في حياتنا اليومية نرى ونشاهد رموزا لا نفهم ما معناها وأيضا البعض منا يرتديها كتميمة معلقا إياها في سلسلة إلى رقبته أو على الملابس التي نرديها جميعا وتحمل شعارات ورموز ورسومات قد تكون جميلة لأنها ملفته لكننا نجهل المعنى الحقيقي منها ..ولنأخذ بعض هذه الرموز واسعة الانتشار كعينة ونحاول فهم معناها والمغزى منها :
النجمة الخماسية
النجمة الخماسية .. في الاعلى كرمز لعبدة الشيطان وفي الاسفل كجزء من العلم الوطني لدولة توغو |
استخدمت النجمة الخماسية للمرة الأولى في القرون الوسطى كشعار لجماعة من العلماء تحمل اسم المستنيرون . ولقي هذا الشعار ردة فعل قاسية من قبل بعض التيارات المتطرفة التي كانت سائدة في أوربا آنذاك ، فأعتبر مخالفا لأحكام الرب ، وتم تصوير حاملوه على أنهم من عبدة الشيطان .
وللنجمة الخماسية معاني مختلفة في تاريخ الأديـان والمعتقدات :
- عند اليهود كانت ترمز إلى خمس كتب من أسفار النبي موسى المقدسة .
- في المسيحية كانت ترمز إلى جروح السيد المسيح الخمسة .
- عند الوثنيين كانت رمزا للكمال والجمال والذكاء .
المنجل الكبير
كتعريف عام هو عبارة عن آلة حصاد كبيرة ذات رأس منحني وحاد مصنوع من الحديد يستعمل لجز الأعشاب الكبيرة والمحاصيل الصيفية . هو رمز للعطاء والخير الوفير , لكنه أيضا رمز للموت والشر المستطير , لمئات السنين حمله المزارعون معهم متى ما أرغمهم أسيادهم النبلاء على المشاركة في الحروب . ففي العصور الغابرة لم تكن هناك جيوش نظامية كما هو الحال عليه اليوم , كانت هناك كتائب مدرعة من الفرسان تتألف في مجملها من النبلاء , أما الرماة فكانوا تابعين للملك مباشرة . في حين كان المشاة , أولئك الذين يرسلون كموجات بشرية في بداية المعركة , كانوا من الفلاحين والعبيد الفقراء , يجمعونهم قسرا من الحقول ويساقون إلى ساحة الحرب . هؤلاء لم يكونوا يحملون سيوفا أو رماحا , بل أدوات الزرع والحصاد , وعلى رأسها المنجل .
أما كرمز فيعتبر المنجل من أشهر آلات القتل المعروفة في أفلام الرعب قديمها وحديثها . دائما ما نرى الهيكل العظمى ذو الرداء الأسود وهو يغطي رأسه ويحمل المنجل الضخم ويأتي للضحية في هيئة خاطف أو قابض الأرواح الذي يعرف بالانجليزية بأسم "The Grim Reaper " .
بحسب المعتقدات الشعبية فأن قابض الأرواح , وعلى العكس مما تعودنا رؤيته في السينما , لا يستعمل منجله إلا مع أرواح الطالحين , أما الصالحين فيستل أرواحهم بلطف عن طريق لمسة خفيفة من يده .
الصليب المعقوف أو الصليب النازي
ظهر في بدايات تأسيس الحزب الاشتراكي النازي بقيادة أدولف هتلر الذي جر العالم لحرب غيرت وجه العالم . يرمز الصليب المعقوف إلى العرق الآري المجهول المصدر بسبب عدم ثبوت مصدر ظهوره الأول , فهناك روايات تقول أن بدايته كانت في الصين , وآخرون يقولون انه رمز هندوسي قديم يرجع إلى ما قبل الميلاد الخ .. من الأقاويل التي تسرد حول هذا الرمز . لكن في الحقيقة هو هندوسي الأصل . والهندوسية هي الديانة التي تنتشر في الهند وشرق الصين . لم يكن في البداية يرمز لآي عرق على وجه الكرة الأرضية , بل كان يرمز إلى كون الشخص محظوظ وميمون النقيبة و ذو محبة عاليه .
يقال بأن هتلر رآه أول مرة في صغره عند زيارته لأحد الأديرة القديمة , سأل عنه فقيل له بأنه يرمز لعرق مميز في الأرض , ألا وهو العرق الآري الذي ينحدر منه البيض ذوي الشعر الأشقر والأجسام القوية الطويلة والأنوف المستقيمة الرفيعة , وهؤلاء هم من سيحكمون العالم بلا شك , لكن قبل هذا يجب عليهم التفاني والتضحية من اجل خلق جنس جديد من البشر .
هذه الكلمات أشعلت الحماسة في وجدان هتلر الصغير , زرعت في نفسه الحس القومي المتطرف , فقرر أن يجعل ألمانيـا إمبراطورية عالمية تحتل نصف مساحة الكرة الأرضية . ومع ظهور النازية ارتبط الصليب المعقوف ذو السمعة المشوهة بكواليس الحرب العالمية الثانية , وبعد الحرب نبذ هذه الرمز وبات ملازما على انه من بقايا نظام هتلر .
طبعا الصليب المعقوف , الذي يعرف بأسم سواستيكا , كان معروفا في أوربا منذ القرن العاشر للميلاد . العديد من الكنائس والأديرة الأوربية القديمة حملت هذا الشعار على جدرانها , لكنه لم يكن يرمز أو يشير للجنس الآري لا من بعيد أو قريب , ولم تكن له أية علاقة بالأفكار والنظريات القومية . كان في الحقيقة نسخة محورة عن الصليب المسيحي المعروف للجميع , وكان يرمز لانتصار السيد المسيح على الموت .
في الواقع فأن رجل الأعمال والآثاري الألماني الشهير هاينريش شليمان , الذي ينسب إليه الفضل في اكتشاف بقايا مدينة طروادة القديمة في تركيا , كان هو الرجل الذي تنسب إليه فكرة الصليب المعقوف الآري , فالرجل عثر على الرمز منقوشا على جدران خرائب المدينة وربطه فورا مع الهجرات الهندو – أوربية القديمة التي تنسب إليها معظم الشعوب الأوربية , ولاحقا تبنى هذه الفكرة كبار المنظرين القوميين الألمان , خصوصا الفيرد روسنبيرغ , ليتحول الصليب المعقوف إلى رمز للجنس الآري بشكل عام وللنازية بشكل خاص .
تعليق