إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأصول الغامضة للأنسان

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    نحن في الانتظار اخي الوليد
    فانا لا اشبع من العلم
    ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

    تعليق


    • #17
      الجزء الثاني:

      أسلاف الأنسان


      الخواص الجسدية التي تميّز "البشر أشباه قرود" hominids من "القرود أشباه البشر" pongids تتمثّل بـ: انتصاب القامة، المشي على رجلين، جماجم مدوّرة، أدمغة أكبر حجماً، أسنان صغيرة الحجم (بما في ذلك أنياب غير مكتملة النمو). إن عائلة "البشر أشباه قرود" لا تشمل فقط فصيلتنا البشرية (الهومو سابيان Homo sapiens)، بل أيضاً أشكال بشرية أكثر بدائية تنتمي إلى جنس الـ"هومو" Homo، وبالأخصّ القرود التي تمشي على رجلين والتي تنتمي لجنس الـ"الأسترالوبيثاكوس" Australopithecus (شبه القرد الجنوبي). الاعتقاد الراسخ اليوم يقول بأن كافة الفصائل المنتمية لـ"البشر أشباه قرود" hominids هي منقرضة تماماً ما عدا فصيلتنا البشرية.

      لقد أصبح ترتيب الفصائل المختلفة وفق سياق متسلسل في عملية التطوّر يواجه صعوبة تتزايد مع مرور الزمن، حيث يزداد اكتشاف المستحاثات والبقايا الجديدة. كتب عالِما الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) "دونالد جوهانسون" Donald Johanson و"بلايك أدغار" Blake Edgar قائلان:
      ".. بدأت الاكتشافات الاستحاثية البشرية المستمرّة تثبت حقيقة أن شجرة العائلة البشرية هي ليست مجرّد فرع واحد من التسلسل بحيث ينحدر كل نوع عن الآخر بشكل منتظم إلى ن ينتهي الأمر بالإنسان الحديث. لكن بدلاً من ذلك، تكشف تلك المستحاثات عن حقيقة أن أسلافنا يشكلون دغل متعدد الأفرع وليس مجرّد شجرة ذات فرع واحد، وهذا الدغل يحتوي على أفرع لا متناهية من الفصائل التي تتطوّر بشكل مستقل عن بعضها البعض ووفق خطوط تسلسلية مختلفة.."



      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

      تعليق


      • #18
        هناك خلافات جدّية حول عدد فصائل الـ"هومو" Homo التي وجب تميزها ومن ثم ترتيبها في شجرة العائلة. السيناريو البسيط الذي يظهر فيه الـ"هومو هابيليس" Homo habilis يتطوّر إلى الـ"هومو إركتوس" Homo erectus، والذي بدوره تطوّر إلى الـ"هومو سابيان" Homo sapiens (نحن) لم يعد صالحاً بعين العلماء وبالتالي تم التخلي عنه منذ زمن، وقد ظهرت فصائل جديدة كثيرة ورغم أنها مثيرة للجدل إلا أنهم أضافوها للشجرة مما زاد الأمر تعقيداً. وفي الوقت الذي يتبنى فيه بعض العلماء الـ"هومو هابيليس" Homo habilis على أنه يمثّل السلف الأنسب للإنسان الحديث، يجادل البعض الآخر بأن الأمر غير ذلك، حيث مثّل هذا المخلوق فرع ميّت بحيث لم ينتج أي ثمرة. في الوقت نفسه، يعتقد بعض العلماء بأن السلف الذي تفرّعت منه الفصائل المتسلسلة المؤدية للإنسان الحديث هو مختلف تماماً، بينما الـ"هومو هابيليس" Homo habilis هو مجرّد فرع آخر انفصل من الـ"الأسترالوبيثاكوس" Australopithecus (شبه القرد الجنوبي)، مشكّلاً فصيلة مستقلة بذاتها، وبالتالي، من المفروض أن نجرّده من المصطلح "هومو" Homo ليبقى الاسم "هابيليس" habilis فقط.


