بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه أولي الصدق والوفا، وعلى إخوانه الذين اشتاق إليهم وقلبه إليهم هفا، وعلى كل من سار على هديه وسنته اقتفى.
مقدمة :
القرآن... كتاب أُنزِل من سبع سماوات على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. هو النور الذي به تمتلئ القلوب إيمانا. أُمِر المؤمنون بالعكوف على تلاوته ومدارسته وحفظه، ونُهوا عن الغفلة عنه.
تلقى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع الآيات نورانيَّتَها فانصبغ بالقرآن، وتجسد فيه القرآن... فكان خلقه القرآن.
قراءة القرآن تعود بالإنسان إلى أصله... إلى نقائه... يلتقي نور القرآن مع نور الفطرة، فيتضاعف النور.
أخرج الدارمي عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون فِتَنٌ قلت: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا). هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم".
القرآن هو لأهل العدل والإحسان دستور سلوك، ومنهاج حياة. ولهذا وجب الإكثار من تلاوته وحفظه، والانجماع عليه لدراسته، وإجادة قراءته، والاستماع إلى تجويد المجيدين من قرائه.
كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليقين في أن هذا القرآن الذي أُنزل من سبع سماوات إنما أُنزل لأمر عظيم وشأن، وأي شأن، فما كان منهم إلا أن عكفوا عليه تالين متأملين، أحلوا حلاله وحرموا حرامه فكان لهم السراجَ المنير والزاجرَ والمانعَ فأحسنوا التعامل معه. قرؤوه فحفظوه، وتدبروا معانيه وعملوا بمقتضاه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من عز وسؤدد.
واليوم أصبحنا نرى أعداء الدين يحاولون بشتى الوسائل منع المسلمين من الإقبال على كتاب ربهم، بل يسعون جاهدين إلى زعزعة ثقتهم به. من هنا ضرورة إحياء حب القرآن في نفوس المسلمين والتركيز على حسن التعامل مع كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنزيل من عزيز حميد.
أساسات التعامل مع القرآن الكريم
1- القرآن الكريم تلاوةً:
أ- التلاوة المستمرة:
ب- التلاوة التأملية:
2- القرآن الكريم حفظاً:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الحفاظ وأولهم، وأصحابه الكرام تسابقوا إلى هذا الخير حتى حفظ منهم القرآن
أ- الحفظ الكامل لكتاب الله:
هذا مبتغى كل مؤمن. وهو القِدح المُعَلّى ومنتهى الشرف.
ب- الحفظ لبعض أجزاء القرآن أو بعض سوره وآياته. وفي هذا خير كثير إذ ما لا يدرك كله لا يترك كله.
المحافظة على المحفوظ: ينبغي الإكثار من مراجعة المحفوظ وتكراره درءا للنسيان.
3- القرآن الكريم فهما:
الفهم من أهم أساسيات التعامل مع القرآن الكريم. لذا ينبغي إعطاء هذه العملية أهمية كبرى.
أ- فهم معاني مفردات القرآن وما لا بد منه في سياق الكلام: وهذا يتطلب معرفة بعض وجوه الإعراب والقراءات وترتيب الكلام. وهنا ينبغي الاستعانة بكتب التفسير.
ب- الفهم الدقيق والتأمل العميق لمعرفة مقاصد القرآن ومراميه، وهذا عمل ذوي الاختصاص، ومن ذلك:
- التعمق في فهم ظواهر الآيات لاكتشاف معاني الآيات الكونية، والوقوف على سبل حفظ الدين وصد أعدائه. وهذا أمر ميسر لأهل العلم ممن توفرت فيهم الشروط اللازمة للتفسير.
- التعمق في فهم بواطن الآيات للوقوف على أسرار القرآن حتى يتقرب العبد من ربه وترقى نفسه إلى حضرة القدس ومقام الأنس بالله عز وجل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعاني لا تنقدح إلا في القلوب الصافية والنفوس الطيبة. أما من لا تزال الموانع تحجبه (كالإصرار على الذنب والاتصاف بالكبر ...)، فلا سبيل لديه لبلوغ هذه المرامي. ذلك أن الله عز وجل قد جعل الإنابة شرطا لبلوغ هذا الفهم وهذا التذكر. قال تعالى: "تبصرة وذكرى لكل عبد منيب" (ق 8)، وقال أيضا: " وما يتذكر إلا من ينيب". (غافر 13).
ج- التدبر مفتاح الفهم الصحيح: التدبر معناه التفكر والتفهم وبذل الجهد في ذلك للوقوف على مقاصد الآيات وإدراك مراميها. قال تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب". (ص 29). وقال أيضا: " أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها ". (محمد 24).
4- القرآن الكريم عملاً:
العمل هو غاية التعامل مع القرآن الكريم ولب لبابه. ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أهمية العمل بكتاب الله عز وجل حيث قال في حديث صحيح: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها. ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر. ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها" رواه أبو موسى الأشعري وهو عند البخاري في الجامع الصحيح، تحت رقم 7560. كما حذر من ترك العمل به حين تحدث عن خيار الناس وشرارهم حيث قال في حديث أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري: "ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت؛ وإن من شر الناس رجلا فاجراً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه". ولنا في السلف الصالح قدوة في العمل بالقرآن الكريم. فقد أخرج الإمام الطبري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن".
