ومع بدء الدولة الحديثة ساد ترميز عمود جد بالعمود الفقري لأوزوريس، ولذلك نجد عمود جد مرسوما في قاع التابوت في مستوى العمود الفقري للمتوفى.

"صولجان واس"
وهى عبارة عن عصا ترى في نقوشات قدماء المصريين يمسكها ملك أو إله علامة على القوة والسيطرة، وهي أيضا علامة الحظ السعيد، ويقدم في العادة صولجان الواس من الإله إلى فرعون، كما توجد نقوش كثيرة تبينه خلف اسم الملك المكتوب.



وكان يحمله ملك أو كاهن، وكتب بالفرعونية بأشكال عديدة ليعطى معانى مختلفة، ففى معنى يرمز إلى "السيادة والحظ"، وآخر يعنى مدينة طيبة "الأقصر حاليا"، وكان يكتب "واست" أي الجنوب.
كذلك ظهر هذا الرمز أول مرة في آثار الحقبة الأولى من تاريخ مصر، وكان يصور" كمسند للسماء" أو "يمسكه إله"، وتختلف تفسيراته من بين كونه "عصا الراعي" أو عصا للأمساك بالأفعى، كما وجد من الصولجان في كثير من المقابر وكان يستخدم في المعابد، وكتمائم.


زهرة اللوتس
تعتبر زهرة اللوتس من أهم الرموز المصرية القديمة بل وأشهرها على الإطلاق، ومازال المصريون الآن يرددونه كرمز مصرى فرعونى أصيل.




واللوتس رمز لمصر حتى هذا اليوم، ودلت النقوش والرسومات الفرعونية على المعابد المصرية القديمة على إعجاب قدماء المصريين لهذه الزهرة، كما أظهرت تلك الرسومات الجميلة ملوك مصر الفراعنة العظماء وهم يمسكون باللوتس بأيديهم تقديرًا منهم لتلك الزهرة الرائعة.

وتمثل اللوتس عند المصريين القدماء نهر النيل، وتحاكيه في شكله، فأوراقها هي البحيرات المتفرعة من النيل وساقها مجراه، والزهرة هي دلتا النيل، كما مثلت رافداَ للإبداع الفني والمعماري، ففي النقوش المرسومة على مقابر طيبة، وجد رسم لقارب يشق طريقه خلال المياه وتمتد يد صبية لتقطف إحدى أزهار اللوتس غير المتفتحة بعد، ويلاحظ أن قمم الكثير من أعمدة المعابد المصرية القديمة تتخذ شكل أزهار اللوتس أيضًا.



وترمز اللوتس إلى الطهارة والنقاء، ورمز لها المصريون بذلك لاعتقادهم في الزهرة التي ينبت نباتها في الوحل تبرز هي وردة جميلة ناصعة البياض.

إبداع المصريين


يقول الدكتور محمد إبراهيم بكر، رئيس الهيئة المصرية للأثار الأسبق،: "الرموز الفرعونية كانت ممتدة عند المصريين القدماء حتى شمال السودان، وكان لها استخدامات كبيرة في حياتهم العامة وكذلك علاقتهم بالألهة والملوك والحياة والموت والبعث كما الكتابة وتسجيل أفكاره على الورق والجدران".

وأضاف بكر أن المصرى القديم عبارة عن حضارة واسعة وشعب يمتلك تاريخ طويل الأمد وبعبقريته توصل إلى استخدام الرمز بدلا في حياته اختصارا لكثير مما يكتب أو يقال، فمثلا أقاليم مصر القديمة كانت عبارة عن 240 إقليم ولكل إقليم رمزه الخاص به والدال عليه مثل (إقليم المنيا – إقليم طيبة – إقليم منف)، وكان لكل منها معناها المعروف بينهما، وتختصر عليهم ما يقال أو يرسم عنه بمثابة ذكره.

