الزعفران....
تراب الجنة
وصف النبي الكريم صلي الله عليه وسلم الجنة وقال (تربتها الزعفران)، فهل هناك دلالات علمية وراء هذه المادة التي اختارها الله تعالى لأهل الجنة؟.
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله ما بناء الجنة قال: (لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك وتربتها الزعفران وحصبتها اللؤلؤ من يدخلها ينعم لا ييأس ولا يخرق ثيابه ولا يبلى)
الزعفران Saffron crocus نبات بصلي عطري من فصيلة السوسنيات, له بويصلة شعرية يتكاثر بواسطتها تحت التربة ويصل ارتفاع هذه النبتة من عشرة الى ثلاثين سنتيمترا, والجزء الفعال في الزعفران هي أعضاء التلقيح وتسمى ’’ السمات’’, وتنزع من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة على نار هادئة.تنشط بويصلات الزعفران مع هبوب رياح فصل الخريف وتخرج وروده, وينبت في مناطق معتدلة الحرارة تربتها رملية وأرضها مستوية, ونبات الزعفران لا يحتاج إلى الماء في الشتاء وبداية فصل الربيع, أما في فصل الصيف فيحتاج إلى قليل من الماء.
لون الزعفران أحمر برتقالي وذو رائحة نفاذة وطعم مميز.بدأت زراعته بكثرة في القرن العاشر الميلادي في بلاد إيران, كما كان يزرع في منطقة كشمير أيضا, ومع هجوم المغول على إيران وجد الزعفران طريقه للصين, وفي النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي حمل المسلمون هذه النبتة إلى الأندلس. أما أهم الدول المنتجة للزعفران حاليا فهي: إيران, اسبانيا والهند.
أصل اسم الزعفران فهو مشتق من اللغة العربية: أصفر, والذي منه جاءت كل هذه الأسماء باللغات الأخرى:
الفرنسية Safran الأيطالية Zaffarano
الأسبانية Azafràn الانجليزية saffron.
مركبات الزعفران تحتوي أعضاء التلقيح لنبتة الزعفران والمسماة ’’ سمات’’ على زيت دهني طيار ذي رائحة عطرية حيث تبلغ نسبة الزيت الطيار (0.3-1.5%) وتعتبر مادتي Safranal و picrocrocin من المواد الرئيسية المسؤولة عن الخاصية العطرية للزعفران وتبلغ نسبتهما حوالي 4% كما يحتوي الزعفران على مواد ملونة هي Crocin المشتق من Crocetin حوالي 2% وكذا Caroten والذي يبلغ حوالي 8%. . قيمة الزعفران الاقتصاديةيبلغ الإنتاج العالمي للزعفران حوالي 300 طن سنويا, وتبذل جهود كبيرة لزراعته, حيث يتطلب جمع وروده وتجفيفها حوالي 170-200 ساعة من العمل المتواصل وذلك لأنتاج حوالي 500 غرام من الزعفران! ونحتاج الى ما يقرب من 140 وردة من الزعفران للحصول على غرام واحد من هذه المادة, أما الهكتار الواحد فلا ينتج سوى 6 الى 8 كيلوغرامات فقط!! لذلك تعتبر هذه المادة أغلى محصول زراعي وأثمن أنواع التوابل في العالم ويشترى بالغرام
قيمة الزعفران الطبية
بالنسبة للعلم الحديث, فلقد أثبتت التجارب العلمية الكثيرة والحديثة ما لهذه النبتة الصغيرة من مفعول كبير في مجالات عديدة خاصة في مجال الطب العضوي والنفسي, وكذلك في مجال الصناعة كتلوين السجاد والمفروشات والملابس وغيرها, وفي صناعة العطور, ويستعمل في مجال الطبخ حيث يضفي على الطعام مذاقا مميزا ولونا جذابا.
الطب النفسي والزعفران
لقد تبين في نتائج أحدث تجربتين سريريتين أن الزعفران يشكل علاجا فعالا ضد الاكتئاب!! حيث ثبت للعلماء أن الزعفران مادة مفرحة بشكل قوي بحيث يعطي انسجاما نفسيا ويمنع اعتلال المزاج والكآبة, ويبعد الأمراض النفسية كالوساوس والمخاوف, كما يعتبر مادة منومة ومهدئة. وقد وجد العلماء بعد هذه التجارب أن الزعفران يضاهي في تأثيره الإيجابي على الإنسان تأثير الدواء Prozac الذي سمحت منظمة التغذية والدواء Foof and Drug Administation (FDA) ببيعه حديثا في الصيدليات للأطفال ما بين 7 و17 سنة وذلك لمعالجة الاكتئاب والاضطرابات النفسية المفرطة.
