سفاح كرموز ..
استأجر "سعداسكندر" مخزن صغير للقطن وغزل النسيج فى احد احياء "كرموز" يدعى حى "راغب باشا " ..لكنه خلال فترة قصيرة حوله مسرحا لجرائمه التى ارتكبها ومقبرة لبعض جثث ضحاياه التعساء من الفتيات التى كانت تقع فى براثن غرام هذا الوحش الوسيم .
وفوجى بوليس الاسكندرية باختفاء الفتيات بمعدل فتاة كل اربعة او خمسة ايام اختفاء تام لا اثر لاحداهن حيه او ميتة مما اثار هذا الموضوع الراى العام كله وانتشر الرعب شهورا فى احياء "كرموز" اختفى خلالها عدد من الفتيات الله وحده يعلم عددهن ومصيرهم .؟
بدأ ظهور السفاح يخرج الى العلن ويعلن الجحيم والرعب فى اوائل شهر سبتمبر من العام 1948فى حى "غبريال الشعبى " كان المجرم الوسيم يقضى أمسيته مع فتاة تدعى "فاطمة" كان يتردد على منزلها لانها كانت تجيد فن الغرام وفن الطهو معا .. ولخوفها من افتضاح امرها امام الجيران ادعت ان "سعد اسكندر " شقيقها .. وفى احدى الامسيات علم السفاح من " فاطمة" ان المنزل المجاور لها تسكن فيه السيدة "بمبة" عجوز فى التسعين بمفردها وحالتها ميسورة للغاية ..وفى الليلة التى تليها لم يدخل "سعد اسكندر "منزل "فاطمة" بل دخل منزل الست "بمبة" وصعد الى الطابق العلوي وقرع الباب ، فتحت الست "بمبة" الباب ظنا منها ان احد ابنائها جاء ليطمئن عليها ..وضع "سعد" يده على فمها وجرها الى الداخل وضرب رأسها بالساطور فصرخت صرخة مدوية فاجهز عليها بضربة ثانية فتناثرت الرأس فى كل مكان ، اخذ المال من الشقة وهم بالخروج وعندما فتح الباب وجد امامه فتاة تدعى "قطقوطة" تقيم فى الطابق الارضى من المنزل سمعت صوت الصرخة وجاءت لمعرفت السبب ، فسالته عن الست "بمبة" .. فاجابها : اطمئنى انها تصلى فى الداخل ..واشار اليها بالدخول وما ان تخطت عتبة الباب وادارت ظهرها له حتى هوى على راسها بالساطور فسقطت على الفور غارقة فى دمائها ..وهرب السفاح من المنزل دون ان يراه احد
نقلت "قطقوطة" الى المستشفى وكتب لها عمر جديد واستعادت حياتها باعجوبة لتروى ما حدث الى رجال المباحث مؤكدة ان القاتل شاب راته من قبل يتردد على منزل جارتها "فاطمة" واغلب الظن انه شقيقها .. القت الشرطة القبض على شقيق " فاطمة " وتم عرضه على "قطقوطة" فقالت :ليس هو القاتل ..استجوب رجال البوليس "فاطمة" عن الشاب الذى كان يترد عليها قالت :سعد اسكندر تاجر الغزل ..القت الشرطة القبض على "سعد اسكندر"داخل مخزنه وهو مطمئن ان لا احد يعلم بامر جريمته ولا يعلم ان قطقوطة كتب لها عمر جديد ... واحيل الى النيابه التى قررت حبسه احتياطيا
ولكن ذالك السيناريو لم يعجب السفاح
ففى اكتوبر 1951 كان استاجر "سعد اسكندر" شونة على ترعة المحمودية لتخزين الغلال وخيوط النسيج .. وشاء القدر ان يمرمن امام الشونة تاجر اقمشة متجول ببضاعته على عربة خشب ..فاستدعاه "سعد اسكندر" للداخل بحجة انه يمتلك خيوط غزل .. دخل الضحية وجلس على الكرسى واعطاه سعد الخيوط لكى يفحصها ولا يعلم ان الشيطان قابعا خلفه شاهرا ساطوره ..وعندما احنى تاجر الاقمشة رأسه ليفحص الخيوط هوى سعد بساطوره الثقيل على رقبته.. كانت ضربه كافية لتجعل الرأس يتدحرج بعيدا عن الجسد ثم دفنه فى ارض الشونة
سقوط السفاح
بعد ان فضح امر السفاح فكر "سعد اسكندر" ان يعود الى بلده ليختبى هناك من عيون الشرطة ولكن كان القدر بانتظاره...على مشارف اسيوط كان هناك كمين شرطة برئاسة الملازم اول "فخرى عبد الملك "يقوم بتفتيش روتينى على السيارات استوقف الملازم اتوبيس الركاب الذى كان يستقله " سعد اسكندر" .. فراى الملازم شابا ملامحه ليست غريبة فباغته بالسؤال عن اسمه فاجاب السفاح : اسمى جورج عبد السلام .. أعاد الضابط السؤال بحدية اكثر : ما اسمك..فاجاب السفاح بارتباك اكثر :اسمى جورج عبد الملك .. وهنا انتبه الضابط الى اختلاف الاجابة فترك الضابط سائر الركاب وحدق الى محدثه جيدا ثم وضع يده على كتفه قائلا : انت "سعد اسكندر" سفاح كرموز والقى القبض عليه فورا وتم نقله الى الاسكندرية لاستكمال التحقيقات معه
التحقيقات .... والحكم
اكتمل ملف القضية وادين " سعد اسكندر " فى قتل تاجر الاقمشة وتاجر الحبوب وقتل الست "بمبة " بجانب عظام ادمية تعود الى سبعة جثث من الجنسين مجهولة الهوية ومحاولته قتل "قطقوطة" وتم الحكم عليه بالاعدام شنقا
لحظات الاعدام .... وابتسامة الموت
يوم الاحد 25 فبراير 1953 دخل المتهم " سعد اسكندر " الى حجرة الاعدام فى سجن الحضرة بالاسكندرية ،ليمثل امام لجنة تنفيذ الاحكام التى سوف تنفذ الحكم بعد دقائق واقتربت خطوات " سعد اسكندر " من حجرة الاعدام شاردا ، واجما ، يبدو انه غارق فى التفكير وربما الندم ، وربما يتخيل حبل المشنقة حول عنقه وهو الشاب الوسيم المشهور باناقته وغرام النساء به ... لقد همس فى اذن حارسه انه ضحية ثلاث نساء دخلن حياته من اوسع الابواب ، بالاضافة الى "دلع" اهله والتصاقه باصدقاء السوء
سال مامور السجن : هل تريد شيئا قبل تنفيذ الاعدام ؟
بهدوء شديد وبابتسامة قال : اريد كوب ماء .. وسيجارة
وافق مامور السجن ومنح السفاح سيجارة وامر باحضار كوب ماء .. وبعدها التف حبل المشنقة حول عنقه ،وغطى القناع راسه وفتحوا الارض تحت قدميه ... السفاح يسقط على الفور ...وزفت الصحف الخبر وعم الفرح جميع احياء كرموز
وقد مثلت بعض الاعمال السينمائية عن حياة " سعد اسكندر" ولكنها كلها كانت لاترقى الى القصة الحقيقة ..
تعليق