بسم الله الرحمن الرحيم
جزيرة إسطورية في المحيط الأطلسي غربي جبل طارق مزقتها البراكين والزلازل فابتلعها المحيط وغاصت في أعماقه تاركة قطعاً ونتفاً.. يقال أنها تشكل الآن جزر آزور وجزر الكناري وجزر الرأس الأخضر. شغلت هذه الجزيرة القارة بال العلماء والمفكرين منذ العصور الوسطى وحتى الآن فأخذ العلماء ينقبون عن آثارها وأنشأ الأدباء حولها القصص والحكايات نذكر في هذا الصدد الروايتين الشهيرتين (عشرون ألف فرسخ تحت الماء) لـ جون فيرن و(أعماق ماراكوت) لــ آرثر كونان دويل، فنتج عن ذلك تأرجح الآطلانتس بين الواقع والخيال.. فما هي الحقيقة..؟! أول من أشار إلى جزيرة الأطلانتس هم الفراعنة المصريون ثم روى قصتها شعراً رجل الدولة الإغريقي (سولون) وأحد الحكماء السبعة الذين استلهموا تاريخ الأطلانتس في سعيهم لتوحيد قبائل الإغريق وتأسيس دولة قوية موحدة بزعامة أثينا، ثم جاء أفلاطون واعتمد على هذه المصادر وغيرها من الوقائع الشائعة في عصره وتحدث عن الأطلانتس في كتابيه (تيماوس) و(اكريتياس ) اللذين يعتبران أهم مرجع للمعلومات عن تلك القارة. يقول أفلاطون على لسان (اكريتياس) انه كانت توجد جزيرة كبيرة عند أعمدة هركليس (جبل طارق) مساحتها مليونا كيلومتر مربع، نشأت فيها دولة عظيمة بسطت سيادتها على الجزيرة كلها والجزر القريبة منها، ثم تعاظمت قوتها فإحتلت شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر واليونان وقد أسس هذه الدولة (بوسيدون) الذي قسمها إلى عشر ممالك، ونصب أولاده العشرة ملوكاً عليها على ان يخضعوا كلهم لسلطة الإبن الأكبر (أطلس) ملك الجزيرة كلها، ثم وضع لهم بوسيدون الشريعة التي نُقشت على نُصب من النحاس، وأهم ما تضمنته تلك الشريعة هو أن يظل الملوك العشرة متحدين ومتآزرين، لا يعتدي أحدهم على الآخر مهما كانت الأسباب وإذا حدث خلاف بينهم اجتمع الملوك فوراً برئاسة أطلس وطوقوا الخلاف وأزالوه أما إذا حدث اعتداء خارجي على أحدهم فعليهم ان يهبوا كلهم لنجدته والدفاع عنه. الاجتماعات الخمسية. عمل الملوك العشرة بتلك الشريعة ولم يخرجوا عنها فإزدهرت الجزيرة ونعمت بالرخاء، كانوا يجتمعون مرة كل خمس سنوات ليتباحثوا في أمور الجزيرة العامة والخاصة، وقبل بدء الاجتماع كانوا يصطادون ثوراً برياً دون سلاح يقدمونه ذبيحة ثم يشرب كل ملك من دمه ويقسم بالحفاظ على الشريعة والتقيد بها وعندما يحل الليل كانوا يجلسون بحلل زرقاء يتفاوضون ويتشاورون في شئونهم الخاصة حتى الصباح عندئذ يسجلون ما اتفقوا عليه على لوح من الذهب ثم ينصرف كل واحد إلى مملكته. بلغت دولة الأطلانتس شأواً في القوة والغنى لم تصل اليه دولة أخرى، وسبب قوتها يعود إلى نظامها الاجتماعي العسكري، لقد قسمت كل مملكة إلى ستة آلاف ولاية مساحة كل ولاية ثلاثة كيلومترات مربعة، كل ولاية مستوطنة ومفرزة عسكرية عليها مع بقية الولايات ان تقدم للدولة سنوياً عشرة آلاف مركبة حربية ومئتين وأربعين ألف حصان، مئتي سفينة مع مئتي بحار ومئتين وأربعين ألف نوتي، أما سبب غناها فيعود إلى خيرات الجزيرة الغنية بالمعادن والأخشاب والماشية والمراعي والأراضي الخصبة، استغل الأهالي تلك الخيرات فزرعوا الأرض بالحبوب والثمار من كل صنف ونوع وأقاموا السدود والجسور وحفروا الترع وشيدوا الأبنية والهياكل والموانيء والأبراج ثم أقاموا علاقات تجارية مع الدول المجاورة وقايضوا الذهب والنحاس بالعاج والعطور. بداية النهاية نَعِم سكان الأطلانتس بتلك الخيرات وعاشوا وادعين كالحملان لكن ملوكهم تغطرسوا حين كثر مالهم وقوي نفوذهم، فطمعوا بخيرات البلاد المجاورة فاستعمروا قسماً من أوروبا وشمال أفريقيا حتى ليبيا ثم حاولوا اجتياح مصر وبلاد الإغريق لكن قبائل الإغريق المتناحرة توحدت بزعامة أثينا واستطاعت ان تصد جيوش الأطلانتس وتدحرها فتراجعت مهزومة إلى بلادها، بعدئذ انشغل ملوك الأطلانتس بمصالحم الخاص فانغمسوا في الملذات وفسقوا وعربدوا فثار غضب الله عليهم وثارت البراكين والزلازل وطاف البحر وغاصت الأطلانتس في الأعماق.
