أنجليك كوتن
الفتاة الكهربائية
سأستعرض لكم قصة فتاة تنبطق عليها حالة البولترجيست
( كلمة «بولترجايست» مشتقة من كلمتين ألمانيتين هما: Poltern (وتعني «إحداث ضوضاء»)، وGeist (وتعني «شبح»). والمصطلح نفسه يعني حرفيًا: «الشبح الصاخب».)
إلا ان قدراتها الخارقة تختلف قليلا عنها , وهي أنجليك كوتن “Angelique cottin” , فتاة ريفية من نورماندي شمال فرنسا , هذه الفتاة معروفة بالفتاة الكهربائية وأيضا باسم فتاة البولترجيست ,قدراتها لم تكن الاولى من نوعها ولكنها خضعت للتحقيق العلمي بشكل كبير لذلك نجدها في مختلف الابحاث الروحية والباراسايكولوجيا وأيضا عند باحثين مشككين من خارج مجال الماورائيات .
أول مرة نشطت فيها قدرة هذه الفتاة عندما كانت في الرابعة عشر من عمرها سنة 1846 م , عندما كانت أنجليك بصحبة بعض الفتيات تحيك قفازات حريرية على إطار من خشب البلوط , وفجأة بدأ الإطار يهتز وكأن الحياة قد دبت فيه , عندها حاول الفتيات جاهدين إيقافه إلا أنهم لم يستطعن ,فيئسن وركضن لمناداة الجيران الذين لم يصدقوهم وطلبو منهن متابعة عملهن , فعادو بهدوء بالترتيب الواحدة تلو الاخرى إلى إطار الحياكة , فبقيت مستقرة إلى ان وصلت أنجليك فبدأ الإطار بالاهتزاز من جديد , عندها أصيب الفتيات برعب شديد لكن أنجليك شعرت بانجذاب غريب نحو الإطار .
اول حكم أطلقه والدا أنجليك عندما سمعو القصة أن ابنتهم مسكونة , وهمّو بأخذها إلى الكاهن لطرد الأرواح الشريرة منها , إلا أن راعي الأبرشية كان مثقفا وذو عقل منفتح فمنع حالة الطرد لأنه لاحظ ان هذه الحالة لا تتعلق بمسألة لبس الشيطان , فأراد مشاهدة ما تستعرضه الفتاة من قوى , وعندما شاهدها اقتنع انها قدرات جسدية من النوع العلمي فنصح الوالدين بأخذها إلى الطبيب .
بدأت حالة أنجليك تسوء , فأصبح اي شيء تقترب منه وتلمسه بأصبعها او حتى بثوبها ينتفض مبتعداً منها , حتى سرير نومها يهتز عندما تقترب منه , وكان المكان المريح لها حينها هو الحجر المغطى بالفلين , أما الاشخاص الذين كانت تقترب منهم كانو يتلقون صدمة كهربائية مباشرة .
أحد الاشخاص المدعو “هربرت” بينما كان جالسا على صندوق ثقيل ارتفع في الهواء مع الصندوق , ولوحظ هبوب نسمة باردة في مكان وجودها وهذه إحدى مظاهر “البولترجيست” , كانت تتعرض أنجليك لجروح ذاتية نتيجة حركات يدها العنيفة حلال ردود أفعالها اللاإرادية , وعندما تستعرض قدراتها كانت ترتفع دقات قلبها إلى 120 في الثانية ,وعانت من اختلاجات في بعض الأحيان فاكنت تهرب من المكان مرعوبة .
كانت أعراض قدراتها على جسدها تضعف خلال وقوفها على سجادة او قماش مشمّع , لكنها تنشط بشكل كبير عندما تقف حافية على الارض .
وقد لوحظ ان المعادن لا تتأثر , مما يدل أن الطاقة المنبعثة منها هي من انواع الكهرباء ولكنها من مصدر مجهول , كانت تغيب قدراتها عنها أحياناً لمدة يومين او ثلاثة , وتعود فجأة دون سابق انذار.
