اكتشاف مدفن روماني أثري في وجيبة مشفى المجتهد بدمشق
يقوم مشفى المجتهد بإنشاء مبنى ملحق كمستودعات، وأثناء الحفر لأساسات هذا المبنى تم اكتشاف مدفن أثري. وقد علمنا في «اكتشف سورية» بذلك فقمنا بزيارة الموقع المذكور حيث التقينا السيد همام شريف سعد -رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار دمشق-، والذي شرح لنا عن كيفية الوصول إلى هذا الاكتشاف الهام قائلاً: «أثناء قيام آلات أحد المتعهدين بحفر أساسات لإنشاء مستودع، تم الكشف عن مغارة. ولدى وصول النبأ لدائرة آثار دمشق قمنا بالتوجه إلى الموقع مباشرة بهدف التنقيب المنهجي. في البداية كان المدفن منهاراً في أقسام كبيرة منه، فقمنا بتنظيف الانهيارات لإظهار معازب الدفن، ومن ثم بدأنا في أعمال التنقيب بكشف المدخل الذي يتألف من بوابة بازلتية من قطعتين: إحداهما ثابتة والأخرى متحركة، وتحمل البوابة زخارف هندسية على وجهها الخارجي. وتابعنا الكشف عن المعازب التي كانت مغطاة بألواح من الآجر، حيث بلغت أبعاد الآجرة الواحدة 30×60 سم، إلا أن المشكلة التي صادفتنا كانت كثرة الانهيارات فوق تلك الأغطية، الأمر الذي أدى إلى تخريبها وتخريب المعازب».
عن بنية المدفن الهندسية وطريقة بنائه، فيخبرنا السيد سعد: «يتألف المدفن من حجرة جنائزية تبلغ أبعادها 6×6 متر تقريباً، ومن ستة معازب: اثنان على الجدار الأيمن، واثنان على الجدار الأيسر، واثنان في صدر المدفن مقابل المدخل. وقد عثرنا داخل تلك المعازب على هياكل عظمية بلغ متوسطها اثنين (أو ثلاثة) في كل معزب، كما تم العثور على أواني زجاجية (دماعات) مدفونة مع الجثث، وهذه الدماعات كانت تستخدم لوضع الدموع فيها عند زيارة أقرباء المتوفى ومن ثم وضعها مع المتوفى».
أما عن أرضية المدفن وجدرانه، فيقول: «عثرنا ضمن أرضية المدفن على قبرين؛ القبر الأول يتوضع بجانب الجدار الأيمن والقبر الآخر بجانب الجدار الأيسر، إلا أن هذين القبرين كانا فارغين، ويبدو أنهما حُفرا ولم يُستخدما، حيث كانا مغمورين بالانهيارات والأتربة المتسربة مع المياه إلى داخل المدفن. تكسو جدران المدفن والمعازب طبقة من الكلس بسماكة 1سم وهي من النوع القاسي، فرغم الرطوبة العالية وشدة الانهيارات حافظت هذه الطبقة على تماسكها حتى أيامنا هذه».
ولدى سؤاله عن الحقبة التاريخية التي يعود إليها المدفن، أجاب السيد سعد: «يعود المدفن للعصر الروماني، اتجاهه شرق–غرب، والبوابة باتجاه الشرق. نهبط من خلال عدة درجات إلى البوابة، ثم يلي البوابة درجة للولوج إلى داخل المدفن، ومخطط المدفن عبارة عن حجرة مربعة الشكل تحتوي على قبور حجرية معقودة (معازب)، وقبور فردية في أرضية المدفن. وهذا المخطط معروف في العديد من مناطق سورية التي تعود للعصر الروماني. ما تجدر الإشارة إليه، هو أنه بالرغم من العثور على مدافن عديدة في دمشق، إلا أن هذا المدفن يعتبر من المدافن المهمة، ولا سيما بوابته البازلتية ذات العناصر الزخرفية الهندسية. ومن جهة أخرى، تظهر أهميته في المعلومات التي قدمها عن الطقوس والعادات في تلك الفترة، حيث تبين لنا وجود عملية دفن لأكثر من جثة في المعزب الواحد على الرغم من وجود قبور فارغة، وهذا يدل على أن الجثث المدفونة مع بعضها البعض تربطها علاقة قرابة وثيقة كالأب أو الأخ أو الأم ...إلخ».
وفي النهاية، لفت السيد سعد انتباهنا إلى «أن هذه المنطقة تُعتبر منطقة مقابر رومانية، فقد تم العثور فيها سابقاً على عدة مدافن بالقرب من المدفن المكتشف، إلا أنها لم تكن محفوظة أو تعرضت للنهب والسرقة. ومن الطبيعي العثور على مكتشفات أثرية في أي مكان يحدث فيه حفر في دمشق، أقدم عاصمة آهلة في التاريخ».