        أعتقد بأنه من الأفضل لو اكتفينا عند هذا الحد في خوضنا بتفاصيل التصنيف والتسمية والادعاءات والأكاذيب والأوهام التي شغلونا بها، حيث هناك الكثير من الأمور المهمة التي وجب معرفتها بدلاً من الانشغال بتفنيد هذه العصفورية المجنونة التي أنشأها علماء الإنسان الداروينيين. ولكي أختصر الأمر، فيما يلي سوف أبيّن مراحل التطوّر الرئيسية التي استقرّ عليها أولئك العلماء الأشاوس في تصنيف سلسلة أسلاف الإنسان. هكذا على الأقل يظهرونها في الكتب والمجلات العلمية الرسمية.
        إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

        تعليق


        • #19
          شبه القرد الجنوبي

          هي فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والتي قطنت أفريقيا من حوالي 5.3 مليون سنة إلى بدايات المرحلة البلايستوسينية Pleistocene، أي قبل حوالي 1.6 مليون سنة (أنظر في الجدول التالي). معظم علماء التاريخ البشري المستحاثي paleoanthropologists يعتقدون بأن هذه الفصيلة تمثّل السلف الأوّل للإنسان.
          إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

          تعليق


          • #20
            شبه القرد الهومو- هابيليس


            فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والتي قطنت في الجزء الأفريقي الواقع جنوبي الصحراء الكبرى، ذلك منذ 2 مليون سنة حتى 1.5 مليون سنة (أنظر في الجدول التالي). هناك الكثير من الجدل القائم حول هذه الفصيلة ومكانتها في مسيرة التطوّر البشري التدريجي، لكنها بشكل عام مقبولة كأحد الأسلاف الأولى للبشرية بعد شبه القرد الجنوبيAustralopithecus.
            إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

            تعليق


            • #21
              الرجل النياندرتالي


              يمثّل شكل بدائي من الإنسان الحديث Homo sapiens الذي قطن في معظم أوروبا وحوض البحر المتوسّط في الفترة الممتدة منذ حوالي 100.000 سنة إلى قبل حوالي 30.000 سنة. لقد عُثر على بقايا هذا الكائن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغربي ووسط آسيا.
              إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

              تعليق


              • #22
                الأنسان الحديث


                إنها الفصيلة التي ينتمي إليها الإنسان الحالي، وتُعتبر (وفق التصنيف العلمي المنهجي) من فصائل أشباه القرود الوحيدة غير المنقرضة. هذا الفصيل من أشباه القرود ابتكر اللغة للتواصل، كما استطاع أن يطوّر قدرة على صنع واستخدام الأدوات المعقّدة. يزعم العلم المنهجي بشكل عام (مع أن هناك جدل كبير حول هذه النقطة) أن هذا النوع قد ظهر قبل 40.000 سنة. ومنذ 10.000 سنة فقط بدأ يصنع الحضارة.
                إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                تعليق


                • #23
                  المنطق الماورائي لنظرية التطوّر


                  النظرية القائلة بأن ".. فصيلة معيّنة تطوّرت لتتحوّل إلى فصيلة أخرى من خلال تراكم بطيء من التغييرات الطفيفة الحاصلة عبر فترات زمنية طويلة جداً.." تناقضها المكتشفات الاستحاثية دائماً، بما في ذلك بقايا "أشباه الإنسان" hominid. يشير "ستيفن.ج. غولد" Stephen J. Gould إلى أننا ".. لازلنا نفتقد للدلائل الثابتة لوجود أي تغيير تدريجي في الفصائل شبه البشرية.."، وبدلاً من ذلك، تبقى البقايا الاستحاثية كما هي دون أن تشهد أي تغيير طوال ملايين السنين، وهذه الفترات الطويلة يليها مباشرة ظهور مفاجئ لفصائل جديدة. هذه المسألة دعت إلى حصول تعديل كبير في نظرية التطوّر الداروينية وبرز ما هو معروف بالمصطلح punctuated equilibrium ويُقصد به "التحوّل السريع"، أي "التحوّل السريع لأشكال الحياة دون المرور عبر مرحلة طويلة من التطوّر التدريجي". أوّل من اقترح هذه الفرضية هو "غولد" وكذلك "نايلز ألدريدج" Niles Eldredge عام 1972م، وهي مناسبة لتفسير العملية التي وصفوها بالتالي: "تفرّع فصيلة جديدة من فصيلة السلف الأساسية بشكل سريع جداً بحيث ليس هناك فرصة لتترك أي بقايا مستحاثات متسلسلة تكشف عن تحوّلها التدريجي".

