بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا... أما بعدُ:
فقد وصلني سؤال حول صحة مقولة: [دع الخلق للخالق]؟! فأقول:
قولهم: «دع الخلق للخالق» كلام مجمل يُفهم من بعض الناس خلاف المراد تعطيلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ومثاله: ما رواه الامام أحمد في «المسند» وغيره ما صح من طريق قيس قال: قام أبو بكر رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس انكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ اذَا اهْتَدَيْتُمْ} الى آخر الآية، وانكم تضعونها على غير موضعها، واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الناس اذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك الله عز وجل ان يعمهم بعقابه».
ولذلك سنبين شيئاً من هذا الاجمال:
أولاً: ان كان هذا المخلوق واقعاً في الشركيات والبدع والخرافات أو مجاهراً بالمعاصي مظهراً لها أمام الناس فلابد من مناصحته وبيان الحق له، فالدين النصيحة لما رواه مسلم في «صحيحه» (55) من حديث تميم الداري- رضي الله عنه- ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» قلنا لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وهذه دعوة الرسل فقد كلفهم- وهم من خلقه- بالبلاغ والبيان والنصح للخلق ودعوتهم للتوحيد وما فيه خير لهم.
ثانيا: وأما ان يأتي معصية الله سراً فيناصح ويستر عليه ولا يبلغ الولاة بشأنه لما رواه البخاري (2442) ومسلم (2580/ 58) في «صحيحيهما» من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».
فالواجب صيانة عرضه بعدم غيبته والسخرية منه والتجسس عليه أو ايذائه فالفعل والقول وغير ذلك والأدلة في ذلك كثيرة: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ان بَعْضَ الظَّنِّ اثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ ان يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ ان اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم}.
وقد روي البخاري (6064) ومسلم (2563) في «صحيحيهما» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اياكم والظن فانَّ الظنَّ أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولاتدابروا، وكونوا عباد الله اخوانا».
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ان جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَا فَتَبَيَّنُوا ان تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}،
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى ان يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى ان يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسم الْفُسُوقُ بَعْدَ الايمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}.
ولمزيد بيان لما تقدم من قولنا: ان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي التوجيه والارشاد والقيام بواجب التناصح فيما بين أفراد المجتمع الواحد حفظاً للعباد من الفساد، واصلاحاً للبلاد، ولابد من الأخذ على أيدي المفسدين وأعداء الدين.
فأمر المخلوق لمخلوق آخر بالمعروف ونهيه عن المنكر هو شعبة من شعب الايمان التي فرضها الله على عباده، وينبغي ألا تُهمل أو تُلغى، فبها تميّزت هذه الأمة على غيرها من الأمم بالخيرية.
واليك بعض الأدلة من كتاب الله تبين أهمية نصيحة الخلق شفقة بهم واحساناً اليهم وهذا فيه تعاون على الخير وتكثيره ونهي عن الشر وقطع دابره قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الاثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
-1 لابد من وجود الطائفة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر حتى نكون من المفلحين الصالحين المصلحين.
قال الله تعالى: {وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ الى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ}[آل عمران: 104].
-2 نحن خير أمة مشهود لها بالايمان ان عملنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }[آل عمران: 110].
-3 من أهم أوصاف المؤمنين: قال تعالى:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين}[التوبة: 112].
-4 أسباب رحمة رب العالمين: قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ان اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 71].
-5 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حاجة للصبر على أذى الناس الذين لايسمعون لنصح الناصحين فلا يمتثلون لأمر الله.
قال تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ان ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].
ومن لا يعمل بهذه الشعيرة المهمة فهو عرضة للوعيد والهلاك فأولئك في عداد المنافقين وأهل الفسق والفجور.
-6 من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف معدود من المنافقين والفسّاق.
قال تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ان الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون}[التوبة: 67].
-7 الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر مستحقون للعن والطرد من رحمة الله وفيهم شبهٌ من بني اسرائيل.
قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي اسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }[المائدة: 79-78].
فاياك بعد ما ذكرنا ان تكون ممن لا يتناهون عن منكر فعلوه أو وقع فيه أحدهم بحجة رخيصة وشبهة دسيسة [دع الخلق للخالق].
ولست أدري أهو يستدرك على الله فان الله سبحانه أرسل خلقاً وهم الأنبياء والرسل لبيان الحق للخلق، وهل نقول للأنبياء والرسل: [دع الخلق للخالق]، ونحن نسير على نهج وطريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {قُلْ ان كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
وأخيراً أسأله سبحانه ان يحفظنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولا وآخراً.