المغارة التي تم اكتشافها قرب مشفى المجتهد
صورة لمدخل المغارة
بدء تنقيب بوابة المدفن
بوابة المدفن مع بدء عمليات التنقيب
بوابة المدفن مع تقدم عملية التنقيب وبدء ظهور الدرجات
اكتمال ظهور الدرجات أمام البوابة
بوابة المدفن وتظهر بعض المعازب
بوابة المدفن وتظهر بعض معازب الدفن
البوابة بجزأيها الثابت والمتحرك
أثناء أعمال التنقيب
بدء الكشف عن أحد المعازب
أحد المعازب وقد اتضحت معالمه
استمرار التنقيب في المعزب
معزب آخر
معازب في الجدران
قبور فارغة في أرضية المدفن
أحد القبور في أرضية المدفن
أحد القبور في الأرضية وتبدو المعازب في الجدران
نظرة عامة للمدفن تظهر المعازب في جدرانه
معازب الدفن في جدران المدفن
يقوم مشفى المجتهد بإنشاء مبنى ملحق كمستودعات، وأثناء الحفر لأساسات هذا المبنى تم اكتشاف مدفن أثري. وقد علمنا في «اكتشف سورية» بذلك فقمنا بزيارة الموقع المذكور حيث التقينا السيد همام شريف سعد -رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار دمشق-، والذي شرح لنا عن كيفية الوصول إلى هذا الاكتشاف الهام قائلاً: «أثناء قيام آلات أحد المتعهدين بحفر أساسات لإنشاء مستودع، تم الكشف عن مغارة. ولدى وصول النبأ لدائرة آثار دمشق قمنا بالتوجه إلى الموقع مباشرة بهدف التنقيب المنهجي. في البداية كان المدفن منهاراً في أقسام كبيرة منه، فقمنا بتنظيف الانهيارات لإظهار معازب الدفن، ومن ثم بدأنا في أعمال التنقيب بكشف المدخل الذي يتألف من بوابة بازلتية من قطعتين: إحداهما ثابتة والأخرى متحركة، وتحمل البوابة زخارف هندسية على وجهها الخارجي. وتابعنا الكشف عن المعازب التي كانت مغطاة بألواح من الآجر، حيث بلغت أبعاد الآجرة الواحدة 30×60 سم، إلا أن المشكلة التي صادفتنا كانت كثرة الانهيارات فوق تلك الأغطية، الأمر الذي أدى إلى تخريبها وتخريب المعازب».
عن بنية المدفن الهندسية وطريقة بنائه، فيخبرنا السيد سعد: «يتألف المدفن من حجرة جنائزية تبلغ أبعادها 6×6 متر تقريباً، ومن ستة معازب: اثنان على الجدار الأيمن، واثنان على الجدار الأيسر، واثنان في صدر المدفن مقابل المدخل. وقد عثرنا داخل تلك المعازب على هياكل عظمية بلغ متوسطها اثنين (أو ثلاثة) في كل معزب، كما تم العثور على أواني زجاجية (دماعات) مدفونة مع الجثث، وهذه الدماعات كانت تستخدم لوضع الدموع فيها عند زيارة أقرباء المتوفى ومن ثم وضعها مع المتوفى».
أما عن أرضية المدفن وجدرانه، فيقول: «عثرنا ضمن أرضية المدفن على قبرين؛ القبر الأول يتوضع بجانب الجدار الأيمن والقبر الآخر بجانب الجدار الأيسر، إلا أن هذين القبرين كانا فارغين، ويبدو أنهما حُفرا ولم يُستخدما، حيث كانا مغمورين بالانهيارات والأتربة المتسربة مع المياه إلى داخل المدفن. تكسو جدران المدفن والمعازب طبقة من الكلس بسماكة 1سم وهي من النوع القاسي، فرغم الرطوبة العالية وشدة الانهيارات حافظت هذه الطبقة على تماسكها حتى أيامنا هذه».
ولدى سؤاله عن الحقبة التاريخية التي يعود إليها المدفن، أجاب السيد سعد: «يعود المدفن للعصر الروماني، اتجاهه شرق–غرب، والبوابة باتجاه الشرق. نهبط من خلال عدة درجات إلى البوابة، ثم يلي البوابة درجة للولوج إلى داخل المدفن، ومخطط المدفن عبارة عن حجرة مربعة الشكل تحتوي على قبور حجرية معقودة (معازب)، وقبور فردية في أرضية المدفن. وهذا المخطط معروف في العديد من مناطق سورية التي تعود للعصر الروماني. ما تجدر الإشارة إليه، هو أنه بالرغم من العثور على مدافن عديدة في دمشق، إلا أن هذا المدفن يعتبر من المدافن المهمة، ولا سيما بوابته البازلتية ذات العناصر الزخرفية الهندسية. ومن جهة أخرى، تظهر أهميته في المعلومات التي قدمها عن الطقوس والعادات في تلك الفترة، حيث تبين لنا وجود عملية دفن لأكثر من جثة في المعزب الواحد على الرغم من وجود قبور فارغة، وهذا يدل على أن الجثث المدفونة مع بعضها البعض تربطها علاقة قرابة وثيقة كالأب أو الأخ أو الأم ...إلخ».
وفي النهاية، لفت السيد سعد انتباهنا إلى «أن هذه المنطقة تُعتبر منطقة مقابر رومانية، فقد تم العثور فيها سابقاً على عدة مدافن بالقرب من المدفن المكتشف، إلا أنها لم تكن محفوظة أو تعرضت للنهب والسرقة. ومن الطبيعي العثور على مكتشفات أثرية في أي مكان يحدث فيه حفر في دمشق، أقدم عاصمة آهلة في التاريخ».
المغارة التي تم اكتشافها قرب مشفى المجتهد
صورة لمدخل المغارة
بدء تنقيب بوابة المدفن
بوابة المدفن مع بدء عمليات التنقيب
بوابة المدفن مع تقدم عملية التنقيب وبدء ظهور الدرجات
اكتمال ظهور الدرجات أمام البوابة
بوابة المدفن وتظهر بعض المعازب
بوابة المدفن وتظهر بعض معازب الدفن
البوابة بجزأيها الثابت والمتحرك
أثناء أعمال التنقيب
بدء الكشف عن أحد المعازب
أحد المعازب وقد اتضحت معالمه
استمرار التنقيب في المعزب
معزب آخر
معازب في الجدران
قبور فارغة في أرضية المدفن
أحد القبور في أرضية المدفن
أحد القبور في الأرضية وتبدو المعازب في الجدران
نظرة عامة للمدفن تظهر المعازب في جدرانه
معازب الدفن في جدران المدفن
تعليق