                  أما العنصر الأساسي المسؤول عن عملية التحوّل السريعة هذه من الناحية البيولوجية، فهو ما يسميه الداروينيون "الجينات التنظيمية" regulatory genes. وقد استخدمها العلماء بشكل واسع لتفسير ظاهرة حصول تغييرات سريعة ومفاجئة في الفصائل التي تكشف عنها المستحاثات، بدلاً من الكشف عن تطوّر تدريجي وبطيء. لقد اختلقوا هذا النوع من الجينات الوهمية فقط من أجل إنقاذ أنفسهم من المأزق الخطير الذي وجدوا أنفسهم فيه. يوصفون أداء هذا الجين gene السحري بطريقة يخجل حتى المشعوذون اتباعها. يقولون بأن الجينات المناسبة تتحوّل بشكل عشوائي بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب. أي عندما يحين الوقت المناسب، يتم تفعيل الجينات المناسبة وكبت الجينات غير المناسبة، وهذا يؤدي إلى تجسيد بدعة من بدائع التطوّر العشوائي! كل هذا الكلام الفارغ.. ولازال الداروينيين يصرّون على أنهم لا يؤمنون بالمعجزات!
                  إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                  تعليق


                  • #24
                    بالإضافة إلى ذلك، وبعكس الانطباع الذي يرغب الداروينيون في تكوينه، فالحقيقة هي أن الجينات genes لا تحمل أي مخطط أوّلي لبناء الكائن العضوي. إنها لا تحمل سوى منظومة تشفير لإنتاج البروتينات. فالبروتينات التي تحددها الجينات التركيبية structural genes توفّر المواد الأولية المُستخدمة لبناء الجسم، بينما البروتينات التي تخصصها الجينات التظيمية regulatory genes تحمل الإشارات التي تعمل على تفعيل أو إبطال الجينات الأخرى. لكن ليس هناك أي جينات تحمل التعليمات المناسبة لقولبة البروتينات لتتحوّل إلى أنسجة ثم أعضاء ثم كائنات حيّة معقّدة، ولا يمكنها تفسير السلوك الغريزي ولا حتى المُكتسب، ولا آلية عمل العقل. هناك بالفعل أقسام كبيرة من الواقع والتي تفتقدها النظرية الداروينية ذات الصبغة المادية.

                    من أجل ظهور فصائل جديدة عبر سلسلة من التغييرات الجينية الخاطفة والسريعة، وجب على هذه التغييرات أن تخضع للتوجيه والتنسيق بطريقة ما. حتى لو افترضنا أن ذلك ممكناً، فإن مسألة انحدار البشر من أسلاف قرود لازالت مجرّد فرضية وهمية وبعيدة جداً عن الواقع.

