يطاردون العفاريت بالطبول والصراخ والضرب المبرح
طقوس قد تبدو غريبة لكنها منتشرة في اليمن بشكل كبير, تتضمن حفلات رقص وشرب دماء لاخراج الجان من المصابين بالسحر أو بالزار كما يسميه اليمنيون. والان وصلت الظاهرة إلى المحاكم اليمنية التي يجب عليها أن تفتي فيها , وهو أمر محفوف بالمخاطر خاصة عندما يتعلق الامر بما يسمى بالمعالجين بالقرآن الذين يقال أن بعضهم يلجأ إلى ضرب (المريض) لاخراج الجان منه.
تجري هذه الحفلات في العادة عند سيدة مسنة تسمى الكودية أو العلقة حيث تتجمع عندها النساء الراغبات في التخلص من الجان والعفاريت.
تقول إحدى النساء المتمرسات في هذه الطقوس أن حفلات الزار عادة ما تبدأ بدقات الطبول والدفوف مصحوبة بترانيم وتمتمات غير مفهومة, ثم تبدأ طقوس حركات الاجسام واهتزازها مع انتشار الابخرة في أجواء مفعمة بالضجيج والحركة. وتضيف (وتستمر هذه الاعمال حتى تسقط المريضة على الارض, وبمجرد سقوطها تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار, حيث تقوم بالصراخ بصوت مرتفع على الجن والشياطين والعفاريت وتطلب منهم الخروج من جسد المريضة) . ولا بد أن تتعهد الكودية للجان المتلبسين بالمريضة بتلبية مطالبهم التي عادة ما تكون ديكا أو خروفا بمواصفات معينة يلتزم أهل المريضة بإحضاره, على أساس أن ذلك من مطلب الجان مقابل خروجهم من جسد المريضة. وتقضي التقاليد بألا يتم اللجوء إلى الحفلات لاخراج السحر من المصاب إلا في الحالات التي يعجز فيها المعالجون بالقرآن عن شفاء المصاب. ولعل أبرز ما أفرزته السنوات الاخيرة ما بدأت محاكم البلاد باستقباله من قضايا غريبة وعجيبة لمواطنين يتهمون بعضهم البعض بالقيام بأعمال سحر ضدهم أو ضد أبنائهم أو أقاربهم. ويتولى قضاة محترمون النظر في هذه القضايا, ولكنهم يضطرون في كثير من الحالات إلى اللجوء إلى الصلح بين الخصوم ويستعينون بمشايخ المناطق التي ينتمي إليها المتخاصمون لحلها. ويقول القاضي جلال مقطري, وهو قاض بمحكمة ابتدائية بمحافظة تغز (إن الاشكالية التي تواجهنا هي عدم القدرة على توفير أدلة الاتهامات, إضافة إلى غياب النصوص الخاصة بتلك القضايا في القوانين المعمول بها في اليمن) . ويضيف (ان عدم وجود نصوص قانونية تحدد عقوبات أفعال السحر يجعلنا نلجأ إلى حل تلك الحالات والخصومات بالتصالح) . ويقول القاضي "على الرغم من أنني كقاض سمعت وشاهدت وقائع تؤكد وجود سحر في المجني عليه, إلا أن المسألة تبدو صعبة إذا ما أرادت أن تعرف من الذي وضع السحر) . ويقول الشيخ منير, صاحب عيادة للعلاج بالقرآن في منطقة إب (زبائني من مختلف الشرائح الاجتماعية اكثرهم مسؤولون في الحكومة وضباط في الجيش ومعلمون وغيرهم) . ويضيف الشيخ أن الحالات اليومية لعلاج السحر في تزايد مستمر (ويتراوح عدد القادمين إلى عيادتي يوميا من أربعة إلى خمسة أشخاص للعلاج من السحر معظمهم من النساء المصابات بالمس الشيطاني) . وأشار إلى أنه يقرأ على المصاب سور قرآنية وينصحه بالاكثار من الصلاة وذكر الله وقراءة القرآن الكريم ويعطيه مجموعة أوراق ملفوفة بأحكام تسمى الرقية ويطلب منه وضعها على رقبته باستمرار. ولكن الشيخ منير ينفي استخدامه لضرب المصاب أو المصابة بالسحر ويقول أن ضرب المريض (هو من الشعوذة والدجل, والذين يقولون أنهم يضربون الشيطان لا المريض مخطئون لان هذه العملية تسبب الاذى للمصابين بالمس الشيطاني) . وكانت قوات الشرطة قد اعتقلت عددا من المعالجين بالقرآن لتسببهم في قتل أشخاص بعد ضربهم حتى الموت بحجة إخراج الجان منهم. وسجل في محافظة لحج جنوبي اليمن حادثة قتل لمريض قام أربعة بضربه حتى الموت بحجة إخراج الجان من جسده. وكان الاربعة قد قاموا بربط المريض واستمروا في ضربه حتى فارق الحياة, ولكنهم لم يكتفوا بهذا بل أصروا على أن الجان قد خرج من جسمه إلى جسم إنسان آخر وأصروا على ملاحقة هذا الاخير في محاولة للقضاء عليه لولا أن أجهزة الامن ألقت القبض عليهم وأودعتهم السجن. وعلى الرغم من تعدد المنابر الاعلامية المنتشرة في اليمن وبدء حملات إعلامية حكومية وغيرها لتنوير المجتمع بمخاطر الانسياق لاستخراج السحر والشعوذة إلا أن الجدل حول جدوى العلاج لاستخراج السحر أو الزار لا يزال يثير جدلا واسعا في اليمن أساسه البحث عن رابط بين الخرافة والعقل.
