نقدم في هذه المقالة اكتشافاً حديثاً أشار إليه القرآن بطريقة خفية وهذا الاكتشاف يتعلق بأكبر أهرامات العالم بنيت قبل 30 ألف عام .... |
صورة لهرم الشمس الكبير ويبدو حجمه كبيراً جداً وقد غطته طبقات من التراب وغلاف أخضر كثيف من الأشجار واختفى لعشرات الآلاف من السنين وتم اكتشافه حديثاً في البوسنة (ارتفاع الهرم بحدود مئتي وعشريت متراً).
رسم يمثل أهم الأهرامات في العالم ونلاحظ أن أكبرها هو هرم الشمس في البوسنة، ويبلغ ارتفاع هذا الهرم بحدود 220 متراً.. بينما نجد ارتفاع الهرم الأكبر في الجيزة 146 متراً. ولكن أهرامات الجيزة تعتبر الأكثر دقة ومهارة من حيث التصميم وهندسة البناء... ولكنها جميعاً بنيت من طين!
وبعد أخذ عينات من حجارة هذا الهرم وتحليلها في جامعة University of Zenica,Bosnia-Herzegovina. تبين أن القدماء استخدموا الطين الكلسي مع الحرارة وبعض المعالجة الكيميائية وهذا ما أعطى الحجارة شكلاً يبدو طبيعياً.
صورة لأحجار موجودة في قمة هرم القمر في البوسنة، وتبين بعد التحليل أنها مصبوبة صباً من التراب الموجود في تلك المنطقة.
العالم البوسني الذي اكتشف هذه الأهرامات يقف في الجهة الشرقية من هرم الشمس ويكشف سر بناء هذه الأهرامات من الطين، هذا السر اختفى لثلاثين ألف سنة وأثبته العلماء اليوم (2013).
صورة لهرم القمر ثاني أعلى صرح في العالم ويبلغ ارتفاعه 190 متراً. هذه الأهرامات العجيبة تم اكتشافها عام 2005 وبعد ذلك تمت دراستها وتحليلها وتبين في آخر الدراسات عام 2013 أن حجارتها صنعت من الطين.
كذلك الحضارة الرومانية القديمة استخدمت الطين لبناء الأعمدة والتماثيل الضخمة. وفي دراسة أخرى أكد البروفسور Joseph Davidovits أن حجارة الأهرامات بمصر بنيت بنفس الهندسة التي تعتمد تقنية الطين والحرارة. كذلك أهرامات إندونيسيا وأهرامات المكسيك وكثير من الأهرامات في مناطق متفرقة من العالم..
جانب من حجارة الأهرامات وتبدو التشققات وعوامل الزمن عليها ومع أنها للوهلة الأولى تبدو طبيعية إلا أن المجهر الإلكتروني يقول غير ذلك.
الباحث ديفيدوفي رئيس معهد الجيوبوليمير يتفحص العينة المأخوذة من هرم البوسنة ويؤكد أن عمر الحجارة 30000 سنة وأنها مصبوبة من التراب والماء ومعالجة حرارياً.
أظهرت عينات المجهر الإلكتروني لحجارة الأهرامات الصادرة عن معهد البروفسور Davidovits (Apr 21/2009) بأنها ليست حجارة طبيعية إنما مصنوعة من الطين (http://www.davidovits.info/).
الحقيقة العلمية تلتقي مع الحقيقة القرآنية
الحقيقة العلمية تقول بأن القدماء استخدموا الطين (مزيج من التربة المتوافرة في منطقة بناء الهرم مع الماء وإضافة بعض المواد الأخرى لتثبيت وربط جزيئات التراب بقوة) وصب هذا "الإسمنت الطيني" في قوالب خشبية .. مع استخدام الحرارة، وذلك للحصول على حجارة قوية جداً تقاوم عوامل الزمن وتصمد أمام تغير المناخ لآلاف السنين وتبدو للناظر وكأنها حجارة حقيقية.
هذا السر الذي يكتشفه العلماء حديثاً.. قد كشفه القرآن عندما أشار إلى أن فرعون استخدم الهندسة ذاتها (الطين والحرارة) من أجل بناء صرح عالٍ للاطلاع إلى إله موسى.. سبحان الله، هذا هو الطغيان والتكبر، وانظروا معي كيف كانت نتيجته.. بعد أن ادعى أنه إله يتحكم بالكون غرق فلم يجد من ينقذه..
قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [القصص: 38-40].
هذا النص القرآني الرائع يؤكد أن فرعون استخدم هندسة البناء من طين والتي يسميها العلماء اليوم Geopolymer Concrete وعلى الرغم من وجود عدد من الفراعنة ووجود عدد كبير من الأبنية والأهرامات في مصر القديمة... إلا أن القرآن أشار إشارة لطيفة لاستخدام هذه التقنية في بناء الصروح، والصرح حسب معاجم اللغة العربية هو كل بناء مرتفع..
وبالفعل أي بناء مرتفع لا يمكن بناؤه إلا باستخدام هذه التقنية، لأنها أسهل أسلوب في ذلك الزمن، حيث يقوم المهندسون وقتها بتأمين الخلطات الترابية ونقلها بواسطة أعداد كبيرة من العمال ولكن يتم نقل الطين بكميات صغيرة يسهل حملها ورفعها لارتفاعات عالية وصبها ضمن قوالب.. بشكل يشبه ما نستخدمه اليوم في الخرسانة الحديثة.
وأخيراً فإن القرآن بذلك يكون أول كتاب يتحدث عن هندسة بناء الأبنية العالية باستخدام الطين والحرارة، سواء في زمن فرعون أو قبله أو بعده... ولكن الإشارة في القرآن دائماً تأتي في سياق قصة من أجل أخذا العبرة والموعظة.. وأنك أيها الإنسان مهما بلغت من القوة والعلم والهندسة.. فإن الله أقوى منك وقادر على إهلاكك بلمح البصر.. فهل نتواضع أمام عظمة الخالق عز وجل؟؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
تعليق