تويت
كوشيساكي أونا
من قلب الأساطير اليابانية، وبإسلوب المرأة التي تغوي الرجال، جاءت هذه الأسطورة على غرار أسطورة النداهة في الثقافة المصرية ولكن مع فروق بسيطة، قد تكون سهلة أو مستساغة، وقد تكون مرعبة تثير الكثير من الذعر في الأماكن التي تنتشر بها.
فهذه الأسطورة تحكي عن فتاة شديدة الجمال، وشديدة الغرور، كانت متزوجة من أحد مقاتلي الساموراي، والقصة في الفترة التي كانت تحكم فيها سلالة (هيان)، وتشير إلى هذه الزوجة المغرورة التي كانت تعامل زوجها باستخفاف واستهتار، وأنها كانت تخونه، بينما هو تشعله نار الغيرة والإهانة.
وحينما استبدت به الغيرة في يوم من الأيام، هجم عليها وشق فمها من الأذن إلى الأذن بسيفه، وهو يصرخ: “من سيظن أنك جميلة الآن؟” .. ومن هنا تبدأ الأسطورة.
تقول الأسطورة أن امرأة شابة عاشت منذ مئات السنين (بعض النسخ من القصة تشير إلى حقبة حكم سلالة هيان) وكانت زوجة أو محظية أحد مقاتلي الساموراي، وقيل أنها كانت جميلة جداً لكنها مغرورة أيضاً ومن المحتمل أنها كانت تخون زوجها وبالمقابل كان زوجها المحارب من الساموراي غيور ويشعر بالإهانة ,وفي أحد الأيام هاجم زوجته وشق فمها بسيفه من الأذن إلى الأذن وكان يصرخ فيها: "من سيظن أنك جميلة الآن؟".
وعلى ذلك القول تعتمد كل الأساطير الحالية حيث تهوم تلك المرأة في الليل وخصوصاً في الأمسيات الضبايبة ووجهها مغطى بقناع جراحي (كمامة)، اعتاد اليابانيون لبس ذلك القناع في أحوال الطقس البارد تجنباً عدم انتشار الأمراض للمحيطين بهم لذلك لم يكن القناع شيئاً غير عادي. وعندما تلقى تلك المرأة المريبة أحد الأشخاص (قد يكون طفلاً أو طالباً في معهد أو جامعة) فإنها تسأله بخجل " هل أنا جميلة؟"، وان كانت إجابة الضحية "نعم" عندئذ ستخلع قناعها وتسأله نفس السؤال مجدداً فإن كانت اجابته "لا" عندها ستقوم بذبحه، يكون سلاحها زوجاً من المقصات في العديد من القصص التي تروى. وان أجابت الضحية بـ"نعم" أي أنها جميلة برأيه فأنها سوف تلحقه إلى سكنه أو مكان إقامته ومن ثم تذبحه عند عتبة الباب لكن في قصص أخرى يقال أنها تهديه ياقوتة تقطر دماً وتمشي مبتعدة إن كانت إجابة الضحية "نعم" في المرة الثانية. تطورت الأسطورة في العصر الحالي وخلال السبعينيات أخذت الأسطورة منحى آخر فأن أجابت الضحية: "أنت عادية" أي لست بجميلة أو بقبيحة عندها ستنقذ الضحية نفسها. وتجددت الأسطورة ثانية في عام 2000 فأن كانت الإجابة "بين وبين" أي So-SO عندها ستفكر كوشيساكي أونا ما ستقوم به وستلوذ الضحية بالفرار أثناء انشغالها بما يجب أن تفعله. وهناك حل آخر هو رميها بقطعة حلوى أو أن تسألها الضحية:" هل أنا جميل ؟"، عندها ستنزعج وتبتعد.
خلال ربيع عام 1979 انتشرت إشاعات في أنحاء اليابان عن مشاهدة كوشيساكي اونا وهي تتصيد الأطفال.وفي أكتوبر عام 2007 عثر المحقق في أسباب الوفيات على سجلات قديمة تعود إلى أواخر السبعينيات عن امرأة كانت تطارد أطفالاً لكنه لقي حتفه في اصطدام سيارة ! ، كانت تلك فم تلك المرأة مشقوق من الأذن إلى الأذن وسرى اعتقاد أنها كانت وراء موجة الرعب آنذاك. في عام 2004 انتشرت إشاعات مماثلة في كوريا الجنوبية عن امرأة تلبس قناعاً أحمر، كان وقود تلك الإشاعات هو الحكايات عن حالات 1979 في اليابان وكذلك عن فيلم خيالي ياباني يتحدث عن أوشيساكي اونا وما تزال مادة خصبة لانتاج العديد من الأفلام الخيالية والرسوم المتحركة (انيمي Anime, Manga) .
تخدم الكثير من أساطير الشعوب هدفاً نبيلاً وهو المحافظة على القيم الأخلاقية أو أمن الأسرة، فأسطورة كوشيساكي أونا قد تثير الخوف في الاطفال وتجنبهم الابتعاد عن المنزل خصوصاً في وقت متأخر من الليل لئلا تقوم بعض العصابات باختطافهم وكذلك هي الحالة في أسطورة أم الدويس في الموروث الشعبي الإماراتي فهي أيضاً تجنب الشباب اليافع الاندفاع في الرذيلة أو الخروج عن الأسرة.