                    أعتقد بأن المعلومات الواردة في السابق كافية لأن تجعلنا نخرج باستنتاج نهائي يقول: إن الداروينية ليست سوى عصفورية حقيقية لا تستحقّ أن نتناولها بأي حال من الأحول بهذا القدر من الأهمية والجدّية التي تنالها اليوم. لكن السؤال هو: إذا كان الأمر كذلك، لماذا يحتلّ هذا المذهب العلمي تلك المنزلة الرفيعة بين العلوم الأخرى. لماذا لازال يتربع على عرش العالم الأكاديمي دون منازع، ويظم بين أتباعه أبرز الشخصيات العلمية؟ أليس المصداقية التي تمتع بها هي التي منحته هذه المنزلة الأكاديمية الرفيعة؟... وغير ذلك من تساؤلات وتساؤلات.. لكن، للإجابة عليها جميعاً دفعة واحدة، أعتقد بأن الموضوع التالي سوف يفي بالغرض:
                    يبدو أن العامة لا زالت تجهل حقيقة أن المؤسسة العلمية الرسمية لها معايير مزدوجة عندما يتعلّق الأمر بحرية تداول وانتشار المعلومات. والصورة التي لازالت عالقة في أذهان الجميع تتخذ الشكل التالي: العلماء هم على مستوى الرفيع من التعليم والتدريب، وقابلين لأن يعالجوا المعلومات ذهنياً بحيث يستطيعون الخروج باستنتاجات صحيحة وبالتالي هم قادرون على وضع الحد الفاصل بين الحقيقة والوهم، وبين الواقع والخيال. أما باقي الجماهير المتواضعة، فلا يستطيعون العمل في هذا المستوى الفكري الرفيع.
                    إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                    تعليق


                    • #25
                      لكن في الحقيقة، إن هذا النموذج المثالي والنبيل للعالِم قد تعرّض للاختراق والتشويه بفعل ضغوط ومتطلبات الحياة الواقعية. صحيح أن العلم حقق منافع كثيرة للمجتمع، لكن وجب معرفة أن هذا العلم له جانب مظلم وسلبي أيضاً. أليس هؤلاء العلماء الوديعين والذين يرتدون الأثواب المخبرية البيضاء هم ذاتهم الذين صنعوا لنا القنابل النووية والأسلحة البيولوجية الفتاكة؟

                      إن نزعة التفوّق التي يتصف بها المجتمع العلمي مخفية تحت واجهة براقة من البروبوغاندا التي تجعلهم يظهرون بمظهر ديمقراطي حيث التواضع ورحابة صدر. ودائماً ما تركّز هذه البروبوغاندا على جعلنا نرى العلم والتقدم يسيران جنباً إلى جنب. أما المسرحيات الاستعراضية، [التي تخدعنا بالاعتقاد بوجود مناظرات واختلافات في الرأي، وطبعاً الانتصار يكون دائماً للحقيقة]، فهي كثيرة. لكن الواقع يختلف تماماً عن ما يجعلونا نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا.

                      يمكننا التعرف على مثال واحد يظهر لنا طريقة تسويق المفاهيم العلمية الرسمية على أنها حقائق ثابتة، وذلك دون أن نشعر بوجود أي مشكلة في المعلومات المطروحة. في العام 2001م، بثّت محطة PBS برنامج وثائقي مؤلف من 7 حلقات، بعنوان "التطوّر" Evolution. من الوهلة الأولى، وبالنسبة لغير المطلعين جيداً، بدا الأمر رتيباً ويخلو من أي مشكلة. لكن خلال تقديم البرنامج على أنه تحقيق صحفي علمي محترف وموضوعي، لم يتصف بأي درجة من الموضوعية الصحفية إطلاقاً. لقد بدا واضحاً أن هذا البرنامج كان يرجّح كفة الميزان نحو اعتبار نظرية النشوء الداروينية على أنها حقيقة علمية ثابتة، وأنها مقبولة من قبل جميع العلماء البارزين حول العالم، وأنه ليس فيها أي ثغرة أو جوانب سلبية كثيرة تتعرّض للانتقاد العلمي.

