يقف الإنسان الإيجابي في مجتمعه في كل ما يخص الادب العام موقف الملتزم به لأنه يرى انه واجب عليه وحق لغيره، ولذا تراه يسير وفق منهج خلقي دقيق جداً، ويرى ضرورة المحافظة على النظافة العامة لان ديننا الاسلامي يحثنا على ذلك وتكره نفسه اذا شاهد ما يخالف ذلك، وتراه يميط الاذى عن طريقه وهذا من اعلى درجات الصدقة المحسوسة لمستخدمي الطريق فإماطة الاذى عن الطريق صدقه.
ويا ترى هل سيبقى اذى فيما لو طبقنا ذلك والاصل ان لا نحدثه من باب والله لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لأننا لا نحب ان يضع احدنا الاذى في طريقنا.
وكيف سيكون الحال لو طبقت الغرامة على النظافة ورمي المخلفات الن نلتزم بالإكراه ولو كان ديننا قد ربانا على الحفاظ على النظافة العامة وان النظافة من الايمان وهل يعقل ان نخرج انفسنا ولو للحظات من الايمان بعدم الالتزام بالنظافة العامة، ولماذا لا يكون رقيبنا من انفسنا ونصدق مع ذواتنا ونحتسب ان ذلك اتباع لنهج المصطفى عليه الصلاة والسلام واننا اما ان نكون مأجورين عليه ان طبقناه او محاسبين عليه ان أسأنا فيه.
وهل من الآداب العامة ان نجعل من انفسنا ولاة على الناس فلا نتركهم في حالهم بل ونتعقبهم في نظراتنا واحاديثنا وكأننا الموكلون من عند الله بهم وهل نقبل ان تتعقبنا نظرات الناس حتى نتعقبهم.
وهل من الآداب العامة ان نطالع شبابنا وهم قد زينوا سياراتهم بأرقام البلاك بيري وعناوينهم على التوتر والفيس بوك ليقتحموا خصوصيات العوائل فيأخذ الرقم اما مراهق او مراهقة لا يعرف عواقب فعله ونهاية تصرفه وهل نرضى لأنفسنا ذلك حتى نرضاه لغيرنا، اليس من الآداب العامة ان نترك المكان نظيفاً كما نحب ان يترك لنا في المرافق العامة واماكن الجلوس والتنزه.
أليس من الاولى بنا ان نحافظ على مقتنيات البلد لينعم بها الاخرون ونربي اجيالنا على ذلك حتى يكتسبوا الايجابية بالقدوة الحسنة منا أليس من حق الاخرين الذين يبحثون عن الإيجابية ان ينعموا بالالتزام من العامة بآداب السير وواجباته وآداب الحوار ومعطياته وآداب الكلام واشاراته وآداب الجوار وحقوقه وآداب الصلاة وصحتها وآداب البيع والشراء وضرورياته وآداب التعامل مع الكبير والصغير والمعلم والخادم وانزالهم منزلتهم الحقيقية.
ان النفس لأمارة بالسوء وهذه قاعدة عامة ولكن لو عشنا بصدق مع انفسنا وتفكرنا في معطيات يومنا وعشنا بصداقة مع انفسنا ووضوح كامل في نقد ذواتنا وليس جلدها ومعرفة هل اسلوب معايشتنا وجميع تصرفاتنا مع الناس ومع المعطيات هي سليمة وصحيحة سنشعر في حينها اننا قد اخطأنا في حق انفسنا وفي حقوق الاخرين وان كل اطراف المجتمع قد خسرت من تلك التصرفات.
ولكن اذا عزمنا بعد تلك الصداقة الذاتية على العلاج من الداخل اولاً فإننا سنحقق النقلة النوعية في تلك العلاقات بالكامل وسنشعر بدرجة رضا كبيره لأننا حققنا التوأمة الإنسانية مع البشر وحققنا المثالية في التعامل مع المعطيات التي وضعت من اجل رفاهيتنا ورفاهية اجيالنا القادمة وقبل ذلك وبعده حققنا ماربانا عليه شرعنا المطهر من آداب وسلوكيات قويمة تكفل لنا الخيرية على البشر(كنتم خير أمة أخرجت للناس) وهذا ليس من المستحيل إن صدقنا مع انفسنا وصدقنا مع الناس وقبلها صدقنا مع الله سبحانه وتعالى.
