لغز مذبحة عزبة شمس الدين
(1)
(1)
لغز مذبحة عزبة شمس الدين
يحكى أبو بكر عبد الحميد:
أعمل خبازا في مخبز القرية..وقد اعتدت الاستيقاظ عند الفجر يوميا لأذهب للصلاة في المسجد ثم أعرج على منزل والدتي التي تعيش مع شقيقي طه لإيقاظهما لصلاة الفجر وتقبيل يد والدتي..
في ذلك الصباح ذهبت إلى منزل الوالدة..دخلت باستخدام نسخة من مفتاح الباب..لاحظت أن لمبة الصالة مطفأة على غير العادة حيث اعتادت والدتي تركها مضاءة أثناء الليل..ذهبت إلى غرفة والدتي لإيقاظها..
وجدتها جثة هامدة غارقة في دمائها أصابتني صدمة عنيفة..
هرعت إلى أخي طه لإيقاظه حيث ينام في غرفة منفصلة..
وجدته هو الآخر جثة هامدة غارقا في دمائه..
هرعت أصرخ مستغيثا بالجيران ثم سقطت مغشيا عليّ ولم أدر بشيء بعدها..
تعالت صرخات الجيران وتناهى الصوت إلى أسماع الشقيقتين زينب وأم هاشم اللتين تقطنان في الطابق الثاني من منزل مجاور هرعت الشقيقتان لاستطلاع الأمر هبطتا للطابق الأرضي وتعالت صرخاتهما..
حيث وجدتا والدهما وأمهما وشقيقيهما أحمد وفاطمة جثثا هامدة غارقين في دمائهم وتهاوت الفتاتين مغشيا عليهما..
.في ذات الوقت الذي تجمع فيه أهل القرية عند البيتين المنكوبين لمشاهدة الفاجعة كان الطفل محمود طالب الإعدادي في طريقه من بيت جدته على الطرف الآخر من القرية حيث كان يبيت إلى بيت أبيه في نهاية الشارع الذي يحوي المنزلين المنكوبين..
كان قد نسي كتاب العلوم فانطلق لبيته ليبحث عنه قبل ذهابه إلى المدرسة راعه منظر الأهالي المجتمعين وقف هنيهة ليستطلع الأمر تناهت إلى أذنيه الصغيرتين ألفاظا على غرار:
قتلى..جثث مبقورة..دماء..
شاهد الرجال يبكون ويحوقلون والنساء يصرخن ويلطمن الوجوه دب الرعب في قلبه الصغير..
بحث عن أبويه وسط الجمع الغفير فلم يجد أيا منهما
حث الخطى إلى بيته ليخبرهم بالفاجعة.. فتح الباب ودخل..
وتعالت صرخاته هو الآخر..
فعلى الأرض تناثرت جثث والده ووالدته وشقيقه محمد وأسماء غارقين في دمائهم..
لم يحتمل قلبه هول الصدمة ولكنه في هذه المرة سقط ميتا...
كان ذلك هو ما حدث بالتفصيل صبيحة يوم الخميس 29 ديسمبر 2005 في عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني المنيا..
جريمة قتل بشعة راح ضحيتها عشرة أفراد بلا جريرة
ثلاثة أسر مسالمة يعانون شظف العيش وليس لهم من عدو إلا الفقر المدقع..
كانوا نياما وقت وقوع الجريمة ولم يعلموا أنها ستكون نومتهم الأخيرة..
قتلوا غدرا على يد سفاح لم يكتف بقتلهم بل قام أيضا بالتمثيل بجثثهم..
فقد بقر بطونهم وقطع الأعضاء التناسلية الذكرية وشوّه الأنثوية..
فمن كان وراء ارتكاب هذه المجزرة البشعة؟..
هذا ما سنحاول إماطة اللثام عنه في السطور التالية..
بالطبع هرعت قوات الشرطة والقيادات الأمنية إلى القرية..وتم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى بغية الوصول للجاني بأسرع وقت..
