رحالة دنماركي يرصد قبل 100 عام حال الجزيرة العربية وواقعها السكاني والسياسي
* عندما شاهد الرياض قال إنها مقر عائلة آل سعود التي هزت يدها الحديدية العالم الإسلامي من أساسه
* تعدت رحلة الدنماركي باركلي رونكيير، التي قام بها الى الجزيرة العربية قبل نحو مائة عام، هدفها الاساسي لفك ألغاز وأسرار أعماق الصحراء في الجزيرة العربية وتهيئة قاعدة لبعثة رئيسية دنماركية الى الصحراء العربية التي كانت مجهولة لتغطي الرحلة جوانب مهمة شملت دراسة التركيبة السكانية للمنطقة وتضاريسها مع محاولة تحليل نفسيات حكام أقاليم الجزيرة العربية قبل نحو قرن من اليوم، إضافة الى تسليط الاضواء على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تلك الفترة.
وكتب الرحالة الدنماركي قصته في كتاب بالدنماركية ثم ترجم الى الانجليزية واسماه «عبر الأرض الوه
ابية على ظهر جمل» ونجح منصور بن محمد الخريجي، الذي عمل مترجما للملك فيصل، ثم عمل نائبا لرئيس المراسم الملكية السعودية عدة سنوات، في ترجمة الكتاب الى العربية.
وشدد المترجم على ان سماع آراء او قراءة وجهات نظر معينة وتبنيها دون مجهود ذاتي للتأكد من صحتها هو عمل سيئ، ولكن الأسوأ منه هو الثبات عليه بعد ان تتاح الفرصة للمتلقي تكوين رأيه المستقل، مؤكدا ان الرحالة والمستشرقين عموما يفدون الى البلاد التي يريدون اكتشافها او دراسة اهلها وثقافتهم وحضارتهم ومعتقداتهم ويكون اغلبهم قد تشبعوا بآراء وأفكار قد حسبوها حقائق أخذوها عن اشخاص او كتب او عرفوا بها بطريقة ما من دون ان يكلفوا انفسهم عناء البحث المتجرد.
ولم يشذ رونكيير عن هذه القاعدة، فهو قدم الى الجزيرة العربية ولديه افكار وآراء عن العرب عموما وديانتهم والوهابية بصفة خاصة ولا مجال لتغييرها: «كل يوم يمر كنت اجد حياة القافلة اقل متعة من السابقة. كما ان التعامل مع العرب اصبح اكثر صعوبة حيث يزداد تطرفهم الديني اشتعالا كلما اقتربوا من نجد اكثر فاكثر». مع انه قال في مكان آخر من كتابه عن المطوع الذي رافق القافلة من ثادق الى الرياض: «انه كان يؤذن للصلاة ولا احد من افراد القافلة يعيره أي انتباه مع انهم كانوا كثرة». وفي مكان آخر يرسم صورة كاريكاتيرية للرجل الذي كلفه امير عنيزة بمرافقتهم الى الرياض: «ان هذا الرجل الذي اوكلت اليه مهمة مراقبتنا منذ حين وصولنا كان وهابيا كئيبا متزمتا زاد من تجهمه الكحل الاسود الذي كان يصبغ به دائما عينية وحواجبه. انه يمد الكحل خارج عينيه لدرجة ان جفونه تبدو وكأنها متصلة بأذنيه».
لا شك انه كانت هناك مفاجأة سارة تنتظر رونكيير في الرياض التي كان قلبه يتسارع في دقاته العنيفة قبل الوصول اليها والتعامل مع حكامها! كان يتوقع الأسوأ، والأسوأ هو ما كان قطع به حتى قبل ان يبدأ رحلته. لم ينتظر كي يكوّن رأيا مستقلا عن حاكم الرياض بعد ان يقابله ولكنه اختار الطريق الأسهل وهو تبني آراء سمعها او قرأها دون التأكد من صدقها. لنقرأ هنا ما يقوله وهو ذاهب ليقابل الإمام عبد الرحمن الفيصل: «ابلغوني انني سوف اقابل الإمام عصر هذا اليوم، لم يكن ذلك عبد العزيز الذي خرج فعلا لغزو عرب أحد القبائل، ولكنه والده عبد الرحمن. اتخذت كل الاحتياطات الضرورية لحماية كلب كافر حل في تلك المدينة شديدة التطرف». وهذا ما خرج به عن الإمام بعد ان قابله: «ان عبد الرحمن شيخ عظيم الوسامة يحمل مظهره الكلي روح المغامرة ونبل الفخامة ويوحي للناظر اليه انه بطل قصة حقيقية من قصص الف ليلة وليلة. انه لطيف ولكنه جاد ووقور له عينا صقر ولحيته بيضاء».