ويعتبر الدواء الأول المصادق عليه في الولايات المتحدة والذي يسمح ببيعه في الصيدليات للشباب والأطفال.الطب العضوي والزعفران لقد اكتشف العلماء حديثا بأن الزعفران يزيد من الطاقة الجسدية ويقوي حواس الإنسان كالسمع والبصر واللمس...
وفي دراسة يابانية أجريت على الفئران عام 2000، تبين أن الزعفران يحسن ويقوي الذاكرة وتعلم المهارات, واعتبروه مفيدا في معالجة اضطرابات الذاكرة.الزعفران علاج لأمراض عديدة تبين حديثا أن الزعفران ينشط القلب ويمنع ارتفاع وتسارع ضربات القلب في ما يسمى في الطب ب Tachyarrythmias
كما أنه يخفض كهرباء الدماغ خاصة في حالات الصرع حيث يعتبر دواءً مسكناً ومنشطاً للجهاز العصبي المركزي.
ويعتبر زيت الزعفران مضاداً للألم والتقلصات ويزيل آلام الطمث وغشاء اللثة وهو مفيد جدا للجهاز الهضمي لأنه منبه للمعدة وشديد المفعول للأمعاء لذلك يدخل في صناعة الأدوية الحديثة التي تستعمل لطرد الديدان المعوية وكذا في الأدوية المستعملة في تنشيط الإفراز البولي, كما يدخل في تركيب بعض أنواع من الكحل المساعد في إزالة الغشاوة من العين. ويساهم الزعفران أيضا في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية.
في دراسة أجريت سنة 1999 ونشرتها مجلة’’ الطب والبيولوجيا التجريبية’’ المتخصصة, أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان !!ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث العلمية التي أجريت على الحيوانات, أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة, بل يساهم أيضا في تقلص وانكماش الأورام الموجودة. وأوضحوا بأن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي لايكوبين وبيتاكاروتين, كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.
ويعتقد هؤلاء العلماء أن لايكوبين Lycopene قد يساعد في تقليل التلف المتسبب عن جزيئات الراديكالات الحرة Free radicals الضارة والذي يحدث طبيعيا عند معالجة الطعام في الجسم ويؤدي الى الأمراض والشيخوخة.
موطن و تاريخ الزعفران
يستوطن اماكن كثيرة من آسيا خصوصاً بلاد فارس ، حالياً يزرع بكثرة في إيران وإسبانيا والهند ، بدأت زراعته بكثرة بالقرن العاشر الميلادي في بلاد فارس في دربينة و أصفهان . وهنالك انواع اخرى من الزعفران تزرع في ديليشاني و سنغور ( مناطق جبلية في إيران ) ، وفي شرق إيران ، وفي كردستان .
كذلك يزرع حالياً الزعفران في بورما وفي الصين .
الزعفران عرفه قدماء المصريين ، وقد جاء ذكره في مخطوطات البردى المكتوبة باللغة الهيروغليفية . كما ذكر في إلياذة هوميروس .
والزعفران هو الكركم بالعبرية . كما جاء في مزامير سيدنا داوود .
عرفه قدماء الإغريق والرومان ، تم استيراد الزعفران الى انكلترا من الشرق منذ عدة قرون ، حالياً يعتبر الزعفران الاسباني هو الاحسن في العالم ، يستعمل في وجبة شعبية " بقية " عبارة عن ارز وزعفران وثمار البحر ، وهي من المقبلات تؤكل قبل الطعام
لجمع كيلو غرام واحد من الزعفران الجاف قد يستلزم 130.000 وردة من الصنف نفسه والزعفران يعتبر من التوابل غالية الثمن ، ويشترى بالغرام .
تركيب الزعفران
• زيت طيار عطري . • إيثيروزيد . • كريتنويدات .
استعمالات و فوائد الزعفران الطبية
1. مكرع ومجشئ ، طارد للأرياح ، وبنفس الوقت فإنه يوقف شهية الطعام ، يستعمل للحمية وتخفيض الوزن .
2. معرق ويساعد على تخفيض الحرارة .
3. يساعد على بدء الطمث .
4. منشط للطاقة الجنسية .
