الاسكندرون
في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي، مرّت الذكرى 74لسلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية. وضمّه إلى دولة تركيا -العثمانية- إثر استفتاء مزوّر، تواطأ فيه أعداء سورية مع دولة العثمانيين -الأتراك- بقرار أممي مجحف وظالم لاعدالة فيه، وذلك بتاريخ 29تشرين الثاني عام 1939.هذه الجريمة التي لن ينساها السوريون، لأنّ لواء اسكندرون جزء لايتجزأ من الوطن السوري لابدّ وأن يعود إلى حضن الوطن الأم سورية.
إنّ ما فعلتة الدولة العثمانية من خروج على كل الاعراف الدولية والانسانية تجاه العرب عموماً وسورية خصوصاً، لاتعدّ ولاتحصى خلال أربعة قرون من الزمن عانت فيها سورية كغيرها من الدول العربية التي استعمرها العثمانيون فنشروا الجهل والتخلف في ربوعها وارتكبوا جرائم فظيعة بحق العرب والعروبة، بحق -الإسلام- والإسلام منهم بُراء، وبشعارات كاذبة لم يجن منها العرب إلّا الويلات.
ومن أبرز ما حدث من العثمانيون في سورية. كان بتاريخ السادس من أيار عام 1916، حيث أقدم «جمال باشا» على إعدام كوكبة من المفكرين والأدباء شنقاً، ومنهم: رفيق رزق سلوم- شفيق المؤيد العظم- عبد الوهاب الإنكليزي، والأمير عمر الجزائري وشكري العسلي والشيخ عبد الحميد الزهراوي ورشدي الشمعة.
في ذلك اليوم المشؤوم، وقف جمال باشا على شرفة بناية أحمد عزّت العابد المطلّة على ساحة المرجة بدمشق. ليراقب ويشهد عمليّة شنق الشهداء السبعة.
وقد روى الجنرال علي فؤاد أردن- رئيس أركان الجيش التركي الرابع الذي كان يقوده جمال باشا مشهد اللحظات الأخيرة من حياة أحد الشهداء السبعة، ألا وهو- رفيق رزق سلوم، ويقول:
سار إلى المشنقة بخطوات ثابتة سريعة، وما إن تلقّاه المأمور الذي تولّى شنقه، حتّى رمى هذا المأمور طربوش الشهيد إلى الأرض، وغضب -رفيق- وصاح به:
«ردّوا الطربوش.. لايحقّ لكم أن ترموه إلى الأرض». فأذعنوا لطلبه ووضعوا الطربوش على رأسه الذي كانت أنشوطة المشنقة بانتظاره.
إنّ جرائمهم طيلة 400عام ضدّ العرب كتبها التاريخ لتبقى أمام الأجيال القادمة حتى يدركوا حجم الفظائع التي ارتكبها المستعمر على مدى قرون وعاث في الأرض العربية فساداً وظلماً.
وها هو العثماني الحديث الذي يعيش هواجس «الحلم القديم- الجديد» ويمنّي النفس بعودة الامبراطورية العثمانية القديمة، ولم يدرك أنّ أمله هذا كأمل إبليس في الجنة ؟!
تعليق