بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدالله صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
امابعد
سبل الوقاية من العين وكيفية دفع
شر الحاسد عن المحسود
وضع الشرع بلاً كثيرة للوقاية من العين وهي:
1_ التعوذ بالله من شر الحاسد وقراءة المعوذتين. لقوله تعالى: [وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ]
(سورة الفلق).
ولما روى أبو سعيد الخدري: (أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما أخذ بهما وترك ما سواهما)
2_ الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه.
قال النووي: ويستحب للعائن أن يدعو للمعين بالبركة فيقول: (اللهم بارك فيه ولا تضره)، ويقول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله).
يقول ابن كثير عند قوله تعالى: [وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ]. (سورة الكهف، الآية29)
(أي هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك وقلت ما شاء الله)
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره)
وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه وماله وأعجبه ما يعجبه فليدع بالبركة)
والتبريك: أن يقول: (تبارك الله أحسن الخالقين، اللهم بارك فيه)
أو (للهم بارك فيه ولا تضره).
3_ الصبر على العائن وعدم التعرض له أو ايذائه لقوله تعالى: [وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ]
(سورة الحج الآية: 60).
4_ الإحسان إلى من عرفت إصابته بالعين كالإحسان الغني إلى الفقير المستشرف لما في يد الغني.
5_ ستر ما يخشى عليه الإصابة بالعين، فإن العين استشراف النفس نحو ما يعجبها، فإذا كان لدى الإنسان ما يخشى عليه العين فعليه أن يحرص على عدم إظهاره وإبرازه لا سيما أمام من عرف بالعين مع اليقين التام بأن كل شيء يقع بأمر الله وتقديره كما قال تعالى: [وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ] (سورة البقرة، الآية102).
فقد روي أن عثمان رأى صبياً مليحاً فقال: دسِّموا نونته كيلا تصيبه العين. ومعنى دسَّموا أي سودوا، والنونة: النقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير
6_ الاحتراز من العائن: قال القاضي عياض: (قال بعض العلماء: ينبغي إذا عُرف واحد بالإصابة بالعين أن يجتنب وأن يحترز منه).
7_ الاستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان.
8_ تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى: [وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً](سورة آل عمران، الآية 120).
9_ الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً.
10_ التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه.
11_ الإقبال على الله، والإخلاص له، وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه ... فإذا صار كذلك فكيف يرضى لنفسه أن يجعل بيت أفكاره وقلبه معموراً بالفكر في حاسده.
12_ تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه فإن الله تعالى يقول: [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ]
(سورة الشورى: الآية30).
13_ وهو منأصعب الأسباب على النفس، وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله. وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. فكلما ازداد أذى وشراَّ وبغياً وحسداً ازددت إليه إحساناً، وله نصيحة، وعليه شفقة.
14_ وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب وهو: تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم.. فإذا جرَّد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه... من خاف الله خافه كل شيء. ومن يخف الله أخافه منكل شيء، ومن خاف شيئاً غير الله سلط عليه
هذا ماتيسر لي من جمع في سبل الوقاية من العين وكيفية دفع
والله أعلم
المصدر كتاب
فتـح الحق المُبين في علاج الصرع والسحر والعين
أخوكم ومحبكم في الله أبومعاذ الراقي
والحمدالله صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
امابعد
سبل الوقاية من العين وكيفية دفع
شر الحاسد عن المحسود
وضع الشرع بلاً كثيرة للوقاية من العين وهي:
1_ التعوذ بالله من شر الحاسد وقراءة المعوذتين. لقوله تعالى: [وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ]
(سورة الفلق).
ولما روى أبو سعيد الخدري: (أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما أخذ بهما وترك ما سواهما)
2_ الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه.
قال النووي: ويستحب للعائن أن يدعو للمعين بالبركة فيقول: (اللهم بارك فيه ولا تضره)، ويقول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله).
يقول ابن كثير عند قوله تعالى: [وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ]. (سورة الكهف، الآية29)
(أي هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك وقلت ما شاء الله)
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره)
وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه وماله وأعجبه ما يعجبه فليدع بالبركة)
والتبريك: أن يقول: (تبارك الله أحسن الخالقين، اللهم بارك فيه)
أو (للهم بارك فيه ولا تضره).
3_ الصبر على العائن وعدم التعرض له أو ايذائه لقوله تعالى: [وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ]
(سورة الحج الآية: 60).
4_ الإحسان إلى من عرفت إصابته بالعين كالإحسان الغني إلى الفقير المستشرف لما في يد الغني.
5_ ستر ما يخشى عليه الإصابة بالعين، فإن العين استشراف النفس نحو ما يعجبها، فإذا كان لدى الإنسان ما يخشى عليه العين فعليه أن يحرص على عدم إظهاره وإبرازه لا سيما أمام من عرف بالعين مع اليقين التام بأن كل شيء يقع بأمر الله وتقديره كما قال تعالى: [وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ] (سورة البقرة، الآية102).
فقد روي أن عثمان رأى صبياً مليحاً فقال: دسِّموا نونته كيلا تصيبه العين. ومعنى دسَّموا أي سودوا، والنونة: النقبة التي تكون في ذقن الصبي الصغير
6_ الاحتراز من العائن: قال القاضي عياض: (قال بعض العلماء: ينبغي إذا عُرف واحد بالإصابة بالعين أن يجتنب وأن يحترز منه).
7_ الاستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان.
8_ تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى حفظه ولم يكله إلى غيره قال تعالى: [وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً](سورة آل عمران، الآية 120).
9_ الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً.
10_ التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه.
11_ الإقبال على الله، والإخلاص له، وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه ... فإذا صار كذلك فكيف يرضى لنفسه أن يجعل بيت أفكاره وقلبه معموراً بالفكر في حاسده.
12_ تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه فإن الله تعالى يقول: [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ]
(سورة الشورى: الآية30).
13_ وهو منأصعب الأسباب على النفس، وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله. وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. فكلما ازداد أذى وشراَّ وبغياً وحسداً ازددت إليه إحساناً، وله نصيحة، وعليه شفقة.
14_ وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب وهو: تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم.. فإذا جرَّد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه... من خاف الله خافه كل شيء. ومن يخف الله أخافه منكل شيء، ومن خاف شيئاً غير الله سلط عليه
هذا ماتيسر لي من جمع في سبل الوقاية من العين وكيفية دفع
والله أعلم
المصدر كتاب
فتـح الحق المُبين في علاج الصرع والسحر والعين
أخوكم ومحبكم في الله أبومعاذ الراقي
تعليق