وعن استخدامات الرموز القديمة في حياة المصريين الآن، يقول سعيد أن المصريين حاليا يستخدمون من القدماء القول والفعل وعبارات مرتبطة بحياتهم اليومية وهى في الأساس تعود إلى المصرى القديم، مثل أوقات "خسوف القمر"، نجد المصريين حاليا يخرجون بالدفوف والطبول ويغنون للقمر حتى يعود لحالته الطبيعية، وهكذا كان يفعل القدماء.

يتبع

كثير من الرموز المنتشرة حولنا نجهل معناها، فغالبًا لا يعبّر شكل الرمز عن المعنى الذي يشير إليه، لذلك من المهم جدًّا ان تعرف معنى هذه الرموز، وما تدعو له.
هنا سنستعرض بعض الرموز، ونفسر معانيها الحالية، والقديمة إن وجدت.


صليب بطرس
استكمالًا للحديث عن الرموز المسيحية، صليب بطرس أو الصليب المعكوس يعتبر الرمز الأقوى ضد المسيحية في العالم الآن، وظهر في أفلام كثيرة كفيلم الرعب المعروف ”طارد الأرواح الشريرة”.
على الرغم من أنه قديمًا كان رمزًا مواليًا للمسيحية، وكان يعرف بصليب القديس بطرس، وسبب تسميته أنه عندما صلب القديس بطرس، شعر أنه لا يستحق أن يموت بنفس الطريقة التي مات بها المسيح، وطلب منهم أن يصلبوه مقلوبًا؛ لأنه ليس أهلًا للحصول على هذه المكانة العالية، ليصبح بعد ذلك الصليب المقلوب رمزًا للتواضع.
لا يزال الصليب المقلوب معلقًا على كثير من الكنائس حتى الآن.






الجمجمة والعظمتان المتصالبتان
هذا الرمز يشير إلى معنيين معظمنا يعرفهما:
الأول: يستخدم كرمز تحذيري فهو يرمز للسم، ويتم وضعه على المواد الكيميائية وغيرها من المواد الخطرة كتحذير.
والمعنى الثاني: تاريخي حيث يرمز للقراصنة، وكان جولي روجر القرصان البريطاني المعروف أول من وضع هذا الرمز على شراع السفينة، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الرمز مقترنًا بعلم القراصنة.
والفكرة من استخدام القراصنة له، أنّه كان يرمز إلى الموت والمقابر في أسبانيا، ولذلك استخدموه كرمز مخيف.






الحلزون الملون
هو رمز يستخدمه الحلّاقون، للدلالة على محل الحلاقة الخاص بهم، حيث يتم تعليقه على أبواب المحلات، وترجع هذه العلامة إلى العصور الوسطى.
ويتكون الحلزون من الشرائط الملونة الحمراء والبيضاء، والتي تشير إلى الدم والضمادات، والفكرة هى أنه قادر على السيطرة على الجرح والنزف الناتج عن الحلاقة.
لا زالت توجد هذه العلامة في كثير من بلدان العالم، وفي أمريكا يضاف إليها شرائط زرقاء اللون، تيُّمنًا بالعلم الأمريكي.






رمز الموافقة
بالنسبة للأميركيين، تعنى هذه الإشارة ”موافقًا” أو ”صحيحًا” .
ولكن عليك الحذر عند الإشارة بها، ففي بعض البلدان تعبر هذه العلامة عن معنى مبتذل، قد تضع نفسك في موقف محرج.
والأسوأ من ذلك، أنها في العديد من بلدان البحر الأبيض المتوسط ​​وأمريكا الجنوبية، تعتبر رمزًا إباحيًّا.
أما قديمًا، فكان لها دلالات إيجابية؛ ففي البوذية والهندوسية مثلًا ترمز إلى التعليم والعقل، ويوجد العديد من القطع الأثرية البوذية، التي تصور بوذا يشير بهذا الرمز.






قرون الشيطان
هذا الرمز له معانٍ كثيرةٌ مختلفةٌ، ولا يُعرف له أصل، أو إن كان من هذه الرموز صحيحًا، ففي كل بلد تجد معنى مختلفًا.
فعلى سبيل المثال، ستجده كل حفلات فرق الروك والهيفي ميتال، والسبب يرجع إلى مغني الروك المعروف “روني جيمس” الذي استخدمه أوّل مرة، ومنذ ذلك الحين انتشر هذا الرمز بطريقة لا تصدق، وحين سألوه ماذا تعني هذه الإشارة قال: ”إنه رمز إيطالي، عرفه من جدته التي كانت تستخدمه دومًا لدرء الشرّ”.
وفي بعض الأماكن في أمريكا، يرمز للحب، أما في دول البطليق فهو يشير لمعنى وقح، لذلك عليك ألا تستخدمه عبثًا، فقد يكون له معنى تجهله أنت، فيضعك في مأزق.






صولجان هيرمس
صولجان هيرمس، معروف أيضًا بعصا هيرمس، والتي تستخدم كثيرًا في المنظمات الطبية أو الرعاية الصحية.
لكن في الحقيقة، هذا الرمز لا علاقة له بالطب من الأساس، ومن الخطأ استخدامه في أيّ سياق طبيّ، فهو في الأصل يرمز للتجارة؛ حيث كان هيرمس راعي الحرفيين والتجارة.
أما الرمز الصحيح والمقصود في الطب هو عصا اسكيلوس إله الطب عند اليونان، والتي كانت عبارة عن عصا وثعبان واحد يلتف حولها.
وسبب هذا الخلط بين الرمزين، يرجع إلى أكثر من 100 عام، حيث اختلط الأمر على ضابط في الجيش الأمريكي، ومنذ ذلك الحين، يتم استخدام صولجان هيرمس كرمز طبي في بلدان كثيرة.






رمز السلام
ليس له أصول قديمة، لكنه يرجع لحركة نزع السلاح النووى البريطانية، وهو من تصميم جيرالد هولتوم، الذي ذكر أن مصدر إلهامه للرمز لوحة “الثالث من مايو“ 1808 لفرانشيسكو، التي تصور رجلًا أعزل يرفع يديه استسلامًا وعجزًا أمام الأسلحة الموجهة له.
يقول هولتوم: “كنت في حالة من اليأس العميق، رسمت نفسى ممثلًا لشخص في حالة يأس، مع كفيين يد ممدودين إلى الخارج، في أسلوب فلاح فرانشيسكو جويا قبل الإعدام رميًا بالرصاص، ثم حولت الرسمة إلى خطوط ووضعت دائرة حولها”.
والجدير بالذكر أنه كان رمزًا للحرية، ثم تحول في نهاية المطاف إلى رمز للسلام.



صليب سواستيكا
صليب سواستيكا ويعرف أيضًا باسم بالصليب المعقوف، كثير من الناس وخاصة في الدول الغربية تربط الصليب المعقوف بالنازية، ولا شيء سواها؛ وهذا خطأ شنيع.
فالصليب المعقوف من أقدم الرموز في العالم، وعرف في كثير من الديانات القديمة كالبوذية والهندوسية، واستخدم أيضًا في كثير من الحضارات القديمة المختلفة كالحضارة الإغريقية، الرومانية، والفرعونية أيضًا، ولكنه عرف بشكل أكبر في الهندوسية؛ وذلك لأنه كان يرمز للإله فينشو.
أما في العصر الحديث، يرمز الصليب المعقوف لأشياء كثيرة قبل ارتباطه بالنازية، بداية من استخدامه في الملابس القديمة بأيرلندا، إلى بيرة كارلبسرغ الدنماركية، وحتى استخدامه من قبل القوات الجوية الفنلندية.




من المهم جدًا ألا تنساق وراء أي رمز أو تروج له، إلا إذا كنت تفهم معناه أولًا، وفهم إلى ماذا يدعو، ومن وراءه؛ فهذه الرموز تحمل أفكار ومعتقدات أصحابها التي قد تكون ضد أفكارك ومعتقداتك أنت.

يتبع