                      والقائمين على البرنامج لم يكلفوا أنفسهم بإجراء مقابلات مع علماء بارزين آخرين لديهم بعض الانتقادات البسيطة للمذهب الدارويني، مع أنهم ينتمون للمذهب الدارويني أصلاً. من أجل تصحيح هذا الخطأ، أجرت مجموعة من العلماء المعارضين، ومؤلفة من 100 عالِم، مؤتمراً صحفياً عنوانه "معارضة علمية للداروينية"، وقد تقرر موعد المؤتمر في اليوم الأوّل لبثّ البرنامج. وكان "هنري فريتز شيفر" (المرشح لجائزة نوبل) بين المجموعة، حيث شجّع على إجراء مناظرة مفتوحة تتناول النظرية الداروينية، وقال:

                      ".. بعض المدافعين عن الداروينية يلجئون إلى أساليب معيّنة لإثبات "نظرية التطوّر" بينما لا يقبلون أساليب الإثبات ذاتها في حال لجأ إليها آخرون.."

                      يمكننا ملاحظة هذا السلوك غير العلمي حتى في علم الآثار والأنثروبولوجيا أيضاً، حيث يرفض العُلماء بكل بساطة إثبات نظرياتهم، لكنهم بنفس الوقت يعينون أنفسهم كحُكام ويصدرون القرارات الجائرة بخصوص الحقائق الأخرى. إنه من السذاجة الاعتقاد بأن العلماء الذين تعاونوا في إنتاج هذا البرنامج يجهلون حقيقة أنه سوف لن يظهر فيه أي مُعارض للنظرية الداروينية.
                      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                      تعليق


                      • #26
                        وحدات الصاعقة والتدخّل السريع الداروينية


                        كان الصحفي العلمي "ريتشارد ميلتون" Richard Milton من بين المؤمنين المتحمسين بالعقيدة الداروينية. لكن في أحد الأيام، وبفضل موهبته الاستقصائية، توصل إلى استنتاجات ساهمت في إيقاظه من سباته الطويل. بعد 20 سنة من الدراسة والكتاب حول نظرية التطوّر، أدرك فجأة بأنها تحتوي على الكثير من الثغرات المربكة. فقرّر أن يخفف من شكوكه عبر محاولة إثبات النظرية بنفسه، وذل كم خلال اتباع وسائل تحقيق صحفية نموذجية.

                        أصبح "ميلتون" زائراً دائماً إلى متحف التاريخ الطبيعي المشهور Natural History Museum في لندن. وقد بذل مجهود كبير في إخضاع كل مبدأ رئيسي للنظرية الداروينية تحت الفحص والاختبار. وقد صُدم بالنتائج. اكتشف أن النظرية لا تستطيع الصمود حتى أمام تحقيق صحفي روتيني.

                        اتخذ هذا الكاتب العلمي المجتهد خطوة جريئة وألف كتاب بعنوان "حقائق الحياة: تحطيم الخرافات الداروينية" The Facts of Life: Shattering the Myths of Darwinism. أصبح واضحاً أن هذه الخرافة قد تحطّمت بالنسبة له شخصياً، لكن الكثير من الخرافات المتعلقة بالعلم بشكل عام سوف تتحطم بعد طهور كتابه. يقول "ميلتون":

                        ".. لقد مورس علي حملة صيد الساحرات من قبل الشرطة الداروينية. إن الأمر مخيّب للأمل فعلاً، حيث وجدت نفسي أوصف من قبل عالِم مرموق في جامعة أكسفورد [ريتشارد دوكنز] على أنني "مجنون" و"غبي" و"بحاجة إلى علاج نفسي"، وهذا هو الجواب الذي تلقيته بعد نشر تقرير العلمي مستقيم.."