5. مفيد في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية .
6. مفيد في معالجة البشرة الجافة ، يمكن مزج الزعفران مع الزنجبيل لتحسين الاداء والنتائج ، وإعطاء البشرة الطراوة اللازمة .
7. يعطي الزعفران طاقة ، فهو يزيد في الطاقة الجسدية ويقوي الحواس من سمع وإبصار وشم ولمس وغيرها .
8. ينشط الزعفران القلب ويمنع تسرع القلب والخفقان . يستعمل في معالجة هذه الامراض
Tachyarrythmias . 9. مفرح قوي يعطي انسجاماً نفسياً ، يمنع اعتلال المزاج والكآبة والاعتلال ، والامراض النفسية والوساوس والمخاوف . منوم ومهدئ .
10. يخفض كهرباء الدماغ خصوصاً في حالات الصرع .
الآثار الجانبية للزعفران
• في جرعات اكثر من خمس غرامات ( العلب البلاستيكية التي تباع تحتوي
(0.7 غرام ) يؤدي الى استدعاء الطبيب .
• احمرار الوجه
• زيادة كبيرة في الطمث
• سقوط الاجنة
• رعاف
• هبوط في النبض
• دوخة.
والزعفران من النباتات المكلفة في زراعته ماديا وفنيا لذا أصبح سعره باهظ الثمن وخصوصا الأنواع الفاخرة منه ... وللحصول مثلا على ( نصف كيلو غرام ) من الزعفران فإنه يتطلب زراعة ما لا يقل عن 70.000 زهرة ، كما أن تجفيفه يفقده الكثير من وزنه فـالخمسة وعشرين كيلو غرام منه يصبح بعد التجفيف مايقرب من خمسة كيلو غرامات فقط
والزعفران يستخدمه الكثير من الناس حيث يتم إضافته الى القهوة العربية وكذلك الشاي , كما يضاف الى بعض المأكولات والحلويات ليعطي لونا أصفرا ورائحة زكية .
ومن فوائد الزعفران أنه يعتبر مضاد للتشنج ويُدخل السرور على قلب من يشربه , منبه للأعصاب ، ومنشط ومدر للطمث ، وقد أُستخدم الزعفران منذ القدم في علاج كثير من الأمراض مثل النزلات المعوية ، والتخفيف من غازات المعدة وإضطراباتها ولعلاج السعال الديكي ونزلات البرد .
ويستخدم في العلاجات الدينية ككتابة الأوردة والآيات القرآنية بمداد من الزعفران وماء الورد جلبا للنفع والشفاء بإذن الله
كما يدخل الزعفران في بعض صناعة الأدوية الحديثة كتـلك المستعملة لطرد الديدان المعوية والأدوية المهدئة للحالات العصبية والنفسية والأدوية المستعملة لتنشيط الإفراز البولي و كذلك في بعض الأدوية المستخدمة لتنشيط القلب ...
والطب الحديث لا يعترف بأن الزعفران منشط جنسي وأن ما كان يُعتقد قديما هو غير صحيح
و تؤكد الأبحاث أيضا بأن الإكثار من تناول الزعفران يؤدي الى الشعور بالصداع وتنويم الحواس لذا ( ينصح بعدم الإكثار منه )
أجود أنواع الزعفران ذو الشعر الأحمر الذي ليس في أطرافه صفرة وأفضله الطري الحسن اللون , الزكي الرائحة , الغليظ الشعر
شراب الزعفران :
يوضع غرام واحد من الزعفران في لتر من الماء ويغلى ... وبعد تبريده يمكن إضافة قليل من ماء الورد والسكر إليه حسب الرغبة , ويشرب باردا .
- عند الشعور بالدوار يذوب الزعفران في قليل من الماء ويشم بعد ذلك.
- عند الشعور بالصداع يتم شم الزعفران المذاب بالماء مع قليل من المر.
للزعفران أهمية بالغة لدى صانعي خلطات العطور العربية، حيث يدخل الزعفران في جميع الخلطات الشعبية للعطور الشائعة (المخلّط) بأنواعه و(المخمريه)
كما يدخل في تركيبة (الدّخون) أي البخور...
وقد شاع استخدامه خالصاً بعد استخلاص رائحته ولونه من شعيراته الرقيقة كعطرٍ للشعر والرقبة والجسم، وقد كان الشعراء سابقاً يتغنون بالزعفران الذي يعطر ويصبغ الرقبة والخدود باللون البرتقالي