لقد ساد في العالم ولا يزال إشاعة مفادها ، بأن الإغريق هم أقدم الحضارات و أكثرها أثرا في العالم .. ولكن بعد أن أظهرت الحفريات عن آثار العراق القديم ، كان لا بد من أن ينتبه المثقف العربي ، الذي يتصل بتلك الحضارة كوريث شرعي لها بأن حضارة وادي الرافدين هي أقدم حضارات العالم ..
والسند في ذلك ، عمر حضارة العراق ، التي تسبق بعشرات القرون كل من حضارة النيل والهند واليونان والصين والمكسيك *1 .. وهذا اتضح منذ أكثر من قرن ونيف بعد اكتشاف آثار السومريين و أكد و بابل و آشور وغيرها من الممالك التي كانت سائدة في العراق القديم ..
وقد يحتج أحدهم ويقول : أليس من الممكن أن تظهر الحفريات بالمستقبل ما هو أقدم من حضارات العراق ؟ .. والجواب : بلى ، لكن هذا مجرد افتراض ، ونحن نناقش بالواقع فعلا ، وليس بالافتراضات التي قد لا تحدث !
وقد يحتج آخر ، بمكر ، ويقول : وهل قدم الحضارة وحده ، يعطي للحضارة كل تلك الأهمية ؟ .. وهو سؤال يحمل بثناياه ، انتقاصا غير قليل لحق الأمم بالزهو بحضارتها ، ومع ذلك سنحاول بتلك المقالات أن نبين عكس ما يرمي إليه من يغمز بعظمة تلك الحضارة ..
يقول الأستاذ ( طه باقر ) : { بعد أن قضى الإنسان القسم الأعظم من حياته في أطوار التوحش والهمجية ، فيما يسمى بعصور ما قبل التاريخ ( التي استغرقت أكثر من 99% من حياة الإنسان والتي تقدر بنحو مليوني عام ) ـ دخلت البشرية في أخطر تجربة وامتحان لا تزال تعانيهما بانتقالها الى طور الحضارة الناضجة ، وقد تحقق ذلك لأول مرة في تاريخ الإنسان بانتقال وادي الرافدين ووادي النيل في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد .. الى حياة التحضر المدنية } * 2
ويؤكد الدكتور أحمد كمال زكي بأن الدارسين ، يقرون بأن المنطقة الهلالية الشكل ، أي بلاد ما بين النهرين ( كانت مهد الحضارة منذ فجر التاريخ )*3
وقبلهما قال العلامة (كريمر ) ، وهو أعظم اختصاصي في هذا الميدان : {ولدينا من الأسباب المعقولة ، ما يحملنا على الاستنتاج ، أنه ظهر في غضون الألف الثالث ق. م . طائفة من المفكرين والمعلمين السومريين ، حاولوا أن يصلوا الى إجابات مرضية عن المسائل التي أثارتها تأملاتهم في الكون وأصل الأشياء فكونوا آراء وعقائد في أصل الكون والإلهيات ، اتسمت بقدر عظيم من الإقناع العقلي ، وأصبحت آراؤهم و معتقداتهم فيما بعد عقائد ومبادئ أساسية لكثير من شعوب الشرق الأدنى القديم } * 4
و يستغرب ( كريمر) .. بأن الحفريات التي كانت تتم قبل حوالي قرن ، كانت تتبع آثار الآشوريين والبابليين ، ولم يكن يخطر ببال المنقبين أنهم سيعثرون على حضارة أقدم ، ولم يكن للسومريين ذكرا في آثار البابليين والآشوريين ، مما يدلل على أن ذاكرة تلك الحضارة قد نسيت من قبل الحضارتين البابلية والآشورية اللتان كانتا معاصرتان لحضارة وادي النيل .. ولن يتم نسيان ذكرى حضارة إلا إذا مضى عليها آلاف السنين ..
لقد عرفت الحضارتان البابلية والآشورية من خلال كتابات الإغريق و الرومان ، وكذلك ما كتبه العبريون في كتاباتهم من خلال السبي و قبله ، وتحريف معتقدات أهل العراق ، ونسبها إليهم على أساس أنها كتب سماوية ..
