هل الكون موجود ؟
ربما تصبح كل علومنا بلا فائده , ربما الاجابه التى نبحث عنها و تبحث عنها البشريه ليست فى العلم , ربما العلم يوجهنا الى طريق خاطئ منذ البدايه !
هل شعرت فى مره أننا فى حلم ؟ , هل فى وقت ما لم تستطع ان تفرق ما بين الوهم و الحقيقه ؟
, و ما هى الحقيقه فى الاساس ؟
أعلم أنكم الان تتسائلون و تقولون ما هذا الجنون او الهراء
هذا الكون موجود بكل تأكيد , نحن ولدنا فيه و سنموت نشعر بالالم و نشعر بكل الاحاسيس الانسانيه , أذا قطعت يدى فبالتأكيد سأتألم فأين هو الوهم ؟
و لكن الموضوع أعمق من ذلك بكثير و أن شاء الله سنتعمق كثيراً فى هذا الموضوع الذى سأطرحة اليوم لانة مختلف .......قد يحمل كثيرا من التساؤلات ولكنه طالما أثار فضولي فانا متاكد من انة سيثير فيكم نفس الشعور واطرحه لنتبادل الآراء حوله.... أحب أن أؤكد قبل أن أبدا بطرح الموضوع انه لايمثل وجهة نظري الشخصية التي قد تحتمل الصحة أو الخطأ وقد تتفقون معي وقد تختلفون وفقط انقله واضعه امامكم راجيا الالتزام بأدب الحوار
الشك فى الحياه الشعوريه
الكثير من الفلاسفه حاولو الشك فى الحياه الشعوريه , و قالو بأن تلك الحياه مجرد حلم مثال ديكارت : الذى شك فى وسيله المعرفه الانسانيه حول الوجود , فقال كل معارفنا التى نستخدمها و نكتشفها , نقوم بها عن طريق الحواس , و لكنه قال بأننا لا يمكن أن نعتمد على الحواس لأنها تخدعنا معظم الاوقات فكيف لنا أن نثق فيها ؟
أننا نرى الكواكب بحجم صغير جدا و هى فى الحقيقه قد تكون أكبر من كوكبنا بأكمله !!
فكيف نثق فى شئ يخدعنا بأستمرار , و من ثم أنتقل ديكارت الى العقل كوسيله للمعرفه و لكنه قال , ماذا لو أن هناك قوه أعظم مننا تسيطر على عقولنا و تخدعنا هى الاخرى و قال بأنه ربما تكون تلك القوى هى ” الشيطان ” , أذا فالعقل أيضاً قد يكون خادعاً فى كثير من الاحيان فأستبعده هو الاخر , وبناء على ذلك بدأ ديكارت الشك فى الحياه الشعوريه من حولنا , فقال أننا عندما ننام نحلم بعالم أخر و فى ذلك الحلم نحن لا نعلم بأننا نحلم و لذلك أذا حدث لنا شئ سئ فى الحلم نفزع و نخاف و نحزن , و أذا حدث شئ جيد فأننا نفرح , لذلك فلما لا تكون تلك الحياه التى نعيش بها هى الاخرى حلم ؟ ما الذى يجعلنا متيقنين أننا نعيش الواقع الان ؟ لماذا لا يكون كل هذا مجرد حلم ؟
حجه الاسلام ابى حامد الغزالى ايضاً شك فى الحياه الشعوريه , يقرر الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال أن الحواس تخدعنا, وأن المعارف الحسية بناءا على ذلك عارية عن اليقين, ولهذا فلا يمكن أن تعد علما حقيقيا . يقول في ذلك الغزالي: “من أين الثقة بالمحسوسات وأقواها البصر, وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفاً غير متحرك وتحكم بنفي الحركة؟ ثم بالتجربة والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك وأنه لم يتحرك دفعة بغتة, بل على التدريج ذرة ذرة, حتى لم تكن له حالة وقوف. هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه, ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيباً لا سبيل إلى مدافعته. فقلت قد بطلت الثقة بالمحسوسات أيضا , و لكن رجع أبى حامد الغزالى الى الشك فى العقل أيضاً , يقول الغزالي: “لقد بطلت الثقة بالمحسوسات, فلعل لا ثقة إلا بالعقليات التي هي من نوع أوليات الرياضيات كقولنا العشرة أكبر من الثلاثة), لكن الغزالي يصور شكه في المعرفة العقلية في حوار بديع على لسان المحسوسات قائلاَ: “بم تأمن أن تكون ثقتك بالعقليات كثقتك بالمحسوسات وقد كنت واثقا بي فجاء حاكم العقل فكذبني لولا حاكم العقل لكنت تستمر في تصديقي” . ويتساءل الغزالي ماذا لو ظهر حاكم آخر كذب حاكم العقل وما هو؟ ويرى أن عدم وجود هذا الحاكم ليس دليلا على استحالة وجوده, فقد يظهر في وقت ما ويثبت خطأ المعرفة العقلية. بالطبع أستطاع ابى حامد الغزالى الوصول الى وسيله أكبر فى نظره و هى الحدس القلبى عن طريق المجاهده الصوفيه , و لكنه أيضاً شك فى الحياه الشعوريه
الفيلسوف جورجياس النهلستى شك فى الوجود ككل و شك فى وجود ذاته هو , و قال لا يوجد شئ ,
وأذا وجد لن نستطيع أدراكه , و أذا أستطعنا أدراكه لن نستطيع التواصل معه و لن نستطيع توصيله للناس .
حسن البصرى أيضاً قال بأن الحياه مجرد حلم و الموت أستيقاظ منه .
ليس هناك أعتراض بين فكره ان الحياه حلم و بين الدين الاسلامى , لأن كل مسلم يتعامل مع الدنيا دار فناء لا أكثر , أما الاخره فهى دار البقاء و الخلود ويبدو أن الامام على يوافق الحسن البصرى فى ذلك القول , فله مقوله شهيره تقول , قال الامام على رضى الله عنه (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا )
أيضاً القرأن يخبرنا بأن هناك حقائق سيتم أخبارها لنا يوم القيامه حقائق قويه لن نصدقها حينها فما هى تلك الحقائق ؟
, { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ }
سورة ق الآية2
فالحياه ملهى كبير , كل الناس يلتهون بأمور الدنيا , الناس كلهم منومون مغناطيسياً بالحياه , الكل يجرى خلف السلطه و المال و النساء و ينسون حقيقه الحياه بأنها لا تتعدى حلماً يمر سريعاً , كما يقول الله عز و جل ,
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ , الحياه ليست اليقين أنما هى الوهم الذى يمنعنا عن معرفه اليقين .
لا أقول بأن القرأن يؤيد تلك النظريه أنما هى فقط أجتهادات و أراء فالقرأن لا يعلم تأويله الا الله , و لكن على أيه حال فالحقيقه سنعلمها عند الموت .
تعليق