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه أولي الصدق والوفا، وعلى إخوانه الذين اشتاق إليهم وقلبه إليهم هفا، وعلى كل من سار على هديه وسنته اقتفى.
مقدمة :
القرآن... كتاب أُنزِل من سبع سماوات على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. هو النور الذي به تمتلئ القلوب إيمانا. أُمِر المؤمنون بالعكوف على تلاوته ومدارسته وحفظه، ونُهوا عن الغفلة عنه.
تلقى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع الآيات نورانيَّتَها فانصبغ بالقرآن، وتجسد فيه القرآن... فكان خلقه القرآن.
قراءة القرآن تعود بالإنسان إلى أصله... إلى نقائه... يلتقي نور القرآن مع نور الفطرة، فيتضاعف النور.
أخرج الدارمي عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون فِتَنٌ قلت: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا). هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم".
القرآن هو لأهل العدل والإحسان دستور سلوك، ومنهاج حياة. ولهذا وجب الإكثار من تلاوته وحفظه، والانجماع عليه لدراسته، وإجادة قراءته، والاستماع إلى تجويد المجيدين من قرائه.
كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليقين في أن هذا القرآن الذي أُنزل من سبع سماوات إنما أُنزل لأمر عظيم وشأن، وأي شأن، فما كان منهم إلا أن عكفوا عليه تالين متأملين، أحلوا حلاله وحرموا حرامه فكان لهم السراجَ المنير والزاجرَ والمانعَ فأحسنوا التعامل معه. قرؤوه فحفظوه، وتدبروا معانيه وعملوا بمقتضاه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من عز وسؤدد.
واليوم أصبحنا نرى أعداء الدين يحاولون بشتى الوسائل منع المسلمين من الإقبال على كتاب ربهم، بل يسعون جاهدين إلى زعزعة ثقتهم به. من هنا ضرورة إحياء حب القرآن في نفوس المسلمين والتركيز على حسن التعامل مع كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنزيل من عزيز حميد.
أساسات التعامل مع القرآن الكريم
1- القرآن الكريم تلاوةً:
أ- التلاوة المستمرة:
ب- التلاوة التأملية:
2- القرآن الكريم حفظاً:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الحفاظ وأولهم، وأصحابه الكرام تسابقوا إلى هذا الخير حتى حفظ منهم القرآن
أ- الحفظ الكامل لكتاب الله:
هذا مبتغى كل مؤمن. وهو القِدح المُعَلّى ومنتهى الشرف.
ب- الحفظ لبعض أجزاء القرآن أو بعض سوره وآياته. وفي هذا خير كثير إذ ما لا يدرك كله لا يترك كله.
المحافظة على المحفوظ: ينبغي الإكثار من مراجعة المحفوظ وتكراره درءا للنسيان.
3- القرآن الكريم فهما:
الفهم من أهم أساسيات التعامل مع القرآن الكريم. لذا ينبغي إعطاء هذه العملية أهمية كبرى.
أ- فهم معاني مفردات القرآن وما لا بد منه في سياق الكلام: وهذا يتطلب معرفة بعض وجوه الإعراب والقراءات وترتيب الكلام. وهنا ينبغي الاستعانة بكتب التفسير.
ب- الفهم الدقيق والتأمل العميق لمعرفة مقاصد القرآن ومراميه، وهذا عمل ذوي الاختصاص، ومن ذلك:
- التعمق في فهم ظواهر الآيات لاكتشاف معاني الآيات الكونية، والوقوف على سبل حفظ الدين وصد أعدائه. وهذا أمر ميسر لأهل العلم ممن توفرت فيهم الشروط اللازمة للتفسير.
- التعمق في فهم بواطن الآيات للوقوف على أسرار القرآن حتى يتقرب العبد من ربه وترقى نفسه إلى حضرة القدس ومقام الأنس بالله عز وجل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعاني لا تنقدح إلا في القلوب الصافية والنفوس الطيبة. أما من لا تزال الموانع تحجبه (كالإصرار على الذنب والاتصاف بالكبر ...)، فلا سبيل لديه لبلوغ هذه المرامي. ذلك أن الله عز وجل قد جعل الإنابة شرطا لبلوغ هذا الفهم وهذا التذكر. قال تعالى: "تبصرة وذكرى لكل عبد منيب" (ق 8)، وقال أيضا: " وما يتذكر إلا من ينيب". (غافر 13).
ج- التدبر مفتاح الفهم الصحيح: التدبر معناه التفكر والتفهم وبذل الجهد في ذلك للوقوف على مقاصد الآيات وإدراك مراميها. قال تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب". (ص 29). وقال أيضا: " أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها ". (محمد 24).
4- القرآن الكريم عملاً:
العمل هو غاية التعامل مع القرآن الكريم ولب لبابه. ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أهمية العمل بكتاب الله عز وجل حيث قال في حديث صحيح: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها. ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر. ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها" رواه أبو موسى الأشعري وهو عند البخاري في الجامع الصحيح، تحت رقم 7560. كما حذر من ترك العمل به حين تحدث عن خيار الناس وشرارهم حيث قال في حديث أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري: "ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت؛ وإن من شر الناس رجلا فاجراً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه". ولنا في السلف الصالح قدوة في العمل بالقرآن الكريم. فقد أخرج الإمام الطبري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن".
تعليق