لكن إذا تجاهلنا المخطوطات التي كانت تكتب على الأوراق ، وذهبنا الى النظر للألواح التي حفر عليها بالكتابة المسمارية ، التي يصعب محوها ، أو تزييفها ، فإننا سنجد عدد الألواح التي تم اكتشافها لغاية عام 1995 يزيد عن مليون لوح طيني مشوي ، غير التي لم تكتشف بعد .. وسيبهر القارئ ببعض ما حوت تلك الألواح ، ويقف احتراما لتلك الحضارات الراسخة ..* 5
والسند في ذلك ، عمر حضارة العراق ، التي تسبق بعشرات القرون كل من حضارة النيل والهند واليونان والصين والمكسيك *1 .. وهذا اتضح منذ أكثر من قرن ونيف بعد اكتشاف آثار السومريين و أكد و بابل و آشور وغيرها من الممالك التي كانت سائدة في العراق القديم ..
وقد يحتج أحدهم ويقول : أليس من الممكن أن تظهر الحفريات بالمستقبل ما هو أقدم من حضارات العراق ؟ .. والجواب : بلى ، لكن هذا مجرد افتراض ، ونحن نناقش بالواقع فعلا ، وليس بالافتراضات التي قد لا تحدث !
وقد يحتج آخر ، بمكر ، ويقول : وهل قدم الحضارة وحده ، يعطي للحضارة كل تلك الأهمية ؟ .. وهو سؤال يحمل بثناياه ، انتقاصا غير قليل لحق الأمم بالزهو بحضارتها ، ومع ذلك سنحاول بتلك المقالات أن نبين عكس ما يرمي إليه من يغمز بعظمة تلك الحضارة ..
يقول الأستاذ ( طه باقر ) : { بعد أن قضى الإنسان القسم الأعظم من حياته في أطوار التوحش والهمجية ، فيما يسمى بعصور ما قبل التاريخ ( التي استغرقت أكثر من 99% من حياة الإنسان والتي تقدر بنحو مليوني عام ) ـ دخلت البشرية في أخطر تجربة وامتحان لا تزال تعانيهما بانتقالها الى طور الحضارة الناضجة ، وقد تحقق ذلك لأول مرة في تاريخ الإنسان بانتقال وادي الرافدين ووادي النيل في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد .. الى حياة التحضر المدنية } * 2
ويؤكد الدكتور أحمد كمال زكي بأن الدارسين ، يقرون بأن المنطقة الهلالية الشكل ، أي بلاد ما بين النهرين ( كانت مهد الحضارة منذ فجر التاريخ )*3
وقبلهما قال العلامة (كريمر ) ، وهو أعظم اختصاصي في هذا الميدان : {ولدينا من الأسباب المعقولة ، ما يحملنا على الاستنتاج ، أنه ظهر في غضون الألف الثالث ق. م . طائفة من المفكرين والمعلمين السومريين ، حاولوا أن يصلوا الى إجابات مرضية عن المسائل التي أثارتها تأملاتهم في الكون وأصل الأشياء فكونوا آراء وعقائد في أصل الكون والإلهيات ، اتسمت بقدر عظيم من الإقناع العقلي ، وأصبحت آراؤهم و معتقداتهم فيما بعد عقائد ومبادئ أساسية لكثير من شعوب الشرق الأدنى القديم } * 4
و يستغرب ( كريمر) .. بأن الحفريات التي كانت تتم قبل حوالي قرن ، كانت تتبع آثار الآشوريين والبابليين ، ولم يكن يخطر ببال المنقبين أنهم سيعثرون على حضارة أقدم ، ولم يكن للسومريين ذكرا في آثار البابليين والآشوريين ، مما يدلل على أن ذاكرة تلك الحضارة قد نسيت من قبل الحضارتين البابلية والآشورية اللتان كانتا معاصرتان لحضارة وادي النيل .. ولن يتم نسيان ذكرى حضارة إلا إذا مضى عليها آلاف السنين ..
لقد عرفت الحضارتان البابلية والآشورية من خلال كتابات الإغريق و الرومان ، وكذلك ما كتبه العبريون في كتاباتهم من خلال السبي و قبله ، وتحريف معتقدات أهل العراق ، ونسبها إليهم على أساس أنها كتب سماوية ..
لكن إذا تجاهلنا المخطوطات التي كانت تكتب على الأوراق ، وذهبنا الى النظر للألواح التي حفر عليها بالكتابة المسمارية ، التي يصعب محوها ، أو تزييفها ، فإننا سنجد عدد الألواح التي تم اكتشافها لغاية عام 1995 يزيد عن مليون لوح طيني مشوي ، غير التي لم تكتشف بعد .. وسيبهر القارئ ببعض ما حوت تلك الألواح ، ويقف احتراما لتلك الحضارات الراسخة ..* 5