الخطوات العملية اليهودية التي تسبق بقليل هدم الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم
تطرقنا في السابق الى الخطوات العملية التي تقوم بها المنظمات اليهودية في مراحل تخطيطها وعملها لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم .والان سنلقي نظرة إضافية على خطوات عملية يهودية تسبق بقليل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم .
أولاً: تمّ الإعلان عن اكتشاف طريق تحت المسجد الأقصى:
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر في 21/3/1997م، النقاب عن قيام السلطات الاسرائيلية بحفريات جديدة تحت المسجد الأقصى المبارك تستهدف البحث عن طريق يزعم أنها كانت تشكل قبل نحو ألفي عام مدخلاً رئيساً للهيكل الثاني، وذكرت المصادر بأن هذا (الشارع العتيق) اكتشف قبل أسبوع من ذلك التاريخ (صدفة) أثناء حفريات تقوم بها البلدية تحت محيط ساحة البراق الشريف في الجهة الغربية والجنوبية لسور المسجد الأقصى المبارك بدعوى مدّ شبكات تصريف مجاري جديدة في المكان وعلى الفور أوقفت بلدية القدس عمليات الحفر الجارية على عمق أربعة أمتار واستدعت خبراء سلطة الآثار التي زعم مديرها العام -الجنرال أمير دوري- أن الطريق المكتشف تحت الأرض يعود لفترة الهيكل الثاني وهو إحدى الطرق الرئيسية التي عبرت القدس القديمة عرضياً من الجنوب إلى الشمال بمتاخمة السور الغربي للمسجد.
ثانياً: الاحتفال بمولد بقرة حمراء كمؤشر على بناء الهيكل:-
استقبل اليهود المتدينون مولد بقرة حمراء كعلامة ربّانية على اقتراب بناء الهيكل الثالث وأكد فريق من الحاخامات اليهود أن بقرة ولدت قبل أشهر في كيبوتز ديني قرب مدينة حيفا، وفقاً لمواصفات البقرة المقدّسة في التوراة، وحسب العهد القديم، فإن البقرة الحمراء من غير بقع ضرورية لنقاء الطقوس الشعائرية، وسيتم ذبح البقرة وحرقها وتحويل رمادها إلى سائل لاستخدامه في احتفال ديني يعتقد اليهود المتدينون أنه يجب أن يسبق بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى المبارك، وفي هذا الإحتفال يغسل الذين يدخلون جبل الهيكل أيديهم برماد البقرة ، ويقول هؤلاء اليهود أنه منذ تدمير الهيكل الثاني على يد الرومان لم تولد أي بقرة حمراء، وينظر هؤلاء إلى أن مولد البقرة الجديدة على أنه معجزة تمكنهم من دخول الحرم القدسي الشريف، لكن عليهم الانتظار حتى يصبح عمر البقرة ثلاث سنوات قبل أن يبدأوا ببناء الهيكل الجديد، وقال (يهودا أيتزيون) -أحد أفراد المجموعة اليهودية الذين حاولوا في عام 1985م تفجير قبة الصخرة بمواد متفجرة : “نحن ننتظر معجزة من الرب منذ 2000 عام، وهو منحنا الآن البقرة الحمراء”.
ثالثاً: السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى:-
في رسالة جوابية بعث بها شمعون شتاين -المستشار القانوني لمكتب رئيس الوزراء السابق نتنياهو- إلى يسرائيل ميداد -رئيس جماعة جبل الهيكل– أنّه : “بقدر ما يعلم فإن صلاة اليهود في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) لم تمنع في أي وقت مضى”. ووجهه للتحدّث بشأن الأمر مع الشرطة الاسرائيلية بوصفها الجهة المكلفة بترتيب إجراءات دخول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف، وذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية التي أوردت الخبر : “أنه بناءً على تلك الرسالة توجه (ميداد) إلى قائد الشرطة في القدس آنذاك الميجر جنرال (يائير يتسحاكي) بطلب للسماح له ولأتباعه بإقامة صلوات وطقوس دينية داخل المسجد الأقصى تحت إشراف شرطة الاحتلال وبالتنسيق الكامل معها، وقال (ميداد) أنه تعّهد للشرطة بأن يقوم بهذه الطقوس داخل المسجد الأقصى المبارك بهدوء، ودون أمور تظاهرية لافتة للنظر على حدّ تعبيره ” .
وإن كان هناك من يبحث عن دليل على اختلاف تعاطي حكومة شارون الحالية مع ملف القدس والأقصى خصوصا عن الحكومات الإسرائيلية التي سبقتها، فإن السماح لما يعرف بـ (منظمة أمناء جبل الهيكل) اليهودية المتطرفة بوضع حجر الأساس (للهيكل المزعوم) يوم الأحد 29 يوليو 2001م -وهو يصادف حسب التقويم العبري التاسع من آب اغسطس- الذي يعتقد اليهود أنّه تاريخ هدم الهيكل الثاني سنة 70م، هو خير دليل على ذلك ، فقد حرصت هذه المنظمة –طوال أكثر من عقد– على أن تتقدم بطلب لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية للقيام بهذه الخطوة ، وكانت المحكمة تشترط في كل مرة الحصول على إذن الشرطة للقيام بذلك ، إلا أنّ الشرطة -وبناءً على تعليمات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة- رفضت السماح بالقيام بهذه الخطوة ، ولكن حكومة شارون أوحت للشرطة بإعطاء المنظمة هذا الإذن ، ومن يومها تسارعت الأحداث وتطورت ، وسنقف عند هذا الملف بصورة موسعة لاحقا .
