يواصل الإنسان رحلة اكتشاف الكون مسكونا بحب الاستطلاع وهاجس الكشف عن خبايا الكون وأسراره مدفوعا بأشواقه إلى المعرفة وتحقيق مصالحه وغالبا ما يجود الكون على الإنسان فيكشف له عن بعض ما أودعه فيه الخالق المبدع من معجزات وأسرار تكمن في أعماق المحيطات وآفاق السماء وجوف الصحراء.
ولم تتخلف الصحراء الأردنية في البادية الشمالية الشرقية عن هذه السنة الكونية وكافأت فريق بحث جيولوجي أردني - ألماني مشترك بعد 12 يوما من البحث والتنقيب في قلب البادية التي كشفت للفريق عن مجموعة أنفاق بركانية وكهوف تتشابه مع مثيلاتها الموثقة عالميا في استراليا وجزر هاواي وفى البرتغال.
ظلت هذه الأنفاق والكهوف البركانية نائمة في جوف الصحراء الأردنية حتى وصلها أعضاء الفريق الذي اكتشفها وأيقظها من غفوة بدأت قبل آلاف السنين وتغير فيها وجه الأرض وأهلها مرات ومرات.
وجاء اكتشاف هذه الأنفاق والكهوف الجديدة ثمرة يانعة لحملة بحث متواصلة تنظمها نقابة الجيولوجيين الأردنيين بالتعاون مع الجامعة الهاشمية وجامعة دارمشتات الألمانية هدفها الإسهام في تطوير وتنمية البادية الأردنية وتأهيل الكهوف المكتشفة وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي.
ويضم الفريق الذي اكتشف هذه الأنفاق رئيس قسم الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية الدكتور احمد الملاعبة ونقيب الجيولوجيين خالد الشوابكة ورئيس قسم الجيولوجيا في جامعة دارمشتات الخبير العالمي في مجال الكهوف ستيفان كمبه والخبير الدكتور هورست فوركر.
ويعرف الدكتور الملاعبة الأنفاق البركانية بقوله إنها أنفاق طبيعية تحت أرضية تشكلت دون تدخل الإنسان وهي ناتجة عن انسياب متصل لكتل (البازلت) المكونة من صخور بركانية سوداء والتي يكون معدل تبريد أسطحها أعلى من جوفها مع استمرار حركة الانسياب الداخلية لتكون تجويفا داخليا على هيئة نفق.
وأضاف انه تم رصد مجموعة من الأنفاق البركانية في الجزء البازلتي من البادية الأردنية الشمالية تتميز بسماكة السقف وصلابته وقابليتها للتطوير والتوسيع والتشكيل إضافة إلى سهولة التضاريس الطبيعية المحيطة بها.
وأوضح الملاعبة إن تاريخ اكتشاف الكهوف البركانية في منطقة البادية الشمالية الشرقية يعود إلى عام 1985 حين سجل شخصيا أثناء تحضيره للدراسات العليا في المنطقة أول هذه الكهوف في "أم القطين" وهو الكهف الشهير المعروف باسم "مغارة عزام" الواقع لقرب احد البراكين.
وتابع الملاعبة قائلا إن وجود هذا النفق الكهف وفر مؤشرا على تواجد أنفاق كثيرة مشابهة له نظرا لوجود نحو 200 بركان قديم في المنطقة المكسوة بالصخور البازلتية الناتجة عن الاندفاعات أو الانسيابات البركانية التي وقعت قبل 25 مليون سنة ويعود أحدثها إلى حوالي 4 آلاف عام.
وقال إن هذه المنطقة جزء من "حرة الشام" ومساحتها نحو 45 ألف كيلومتر مربع وتمتد من جبل العرب في سوريا مرورا بالأردن وصولا إلى شمال غرب السعودية عند صحراء النفوذ الكبرى.
ويشكل الجزء الأردني حوالي 11ألف و400 كيلومتر مربع من مساحة الحرة حسب الملاعبة الذي أضاف قائلا إن جهود اكتشاف مواقع هذه الأنفاق تعززت في السنوات الأخيرة وسجل اكتشاف عدة أنفاق جديدة في عدة مناطق أردنية.
يلفت نظر الداخل الى هذه الكهوف والأنفاق البازلتية التكوينات الجيولوجية البديعة إذ يصل عمق بعض الأنفاق إلى أكثر من 600 متر وتتراوح أقطارها بين10 و15 مترا وتزين سقوفها استدارات جميلة تتدلى منها الهوابط وكتل من المعادن النادرة.