التحقيقات والمعاينات الأولية لرجال الأمن وفريق النيابة كشفت أن المنازل الثلاثة التي شهدت الجريمة تقع في شارع واحد رئيسي بالقرية وهو أوسع شوارعها.. المنزل الأول يبعد عن الطريق الرئيسي بحوالي 250 مترا
ويعيش فيه المجني عليه سيد محمود عودة (50 سنة) وزوجته صباح علي عبد الوهاب (45 سنة) وأبناؤه أم هاشم وزينب وأحمد وفاطمة.. حيث عثر فيه على جثة سيد مصابا بتهشم في الرأس وذبح بالرقبة من الأمام وشق من منتصف البطن وبتر بالعضو الذكري وبجواره زوجته صباح مصابة بذبح بالرقبة وشق بالبطن حتى العضو الأنثوي..
وابنها أحمد 10 سنوات مذبوحا بالرقبة وشق من منتصف البطن وبتر بالعضو الذكري..وابنتها فاطمة 8 سنوات مذبوحة وشق بالبطن حتى العضو الأنثوي..
أما المنزل الثاني والذي لا يفصله عن الأول سوي منزل واحد فيعيش فيه المحامي طه عبد المجيد محمد (26 سنة)
مع والدته هند أحمد حسن (55 سنة)..
وبمعاينته تبين وجود جثتين بالدور الأرضي وهما للمحامي طه وعثر عليه مذبوحا بالرقبة وقطع بالبطن من الجانب الأيسر وبتر العضو الذكري..
وعثر في غرفة أخرى علي والدته هند مصابة بتهشم في الرأس وذبح بالرقبة وشق من منتصف البطن حتى العضو الأنثوي.
المنزل الثالث يبعد قليلا ناحية الشمال وتجاوره أراض زراعية ويعيش فيه المدرس يحيي أحمد أبو بكر (35سنة) وزوجته نعمات علي محمد (25 سنة) وأطفاله محمد (سنة) وأسماء (7 سنوات).ومحمود (13 سنة).
وعثر فيه على جثة المدرس يحيي مصابا بتهشم بالرأس وشق من منتصف البطن وبتر العضو الذكري..وجثة زوجته نعمات مصابة بذبح بالرقبة وشق من منتصف البطن حتى العضو الأنثوي وقطع أصابع اليد اليسرى..وابنهما محمود 13 سنة مصابا بالسكتة القلبية وجثته سليمة..وابنتهما أسماء مصابة بنفس إصابات أمها..وابنهما محمد مصاب بنفس إصابات أبيه..
ولم يتم العثور على أي من الأعضاء التناسلية المبتورة لأي من القتلى..
المعاينة رجحت أيضا أن الجاني استخدم بلطة أو ساطورا لتنفيذ جريمته..وأنه تسلل تحت جنح الظلام في ساعة متأخرة من الليل مستفيدا من خلو القرية من المارة في تلك الساعة وخلود الجميع لمنازلهم اتقاء للبرد القارس..
وأنه أقدم على اقتحام المنازل عبر الأسطح..حيث لم تشاهد أي علامات عنف أو كسر لأبواب المنازل ونوافذها التي كانت كلها مغلقة من الداخل..
ويرجح أنه باغت الضحايا وهم نيام بضربة ساطور هشمت رأس الضحية ثم كان يقوم بالتمثيل بجثثهم بعد وفاتهم..
أيضا تم العثور علي 5 حمامات مذبوحة بمنزل المدرس الذي يربي الطيور في احدي غرف المنزل ومنها الحمام..
وتبين أيضا أن الجاني لم يترك أية آثار أو أدلة وراءه..
وكان المثير للدهشة أن أيا من الجثث لم يبد عليها أية آثار للمقاومة توحي بمجرد الشعور بالقاتل!!..
كما كان من الصعب أخذ البصمات بسبب تواجد أعداد كبيرة من المواطنين داخل المنزل قبل وصول أجهزة الأمن ورجال النيابة العامة.
لملم الناس أحزانهم..وشيعوا جثث الضحايا إلى مثواها الأخير..
وعادوا بين مذهول ومصدوم مما حدث..
فالقرية كعادة جميع قرى مصر هادئة مسالمة..يعرف أهلها بعضهم بعضا جيدا..بل ويرتبط أغلبهم بأواصر القرابة والمصاهرة..
وكانت هذه هي أولى المصاعب التي تواجه فريق البحث..
فالأسر الثلاث مسالمة..لا عداوة بينها وبين أحد..بل ولا يربطها ببعضها أي رابط سوى الجيرة..
