الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الطريقة الأولى: طريقة الإقسام.
الطريقة الثانية: طريقة الذبح.
الطريقة الثالثة: الطريقة السُّفْلية.
الطريقة الرابعة: طريقة النجاسة.
الطريقة الخامسة: طريقة التنكيس.
الطريقة السادسة: طريقة التنجيم.
الطريقة السابعة: طريقة الكف.
الطريقة الثامنة: طريقة الأثر.
الاتفاق بين الساحر والشيطان:
غالبًا ما يحدث هناك اتفاق بين الساحر والشيطان، على أن يقوم الأول بفعل بعض الأمور الشركية، أو بعض أعمال الكفر الصريح - خُفيةً أو جَهرة - وأن يقوم الشيطان بخدمة الساحر أو تسخير من يخدم الساحر.
لأن الاتفاق غالبًا ما يحدث بين الساحر وشيطان من زعماء قبائل الجن والشياطين، فيقوم هذا الزعيم بإصدار أمره إلى سفيه من سفهاء القبيلة، بأن يخدم هذا الساحر، ويطيعه في تنفيذ أوامره؛ من الإخبار بأمور حدثت، أو القيام بالتفريق بين اثنين، أو إلغاء المحبة بينهما، أو عقد رجل عن زوجته، إلى آخر هذه الأمور التي سنتناولها بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
فيقوم الساحر بتسخير هذا الجني لأعمال الشر التي يريدها، فإن عصاه الجني تقرب الساحر إلى زعيم القبيلة بأنواع من العزائم التي تحمل في طياتها تعظيم هذا الزعيم والاستغاثة به من دون الله تعالى، فيقوم هذا الزعيم بمعاقبة الجني، وأمره بطاعة الساحر، أو تسخير غيره لخدمة هذا الساحر المشرك.
ولذلك نجد العلاقة بين الساحر والجني المسخر لخدمته علاقة كرهٍ وبغض، ومن هنا نجد أن هذا الجني كثيرًا ما يؤذي الساحر في أهله وأولاده، أو ماله، أو غير ذلك، بل أحيانًا ما يؤذي الساحر نفسه، وهو لا يدري، كالصداع الدائم، أو الأرق الملازم عند النوم، أو الفزع في الليل إلى غير ذلك من الأمور، بل إن السحرة السّفْليين غالبًا لا ينجبون؛ لأن الجني يقتل الطفل في الرحم قبل أن يكتمل خَلْقه، وهذا مشهور بين السحرة، حتى إن بعضهم ترك السحر؛ كي يُرْزق بأبناء.
وأذكر أنني كنت أعالج مريضةً، امرأة أصابها سحر، فلما قرأْتُ عليها القرآن، نطق الجني الموكل بالسحر على لسانها وقال:
أنا لا أستطيع أن أخرج منها.
قلت: لماذا؟
قال: لأنني أخشى أن يقتلني الساحر.
فقلت: اذهب من هذا المكان إلى مكان آخر لا يعرفه الساحر.
قال: سيرسل خلفي من الجن من يُحضِرني.
فقلت له: لو أسلمْتَ وأعلنتَ توبتك بصدق وإخلاص يمكننا - بعون الله - أن نُعَلِّمك آيات من القرآن تقيك شر كفار الجن، وتحميك منهم.
فقال الجني: لا لن أسلم، سأظل نصرانيًّا.
فقلت له: لا إكراه في الدين، ولكن المهم أن تخرج من هذه المرأة.
قال: لن أخرج.
قلت: إذًا نستطيع - بعون الله - الآن أن نقرأ عليك القرآن حتى تحترق، ثم ضربته ضربًا شديدًا، فبكى.
وقال: سأخرج سأخرج، فخرج، والحمد لله رب العالمين، والفضل لله وحده.
ومن المعلوم أن الساحر كلما كان أكثر كفرًا، وأشد خبثًا، كانت الجن لأوامره أطوع وأسرع تنفيذًا، والعكس بالعكس تمامًا.
تعليق