والموعد الجنة
خرجا من بيتهما في إحدى المدن يريدان البيت الحرام .. هو شيخ صالح ن وهي امرأة صائمة قائمة .. وقبل الخروج حدث شيء غريب .. ودعت الأم أولادها ، وكتبت وصيتها ، وقبلت أطفالها وهي تبكي ، ونظرت إليهم وكأنها نظرة مفارق ..
ومضى الزوجان إلى أطهر بقعة على وجه الأرض يطويان الفيافي والقفار ، وهناك طافا حول الكعبة المشرفة ، وسعيا بين الصفا والمروة ، ثم حلق وقصّرت ، وكرا راجعين وهما في غاية السرور والاغتباط . ولكن ... يشاء الله عز وجل – ولا راد لأمره - أن تنفجر إحدى عجلات السيارة ، فتخرج عن مسارها وتنقلب رأساً على عقب .... ويخرج الزوج سليماً معافى ، ويبحث عن امرأته الصوامة القوامة .. التقية النقية . (نحسبها كذلك والله حسيبها ) ،فيجدها . ... ولكن في سكرات الموت .. (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ..
مد إليها يديه ليحملها ، لكنها نظرت إليه نظرة مودع قالت له : عفا الله عنك ...
بلّغْ أهلي السلام .. اللقاء – إن شاء الله - في الجنة ...
ثم ختمت كلامها بشهادة التوحيد وكلمة الإخلاص :
لا إله إلا الله محمد رسولُ الله لتنام قريرة العين ...
لكنها الرقدة الكبرى ..
يا بانيَ الدارِ المعدَّ لها ...ماذا عملت لدارك الأخرى ؟
ومُمَهِّد الفُرُشِ الوثيرةِ لا ... لا تُغفل فراش الرقدة الكبرى
ويعود الرجل وحيداً بعد أن وارى جثمان امرأته والحزن يملأ قلبه ، فيستقبله أطفاله استقبلاً حاراً .. وتسأله ابنته الصغرى : أبي أين أمي ؟ ..
فينعقد لسانه ويعجز عن الجواب ..
فتصرخ في وجهه : أبي ، أريد أن أرى أمي ، أين أمي ؟
فينهار الرجل أمام طفلته الصغيرة ويبكي بكاء مراً ، ويقول لها :
سوف ترينها بإذن الله ، ولكن في جنة عرضها السموات والأرض ..
ليست كدنيانا الحقيرة ...
خرجا من بيتهما في إحدى المدن يريدان البيت الحرام .. هو شيخ صالح ن وهي امرأة صائمة قائمة .. وقبل الخروج حدث شيء غريب .. ودعت الأم أولادها ، وكتبت وصيتها ، وقبلت أطفالها وهي تبكي ، ونظرت إليهم وكأنها نظرة مفارق ..
ومضى الزوجان إلى أطهر بقعة على وجه الأرض يطويان الفيافي والقفار ، وهناك طافا حول الكعبة المشرفة ، وسعيا بين الصفا والمروة ، ثم حلق وقصّرت ، وكرا راجعين وهما في غاية السرور والاغتباط . ولكن ... يشاء الله عز وجل – ولا راد لأمره - أن تنفجر إحدى عجلات السيارة ، فتخرج عن مسارها وتنقلب رأساً على عقب .... ويخرج الزوج سليماً معافى ، ويبحث عن امرأته الصوامة القوامة .. التقية النقية . (نحسبها كذلك والله حسيبها ) ،فيجدها . ... ولكن في سكرات الموت .. (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ..
مد إليها يديه ليحملها ، لكنها نظرت إليه نظرة مودع قالت له : عفا الله عنك ...
بلّغْ أهلي السلام .. اللقاء – إن شاء الله - في الجنة ...
ثم ختمت كلامها بشهادة التوحيد وكلمة الإخلاص :
لا إله إلا الله محمد رسولُ الله لتنام قريرة العين ...
لكنها الرقدة الكبرى ..
يا بانيَ الدارِ المعدَّ لها ...ماذا عملت لدارك الأخرى ؟
ومُمَهِّد الفُرُشِ الوثيرةِ لا ... لا تُغفل فراش الرقدة الكبرى
ويعود الرجل وحيداً بعد أن وارى جثمان امرأته والحزن يملأ قلبه ، فيستقبله أطفاله استقبلاً حاراً .. وتسأله ابنته الصغرى : أبي أين أمي ؟ ..
فينعقد لسانه ويعجز عن الجواب ..
فتصرخ في وجهه : أبي ، أريد أن أرى أمي ، أين أمي ؟
فينهار الرجل أمام طفلته الصغيرة ويبكي بكاء مراً ، ويقول لها :
سوف ترينها بإذن الله ، ولكن في جنة عرضها السموات والأرض ..
ليست كدنيانا الحقيرة ...
أول ليلة في القبر " للشيخ عائض القرني " (بتصرف ) .