.
العماليق واساطيرها
انتشرت على الانترنت العديد من الصور تظهر اكتشاف هياكل عظمية، منها صورة تظهر آثار هيكل عظمي بشري عملاق ويحيط به أفراد من بعثة التنقيب عن الآثار . كتبت عن هذه الصورة الكثير من المنتديات والمدونات بل وحتى جرائد رسمية. البعض وصلت به الجرأة الى القول ان الموقع الذي جرى اكتشاف الهيكل فيه يقع في صحراء الربع الخالي من المملكة العربية السعودية، حينما كانت شركة النفط الأمريكية السعودية أرامكو تجري تنقيباً في المنطقة . أهمية هذا الادعاء بالنسبة للبعض هو الربط بين الآثار المكتشفة وبين فكرة وجود قوم عاد الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم، حيث يُزعم أنهم سكنوا في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية ولكن لادليل على وجودهم. العماليق واساطيرها
ويعتقد الكثيرون، انطلاقا من اساطير التراث الاسلامي، أن أسلاف العرب كانت أجسادهم ضخمة يشار اليهم بتعبير العماليق وانهم من قوم نوح ومن جاؤوا بعده من قوم عاد وثمود ، حسب الروايات الدينية اليهودية والعربية.
ولو تمعنا بالصورة واجرينا القليل من الحسابات عن طريق المقارنة النسبية مع أفراد بعثة التنقيب ( المُدعاة) المتواجدين حول الهيكل، نجد أن طول ذلك العملاق لابد ان يتراوح بين 15 مترا إلى 24 متراً .
وهذه الصورة نُشرت ، من بين مانشرت، في مقال على صفحة جريدة الرياض السعودية، بعنوان: " العماليق" تاريخ الجبابرة لم يكتب له نهاية، بتاريخ الجمعة 12 رمضان 1432 ه، 12 اغسطس 2011 م، العدد 15754، ضمن مجموعة اخرى من الصور المزيفة، وتحتها التعليق التالي: عاملان يحفران قبور العماليق في مصر..
http://www.alriyadh.com/2011/08/12/article658437.html
وقد صدق هذا الخبر فئات واسعة، مؤكدين أنها بقايا عمالقة قوم عاد. وحسب العادة توصلوا الى ان هناك مؤامرة تحاك في الخفاء من قبل البعثات الأثرية على حجب أدلة آية ذكرها القرآن الكريم في الحرب الابدية على الاسلام.
قصة تزوير صور العمالقة
المثير أن الخبر ظهر للمرة الاولى في الهند وبنغلاديش، على صفحات مجلة هندي شهرية ( صوت الهندوس)، بالنص التالي:": تم العثور على هيكل عظمي عملاق في صحراء غير محددة تقع غرب الهند ، و الحكومة الهندية بعثت بأفراد الجيش لتطويق المنطقة وأحاطت ذلك الموضوع بالسرية التامة لسبب غير واضح ولم تسمح بزيارته إلا لأفراد فريق الجغرافية الوطنية كما عثر على قرص حجري بجانب الهيكل محفور عليه كتابات باللغة السنسكريتية تم فك شيفرتها كما يلي: في قديم الزمان ، كانت تعيش عمالقة تسمى بـ راكشاساس ولما عصوا الآلهة هلكوا" .
كما تتحدث أساطير هندية عن عمالقة راكشاساس هيمنوا على الغابات وحكموا بلداً اسمه لانكا ورفضوا طاعة الآلهة فعاقبتهم الآلهة ودمرتهم ، وحتى الآن يؤمن عدد كبير من الهندوس بتلك الأساطير .
من الواضح ان بعض المسلمين تحصلوا على هذة الصور المزورة على النمط الهندوسي وسرقوا الابتكار وأعادوا صياغته ليخدم اهدافا اسلامية كما يتوهمون.
نسخة جديدة من الخبر :
في22 أبريل 2004 ظهرت نسخة جديدة من الخبر في صحيفة The Nation البنغالية حيث أظهرت الصحيفة نفس الصورة و وأوردت الخبر التالي:"صرح سالم ألفي من مدينة الرياض عن اكتشاف مثير في الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة العربية السعودية بينما كانت تجري عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي حيث تم العثور على هيكل عظمي عملاق في الصحراء كما عثر على قرص حجري منقوش عليه كتابات باللغة العربية تفيد أن ذلك الرجل هو أحد أفراد قوم عاد المنحدرين من قوم نوح" .
والان ماهي حقيقة الصورة؟
هذا ما سنعرفة فى باقى اجزاء الموضوع
تعليق