولاتهما الصهيونية ، وهو اليوم المسمي عند أهل الكتاب بيوم هرمجدون .
وبدأ إبليس في إغواء آدم وحواء فعصيا الأمر الإلهي وسارا وراء خداع إبليس لهما وظنا في الله الظنون وأنه نهاهم عن الأكل من الشجرة حتى لا يصبحوا مُخلدين ، فوقعوا في أولي الشراك التي نصبها إبليس لهم ولذريتهما وذرعت هذه الشجرة في آدم وحواء جينات الشهوة الجنسية وباقي الشهوات والملذات الإنسانية فتحركت شهوة آدم لحواء وبدأ يثار من مفاتنها الجسدية عندما وقعت عينه علي أعضائها الجنسية وحدث لحواء نفس الشيئ ، وتلهف كلاً منهما لجماع الآخر في الجنة فقاموا بستر عوراتهما بورق من الجنة لأنهما كانا عرايا فيها وبعد أن دبت فيهما الشهوة الجنسية أحس كلاهما بضرورة ستر أعضائه الجنسية ، فقام الخالق بطردهم جميعاً من الجنة وتوعدهم بأن يكونوا أعداء لبعضهم ( آدم وحواء وذريتهما من الصالحين وإبليس وذريته من الشياطين المتمردين مثله ) .
قال تعالي :
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
( الأعراف 11- 27 )
وبعد نزول آدم وحواء علي الأرض ومع اقتراب رحيل آدم بموته بعد أن أصبح له ذرية كبيرة في الأرض أمره الله أن يخلفه في حكم أبنائه وأحفاده هابيل أبنه لأنه كان أفضل أبناءه وأصلحهم فرفض قابيل هذا الأمر الإلهي وتمرد علي الله وعلي آدم وفعل ما فعل بأخيه هابيل .
قال تعالي :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) .
( سورة المائدة : 27- 32 )
وكان إبليس هو المحرض لقابيل علي تحدي الله ، وقبل الخالق هذا التحدي منه كما سبق وقبل تحدي إبليس له ، فكان إبليس أول العصاة والمتمردين علي الله من الجن وكان قابيل أول العصاة والمتمردين علي الخالق من الإنس .
وكانت الحكمة من قبول الخالق سبحانه وتعالي لهذا التحدي من هاذين العاصيين أن يثبت للجن والإنس أن أكثريتهم مثل إبليس وقابيل فالكل مغتر بعقله متكبر متجبر متسلط لا يريد الخضوع لأحد والكل متشوق للرياسة والسلطة والتسلط علي الآخرين ويريد أن يكون سيداً لهذا الكون ، والجميع بجهله يرفض الطاعة والعبودية لله والخضوع لأوامره ويري في الكثير من الأوامر الإلهية تعنت معه وفيها تقييد لحريته وقدراته المتميزة علي غيره من سائر جنسه بل علي غيره من سائر المخلوقات ، فقبل الخالق هذا التحدي ليثبت للجن والبشر أن جميعنا لا يختلف عن إبليس وقابيل ، وأنهما مهما صنعا فسيفشلان في تحدي الخالق سبحانه وتعالي في النهاية ، ولن يكون في مقدورهما النجاح في مخططاتهما علي مدار التاريخ ، فسيتدخل الخالق بصفة مستمرة كل حقبة زمنية معينة ويفشل لهم هذه المخططات ويجعل أعمالهم تذهب سدى فيعيدوا الكرة من جديد ولن يمكن لهم الحكم والسيطرة علي أهل الأرض إلا في نهاية الزمان ولفترة وجيزة جداً ، ثم يأخذهم عند الوقت المعلوم الذي أنذرهم إليه هم وكل أتباعهم وأشياعهم أخذ عزيز مقتدر.
قال تعالي :
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) ( سبأ 20-21 )
ويمكن مراجعة النصوص الواردة في الإسلام والتوراة والإنجيل والكابالا اليهودية ( وهم أتباع قابيل أو كابيل ) والنصوص الفرعونية التي تؤكد أن قابيل هو المسيح الدجال بالاطلاع علي كتابنا " عصر المسيح الدجال " حتى لا نعيد ما قلناه في هذا الكتاب هنا مرة أخري .
وبالإضافة إلي ما قدمناه من أدلة في هذا الكتاب سنقدم هنا المزيد من البراهين التي تثبت أن الإله ست الفرعوني هو قابيل وهو نفسه المسيح الدجال وهو عُزير وهو إسرائيل والسامري .
فتعالوا لنتعرف علي ملخص موجز جداً عن شخصية المسيح الدجال وفتنه، وبعد ذلك نخوض في حل رموز وشفرات وأسرار سورة الكهف.
آيات ذكر المسيح الدجال في القرآن
يظن الكثير من الناس أن الدجال لم يأت ذكره في القرآن الكريم والواقع أن هناك آيات كثيرة أتت علي ذكره بالتلميح عند ذكر إبليس ، وهناك آيات جاء بها ذكره بالتصريح ليس باسم المسيح الدجال ولكن بأحد الأسماء التي ظهر بها للأمم السابقة ، فالمسيح الدجال صفة له وليس اسم ، وسنذكر بعد قليل أهم الأسماء التي ظهر بها في التاريخ الإنساني .