وتمتاز الصخور البازلتية المكونة لهذه الكهوف بمواصفات فيزيائية وهندسية مناسبة وسقوف سميكة يتراوح سمكها بين خمسة وعشرة أمتار في حين تتميز أرضيات الكهوف والأنفاق المكتشفة بوجود طبقة من تربة الطمي الناعمة التي حملتها المياه معها خلال مواسم الأمطار ما يجعل المشي داخلها هينا لينا.
وقال الملاعبة إن الأنفاق البركانية توفر المأوى للعديد من الكائنات مثل الطيور والوطواط والحيوانات المفترسة وغيرها.
وحول استخدامات هذه الأنفاق والكهوف في منطقة البادية يقول الملاعبة أنها استخدمت عبر عصور طويلة مساكن للمعيشة ولأغراض الدفاع إضافة إلى العبادة ودفن الموتى وكمجمعات مائية إضافة إلى الزراعة.
وبالنسبة للكهوف المكتشفة حديثا أشار إلى إمكانية استخدامها كمناطق سياحية وترفيهية تضاف إلى المعالم السياحية الأردنية لأغراض السياحة البيئية ولكن بعد إعادة تأهيل هذه الأنفاق والكهوف بتوفير الإنارة الداخلية والمياه وتحسين مداخلها وإنشاء المنتزهات والاستراحات داخل الأنفاق.
ولفت إلى إمكانية ترويج هذه الكهوف محليا وعالميا لتشجيع السياحة باستقطاب المواطنين للقيام بجولات استكشافية مبديا اقتراحه بإنشاء خطوط للسكك الحديدية داخل الأنفاق الطويلة بهدف الترفيه.
وتابع الملاعبة قائلا انه يمكن استخدام الكهوف البازلتية لأغراض استراتيجية وعسكرية كملاجئ في حالات الطوارئ أو لتكون غرف مركزية للقيادة أو مستودعات لتخزين ذخيرة وأسلحة أو لتكون تحصينات ثابتة تمثل حجز الزاوية في الدفاع ويمكن إعادة تأهيلها في هذا المجال بفتح مداخل ومخارج متعددة للدخول والخروج بسهولة وسرعة.
ونظرا لما تتميز به الكهوف من اعتدال درجة حرارتها التي تتراوح بين 16 و20 درجة مئوية خلال معظم أيام السنة فان ذلك يشجع في استخدامها لتخزين المواد التموينية الأساسية.
ويؤكد الملاعبة إمكانية استخدام الكهوف والأنفاق البركانية لأغراض تعليمية إذ يمكن اختيار احدها ليكون " كهف مشاهدة " لغايات البحث العلمي الذي يقوم به طلبة المدارس والجامعات والباحثين من مختلف الجهات.
وعلى الصعيد الصحي يمكن استخدامها لأغراض طبية حيث أفادت الدراسات التي أجريت في استراليا وجزر هاواي والبرتغال التي توجد فيها أنفاق مشابهة إمكانية استخدامها لعلاج الأزمات الصدرية خصوصا الربو بسب استقرار الطقس فيها وهوائها النقي وكذلك علاج بعض الأمراض كالقلق والتوتر لما توفره أعماقها للإنسان فيها من سكينة وهدوء.
وأوضح الخبير الأردني انه اكتشف في العديد من الكهوف والأنفاق قطع صوانية وفخارية تدل على العصر الحجري الحديث من 4000 إلى 8000 عام قبل الميلاد ما يثبت إن الإنسان سكن هذه المنطقة منذ زمن موغل في القدم.
وبما إن المستقبل هو الابن الشرعي للحاضر فانه يستحق اهتماما كبيرا يجعل المستقبل أبهى وأجمل وفى هذا السياق يقول الدكتور الملاعبة إن معظم هذه الأنفاق بعيدة عن المناطق السكنية وعن الطرق المعبدة ويدعو إلى إنشاء طرق فرعية معبدة خاصة لهذه الأنفاق وكذلك إنشاء طرق جديدة في منطقة البادية لتسهيل حركة التنقل بين هذه الأنفاق في إطار الجولات السياحية.
ونظرا لأهمية المكتشفات الحديثة من الأنفاق والكهوف البركانية دعا الخبير الأردني الجهات المعنية إلى دعم جهود البحث والبدء بدراسة الكهوف في الأردن وطرح عطاءات استثمارية لجذب المستثمرين.
