رحلة داخل الجزيرة العربية للمستشرق الالماني يوليوس أويتنج
قبل قرن ونصف حمل المستشرق الالماني يوليوس أويتنج عدته وعتاده متوجها الى الجزيرة العربية
قدم وصفا دقيقا لكل موقع أثري مر به في رحلته التي استغرقت ثمانية اشهر متتالية تمكن خلالها من زيارة مناطق كاف، والجوف، وحائل، وتيماء، وتبوك، والحجر «مدائن صالح»، والعلا، والوجه، كما قدم صورة اتسمت بدقة الملاحظة وعمق الرؤية عن الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في المناطق التي زارها، إضافة الى معلومات نادرة عن تاريخ وجغرافية تلك المناطق واحوالها السياسية.
وسجل الرحالة كل ما شاهده في يوميات اتسمت بالاعتماد على أسلوب الوصف العلمي السليم الذي يقوم على أساس المشاهدة الواقعية ويبتعد عن أسلوب الخيال القصصي وزاد على ذلك في نقل مشاهدته عن طريق الرسم الذي اجاده بدقة.
كما حرص المؤلف على تقديم وصف دقيق للمدن والقرى التي زارها والطرق والمسالك التي سار عبرها، ومناهل الآبار وموارد المياه، والجبال والصحراء والآثار والمباني، والقلاع والحصون وأحوال الطقس، كما حرص المؤلف ايضا على تقديم وصف مفصل للعادات والتقاليد وأحوال المعيشة للمجتمعات التي زارها، وهو لا يكتفي في كثير من الاحيان بمجرد الوصف ونقل مشاهداته اليومية، بل انه يسخر موهبته الفذة في فن الرسم، لينقل الينا صورة واقعية لمعلم او شخص او خلافه.
واعتبر المترجم أن الكتاب يتضمن معلومات نادرة وقيمة قد لا نجدها في أي مصدر آخر يفيد المؤرخ والجغرافي وعالم الاجتماع وعالم الاقتصاد.
كاف.. قرية الملح
قصر كاف
* بدأ الرحالة يومياته التي كتبها عن رحلته الشهيرة إلى شمال الجزيرة العربية بالحديث عن كاف، التي تقع في الطرف الشمالي الغربي من السعودية، واستمرت حاضرة للمنطقة حتى قبل 72 عاما حين وافق الملك عبد العزيز على انتقال الدوائر الحكومية منها الى النبك «القريات» نظرا لعدم إمكان التوسع العمراني فيها، ووصف الرحالة الالماني قرية كاف ومنازلها وعدد سكانها ومأمور البلد ابان زيارته لها وهو عبد الله الخميس حيث قال: «تقع قرية كاف في منطقة سبخة تسمى النبك والعقيلة، وهي تمتد مسيرة يوم نحو الغرب والجنوب الغربي. وتحدها من الجهات الاخرى سلاسل جبلية ذات اسماء متعددة. ويقال ان وادي الراجل الذي يبدأ من جنوب شرقي جبل الدروز ويطلق عليه بدءا من قصر الازرق اسم وادي السرحان يصل الى هذه المنطقة. ولكن تجدر الاشار الى ان من هم برفقتي من البدو يقولون ان وادي السرحان يمتد على مسيرة ثماني ساعات الى الجنوب الشرقي من قرية اثره، التي تبعد 14 كيلومتراً إلى الشرق من كاف.
ويبلغ عدد بيوت قرية كاف حوالي ثلاثين بيتا. الجزء الشرقي الاقل اهمية فهو ذو مدخل عريض بدون بوابة. كما ان بساتينه وآباره اقل عددا. اما الجزء الغربي الذي يسكنه الشيخ عبد الله الخميس فإن مجموعة منازله تتسم بالضخامة وتشتمل على عدة اقنية.
وواصل المؤلف كتابة مذكراته الطويلة لرحلته من كاف الى الجوف عبر وادي السرحان في يوم الاربعاء 3/10/1883م
الجوف قلاع وقصور ونقوش
قلعة مارد
نقش إسلامي عثر عليه في منطقة الجوف
نقش لاتيني اكتشف في منطقة الجوف
* وواصل الحديث عبر الرحلة إلى الجوف وحتى وصوله إليها بقوله: «بدأ طريقنا ينحدر بشدة في اتجاه واحة الجوف المنخفضة، حيث أخذنا طريقنا عبر ممر يقع بين صخور رملية إلى منطقة واسعة متموجة تكثر بها الصخور والرمال التي تتخللها أحجار فضية اللون على شكل فقاعات ضخمة. في منطقة تحيط بها سلاسل جبال يتراوح ارتفاعها ما بين 500 ـ 400 م تقع في العمق واحة النخيل مع بعض البيوت التي تشرف عليها قلعة مارد والقصر، وإلى الخلف من الناحية الشرقية تظهر صحراء النفود الخالية من المياه وذات الرمال المتطايرة ممتدة جنوبا
http://ia600508.us.archive.org/17/it...-aljazeera.pdfكتاب رحلة داخل الجزيرة العربية
تأليف: يوليوس أوتينج.
حرر أصله بالألمانية: كرستين و أوفه بفلمن
ترجمة وعلق عليه: د سعيد فايز السعيد.
الناشر: دارة الملك عبد العزيز 1419هـ-1999م.
حمل الكتاب من هذا الرابط:
تأليف: يوليوس أوتينج.
حرر أصله بالألمانية: كرستين و أوفه بفلمن
ترجمة وعلق عليه: د سعيد فايز السعيد.
الناشر: دارة الملك عبد العزيز 1419هـ-1999م.
حمل الكتاب من هذا الرابط:
تعليق