د.عبدالعزيز بن ندى العتيب
الحمد لله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا... أما بعدُ:
فقد وصلني سؤال حول صحة مقولة: [دع الخلق للخالق]؟! فأقول:
قولهم: «دع الخلق للخالق» كلام مجمل يُفهم من بعض الناس خلاف المراد تعطيلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ومثاله: ما رواه الامام أحمد في «المسند» وغيره ما صح من طريق قيس قال: قام أبو بكر رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس انكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ اذَا اهْتَدَيْتُمْ} الى آخر الآية، وانكم تضعونها على غير موضعها، واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الناس اذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك الله عز وجل ان يعمهم بعقابه».
ولذلك سنبين شيئاً من هذا الاجمال:
أولاً: ان كان هذا المخلوق واقعاً في الشركيات والبدع والخرافات أو مجاهراً بالمعاصي مظهراً لها أمام الناس فلابد من مناصحته وبيان الحق له، فالدين النصيحة لما رواه مسلم في «صحيحه» (55) من حديث تميم الداري- رضي الله عنه- ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» قلنا لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وهذه دعوة الرسل فقد كلفهم- وهم من خلقه- بالبلاغ والبيان والنصح للخلق ودعوتهم للتوحيد وما فيه خير لهم.
ثانيا: وأما ان يأتي معصية الله سراً فيناصح ويستر عليه ولا يبلغ الولاة بشأنه لما رواه البخاري (2442) ومسلم (2580/ 58) في «صحيحيهما» من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».
فالواجب صيانة عرضه بعدم غيبته والسخرية منه والتجسس عليه أو ايذائه فالفعل والقول وغير ذلك والأدلة في ذلك كثيرة: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ان بَعْضَ الظَّنِّ اثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ ان يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ ان اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم}.
وقد روي البخاري (6064) ومسلم (2563) في «صحيحيهما» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اياكم والظن فانَّ الظنَّ أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولاتدابروا، وكونوا عباد الله اخوانا».
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ان جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَا فَتَبَيَّنُوا ان تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}،
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى ان يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى ان يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسم الْفُسُوقُ بَعْدَ الايمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}.
ولمزيد بيان لما تقدم من قولنا: ان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي التوجيه والارشاد والقيام بواجب التناصح فيما بين أفراد المجتمع الواحد حفظاً للعباد من الفساد، واصلاحاً للبلاد، ولابد من الأخذ على أيدي المفسدين وأعداء الدين.
فأمر المخلوق لمخلوق آخر بالمعروف ونهيه عن المنكر هو شعبة من شعب الايمان التي فرضها الله على عباده، وينبغي ألا تُهمل أو تُلغى، فبها تميّزت هذه الأمة على غيرها من الأمم بالخيرية.
واليك بعض الأدلة من كتاب الله تبين أهمية نصيحة الخلق شفقة بهم واحساناً اليهم وهذا فيه تعاون على الخير وتكثيره ونهي عن الشر وقطع دابره قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الاثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
-1 لابد من وجود الطائفة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر حتى نكون من المفلحين الصالحين المصلحين.
قال الله تعالى: {وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ الى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ}[آل عمران: 104].
-2 نحن خير أمة مشهود لها بالايمان ان عملنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }[آل عمران: 110].
-3 من أهم أوصاف المؤمنين: قال تعالى:{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين}[التوبة: 112].
-4 أسباب رحمة رب العالمين: قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ان اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: 71].
-5 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حاجة للصبر على أذى الناس الذين لايسمعون لنصح الناصحين فلا يمتثلون لأمر الله.
قال تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ان ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].
ومن لا يعمل بهذه الشعيرة المهمة فهو عرضة للوعيد والهلاك فأولئك في عداد المنافقين وأهل الفسق والفجور.
-6 من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف معدود من المنافقين والفسّاق.
قال تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ان الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون}[التوبة: 67].
-7 الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر مستحقون للعن والطرد من رحمة الله وفيهم شبهٌ من بني اسرائيل.
قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي اسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }[المائدة: 79-78].
فاياك بعد ما ذكرنا ان تكون ممن لا يتناهون عن منكر فعلوه أو وقع فيه أحدهم بحجة رخيصة وشبهة دسيسة [دع الخلق للخالق].
ولست أدري أهو يستدرك على الله فان الله سبحانه أرسل خلقاً وهم الأنبياء والرسل لبيان الحق للخلق، وهل نقول للأنبياء والرسل: [دع الخلق للخالق]، ونحن نسير على نهج وطريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {قُلْ ان كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
وأخيراً أسأله سبحانه ان يحفظنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولا وآخراً.
د.عبدالعزيز بن ندى العتيب
تعليق