وبالطبع تم استبعاد الدوافع التقليدية للقتل في صعيد مصر مثل الثأر أو النزاع على الأراضي أو جرائم الشرف أو حتى العنف الطائفي بين المسلمين والمسيحيين
يتبع
يحكى أبو بكر عبد الحميد:
أعمل خبازا في مخبز القرية..وقد اعتدت الاستيقاظ عند الفجر يوميا لأذهب للصلاة في المسجد ثم أعرج على منزل والدتي التي تعيش مع شقيقي طه لإيقاظهما لصلاة الفجر وتقبيل يد والدتي..
في ذلك الصباح ذهبت إلى منزل الوالدة..دخلت باستخدام نسخة من مفتاح الباب..لاحظت أن لمبة الصالة مطفأة على غير العادة حيث اعتادت والدتي تركها مضاءة أثناء الليل..ذهبت إلى غرفة والدتي لإيقاظها..
وجدتها جثة هامدة غارقة في دمائها أصابتني صدمة عنيفة..
هرعت إلى أخي طه لإيقاظه حيث ينام في غرفة منفصلة..
وجدته هو الآخر جثة هامدة غارقا في دمائه..
هرعت أصرخ مستغيثا بالجيران ثم سقطت مغشيا عليّ ولم أدر بشيء بعدها..
تعالت صرخات الجيران وتناهى الصوت إلى أسماع الشقيقتين زينب وأم هاشم اللتين تقطنان في الطابق الثاني من منزل مجاور هرعت الشقيقتان لاستطلاع الأمر هبطتا للطابق الأرضي وتعالت صرخاتهما..
حيث وجدتا والدهما وأمهما وشقيقيهما أحمد وفاطمة جثثا هامدة غارقين في دمائهم وتهاوت الفتاتين مغشيا عليهما..
.في ذات الوقت الذي تجمع فيه أهل القرية عند البيتين المنكوبين لمشاهدة الفاجعة كان الطفل محمود طالب الإعدادي في طريقه من بيت جدته على الطرف الآخر من القرية حيث كان يبيت إلى بيت أبيه في نهاية الشارع الذي يحوي المنزلين المنكوبين..
كان قد نسي كتاب العلوم فانطلق لبيته ليبحث عنه قبل ذهابه إلى المدرسة راعه منظر الأهالي المجتمعين وقف هنيهة ليستطلع الأمر تناهت إلى أذنيه الصغيرتين ألفاظا على غرار:
قتلى..جثث مبقورة..دماء..
شاهد الرجال يبكون ويحوقلون والنساء يصرخن ويلطمن الوجوه دب الرعب في قلبه الصغير..
بحث عن أبويه وسط الجمع الغفير فلم يجد أيا منهما
حث الخطى إلى بيته ليخبرهم بالفاجعة.. فتح الباب ودخل..
وتعالت صرخاته هو الآخر..
فعلى الأرض تناثرت جثث والده ووالدته وشقيقه محمد وأسماء غارقين في دمائهم..
لم يحتمل قلبه هول الصدمة ولكنه في هذه المرة سقط ميتا...
جريمة قتل بشعة راح ضحيتها عشرة أفراد بلا جريرة
ثلاثة أسر مسالمة يعانون شظف العيش وليس لهم من عدو إلا الفقر المدقع..
كانوا نياما وقت وقوع الجريمة ولم يعلموا أنها ستكون نومتهم الأخيرة..
قتلوا غدرا على يد سفاح لم يكتف بقتلهم بل قام أيضا بالتمثيل بجثثهم..
فقد بقر بطونهم وقطع الأعضاء التناسلية الذكرية وشوّه الأنثوية..
فمن كان وراء ارتكاب هذه المجزرة البشعة؟..
هذا ما سنحاول إماطة اللثام عنه في السطور التالية..
بالطبع هرعت قوات الشرطة والقيادات الأمنية إلى القرية..وتم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى بغية الوصول للجاني بأسرع وقت..
