اتخذ السلطان عبد الحميد الثاني خطوة استراتيجية عندما أعلن أكثر من مرة التزامه بمشروع الجامعة الإسلامية الذي مكنه من دخول أكثر من منطقة في العالم، وكانت بكين هدفه هذه المرة رغم بعد المسافات والسياسات.
كلف السلطان عام 1901 أحد أهم أعوانه، أنور باشا، بترؤس هيئة رفيعة المستوى لزيارة الصين للالتقاء بقياداتها أولا والتعرف على أحوال المسلمين واحتياجاتهم هناك. وكان له ما أراد عندما عاد رئيس الوفد بعد رحلته التي استغرقت عدة أشهر وأقلقت البعثات الدبلوماسية الغربية العاملة في الصين، فتسابقت على الرصد والتتبع وكتابة التقارير السرية حول أبعاد هذا التحرك العثماني الأخير، مخافة أن يكون له بعد عسكري استراتيجي يقوي الدولة ويوسع رقعة علاقاتها.
وخرجت الصحافة في اسطنبول بخبر مفاده أن عددا من مسلمين الصين متحمسون، يحبون العلم ويرغبون الإستفادة من المعارف الإسلامية، وأن لديهم مؤسسات تعليمية ومدارس، وأن في بكين وحدها 38 مسجداً وجامعاً، يؤدي المسلمون فيها الصلاة، ويدعون فيها لخليفة المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني، وأن خطبة الجمعة في مساجد وجوامع بكين تقرأ باللغة العربية، ثم تترجم الى اللغة الصينية، وأن الدعاء للسلطان عبد الحميد بصفته خليفة المسلمين لا يقتصر على بكين فقط، بل ويمتد إلى كل مساجد الصين وجوامعها.
وعلم أنور باشا أن هيئة رفيعة من رجال الدين المسلمين في الصين تريد أن تزور إسطنبول للتقدم بطلباتها واحتياجاتها هناك، وكان في مقدمتها إنشاء كلية للعلوم الدينية في كاشفار تجمع الأقلية المسلمة في الصين وتوحدها. وكان لها ما أرادت عندما قرر عبد الحميد تمويل بناء جامعة إسلامية أطلق عليها اسم المدرسة الحميدية.
في عام 1908 تأسست في بكين –عاصمة الصين- جامعة أطلق عليها المسلمون الصينيون (دار العلوم الحميدية) نسبة الى السلطان الخليفة عبد الحميد الثاني، أو بتعبير السفير الفرنسي في اسطنبول اسم (الجامعة الحميدية في بكين)، وذلك في تقريره له إلى وزارة الخارجية خارجيته في باريس.
وقد حضر افتتاح هذه الجامعة، الآلاف من المسلمين الصينيين. وحضره أيضا مفتي المسلمين في بكين، والكثير من علماء المسلمين هناك.
وفي مراسم الإفتتاح، ألقيت الخطبة باللغة العربية، ودعا الخطيب للسلطان الخليفة. وقام مفتي بكين بترجمة الخطبة والدعاء إلى اللغة الصينية. وبكى أغلب المسلمين الحاضرين بكاءً حاراً بدافع فرحتهم وإن مسلمي الصين مترابطون فيما بينهم ترابطاً واضحاً برباط الدين المتين وإن إيراد الخطبة باللغة العربية لغة المسلمين الدينية، ورفع علم الدولة العثمانية على باب هذه الجامعة، قد أثر تأثيراً بالغاً في هؤلاء الناس الطيبي القلب، وحرك الدموع في أعينهم.
وفي مراسم الإفتتاح، ألقيت الخطبة باللغة العربية، ودعا الخطيب للسلطان الخليفة. وقام مفتي بكين بترجمة الخطبة والدعاء إلى اللغة الصينية. وبكى أغلب المسلمين الحاضرين بكاءً حاراً بدافع فرحتهم وإن مسلمي الصين مترابطون فيما بينهم ترابطاً واضحاً برباط الدين المتين وإن إيراد الخطبة باللغة العربية لغة المسلمين الدينية، ورفع علم الدولة العثمانية على باب هذه الجامعة، قد أثر تأثيراً بالغاً في هؤلاء الناس الطيبي القلب، وحرك الدموع في أعينهم.
وضمت الجامعة مكتبة جمعت مئات الكتب الدينية في الحديث والتفسير والشريعة التي حملها إلى هناك كبار العلماء وأساتذة العلوم الدينية الذين خدموا لسنوات طويلة في المكان.
تعليق