جبل كايلاش
الغموض المقدس
المحور موندي ، مركز الكون ، سر العالم ، ركيزة العالم ، كانغ كانغ ( جوهرة الثلج الثمينة ) جبل الصليب المعقوف ، كل هذه الأسماء تنتمي إلى واحد من أقدس الجبال واكثرها غموضاً في العالم لعدد من الديانات .
في منطقة نائية ووعرة في إقليم التبت يقع جبل كايلاش - الجبل العظيم والمقدس لدى البوذيين والهندوس ، كايلاش في اللغة السنسكريتية kelasa التي تعني الكريستال وهو يمثل محور العالم ودرج يصعد من خلاله إلى السماء ، ارتفاعه يقدر بـ6714 متر وعظمته لا تكمن في ارتفاعه بل في شكله المتميز وهو يقع في منطقة خالية من الجبال المجاورة ،و يمنع تسلق ذلك الجبل لأن ذلك يعتبر تدنيس للمقدسات وهو يعتبر مصدر الأنهار الآسيوية الكبرى مثل نهر السند ونهر براهمابوترا وكارنالي ، ويعتقد أصحاب تلك الديانات بوجود بحيرتين تحت قاعدة الجبل ، بحيرة لانسارفور المقدسة ذات المياه العذبة وبحيرة راخاست شديدة الملوحة التي تمثل بحيرة الشيطان ولها شكل هلال ، وتمثل تلك البحيرات قوى الشمس وخسوف القمر والطاقات الإيجابية والسلبية .
يبدو شكل هذا الجبل لافتاً وقد اقترح عدد من الباحثين الروس أن هذا الجبل هو في الواقع هرم عملاق من صنع الإنسان منذ العصور القديمة ، وإذا كان ذلك صحيحاً ( ونحن نشكك في ذلك ) فهو يعتبر اكبر هرم على وجه الكرة الأرضية .
كتب الشاعر المتصوف فرانك سكاسلاتي وهو أحد عشاق الخيال العلمي والمعروف برحلاته المتعددة للعديد من دول العالم وسيره لمسافات طويلة في الغابات والبراري قصيدة في جبل كايلاش حيث قال :
هنا يكمن العالم الخفي
الغموض ، المجهول ، والممنوع
حيث تسكن الكيانات مع التكنولوجيا
هنا يكمن ما يستعصي علينا فهمه
هنا تبقى المعرفة الخفية في هذا البعد الآخر ، والحقيقة التي لم تكشف بعد
القوى الأرضة ، والسلطة إلى الأبد
المعرفة هنا ممنوعة لشن الحروب ، ولن تعطى إلا عندما يفهم البشر كيفية استخدامها لصالح الجنس البشري
وعندما ندخل إلى عالمهم سوف نجدها .
الأساطير المتعلقة بجبل كايلاش في الأديان
وفقاً للأسطورة البوذية حول جبل كايلاش تقول أن الساحر مايلاربيا تحدى الساحر بون تشونغ نارو ودارت بينهم معركة شرسة باستخدام السحر وكل أنواع الطاقات المتوفرة لديهم ولكن لم ينتصر احدهما على الآخر ، ثم قرروا التسابق فيما بينهم إلى أعلى قمة جبل كايلاش ومن يصل أولا سوف يكون المنتصر ، ولكنهما وصلا للقمة في وقت واحد فالأول كان يستخدم نوعا من السحر جعله يصل للقمة بشكل سريع للغاية والثاني وصل معه بنفس الوقت باستخدام ( أشعة الشمس ) وأخذ بيده كرة من الثلج ورماها بأعلى قمة الجبل ومن ذلك الحين وقمة الجبل يكسوها الثلج صيفا أو شتاءا
يعتبر جبل كايلاش مكان مقدس للديانات الهندوسية – البوذية – الجاينية – والبون .
في الهندوسية يعتقدون أن الرب شيفا يتواجد في قمة جبل كايلاش حيث يجلس في حالة تأمل دائم برفقة زوجته بارفاتي .
وفي البوذية يعتبرون هذا الجبل هو منزل بوذا ورمزاً للنعيم الدائم .
في الجاينية هو رمز للسكينة والمعراج إلى السماء ، وفي ديانة البون هو مقر السلطة الروحية لجميع البشر .
من الجدير بالذكر أنه في كل عام يحج الآلاف من أتباع هذه الديانات إلى جبل كايلاش في تقليد قديم يعود إلى آلاف السنين ، وهم يتفقون جميعاً أن الطواف حول جبل كايلاش سيراً على الأقدام وقطع مسافة 52 كيلو حول ذلك الجبل هو من الطقوس المهمة والثابتة التي تجلب الحظ الوافر ، ولكن أتباع الديانات البوذية والهندوسية يطوفون باتجاه عقارب الساعة ، أما أتباع ديانة البون والجاينية فهم يطوفون بعكس عقارب الساعة ، ويعتقدون انه ينبغي بذل الجهد والمشي حول الجبل لمدة يوم كامل ( وهذا لا يعتبر مهمة سهله ) لجلب الحظ والسعادة الروحية ، مع عدم محاولة تسلق الجبل أو وضع القدم على صخور ذلك الجبل لأنه يعتبر خطيئة كبرى .
نشير إلى أنه تم إيقاف الحج إلى ذلك الجبل في عام 1954 م بسبب الاضطرابات السياسية والحدودية بين الصين والهند ، وفي عام 1978 م تم السماح لعدد محدود من الحجاج الهنود لزيارة الجبل تحت إشراف الحكومتين الصينية والهندية .
تعليق