طقوس قد تبدو غريبة لكنها منتشرة في اليمن بشكل كبير, تتضمن حفلات رقص وشرب دماء لاخراج الجان من المصابين بالسحر أو بالزار كما يسميه اليمنيون. والان وصلت الظاهرة إلى المحاكم اليمنية التي يجب عليها أن تفتي فيها , وهو أمر محفوف بالمخاطر خاصة عندما يتعلق الامر بما يسمى بالمعالجين بالقرآن الذين يقال أن بعضهم يلجأ إلى ضرب (المريض) لاخراج الجان منه.
تجري هذه الحفلات في العادة عند سيدة مسنة تسمى الكودية أو العلقة حيث تتجمع عندها النساء الراغبات في التخلص من الجان والعفاريت.
تقول إحدى النساء المتمرسات في هذه الطقوس أن حفلات الزار عادة ما تبدأ بدقات الطبول والدفوف مصحوبة بترانيم وتمتمات غير مفهومة, ثم تبدأ طقوس حركات الاجسام واهتزازها مع انتشار الابخرة في أجواء مفعمة بالضجيج والحركة. وتضيف (وتستمر هذه الاعمال حتى تسقط المريضة على الارض, وبمجرد سقوطها تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار, حيث تقوم بالصراخ بصوت مرتفع على الجن والشياطين والعفاريت وتطلب منهم الخروج من جسد المريضة) . ولا بد أن تتعهد الكودية للجان المتلبسين بالمريضة بتلبية مطالبهم التي عادة ما تكون ديكا أو خروفا بمواصفات معينة يلتزم أهل المريضة بإحضاره, على أساس أن ذلك من مطلب الجان مقابل خروجهم من جسد المريضة. وتقضي التقاليد بألا يتم اللجوء إلى الحفلات لاخراج السحر من المصاب إلا في الحالات التي يعجز فيها المعالجون بالقرآن عن شفاء المصاب. ولعل أبرز ما أفرزته السنوات الاخيرة ما بدأت محاكم البلاد باستقباله من قضايا غريبة وعجيبة لمواطنين يتهمون بعضهم البعض بالقيام بأعمال سحر ضدهم أو ضد أبنائهم أو أقاربهم. ويتولى قضاة محترمون النظر في هذه القضايا, ولكنهم يضطرون في كثير من الحالات إلى اللجوء إلى الصلح بين الخصوم ويستعينون بمشايخ المناطق التي ينتمي إليها المتخاصمون لحلها. ويقول القاضي جلال مقطري, وهو قاض بمحكمة ابتدائية بمحافظة تغز (إن الاشكالية التي تواجهنا هي عدم القدرة على توفير أدلة الاتهامات, إضافة إلى غياب النصوص الخاصة بتلك القضايا في القوانين المعمول بها في اليمن) . ويضيف (ان عدم وجود نصوص قانونية تحدد عقوبات أفعال السحر يجعلنا نلجأ إلى حل تلك الحالات والخصومات بالتصالح) . ويقول القاضي "على الرغم من أنني كقاض سمعت وشاهدت وقائع تؤكد وجود سحر في المجني عليه, إلا أن المسألة تبدو صعبة إذا ما أرادت أن تعرف من الذي وضع السحر) . ويقول الشيخ منير, صاحب عيادة للعلاج بالقرآن في منطقة إب (زبائني من مختلف الشرائح الاجتماعية اكثرهم مسؤولون في الحكومة وضباط في الجيش ومعلمون وغيرهم) . ويضيف الشيخ أن الحالات اليومية لعلاج السحر في تزايد مستمر (ويتراوح عدد القادمين إلى عيادتي يوميا من أربعة إلى خمسة أشخاص للعلاج من السحر معظمهم من النساء المصابات بالمس الشيطاني) . وأشار إلى أنه يقرأ على المصاب سور قرآنية وينصحه بالاكثار من الصلاة وذكر الله وقراءة القرآن الكريم ويعطيه مجموعة أوراق ملفوفة بأحكام تسمى الرقية ويطلب منه وضعها على رقبته باستمرار. ولكن الشيخ منير ينفي استخدامه لضرب المصاب أو المصابة بالسحر ويقول أن ضرب المريض (هو من الشعوذة والدجل, والذين يقولون أنهم يضربون الشيطان لا المريض مخطئون لان هذه العملية تسبب الاذى للمصابين بالمس الشيطاني) . وكانت قوات الشرطة قد اعتقلت عددا من المعالجين بالقرآن لتسببهم في قتل أشخاص بعد ضربهم حتى الموت بحجة إخراج الجان منهم. وسجل في محافظة لحج جنوبي اليمن حادثة قتل لمريض قام أربعة بضربه حتى الموت بحجة إخراج الجان من جسده. وكان الاربعة قد قاموا بربط المريض واستمروا في ضربه حتى فارق الحياة, ولكنهم لم يكتفوا بهذا بل أصروا على أن الجان قد خرج من جسمه إلى جسم إنسان آخر وأصروا على ملاحقة هذا الاخير في محاولة للقضاء عليه لولا أن أجهزة الامن ألقت القبض عليهم وأودعتهم السجن. وعلى الرغم من تعدد المنابر الاعلامية المنتشرة في اليمن وبدء حملات إعلامية حكومية وغيرها لتنوير المجتمع بمخاطر الانسياق لاستخراج السحر والشعوذة إلا أن الجدل حول جدوى العلاج لاستخراج السحر أو الزار لا يزال يثير جدلا واسعا في اليمن أساسه البحث عن رابط بين الخرافة والعقل.