لقد لاحظ الدكتور “تانشو” بعد الاختبارات التي خضعت لها أنجليك , نسمة باردة تدور حولها , وطاولة الطعام تحركت من مجرد لمس ثوب الفتاة لها , بالإضافة إلى أمور اخرى , حيث كان الدكتور “تانشو” مقتنعاً بشكل وافي بماشاهده مما دفعه لإقامة لجنة بحث وتحقيق اولي , وأقرّت اللجنة بأن الظاهرة حقيقية وتم نشر تقرير في مجلة “Journal des debats” في فبراير 1846م.
الدكتور “أراغو” ظن بأن القدرات التي تستعرضها أنجليك نوع خاص من الكهرومغناطيسية , ولاحظ بأن القسم الأيسر من جسمها خاصة حول حوضها ويدها اليسرى , هو الذي يشمل قوة النفر الأكثر شدة , وخلال استعراضها لقدراتها كانت الجهة اليسرى أكثر حرارة من اليمنى .
الظواهر هذه لم تكن تجسدها طيلة اليوم بل كانت تأتي على أوقات منقطعة , وكانت تبلغ ذروتها في المساء بين الساعة السابعة والتاسعة.
لقد استنتج “أراغو” نظريته الكهرومغناطيسية بخصوص هذه الظاهرة بعد ان راقب حساسية الفتاة الغريبة تجاه المغناطيسات , فمثلا تأرجحت إبرة ممتدة أفقيا بشكل سريع بمجرد ان حركت الفتاة يدها , رغم عدم وجود اي ملامسة , لكن الإبرة بقيت ثابتة بمجرد إبعادها عن الفتاة “مصدر التأثير” .
إذا اقتربت الفتاة من القطب الشمالى لمغناطيس تختبر تتلقى صدمة قوية شبه كهربائية , ولكن عندما تقترب من القطب الجنوبي لا يحدث أي تاثير , إلا ان ما اصاب “اراغو” بالحيرة هو انعدام اي قدرة للفتاة في التأثير على إبرة البوصلة ..!
وفي النهاية لخص الدكتور “أراغو” كل ملاحاظاته وتشخيصة بالقول أن حالة أنجليك كوتن كالتالي :
“بأنه وفق شروط معينة يطلق الكائن البشري قوة فيزيائية تستطيع دون وسائل مرئية رفع الأجسام الثقيلة , جذبها او نفرها , ووفق قانون القطبية , نقلبها وتصدر ظاهرة الصوت”
لقد توقفت قدرة الفتاة عن التجسد بعد فترة قصيرة , ربما نتيجة تغيرات بيولوجية في جسدها , او اسباب اخرى لازالت مجهولة .
هذه الحالة تجعلنا في موقف رغبة ملحة في معرفة المزيد حول حقيقتنا , هذه الحالة قبل أكثر من 100عام حيرت العلماء إلا انهم صدقو بوجودها ووثقها وأخضعوها للدراسات , اليوم لو تكرر الامر مع حالة أخرى كيف ستكون ردة فعل محيطها ؟ إذا اقتربت الفتاة من القطب الشمالى لمغناطيس تختبر تتلقى صدمة قوية شبه كهربائية , ولكن عندما تقترب من القطب الجنوبي لا يحدث أي تاثير , إلا ان ما اصاب “اراغو” بالحيرة هو انعدام اي قدرة للفتاة في التأثير على إبرة البوصلة ..!
وفي النهاية لخص الدكتور “أراغو” كل ملاحاظاته وتشخيصة بالقول أن حالة أنجليك كوتن كالتالي :
“بأنه وفق شروط معينة يطلق الكائن البشري قوة فيزيائية تستطيع دون وسائل مرئية رفع الأجسام الثقيلة , جذبها او نفرها , ووفق قانون القطبية , نقلبها وتصدر ظاهرة الصوت”
لقد توقفت قدرة الفتاة عن التجسد بعد فترة قصيرة , ربما نتيجة تغيرات بيولوجية في جسدها , او اسباب اخرى لازالت مجهولة .
وماذا يقولون عنها وما الاجراءات التي سيتبعونها ؟ …
اترك الاجابة لكم , خذو هذا المثال كقياس على اي شيء غريب نجهله , دعونا نتحرر من مقولة ان الانسان عدو ما يجهل , بل الانسان باحث في ما يجهل , يسعى لمعرفة حقيقته ويتعمق به , عندها يحكم عليه ويتخذ قراره .
تعليق