وأشار إلى أهمية استغلال هذه الكهوف في السياحة العلاجية خاصة وان التجارب العلمية أثبتت إن نقاء الهواء في داخل هذه الكهوف ونسبة الرطوبة المعتدلة تجعلها بيئة مناسبة للأغراض الطبية لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية مثل الربو والتحسس وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مشيرا إن الكثير من الكهوف في العالم تستخدم بنجاح لهذه الغاية كما هو الحال في استراليا. (كونا)
ولم تتخلف الصحراء الأردنية في البادية الشمالية الشرقية عن هذه السنة الكونية وكافأت فريق بحث جيولوجي أردني - ألماني مشترك بعد 12 يوما من البحث والتنقيب في قلب البادية التي كشفت للفريق عن مجموعة أنفاق بركانية وكهوف تتشابه مع مثيلاتها الموثقة عالميا في استراليا وجزر هاواي وفى البرتغال.
ظلت هذه الأنفاق والكهوف البركانية نائمة في جوف الصحراء الأردنية حتى وصلها أعضاء الفريق الذي اكتشفها وأيقظها من غفوة بدأت قبل آلاف السنين وتغير فيها وجه الأرض وأهلها مرات ومرات.
وجاء اكتشاف هذه الأنفاق والكهوف الجديدة ثمرة يانعة لحملة بحث متواصلة تنظمها نقابة الجيولوجيين الأردنيين بالتعاون مع الجامعة الهاشمية وجامعة دارمشتات الألمانية هدفها الإسهام في تطوير وتنمية البادية الأردنية وتأهيل الكهوف المكتشفة وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي.
ويضم الفريق الذي اكتشف هذه الأنفاق رئيس قسم الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية الدكتور احمد الملاعبة ونقيب الجيولوجيين خالد الشوابكة ورئيس قسم الجيولوجيا في جامعة دارمشتات الخبير العالمي في مجال الكهوف ستيفان كمبه والخبير الدكتور هورست فوركر.
ويعرف الدكتور الملاعبة الأنفاق البركانية بقوله إنها أنفاق طبيعية تحت أرضية تشكلت دون تدخل الإنسان وهي ناتجة عن انسياب متصل لكتل (البازلت) المكونة من صخور بركانية سوداء والتي يكون معدل تبريد أسطحها أعلى من جوفها مع استمرار حركة الانسياب الداخلية لتكون تجويفا داخليا على هيئة نفق.
وأضاف انه تم رصد مجموعة من الأنفاق البركانية في الجزء البازلتي من البادية الأردنية الشمالية تتميز بسماكة السقف وصلابته وقابليتها للتطوير والتوسيع والتشكيل إضافة إلى سهولة التضاريس الطبيعية المحيطة بها.
وأوضح الملاعبة إن تاريخ اكتشاف الكهوف البركانية في منطقة البادية الشمالية الشرقية يعود إلى عام 1985 حين سجل شخصيا أثناء تحضيره للدراسات العليا في المنطقة أول هذه الكهوف في "أم القطين" وهو الكهف الشهير المعروف باسم "مغارة عزام" الواقع لقرب احد البراكين.
وتابع الملاعبة قائلا إن وجود هذا النفق الكهف وفر مؤشرا على تواجد أنفاق كثيرة مشابهة له نظرا لوجود نحو 200 بركان قديم في المنطقة المكسوة بالصخور البازلتية الناتجة عن الاندفاعات أو الانسيابات البركانية التي وقعت قبل 25 مليون سنة ويعود أحدثها إلى حوالي 4 آلاف عام.
وقال إن هذه المنطقة جزء من "حرة الشام" ومساحتها نحو 45 ألف كيلومتر مربع وتمتد من جبل العرب في سوريا مرورا بالأردن وصولا إلى شمال غرب السعودية عند صحراء النفوذ الكبرى.
ويشكل الجزء الأردني حوالي 11ألف و400 كيلومتر مربع من مساحة الحرة حسب الملاعبة الذي أضاف قائلا إن جهود اكتشاف مواقع هذه الأنفاق تعززت في السنوات الأخيرة وسجل اكتشاف عدة أنفاق جديدة في عدة مناطق أردنية.
يلفت نظر الداخل الى هذه الكهوف والأنفاق البازلتية التكوينات الجيولوجية البديعة إذ يصل عمق بعض الأنفاق إلى أكثر من 600 متر وتتراوح أقطارها بين10 و15 مترا وتزين سقوفها استدارات جميلة تتدلى منها الهوابط وكتل من المعادن النادرة.
وتمتاز الصخور البازلتية المكونة لهذه الكهوف بمواصفات فيزيائية وهندسية مناسبة وسقوف سميكة يتراوح سمكها بين خمسة وعشرة أمتار في حين تتميز أرضيات الكهوف والأنفاق المكتشفة بوجود طبقة من تربة الطمي الناعمة التي حملتها المياه معها خلال مواسم الأمطار ما يجعل المشي داخلها هينا لينا.
وقال الملاعبة إن الأنفاق البركانية توفر المأوى للعديد من الكائنات مثل الطيور والوطواط والحيوانات المفترسة وغيرها.
وحول استخدامات هذه الأنفاق والكهوف في منطقة البادية يقول الملاعبة أنها استخدمت عبر عصور طويلة مساكن للمعيشة ولأغراض الدفاع إضافة إلى العبادة ودفن الموتى وكمجمعات مائية إضافة إلى الزراعة.
وبالنسبة للكهوف المكتشفة حديثا أشار إلى إمكانية استخدامها كمناطق سياحية وترفيهية تضاف إلى المعالم السياحية الأردنية لأغراض السياحة البيئية ولكن بعد إعادة تأهيل هذه الأنفاق والكهوف بتوفير الإنارة الداخلية والمياه وتحسين مداخلها وإنشاء المنتزهات والاستراحات داخل الأنفاق.
ولفت إلى إمكانية ترويج هذه الكهوف محليا وعالميا لتشجيع السياحة باستقطاب المواطنين للقيام بجولات استكشافية مبديا اقتراحه بإنشاء خطوط للسكك الحديدية داخل الأنفاق الطويلة بهدف الترفيه.
وتابع الملاعبة قائلا انه يمكن استخدام الكهوف البازلتية لأغراض استراتيجية وعسكرية كملاجئ في حالات الطوارئ أو لتكون غرف مركزية للقيادة أو مستودعات لتخزين ذخيرة وأسلحة أو لتكون تحصينات ثابتة تمثل حجز الزاوية في الدفاع ويمكن إعادة تأهيلها في هذا المجال بفتح مداخل ومخارج متعددة للدخول والخروج بسهولة وسرعة.
ونظرا لما تتميز به الكهوف من اعتدال درجة حرارتها التي تتراوح بين 16 و20 درجة مئوية خلال معظم أيام السنة فان ذلك يشجع في استخدامها لتخزين المواد التموينية الأساسية.
ويؤكد الملاعبة إمكانية استخدام الكهوف والأنفاق البركانية لأغراض تعليمية إذ يمكن اختيار احدها ليكون " كهف مشاهدة " لغايات البحث العلمي الذي يقوم به طلبة المدارس والجامعات والباحثين من مختلف الجهات.
وعلى الصعيد الصحي يمكن استخدامها لأغراض طبية حيث أفادت الدراسات التي أجريت في استراليا وجزر هاواي والبرتغال التي توجد فيها أنفاق مشابهة إمكانية استخدامها لعلاج الأزمات الصدرية خصوصا الربو بسب استقرار الطقس فيها وهوائها النقي وكذلك علاج بعض الأمراض كالقلق والتوتر لما توفره أعماقها للإنسان فيها من سكينة وهدوء.
وأوضح الخبير الأردني انه اكتشف في العديد من الكهوف والأنفاق قطع صوانية وفخارية تدل على العصر الحجري الحديث من 4000 إلى 8000 عام قبل الميلاد ما يثبت إن الإنسان سكن هذه المنطقة منذ زمن موغل في القدم.
وبما إن المستقبل هو الابن الشرعي للحاضر فانه يستحق اهتماما كبيرا يجعل المستقبل أبهى وأجمل وفى هذا السياق يقول الدكتور الملاعبة إن معظم هذه الأنفاق بعيدة عن المناطق السكنية وعن الطرق المعبدة ويدعو إلى إنشاء طرق فرعية معبدة خاصة لهذه الأنفاق وكذلك إنشاء طرق جديدة في منطقة البادية لتسهيل حركة التنقل بين هذه الأنفاق في إطار الجولات السياحية.
ونظرا لأهمية المكتشفات الحديثة من الأنفاق والكهوف البركانية دعا الخبير الأردني الجهات المعنية إلى دعم جهود البحث والبدء بدراسة الكهوف في الأردن وطرح عطاءات استثمارية لجذب المستثمرين.
وأشار إلى أهمية استغلال هذه الكهوف في السياحة العلاجية خاصة وان التجارب العلمية أثبتت إن نقاء الهواء في داخل هذه الكهوف ونسبة الرطوبة المعتدلة تجعلها بيئة مناسبة للأغراض الطبية لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية مثل الربو والتحسس وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مشيرا إن الكثير من الكهوف في العالم تستخدم بنجاح لهذه الغاية كما هو الحال في استراليا. (كونا)
تعليق