* عندما شاهد الرياض قال إنها مقر عائلة آل سعود التي هزت يدها الحديدية العالم الإسلامي من أساسه
* تعدت رحلة الدنماركي باركلي رونكيير، التي قام بها الى الجزيرة العربية قبل نحو مائة عام، هدفها الاساسي لفك ألغاز وأسرار أعماق الصحراء في الجزيرة العربية وتهيئة قاعدة لبعثة رئيسية دنماركية الى الصحراء العربية التي كانت مجهولة لتغطي الرحلة جوانب مهمة شملت دراسة التركيبة السكانية للمنطقة وتضاريسها مع محاولة تحليل نفسيات حكام أقاليم الجزيرة العربية قبل نحو قرن من اليوم، إضافة الى تسليط الاضواء على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تلك الفترة.
وكتب الرحالة الدنماركي قصته في كتاب بالدنماركية ثم ترجم الى الانجليزية واسماه «عبر الأرض الوه
ابية على ظهر جمل» ونجح منصور بن محمد الخريجي، الذي عمل مترجما للملك فيصل، ثم عمل نائبا لرئيس المراسم الملكية السعودية عدة سنوات، في ترجمة الكتاب الى العربية.
وشدد المترجم على ان سماع آراء او قراءة وجهات نظر معينة وتبنيها دون مجهود ذاتي للتأكد من صحتها هو عمل سيئ، ولكن الأسوأ منه هو الثبات عليه بعد ان تتاح الفرصة للمتلقي تكوين رأيه المستقل، مؤكدا ان الرحالة والمستشرقين عموما يفدون الى البلاد التي يريدون اكتشافها او دراسة اهلها وثقافتهم وحضارتهم ومعتقداتهم ويكون اغلبهم قد تشبعوا بآراء وأفكار قد حسبوها حقائق أخذوها عن اشخاص او كتب او عرفوا بها بطريقة ما من دون ان يكلفوا انفسهم عناء البحث المتجرد.
ولم يشذ رونكيير عن هذه القاعدة، فهو قدم الى الجزيرة العربية ولديه افكار وآراء عن العرب عموما وديانتهم والوهابية بصفة خاصة ولا مجال لتغييرها: «كل يوم يمر كنت اجد حياة القافلة اقل متعة من السابقة. كما ان التعامل مع العرب اصبح اكثر صعوبة حيث يزداد تطرفهم الديني اشتعالا كلما اقتربوا من نجد اكثر فاكثر». مع انه قال في مكان آخر من كتابه عن المطوع الذي رافق القافلة من ثادق الى الرياض: «انه كان يؤذن للصلاة ولا احد من افراد القافلة يعيره أي انتباه مع انهم كانوا كثرة». وفي مكان آخر يرسم صورة كاريكاتيرية للرجل الذي كلفه امير عنيزة بمرافقتهم الى الرياض: «ان هذا الرجل الذي اوكلت اليه مهمة مراقبتنا منذ حين وصولنا كان وهابيا كئيبا متزمتا زاد من تجهمه الكحل الاسود الذي كان يصبغ به دائما عينية وحواجبه. انه يمد الكحل خارج عينيه لدرجة ان جفونه تبدو وكأنها متصلة بأذنيه».
لا شك انه كانت هناك مفاجأة سارة تنتظر رونكيير في الرياض التي كان قلبه يتسارع في دقاته العنيفة قبل الوصول اليها والتعامل مع حكامها! كان يتوقع الأسوأ، والأسوأ هو ما كان قطع به حتى قبل ان يبدأ رحلته. لم ينتظر كي يكوّن رأيا مستقلا عن حاكم الرياض بعد ان يقابله ولكنه اختار الطريق الأسهل وهو تبني آراء سمعها او قرأها دون التأكد من صدقها. لنقرأ هنا ما يقوله وهو ذاهب ليقابل الإمام عبد الرحمن الفيصل: «ابلغوني انني سوف اقابل الإمام عصر هذا اليوم، لم يكن ذلك عبد العزيز الذي خرج فعلا لغزو عرب أحد القبائل، ولكنه والده عبد الرحمن. اتخذت كل الاحتياطات الضرورية لحماية كلب كافر حل في تلك المدينة شديدة التطرف». وهذا ما خرج به عن الإمام بعد ان قابله: «ان عبد الرحمن شيخ عظيم الوسامة يحمل مظهره الكلي روح المغامرة ونبل الفخامة ويوحي للناظر اليه انه بطل قصة حقيقية من قصص الف ليلة وليلة. انه لطيف ولكنه جاد ووقور له عينا صقر ولحيته بيضاء».
تعليق