                        لكن العالم المرموق "ريتشارد دوكنز" لم يتوقف عند هذا الحد، بل أقام حملة من الرسائل الموجّهة إلى كافة رؤساء تحرير المجلات العلمية، متهماً "ميلتون" بأنه دخيل مهرطق ويجب منع نشر أعماله. إن كل من يفقه القليل في مجال السياسة سوف يدرك بأن هذه إحدى التكتيكات التي ذكرها "ميكافيلي" (في كتاب الأمير) لاغتيال هيبة الشخصية ومصداقيتها. الأمر العجيب هو أن "دوكنز" يُعتبر من بين العلماء المرموقين والمحترمين جداً، وله وزن كبير في المجتمع العلمي.
                        إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                        تعليق


                        • #27
                          قال "ميلتون" بأن الوضع تفاقم أكثر بعدما طلب منه رئيس تحرير المُلحق العلمي لجريدة التايمز لأن يكتب مقالة ناقدة للداروينية. ونُشر إعلان في الجريدة تقول: ".. في الأسبوع القادم: ريتشارد ميلتون يستمر في هجومه على الداروينية.." بعد أن قرأ "دوكنز" هذا الإعلان، لم يضيّع أي وقت في إطلاق هجومه العنيف على "ميلتون" المسكين. اتصل برئيسة التحرير "أوريول ستيفنز"، واتهم "ميلتون" بأنه "رجعي متديّن" (أي يؤمن بعملية الخلق المذكورة في الإنجيل)، وأمر رئيسة التحرير بأن تمنع نشر المقالة. علِم "ميلتون" بهذه الطعنة التي تلقاها وراء الكواليس، فكتب رسالة استئناف يناشد خلالها "ستيفنز"، لكن رئيسة التحرير خضعت في النهاية لأوامر "دوكنز" ومنعت نشر المقالة.

                          تصوّر لو هذا الأمر حصل مع أحد السياسيين البيروقراطيين، أي استخدم الضغوط ذاتها التي استخدمها "دوكنز" لمنع نشر مقالة صحفية، فلابد من أن يُشعل فضيحة كبرى تؤدي إلى نهايته المهنية. صحيح أن السياسيين يقومون بهذا النوع من الضغوط في أحيان كثيرة، لكن ليس بهذا الفجور والوقاحة. يبدو أن القائمين على المجتمع العلمي لهم وضع خاص، إنهم يمثلون طبقة كهنوتية قائمة بذاتها، لها قدسيتها وحرمتها التي يُحسب لها حساب. هناك حوادث كثيرة مشابهة لهذا النوع تجري يومياً. النظرية الداروينية هي من النظريات التي تُدرّس في المدارس بشكل روتيني دون أن تخضع لأي نوع من المساءلة أو الاستقصاء في مدى صحتها. وحتى هذه اللحظة، لم يُسمح لأي انتقاد علمي رسمي بالتداول إعلامياً أو إعلانياً بخصوص هذه النظرية.

                          الأمر المثير للسخرية هو أنه تم تعيين "ريتشارد دوكنز" في منصب بروفيسور مسؤول عن "الاستيعاب الجماهيري للعلم" في جامعة أكسفورد. إنه في الحقيقة يلعب دور ضابط الأمن، قوة صاعقة، متأهبة دائماً للتدخّل السريع في حال تعرّض المنهج الدارويني للاختراق أو الاعتداء. لازالت المؤسسات العلمية الغربية، وكذلك مؤسسات الإعلام، تتفاخر بموضوعيتها وانفتاحها على كافة الأفكار دون أي انحياز أو أحكام مُسبقة أو خضوع لرقابة من أي نوع. لكن رغم هذه الواجهة الجميلة التي يجاهدون في المحافظة عليها، لا يستطيعون إخفاء حقيقة أنه لم يظهر حتى هذه اللحظة في أي محطة تلفزيونية أي برنامج يفضح تفاصيل الهفوات والثغرات التي تعاني منها النظرية الداروينية، ولا يُسمح لأي عالِم معارض لهذه النظرية أن ينشر ورقة علمية مناقضة لها في أي وسيلة صحفية محترمة.
                          إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                          تعليق


                          • #28
                            حتى أن الفيلم الوثائقي "الأصول الغامضة للإنسان"، لا يمكن اعتباره هجوماً مباشراً على الداروينية، بل مجرّد تقديم واستعراض دلائل ثابتة لا يمكن إنكارها، لكنها تتعرّض للتجاهل والإهمال من قبل أتباع المذهب الدارويني.