لقد فهم البعض منا الحريات فهماً غير المقصود منها، فالحرية خاصة وليست عامة ومقيدة وليست مطلقة وتعزز الانتماء للمجتمع ولا تفصلك عنه وتقوي الروابط الاجتماعية ولا تزيلها وتمكننا من بناء جيل يستطيع ان يعبر عن رأيه بوضوح لا ان يصيب مجتمعه بجروح وكأننا ننتقم من ذواتنا وذرياتنا واهلنا ومجتمعنا ومكتسباتنا ووطننا ولا نترك لأجيالنا ما نشرفهم بهم من عطاءات تستحق الاشادة وقد احتفظ بها الاباء لينعم بها الابناء.
فالحرية هي اخلاق تستحق الاقتداء بها في مجتمع ملتزم بالخلق الاسلامي القويم، وهي الانضباط وليس العبث، وهي المسؤولية وليست اللامبالاة، وهي الايجابية وليست السلبية ولذا فان الحرية اذا طبقناها في انفسنا وفي مجتمعنا الصغير والكبير استطعنا ان نقول اننا ادينا الواجب علينا وحفظنا الحقوق لغيرنا وغيرنا ادى الحقوق التي لنا وقام بالواجبات التي عليه وعندها سينعم مجتمعنا بظلال وارفة من الآداب العامة المطبقة التي تتحول الى خلق ومنهج وطبيعة وثقافة وهذا اقل الحقوق التي علينا ان نؤديها ونربي انفسنا عليها وذرياتنا ومن هم مسؤولين منا وسنرى كيف ان مجتمعنا اصبح ايجابياً من تلقاء نفسه دون الحاجة الى نظام بشري او عقاب بدني او غرامة مالية.
كما ان علينا ان نكون سعداء فنتعظ من غيرنا في الإيجابية ولا نكون تعساء فنتعظ من انفسنا في السلبية فالدنيا دروس وعلينا ان نأخذ من اليوم درساً للغد.
—————–
الكاتب:صالح بن أحمد الصالح
*****************
نقلاً عن الرياض
حملة السكينة
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/5...#ixzz3RckK5miT
ويا ترى هل سيبقى اذى فيما لو طبقنا ذلك والاصل ان لا نحدثه من باب والله لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لأننا لا نحب ان يضع احدنا الاذى في طريقنا.
وكيف سيكون الحال لو طبقت الغرامة على النظافة ورمي المخلفات الن نلتزم بالإكراه ولو كان ديننا قد ربانا على الحفاظ على النظافة العامة وان النظافة من الايمان وهل يعقل ان نخرج انفسنا ولو للحظات من الايمان بعدم الالتزام بالنظافة العامة، ولماذا لا يكون رقيبنا من انفسنا ونصدق مع ذواتنا ونحتسب ان ذلك اتباع لنهج المصطفى عليه الصلاة والسلام واننا اما ان نكون مأجورين عليه ان طبقناه او محاسبين عليه ان أسأنا فيه.
وهل من الآداب العامة ان نجعل من انفسنا ولاة على الناس فلا نتركهم في حالهم بل ونتعقبهم في نظراتنا واحاديثنا وكأننا الموكلون من عند الله بهم وهل نقبل ان تتعقبنا نظرات الناس حتى نتعقبهم.
وهل من الآداب العامة ان نطالع شبابنا وهم قد زينوا سياراتهم بأرقام البلاك بيري وعناوينهم على التوتر والفيس بوك ليقتحموا خصوصيات العوائل فيأخذ الرقم اما مراهق او مراهقة لا يعرف عواقب فعله ونهاية تصرفه وهل نرضى لأنفسنا ذلك حتى نرضاه لغيرنا، اليس من الآداب العامة ان نترك المكان نظيفاً كما نحب ان يترك لنا في المرافق العامة واماكن الجلوس والتنزه.
أليس من الاولى بنا ان نحافظ على مقتنيات البلد لينعم بها الاخرون ونربي اجيالنا على ذلك حتى يكتسبوا الايجابية بالقدوة الحسنة منا أليس من حق الاخرين الذين يبحثون عن الإيجابية ان ينعموا بالالتزام من العامة بآداب السير وواجباته وآداب الحوار ومعطياته وآداب الكلام واشاراته وآداب الجوار وحقوقه وآداب الصلاة وصحتها وآداب البيع والشراء وضرورياته وآداب التعامل مع الكبير والصغير والمعلم والخادم وانزالهم منزلتهم الحقيقية.
ان النفس لأمارة بالسوء وهذه قاعدة عامة ولكن لو عشنا بصدق مع انفسنا وتفكرنا في معطيات يومنا وعشنا بصداقة مع انفسنا ووضوح كامل في نقد ذواتنا وليس جلدها ومعرفة هل اسلوب معايشتنا وجميع تصرفاتنا مع الناس ومع المعطيات هي سليمة وصحيحة سنشعر في حينها اننا قد اخطأنا في حق انفسنا وفي حقوق الاخرين وان كل اطراف المجتمع قد خسرت من تلك التصرفات.
ولكن اذا عزمنا بعد تلك الصداقة الذاتية على العلاج من الداخل اولاً فإننا سنحقق النقلة النوعية في تلك العلاقات بالكامل وسنشعر بدرجة رضا كبيره لأننا حققنا التوأمة الإنسانية مع البشر وحققنا المثالية في التعامل مع المعطيات التي وضعت من اجل رفاهيتنا ورفاهية اجيالنا القادمة وقبل ذلك وبعده حققنا ماربانا عليه شرعنا المطهر من آداب وسلوكيات قويمة تكفل لنا الخيرية على البشر(كنتم خير أمة أخرجت للناس) وهذا ليس من المستحيل إن صدقنا مع انفسنا وصدقنا مع الناس وقبلها صدقنا مع الله سبحانه وتعالى.
لقد فهم البعض منا الحريات فهماً غير المقصود منها، فالحرية خاصة وليست عامة ومقيدة وليست مطلقة وتعزز الانتماء للمجتمع ولا تفصلك عنه وتقوي الروابط الاجتماعية ولا تزيلها وتمكننا من بناء جيل يستطيع ان يعبر عن رأيه بوضوح لا ان يصيب مجتمعه بجروح وكأننا ننتقم من ذواتنا وذرياتنا واهلنا ومجتمعنا ومكتسباتنا ووطننا ولا نترك لأجيالنا ما نشرفهم بهم من عطاءات تستحق الاشادة وقد احتفظ بها الاباء لينعم بها الابناء.
فالحرية هي اخلاق تستحق الاقتداء بها في مجتمع ملتزم بالخلق الاسلامي القويم، وهي الانضباط وليس العبث، وهي المسؤولية وليست اللامبالاة، وهي الايجابية وليست السلبية ولذا فان الحرية اذا طبقناها في انفسنا وفي مجتمعنا الصغير والكبير استطعنا ان نقول اننا ادينا الواجب علينا وحفظنا الحقوق لغيرنا وغيرنا ادى الحقوق التي لنا وقام بالواجبات التي عليه وعندها سينعم مجتمعنا بظلال وارفة من الآداب العامة المطبقة التي تتحول الى خلق ومنهج وطبيعة وثقافة وهذا اقل الحقوق التي علينا ان نؤديها ونربي انفسنا عليها وذرياتنا ومن هم مسؤولين منا وسنرى كيف ان مجتمعنا اصبح ايجابياً من تلقاء نفسه دون الحاجة الى نظام بشري او عقاب بدني او غرامة مالية.
كما ان علينا ان نكون سعداء فنتعظ من غيرنا في الإيجابية ولا نكون تعساء فنتعظ من انفسنا في السلبية فالدنيا دروس وعلينا ان نأخذ من اليوم درساً للغد.
—————–
الكاتب:صالح بن أحمد الصالح
*****************
نقلاً عن الرياض
حملة السكينة
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/5...#ixzz3RckK5miT
تعليق