رابعاً: منع الحكومة الإسرائيلية من إعمار المسجد الأقصى:-
إنّ الحكومة الإسرائيلية مازالت-حتى اليوم- تمنع منذ ثلاثة أعوام إدخال أيّة مواد إعمار وإصلاح إلى الأقصى المبارك على الرغم من حاجته الضرورية إلى ذلك:-
1-إنّ البلاط الرخامي التاريخي الذي يغطي جدران الصخرة المشرفة الداخلية بدأ يتصدع، وقسم منه بدأ يتشقق، وقسم ثالث بدأ يتساقط، وهذا يعني أنّ البلاط الرخامي في أمسّ الحاجة إلى إعماره فوراً، ومع ذلك تمنع المؤسسة الإسرائيلية إدخال مواد الإعمار.
2 -إنّ سقف المسجد الاقصى بات يعاني من ظاهرة تسرب مياه الأمطار إلى داخله، وتساقطها على بساط الأقصى الفاخر، وعلى رؤوس المصلين وهذا يعني وجود شقوق تصدّع دقيقة في بعض جوانب سقف المسجد الاقصى، ولكنّ المؤسسة الاسرائيلية تمنع إدخال مواد الإعمار للمسجد الاقصى.
3-إنّ أعمدة المصلى المرواني العملاقة، وإنّ بعض حجارته العملاقة تعاني من تصدعات خطيرة جداً، والمصلى المرواني يعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ولكنّ المؤسسة الإسرائيلية تصرّ بقوة السلاح على منع دخول مواد إعمار إلى المسجد الأقصى، ولو كانت بحجم دلو اسمنت، أو طوبة رخام، وهذا يجعل المسلم يؤكّد أنّ (المسجد الأقصى في خطر).
خامساً: للمرة الأولى منذ احتلال إسرائيل لمدينة القدس الشرقية، افتتح آلاف اليهود المتطرفين الداعين إلى هدم المسجد الأقصى،
وإقامة هيكلهم مكانه مؤتمرهم السنوي السابع لـ (حركة إعادة بناء الهيكل) بتشجيع ومباركة الحكومة الإسرائيلية اليمينية حكومة نتنياهو نهاية التسعينات وحضر المؤتمر الذي نظمته عشر منظمات يهودية متطرفة على رأسها حركة (قائم وحي) التي يتزعمها يهودا عتصيون، نحو سبعة آلاف يهودي قسّمت مهام بناء المعبد اليهودي بينها ، وفي سابقة خطيرة شاركت شخصيّات حكومية إسرائيلية في تنظيم دعوات الحضور، وإلقاء الكلمات في المؤتمر الذي عقد في مقر ( مباني الأمة)في القدس الغربية، وأشاد نائب وزير المعارف الإسرائيلي موشي بيلد من حركة تسو ميت اليمينية المتطرفة باليهود الذين يريدون هدم الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه، قال في كلمة مسجّلة بثت خلال المؤتمر-: “إن الهيكل هو قلب الشعب اليهودي وروحه”، وأضاف مخاطبا المشتركين في المؤتمر:”عملكم هو من بين أهمّ النشاطات التي يقوم بها المواطنون الإسرائيليون وأكثرها إيجابية وتثقيفا”. وقال:” ادعوا المشاركين في المؤتمر إلى مواصلة نشر قيم الهيكل ، وقيم التراث والثقافة اليهودية بين شباب دولة إسرائيل و في مجمل النظام التعليمي” ، واعتبر يهودا عتصيون أحد منظمي المؤتمر أقوال نائب وزير المعارف بأنّها تعطي دفعا جديداً لإعادة بناء الهيكل.. نحن نشعر بتشجيع كبير من إعلان حكومي بهذا المستوى، ونرى دعماً رسمياً نأمل بأن يسهم في إعطاء انطلاقة جديدة لقضية إعادة المعبد اليهودي المقدس” ، وكان رئيس لجنة القانون والدستور في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) حنان بورات – من الحزب القومي الديني (مفدال) وهو من الأحزاب الرئيسية في حكومة بنيامين نتنياهو- بعث برسائل تحمل توقيعات أرفقها مع 7000 بطاقة دعوة رسمية عن طريق البريد الرسمي للكنيست إلى شخصيات يمينية و مستوطنين يهود في الضفة الغربية حثّهم فيها على المشاركة في المؤتمر والتوجه إلى المسجد الأقصى من أجل العمل على إعادة بناء الهيكل اليهودي الثالث المزعوم .
تعليق