قال صلى الله عليه وسلم : الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن أذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك الله أن يأخذه .
رواه الترمذي وقال: حسن غريب.
ورواه أحمد في فضائل الصحابة بلفظ: اتقوا الله في أصحابي
ورواه ابن حبان في صحيحه، وأورده السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لحسنه، وقال شارحه - المناوي -: وفيه عبد الرحمن بن زياد قال الذهبي لا يُعرف.
رواه الترمذي وقال: حسن غريب.
ورواه أحمد في فضائل الصحابة بلفظ: اتقوا الله في أصحابي
ورواه ابن حبان في صحيحه، وأورده السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لحسنه، وقال شارحه - المناوي -: وفيه عبد الرحمن بن زياد قال الذهبي لا يُعرف.
والحديث لا بأس بسنده، وفيه: الحث على تعظيم الصحابة وتقديرهم وإجلالهم واحترامهم، ومعرفة منزلتهم وسابقتهم وفضلهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها، بالعدل والإنصاف، لا بالهوى والتعصب، والترضي عنهم، والحذر من عيبهم وتنقصهم.
ولهذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بقوله: الله الله في أصحابي
يعني: الزموا أصحابي، واعرفوا لهم فضلهم وسابقتهم ومكانتهم، وسبقهم إلى الإسلام، وجهادهم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ونشرهم لدين الله.
لا تتخذوهم غرضا الغرض: الهدف التي ترمى. إذا كان هناك أشخاص يترامون، يضعون هدفا يرمونه. فالذي يسب الصحابة جعلهم هدفا، الذي يسب الصحابة جعلهم غرضا؛
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي
يعني: لا تسبوهم ولا تعيبوهم ولا تنقصوهم، ولا تنكروا فضائلهم.
فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم
يعني: من أحبهم فإنما أحبهم لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهم أصحابه ووزراؤه وأخلاؤه، والله لم يكن ليختار لنبيه إلا أفضل الناس. فهم خير الناس، أفضل الناس، لا كان ولا يكون بعدهم.
ومن أبغضهم فيلزم من ذلك أن يكون مبغضا للرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ما أبغضهم إلا لأنه يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم فمن أحبهم فقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم
ومن أبغضهم فقد أبغض النبي صلى الله عليه وسلم
ومن آذاهم فقد آذى النبي صلى الله عليه وسلم
ومن آذى النبي صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذ فيكون هالكا.
ولا يلزم من الأذى لحوق الضرر فالله تعالى لا يلحقه ضرر من خلقه ولا يضره أحد من خلقه كما في الحديث الآخر يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر هذا فيه أذية لله لكن لا يلزم من الأذية إلحاق الضرر، العباد لا يمكن أن يضروا الله سبحانه، المخلوق لا يمكن أن يضر الخالق.
ولهذا قال ربنا سبحانه في الحديث القدسي: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
فالعباد لا يضرون الله ولا ينفعونه، لا يلحقه ضرر ولا نفع من عباده، فدل هذا على: أنه لا يلزم من الأذى لحوق الضرر.
إِذَن من أحب الصحابة فإنما أحبهم لحبه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهم فإنما أبغضهم لبغضه للنبي صلى الله عليه وسلم لازمٌ هذا، كيف تحب شخصا وتبغض صاحبه؟!
ما يمكن هذا، تحب شخصا، وتبغض خليله وصديقه ووليه! لا يمكن هذا!!.
فمحبة الولي يلزم أن تحب وليه، وإن أبغضت شخصا فلا بد أن تبغض صاحبه، أتبغض أعدائي وتزعم حبي؟ لا يمكن؛ ولهذا فإن من سب الصحابة فإنه يدل على غل وحقد في قلبه على الإسلام، ومن كفّر الصحابة أو فسّقهم فهو كافر؛ لأنه مكذب لله؛ لأن الله زكاهم وعدلهم.
ويضاف إلى هذا أيضا، أن من كفّر الصحابة وفسّقهم فقد طعن في دين الإسلام
من الذي نقل إلينا الشريعة - القرآن والسنة -؟ أليس الصحابة رضوان الله عليهم
فإذا كانوا كفارا فكيف يوثق بدين نقله الكفار؟!
فالطعن في الصحابة طعن في القرآن وفي السنة.
فالذي يقول: إن الصحابة كفروا أو فسقوا، هذا قد طعن في القرآن وفي السنة؛ لأن الذي نقل إلينا الشريعة، ونقل إلينا القرآن، وبلغنا القرآن، وبلغنا السنة من هم؟ الصحابة فإذا كانوا كفارا، فكيف يوثق بدين نقله كفار؟ وحمله كفار؟!
فدل على أن تكفير الصحابة وتفسيقهم كفر وردة من جهتين:
1- من جهة أنه مكذب لله؛ لأن الله زكاهم وعدلهم
2- ومن جهة أنه طعن في القرآن والسنة
لأن الذي نقله وحمله هم الصحابة ولا يوثَق بدين حمله كفار أو فساق.
وكذلك أيضا من قال: إن القرآن طار ثلثيه، ولم يبق إلا الثلث. أيضا هذا كفر، نوع ثالث من الكفر؛ لأنه مكذب لله في قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .
فمن قال: إن القرآن غير محفوظ، وأنه طار ثلثيه ولم يبق إلا الثلث، وأنه يوجد مصحف لفاطمة يعادل المصحف الذي بين أيديكم ثلاث مرات - فهذا كفر وردة - ؛ لأنه مكذب لله في قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ وكذلك من عبد آل البيت ودعاهم من دون الله، واستغاث بهم، فهذا كفر وردة، نسأل الله السلامة والعافية.
تعليق