جزيرة إسطورية في المحيط الأطلسي غربي جبل طارق مزقتها البراكين والزلازل فابتلعها المحيط وغاصت في أعماقه تاركة قطعاً ونتفاً.. يقال أنها تشكل الآن جزر آزور وجزر الكناري وجزر الرأس الأخضر. شغلت هذه الجزيرة القارة بال العلماء والمفكرين منذ العصور الوسطى وحتى الآن فأخذ العلماء ينقبون عن آثارها وأنشأ الأدباء حولها القصص والحكايات نذكر في هذا الصدد الروايتين الشهيرتين (عشرون ألف فرسخ تحت الماء) لـ جون فيرن و(أعماق ماراكوت) لــ آرثر كونان دويل، فنتج عن ذلك تأرجح الآطلانتس بين الواقع والخيال.. فما هي الحقيقة..؟! أول من أشار إلى جزيرة الأطلانتس هم الفراعنة المصريون ثم روى قصتها شعراً رجل الدولة الإغريقي (سولون) وأحد الحكماء السبعة الذين استلهموا تاريخ الأطلانتس في سعيهم لتوحيد قبائل الإغريق وتأسيس دولة قوية موحدة بزعامة أثينا، ثم جاء أفلاطون واعتمد على هذه المصادر وغيرها من الوقائع الشائعة في عصره وتحدث عن الأطلانتس في كتابيه (تيماوس) و(اكريتياس ) اللذين يعتبران أهم مرجع للمعلومات عن تلك القارة. يقول أفلاطون على لسان (اكريتياس) انه كانت توجد جزيرة كبيرة عند أعمدة هركليس (جبل طارق) مساحتها مليونا كيلومتر مربع، نشأت فيها دولة عظيمة بسطت سيادتها على الجزيرة كلها والجزر القريبة منها، ثم تعاظمت قوتها فإحتلت شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر واليونان وقد أسس هذه الدولة (بوسيدون) الذي قسمها إلى عشر ممالك، ونصب أولاده العشرة ملوكاً عليها على ان يخضعوا كلهم لسلطة الإبن الأكبر (أطلس) ملك الجزيرة كلها، ثم وضع لهم بوسيدون الشريعة التي نُقشت على نُصب من النحاس، وأهم ما تضمنته تلك الشريعة هو أن يظل الملوك العشرة متحدين ومتآزرين، لا يعتدي أحدهم على الآخر مهما كانت الأسباب وإذا حدث خلاف بينهم اجتمع الملوك فوراً برئاسة أطلس وطوقوا الخلاف وأزالوه أما إذا حدث اعتداء خارجي على أحدهم فعليهم ان يهبوا كلهم لنجدته والدفاع عنه. الاجتماعات الخمسية. عمل الملوك العشرة بتلك الشريعة ولم يخرجوا عنها فإزدهرت الجزيرة ونعمت بالرخاء، كانوا يجتمعون مرة كل خمس سنوات ليتباحثوا في أمور الجزيرة العامة والخاصة، وقبل بدء الاجتماع كانوا يصطادون ثوراً برياً دون سلاح يقدمونه ذبيحة ثم يشرب كل ملك من دمه ويقسم بالحفاظ على الشريعة والتقيد بها وعندما يحل الليل كانوا يجلسون بحلل زرقاء يتفاوضون ويتشاورون في شئونهم الخاصة حتى الصباح عندئذ يسجلون ما اتفقوا عليه على لوح من الذهب ثم ينصرف كل واحد إلى مملكته. بلغت دولة الأطلانتس شأواً في القوة والغنى لم تصل اليه دولة أخرى، وسبب قوتها يعود إلى نظامها الاجتماعي العسكري، لقد قسمت كل مملكة إلى ستة آلاف ولاية مساحة كل ولاية ثلاثة كيلومترات مربعة، كل ولاية مستوطنة ومفرزة عسكرية عليها مع بقية الولايات ان تقدم للدولة سنوياً عشرة آلاف مركبة حربية ومئتين وأربعين ألف حصان، مئتي سفينة مع مئتي بحار ومئتين وأربعين ألف نوتي، أما سبب غناها فيعود إلى خيرات الجزيرة الغنية بالمعادن والأخشاب والماشية والمراعي والأراضي الخصبة، استغل الأهالي تلك الخيرات فزرعوا الأرض بالحبوب والثمار من كل صنف ونوع وأقاموا السدود والجسور وحفروا الترع وشيدوا الأبنية والهياكل والموانيء والأبراج ثم أقاموا علاقات تجارية مع الدول المجاورة وقايضوا الذهب والنحاس بالعاج والعطور. بداية النهاية نَعِم سكان الأطلانتس بتلك الخيرات وعاشوا وادعين كالحملان لكن ملوكهم تغطرسوا حين كثر مالهم وقوي نفوذهم، فطمعوا بخيرات البلاد المجاورة فاستعمروا قسماً من أوروبا وشمال أفريقيا حتى ليبيا ثم حاولوا اجتياح مصر وبلاد الإغريق لكن قبائل الإغريق المتناحرة توحدت بزعامة أثينا واستطاعت ان تصد جيوش الأطلانتس وتدحرها فتراجعت مهزومة إلى بلادها، بعدئذ انشغل ملوك الأطلانتس بمصالحم الخاص فانغمسوا في الملذات وفسقوا وعربدوا فثار غضب الله عليهم وثارت البراكين والزلازل وطاف البحر وغاصت الأطلانتس في الأعماق.
تعليق