التحقيقات والمعاينات الأولية لرجال الأمن وفريق النيابة كشفت أن المنازل الثلاثة التي شهدت الجريمة تقع في شارع واحد رئيسي بالقرية وهو أوسع شوارعها.. المنزل الأول يبعد عن الطريق الرئيسي بحوالي 250 مترا
ويعيش فيه المجني عليه سيد محمود عودة (50 سنة) وزوجته صباح علي عبد الوهاب (45 سنة) وأبناؤه أم هاشم وزينب وأحمد وفاطمة.. حيث عثر فيه على جثة سيد مصابا بتهشم في الرأس وذبح بالرقبة من الأمام وشق من منتصف البطن وبتر بالعضو الذكري وبجواره زوجته صباح مصابة بذبح بالرقبة وشق بالبطن حتى العضو الأنثوي..
وابنها أحمد 10 سنوات مذبوحا بالرقبة وشق من منتصف البطن وبتر بالعضو الذكري..وابنتها فاطمة 8 سنوات مذبوحة وشق بالبطن حتى العضو الأنثوي..
مع والدته هند أحمد حسن (55 سنة)..
وبمعاينته تبين وجود جثتين بالدور الأرضي وهما للمحامي طه وعثر عليه مذبوحا بالرقبة وقطع بالبطن من الجانب الأيسر وبتر العضو الذكري..
وعثر في غرفة أخرى علي والدته هند مصابة بتهشم في الرأس وذبح بالرقبة وشق من منتصف البطن حتى العضو الأنثوي.
المنزل الثالث يبعد قليلا ناحية الشمال وتجاوره أراض زراعية ويعيش فيه المدرس يحيي أحمد أبو بكر (35سنة) وزوجته نعمات علي محمد (25 سنة) وأطفاله محمد (سنة) وأسماء (7 سنوات).ومحمود (13 سنة).
وعثر فيه على جثة المدرس يحيي مصابا بتهشم بالرأس وشق من منتصف البطن وبتر العضو الذكري..وجثة زوجته نعمات مصابة بذبح بالرقبة وشق من منتصف البطن حتى العضو الأنثوي وقطع أصابع اليد اليسرى..وابنهما محمود 13 سنة مصابا بالسكتة القلبية وجثته سليمة..وابنتهما أسماء مصابة بنفس إصابات أمها..وابنهما محمد مصاب بنفس إصابات أبيه..
ولم يتم العثور على أي من الأعضاء التناسلية المبتورة لأي من القتلى..
المعاينة رجحت أيضا أن الجاني استخدم بلطة أو ساطورا لتنفيذ جريمته..وأنه تسلل تحت جنح الظلام في ساعة متأخرة من الليل مستفيدا من خلو القرية من المارة في تلك الساعة وخلود الجميع لمنازلهم اتقاء للبرد القارس..
وأنه أقدم على اقتحام المنازل عبر الأسطح..حيث لم تشاهد أي علامات عنف أو كسر لأبواب المنازل ونوافذها التي كانت كلها مغلقة من الداخل..
ويرجح أنه باغت الضحايا وهم نيام بضربة ساطور هشمت رأس الضحية ثم كان يقوم بالتمثيل بجثثهم بعد وفاتهم..
أيضا تم العثور علي 5 حمامات مذبوحة بمنزل المدرس الذي يربي الطيور في احدي غرف المنزل ومنها الحمام..
وتبين أيضا أن الجاني لم يترك أية آثار أو أدلة وراءه..
وكان المثير للدهشة أن أيا من الجثث لم يبد عليها أية آثار للمقاومة توحي بمجرد الشعور بالقاتل!!..
كما كان من الصعب أخذ البصمات بسبب تواجد أعداد كبيرة من المواطنين داخل المنزل قبل وصول أجهزة الأمن ورجال النيابة العامة.
لملم الناس أحزانهم..وشيعوا جثث الضحايا إلى مثواها الأخير..
وعادوا بين مذهول ومصدوم مما حدث..
فالقرية كعادة جميع قرى مصر هادئة مسالمة..يعرف أهلها بعضهم بعضا جيدا..بل ويرتبط أغلبهم بأواصر القرابة والمصاهرة..
وكانت هذه هي أولى المصاعب التي تواجه فريق البحث..
فالأسر الثلاث مسالمة..لا عداوة بينها وبين أحد..بل ولا يربطها ببعضها أي رابط سوى الجيرة..
وبالطبع تم استبعاد الدوافع التقليدية للقتل في صعيد مصر مثل الثأر أو النزاع على الأراضي أو جرائم الشرف أو حتى العنف الطائفي بين المسلمين والمسيحيين
يتبع
تعليق