بسم الله الرحمن الرحيم
السلا عليكم ورحمة الله وبركاتة
قال ابن عباس: الرقيب هو الحفيظ [ وهذا تفسير باللازم، لأنّ الذي يراقب الشيء يقتضي أن يحفظه ]
وقال مجاهد وابن زيد : أي عليما
وقيل الرقيب هو المنتظر
والصحيح أنّ الرقيب هو العليم الشهيد الحفيظ
قال ابن منظور في لسان العرب : الرقيب هو الحفيظ والحافظ
وقال ابن الأثير في جامع الأصول ج(4/179) : < هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء. >
وقال السعدي في تفسيره : < الرقيب هو المطلع على ما أكنته الصدور، والقائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير. >
قال القرطبي في كتاب الأسنى: < هذه الصفة راجعة إلى العلم والسمع والبصر، فإنّ الله رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن النسيان، ورقيب على المبصرات فلا تأخذ بصره سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه المدرك لكل حركة وكلام، تحت رقبته الكليات والجزئيات وجميع الخفيات في الأراضين والسماوات، ولا خفي عنده بل جميع الموجودات كلها على نمط واحد فهي تحت رقبته التي هي صفته. >
قال ابن القيم في نونيته : وهو الرقيب على الخواطر واللواحظ * كيف بالأفعال بالأركان
وصفة الرقابة تقتضي الشهادة، والشهادة هي الحضور، لذلك فسّر السلف الرقيب بالشهيد
قال السعدي في شرح النونية ص(89) : < ومن أسماءه الحسنى الرقيب وهو واسمه الشهيد مترادفان، كلاهما يدل على حضوره مع خلقه، يسمع ما يتناجون به، ويرى ما يخوضون فيه، ويعلم حركات خواطرهم وهواجس ضمائرهم وتقلب لواحظهم لا يغيب عنه من أمرهم شيء يقولونه أو يفعلونه كما قال تعالى ] وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [ (يونس:61). >
ومما يدل على أنّ الشهيد والرقيب مترادفان قول عيسى عليه السّلام ] مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ (المائدة:117)
- أما اسم الشهيد فالأدلة على ثبوته هي قوله تعالى ] وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ [ (آل عمران:98)، وقوله ] قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ [ (الأنعام:19) ] إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ (الحج:17)
ومما يدل على أنّ هذه الصفات تقتضي الحفظ قوله تعالى ] يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ (المجادلة:6)
§ ثمرات معرفة هذه الأسماء
1 ـ تعظيم الله تعالى ومعرفة حقّ قدره، قال تعالى ] إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ [ (فصلت:47) ] وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [ (الأنعام:59)
وهذه الصفة سمعية، روى مسلم وأبو داود عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ النَّبِيِّ وَعَنِّي؟ قُلْنَا بَلَى، قَالَتْ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً قَالَتْ قُلْتُ لَا شَيْءَ قَالَ لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي قُلْتُ نَعَمْ فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ ))
2 ـ إدراك رحمة الله تعالى وعدله، لأنّ الله تعالى له أنّ يحاسب العباد بمقتضى علمه بهم وشهوده لهم، ومع ذلك فقد أقام علينا الحجة بأمور أخرى منها :
أولا: كتابة الأعمال، قال تعالى ] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)كِرَاماً كَاتِبِينَ [ (الانفطار:11)
ثانيا: قراءة الكتاب ] اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [ (الإسراء:14)
ثالثا: وضع الميزان، قال تعالى ] وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [ (الأنبياء:47)
تعبد الله تعالى بهذه الأسماء، فعلى العبد أن يراقب الله في جميع أقواله وأفعاله الظاهرة والباطنة، وبهذا يبلغ العبد مرتبة الإحسان، فيحسن حال العبد ومآله
السلا عليكم ورحمة الله وبركاتة
قال ابن عباس: الرقيب هو الحفيظ [ وهذا تفسير باللازم، لأنّ الذي يراقب الشيء يقتضي أن يحفظه ]
وقال مجاهد وابن زيد : أي عليما
وقيل الرقيب هو المنتظر
والصحيح أنّ الرقيب هو العليم الشهيد الحفيظ
قال ابن منظور في لسان العرب : الرقيب هو الحفيظ والحافظ
وقال ابن الأثير في جامع الأصول ج(4/179) : < هو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء. >
وقال السعدي في تفسيره : < الرقيب هو المطلع على ما أكنته الصدور، والقائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير. >
قال القرطبي في كتاب الأسنى: < هذه الصفة راجعة إلى العلم والسمع والبصر، فإنّ الله رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن النسيان، ورقيب على المبصرات فلا تأخذ بصره سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه المدرك لكل حركة وكلام، تحت رقبته الكليات والجزئيات وجميع الخفيات في الأراضين والسماوات، ولا خفي عنده بل جميع الموجودات كلها على نمط واحد فهي تحت رقبته التي هي صفته. >
قال ابن القيم في نونيته : وهو الرقيب على الخواطر واللواحظ * كيف بالأفعال بالأركان
وصفة الرقابة تقتضي الشهادة، والشهادة هي الحضور، لذلك فسّر السلف الرقيب بالشهيد
قال السعدي في شرح النونية ص(89) : < ومن أسماءه الحسنى الرقيب وهو واسمه الشهيد مترادفان، كلاهما يدل على حضوره مع خلقه، يسمع ما يتناجون به، ويرى ما يخوضون فيه، ويعلم حركات خواطرهم وهواجس ضمائرهم وتقلب لواحظهم لا يغيب عنه من أمرهم شيء يقولونه أو يفعلونه كما قال تعالى ] وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [ (يونس:61). >
ومما يدل على أنّ الشهيد والرقيب مترادفان قول عيسى عليه السّلام ] مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ (المائدة:117)
- أما اسم الشهيد فالأدلة على ثبوته هي قوله تعالى ] وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ [ (آل عمران:98)، وقوله ] قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ [ (الأنعام:19) ] إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ (الحج:17)
ومما يدل على أنّ هذه الصفات تقتضي الحفظ قوله تعالى ] يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ (المجادلة:6)
§ ثمرات معرفة هذه الأسماء
1 ـ تعظيم الله تعالى ومعرفة حقّ قدره، قال تعالى ] إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ [ (فصلت:47) ] وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [ (الأنعام:59)
وهذه الصفة سمعية، روى مسلم وأبو داود عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ النَّبِيِّ وَعَنِّي؟ قُلْنَا بَلَى، قَالَتْ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً قَالَتْ قُلْتُ لَا شَيْءَ قَالَ لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي قُلْتُ نَعَمْ فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ قَالَتْ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ ))
2 ـ إدراك رحمة الله تعالى وعدله، لأنّ الله تعالى له أنّ يحاسب العباد بمقتضى علمه بهم وشهوده لهم، ومع ذلك فقد أقام علينا الحجة بأمور أخرى منها :
أولا: كتابة الأعمال، قال تعالى ] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)كِرَاماً كَاتِبِينَ [ (الانفطار:11)
ثانيا: قراءة الكتاب ] اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [ (الإسراء:14)
ثالثا: وضع الميزان، قال تعالى ] وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [ (الأنبياء:47)
تعبد الله تعالى بهذه الأسماء، فعلى العبد أن يراقب الله في جميع أقواله وأفعاله الظاهرة والباطنة، وبهذا يبلغ العبد مرتبة الإحسان، فيحسن حال العبد ومآله
تعليق