                            بالعودة إلى معاقل النزاهة العلمية والتفكير الحرّ: الصحافة الغربية، حيث يمكن إضافة حادثة أخرى بهدف الكشف عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه الأمور. كان "فورسن ميمز" Forest Mims صحفياً علمياً محترفاً، ولم يكن في أي وقت من الأوقات منحازاً أو مثيراً لجدال من أي نوع، ولهذا السبب تم دعوته للكتابة في القسم الأكثر شعبية من مجلة "ساينتيفيك أميريكان" Scientific American الواسعة الانتشار. فقبل العرض بكل سرور. لكن حسب أقواله، اكتشف رئيس تحرير المجلة، "جوناثان بيل" Jonathan Piel، بأنه يكتب في عدد من المجلات الدينية. فطلب من "ميمز" المجيء إلى مكتبه وواجهه بالسؤال: "..هل تؤمن بنظرية التطوّر؟.."، أجابه "ميمز": ".. لا.. وكذلك عالِم المستحاثات المشهور ستيفن جاي غولد لا يؤمن بها..". هذا الجواب لم يمنع رئيس التحرير من حرمان الصحفي من الكتابة في المجلة بعدها بفترة قصيرة. هذه الحملة الخفية الجارية بصمت وعلى نطاق واسع، والهادفة للمحافظة على هيبة النظرية الداروينية وسيطرتها المطلقة على العقول، منعت الكثير من المفكرين والعلماء المستقلين من إيصال أفكارهم وآراءهم للجماهير الواسعة.
                            قال "ريتشارد ملتون":
                            ".. يسألني بعض الناس، كيف يمكنك انتقاد نظرية معيّنة طالما انك لا تستطيع استبدالها بنظرية أخرى؟.. وجوابي هو أنني لا أتقبّل ذلك.. وهذا يكفي. فإذا كان الإمبراطور مجرّداً من الثياب فالحقيقة بالتالي هي أن الإمبراطور مجرّداً من الثياب.. والذنب ليس ذنبي.. وإذا كان داروين على خطأ فلا بد من أن يتجرأ احدهم ليشير إليه بإصبعه.."

                            ألى هنا نأتي لنهاية الجزء الثاني...

                            الجزء الثالث هو: الأصل الغامض للأنسان...
                            إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                            تعليق


                            • #29
                              الله يعطيك العافية اخي الوليد على الجهد الراقي والتاني والصبر لايصال المعلومة وتوخي الدقة في كل شيء
                              لكن لي مداخلة صغيرة وهي انة يكفينا بضع آيات من كتاب اللة العزيز لنختصر كل هذة التحليلات والدراسات ونرميها في مزبلة التاريخ
                              وتقبل مروري اخي الوليد
                              اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
                              http://www.rasoulallah.net/

                              http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

                              http://almhalhal.maktoobblog.com/



                              تعليق


                              • #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة المهلهل مشاهدة المشاركة
                                الله يعطيك العافية اخي الوليد على الجهد الراقي والتاني والصبر لايصال المعلومة وتوخي الدقة في كل شيء
                                لكن لي مداخلة صغيرة وهي انة يكفينا بضع آيات من كتاب اللة العزيز لنختصر كل هذة التحليلات والدراسات ونرميها في مزبلة التاريخ
                                وتقبل مروري اخي الوليد

                                شرفت و نورت يا أخي المهلهل...

                                أكيد هذا الكلام لا ضير فيه...

                                و جميع ما ورد في هذا الموضوع ما هو ألا دحض للنظرية الداروينية بطريقة علمية شيقة, و رميها ألى مزابل التاريخ...
                                إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                                تعليق

                                يعمل...
                                X