ومن الآيات القرآنية التي جاء بها تصريح وإشارة واضحة إلي أول أسم له قوله تعالي :
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
(الأعراف : 27 )
فكثير من المفسرين فسروا كلمة قبيله الواردة هنا بمعني ذريته أو جماعته ، أي ذرية وجماعة إبليس ، وأري أن الأرجح القول بأن قبيله هنا إشارة إلي اسم قابيل الذي يعد القرين أو المقابل أو الشبيه أو المثيل لإبليس من البشر ، فقبيله أو قرينه من البشر أو حليفه هو قابيل الذي نسبه الله إليه في هذه الآية ليشير إلي إتحادهما وتحالفهما ضد البشر وضد الخالق سبحانه وتعالي حتى أصبحا في تصرفاتهما وصفاتهما وكأنهما شخص واحد .
وللتقريب نضرب مثلاً : لو كان هناك رجل شرير أسمه صابر مثلاً له صديق لا يفارقه وقرين له في شره وصفاته اسمه كامل وذكر صديق لك صابر هذا وأردت أن تحذره منهما معاً فيجوز لغوياً أن تقول له : أحذره (أي صابر) هو وكامله أي هو وصديقه كامل
ولو كان المقصود من قبيله هنا ذرية أو جماعة إبليس كما فهم المفسرون لقال تعالي قبيلته وليس قبيله لأن مصدر كلمة قبيله قبيل وليس قبيلة ، فقبيله من قبيل + هاء النسب للمفرد الغائب ، والقبيل في اللغة هو المشابه أو المماثل أو المقابل .
الآية الثانية التي جاء بها ذكر صريح للمسيح الدجال ودوره هو وإبليس في إضلال البشرية كلها من عصر آدم وإلي قيام الساعة قوله تعالي :
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ .
(فصلت : 29 )
فهذه الآية مصاغة بصيغة المثني ويتضح ذلك من الكلمات الآتية : الَّذَيْنِ - أضلانا – نجعلهما – ليكونا .
وتؤكد الآية أن جميع الكافرون عند دخولهم النار في الآخرة سيعترفون بأن هناك شخصين اثنين هم من كانوا سببا في ضلال البشرية كلها علي مدار تاريخها .. أحدهما من الجن .. والآخر من الإنس ……. وسوف يطلبون من الخالق أن يريهم إياهما ليدوسوهما بأقدامهم ويجعلوهما عبيداً وأذلاء وحقراء (أي من الأسفلين) .
أما الذي من الجن فهو إبليس، فمن هو الذي كان من الأنس و كان سببا في ضلال البشرية ؟ .
إنه المسيح الدجال … إنه قابيل الذي كان من المنظرين مع إبليس و أعطاه الله طول العمر إلي الوقت المعلوم ….
ومن الآيات المتعلقة بالمسيح الدجال في القرآن الآيات الخاصة بالسامري الذي أضل بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر وصنع لهم عجلاً من ذهب ثم حوله إلي عجل حقيقي له خوار ، والآيات المتعلقة بإسرائيل وعُزير الذي قالت اليهود أنه بن الله والإله بعل ، فالسامري وإسرائيل وعُزير وبعل هي أسماء مختلفة لقابيل ظهر بها في التاريخ القديم وسنستعرض هذا الأمر بالتفصيل في حينه .
قابيل هو إسرائيل في القرآن ( المسيح الدجال )
لم يرد في القرآن اسمي ابني آدم اللذين قتل الشرير منهما الطيب والمعروفين في التراث الإسلامي والتوراتي باسمي قابيل وهابيل ، فهذان الاسمان منقولان عن التوراة في الروايات الإسلامية وليس نقلاً عن القرآن ، مع ملاحظة أن اسم قابيل في التوراة ليس قابيل ولكن قايين ، فاسم قابيل هو تصحيف عربي من الرواة والمفسرين الإسلاميين لاسم قايين ، كما يجب أن نلاحظ أن اسم قابيل وقايين وست وأوزيريس وهابيل ……. الخ مجرد أسماء تحمل صفة لهذين الشخصين وليست الأسماء التي سماهما بها آدم ، أي بلغتنا اليوم لم تكن هذه أسماءهما المدونة في بطاقتهما الشخصية أو جواز سفرهما ، ولكنها الأسماء التي أطلقها عليهما شعوب الحضارات الأولي في تاريخ البشرية.
فاسم قايين في العبرية يعني الحداد لأن قابيل اتخذ مهنة الفلاحة والحدادة أو صناعة الدروع الحربية عملاً له كما جاء بقصصهم التوراتية ، فكان يقوم بصنع السيوف والحراب والدروع وأدوات الحرب لأبنائه وأتباعه ، كما ذكر بالتوراة وشروحاتها أن قايين أول من صنع المزمار وأدوات الطرب والغناء .
أما أسم قابيل فهو اسم عبري أطلقه الصالحون من بني إسرائيل والعرب عليه ، وهو اسم مكون من مقطعين هما: قاب+أيل ، وأيل أسم من أسماء الله عند اليهود وقاب بمعني المقابل أو الضد ، وعل ذلك يكون معني الاسم المقابل لإبليس من البشر أو المضاد لله أو المعادي له.
ففي العبرية نجد كلمة קָבַל ( قبل) بمعني المشتكي أو المتظلم من عبأ الأعمال أو التكليف ، ومدعي القبول ، كما تطلق علي الشيء المقابل لشيء آخر ، أي الشيء المزيف أو الغير طبيعي أو الصناعي ، وبهذا يكون معني قابيل في العبرية : المشتكي علي الله أو المتظلم منه أو المعترض علي أمره ، أو المزيف والمخادع والدجال أو النصاب مدعي الإلوهية والبنوة والقرب من الله .
يتبع
تعليق