بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ،،، وبعد
2176 حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي : ان رسول الله () بينما هو جالس في المسجد والناس معه اذ اقبل ثلاثة نفر ، فأقبل اثنان الى رسول الله () وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله () فإما احدهما فرأى فرجة في الحقة فجلس فيها واما الآخر فجلس خلفهم واما الثالث فأدبر ذاهبا ، فلما فرغ رسول الله () قال : " ألا اخبركم عن النفر الثلاثة ؟ اما احدهم فأوى الى الله فآواه اللهوأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه ، واما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه " رواه الشيخان وحدثنا أحمد بن المنذر حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب وهو ابن شداد ح وحدثني إسحق بن منصور أخبرنا حبان حدثنا أبان قالا جميعا حدثنا يحيى بن أبي كثير أن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثه في هذا الإسناد بمثله في المعنى
قال الحافظ رحمه الله ( قوله " فوقفا " زاد اكثر رواة الموطأ <فلما وقفا سلما> ولم يذكر المصنف (البخاري) وفي الصلاة السلام ، كذا في رواية مسلم ، ويستفاد منه ان الداخل يبدأ بالسلام وان القائم يسلم على القاعد وانما لم يذكر رد السلام عليهما اكتفاء بشهرته ، او يستفاد منه ان المستغرق في العبادة يسقط عنه الرد . ولم يذكر انهما صليا تحية المسجد وإما لكون ذلك كان قبل ان تشرع او كانا على غير وضوء او وقع فلم ينقل للاهتمام بغير ذلك من القصة او كان في غير وقت تنفل قاله القاضي عياض بناء على مذهبه في انها لا تصلى في الاوقات المكروهة .
قوله " فرجة " بالضم والفتح معا هي الخلل بين الشيئين ، " الحلقة " كل شيء مستدير خالي الوسط والجمع{حلق} وفيه استحباب التحليق في مجالس الذكر والعلم وفيه ان من سبق الى موضع منها كان احق به )ا.هـ.
قوله " واما الآخر " قال الاستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (هنا دليل اللغة الفصيحة الصحيحة انه يجوز في الجماعة ان يقال في غير الأخير منهم ، الآخر فيقال حضرني الثلاثة . اما احدهم فقرشي واما الآخر فأنصاري واما الآخر فتيمي . وقد زعم بعضهم انه لا يستعمل الآخر الا في الآخِر خاصة . وهذا الحديث صريح في الرد عليه )ا.هـ
قوله " اوى الى الله فآواه الله " قال القاضي عياض (اي لجأ إليه ، ومعناه عندي هنا : دخل مجلس ذكر الله او دخل مكان رسوله ومجمع اوليائه ، وانضم اليه لدخوله الحلقة ، وقربه من نبيه )ا.هـ
قوله "فآواه الله" (اي جازاه بنظير فعله بأن ضمه الى رحمته وضوانه وفيه استحباب الادب في مجالس العلم وفضل سد خلل الحقة كما ورد الترغيب في سد خلل الصفوف في الصلاة وجواز التخطي لسد الخلل ما يؤذ فإن خشي استحب الجلوس حيث ينتهي كما فعل الثاني وفيه الثناء على من زاحم في طلب الخير )فتح الباري
(وقوله في الذي جلس خلف الحلقة "واما الآخر فاستحيا" : اي ترك المزاحمة والتخطي كما فعل الآخر حياءً من النبي () وممن حضر او استحيا من النبي () ان يعرض ويذهب كما فعل الآخر )"اكمال المعلم" للقاضي عياض
قوله "فأعرض الله عنه" قال الشيخ عبد الرحمن البراك (ذكر الاستحياء والاعراض في هذا الحديث دليل على ان الجزاء من جنس العمل )
(وفي الحديث ابواب من الفقه والعلم ومنها : جواز الاخبار عن اهل المعاصي واحوالهم للزجر عنها ، وإن كان الثالث منافقا او كافرا، وان ذلك لا يعد من الغيبة ، وانما فعل ذلك لضرورة فليس في ذلك اخبار عن شيء لم يعرفه الحاضرون ، انما اخبر عن خيبته من الاجر الذي حصل لصاحبيه والثواب الذي حصلاه دونه .
وفي الحديث فضل ملازمة حلق العلم والذكر وجلوس العالم المذكر في المسجد وفيه الثناء على المستحي والجلوس حيث ينتهي به المجلس )
"اكمال المعلم ، فتح الباري ".
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين .
اللهم صلى على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ،،، وبعد
2176 حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي : ان رسول الله () بينما هو جالس في المسجد والناس معه اذ اقبل ثلاثة نفر ، فأقبل اثنان الى رسول الله () وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله () فإما احدهما فرأى فرجة في الحقة فجلس فيها واما الآخر فجلس خلفهم واما الثالث فأدبر ذاهبا ، فلما فرغ رسول الله () قال : " ألا اخبركم عن النفر الثلاثة ؟ اما احدهم فأوى الى الله فآواه اللهوأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه ، واما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه " رواه الشيخان وحدثنا أحمد بن المنذر حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب وهو ابن شداد ح وحدثني إسحق بن منصور أخبرنا حبان حدثنا أبان قالا جميعا حدثنا يحيى بن أبي كثير أن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثه في هذا الإسناد بمثله في المعنى
قال الحافظ رحمه الله ( قوله " فوقفا " زاد اكثر رواة الموطأ <فلما وقفا سلما> ولم يذكر المصنف (البخاري) وفي الصلاة السلام ، كذا في رواية مسلم ، ويستفاد منه ان الداخل يبدأ بالسلام وان القائم يسلم على القاعد وانما لم يذكر رد السلام عليهما اكتفاء بشهرته ، او يستفاد منه ان المستغرق في العبادة يسقط عنه الرد . ولم يذكر انهما صليا تحية المسجد وإما لكون ذلك كان قبل ان تشرع او كانا على غير وضوء او وقع فلم ينقل للاهتمام بغير ذلك من القصة او كان في غير وقت تنفل قاله القاضي عياض بناء على مذهبه في انها لا تصلى في الاوقات المكروهة .
قوله " فرجة " بالضم والفتح معا هي الخلل بين الشيئين ، " الحلقة " كل شيء مستدير خالي الوسط والجمع{حلق} وفيه استحباب التحليق في مجالس الذكر والعلم وفيه ان من سبق الى موضع منها كان احق به )ا.هـ.
قوله " واما الآخر " قال الاستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (هنا دليل اللغة الفصيحة الصحيحة انه يجوز في الجماعة ان يقال في غير الأخير منهم ، الآخر فيقال حضرني الثلاثة . اما احدهم فقرشي واما الآخر فأنصاري واما الآخر فتيمي . وقد زعم بعضهم انه لا يستعمل الآخر الا في الآخِر خاصة . وهذا الحديث صريح في الرد عليه )ا.هـ
قوله " اوى الى الله فآواه الله " قال القاضي عياض (اي لجأ إليه ، ومعناه عندي هنا : دخل مجلس ذكر الله او دخل مكان رسوله ومجمع اوليائه ، وانضم اليه لدخوله الحلقة ، وقربه من نبيه )ا.هـ
قوله "فآواه الله" (اي جازاه بنظير فعله بأن ضمه الى رحمته وضوانه وفيه استحباب الادب في مجالس العلم وفضل سد خلل الحقة كما ورد الترغيب في سد خلل الصفوف في الصلاة وجواز التخطي لسد الخلل ما يؤذ فإن خشي استحب الجلوس حيث ينتهي كما فعل الثاني وفيه الثناء على من زاحم في طلب الخير )فتح الباري
(وقوله في الذي جلس خلف الحلقة "واما الآخر فاستحيا" : اي ترك المزاحمة والتخطي كما فعل الآخر حياءً من النبي () وممن حضر او استحيا من النبي () ان يعرض ويذهب كما فعل الآخر )"اكمال المعلم" للقاضي عياض
قوله "فأعرض الله عنه" قال الشيخ عبد الرحمن البراك (ذكر الاستحياء والاعراض في هذا الحديث دليل على ان الجزاء من جنس العمل )
(وفي الحديث ابواب من الفقه والعلم ومنها : جواز الاخبار عن اهل المعاصي واحوالهم للزجر عنها ، وإن كان الثالث منافقا او كافرا، وان ذلك لا يعد من الغيبة ، وانما فعل ذلك لضرورة فليس في ذلك اخبار عن شيء لم يعرفه الحاضرون ، انما اخبر عن خيبته من الاجر الذي حصل لصاحبيه والثواب الذي حصلاه دونه .
وفي الحديث فضل ملازمة حلق العلم والذكر وجلوس العالم المذكر في المسجد وفيه الثناء على المستحي والجلوس حيث ينتهي به المجلس )
"اكمال المعلم ، فتح الباري ".
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين .