المشاركة الأصلية بواسطة ساحرة الكتاب المجهول
مشاهدة المشاركة
المشاركة الأصلية بواسطة المسـتكشف
مشاهدة المشاركة
أشكر لكم طيب دعواتك
وللتوضيح أكثر ولتتمة شرح الاية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
قال المصنف :
وقول الله تعالى : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }
الشرح :
هذه الآية لها سبب نزول :
وسبب نزولها هو بيان لواقع أهل الجاهلية كانوا إذا مروا بواد في سفر قالوا : " نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه " فيأمن على نفسه وماله وأولاده بهذه الاستعاذة ،
فأنزل الله عز وجل هذه الاية إنكارا لفعلهم
فقوله : ((وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ )
قوله : ((بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ )) :
لأن الإنس سبق الحديث عنه كما انه سبق الحديث عن الجن لكن قوله : ((بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ )) :
كلمة رجال : يفهم منها أن هناك إناثا ، وأنه يكون تزاوج بين الجن فيما بينهم
ولذا قال تعالى : ((أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ))
فأثبت أن له ذرية
فما هي العاقبة من هذه الاستعاذة ؟
قال : (( فَزَادُوهُمْ رَهَقاً )) :
كلمة " الزيادة " تنبئ عن أصل موجود ، فلا تكون زيادة إلا على أصل
فيكون الرهق موجودا عند هؤلاء المستعيذين ، فلما استعاذوا بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه زاد الرهق الذي كان في قلوبهم
فهم خائفون من حيث الأصل
فلما استعاذوا زادهم خوفا على خوف
وكلمة " (( رهقاً )) :
أي ذعرا وخوفا
والتعبير بالرهق يدل على أن هذا الخوف قد بلغ منهم مبلغه إلى أن أرهق أبدانهم
وهذا يدل على أن هناك تلازم بين الظاهر والباطن وأن الأمور النفسية القلبية يكون لها أثر على ظاهر الإنسان
فإذا حزن القلب ظهر الحزن على الجوارح
إذا إتقى القلب ظهرت التقوى على الجوارح
إذا مرض القلب ظهر المرض على الجوارح
ولذا :
من يصاب – عفانا الله وإياكم من البلايا : من يصاب بأمراض نفسية وليست عضوية يكون المرض في الأصل نفسيا ثم يتدرج به الأمر إلى ان يمرض بدنيا
فقوله : (( فَزَادُوهُمْ رَهَقاً )) :
أي زادوهم خوفا على خوفهم ، حتى بلغ هذا الخوف أبدانهم فأصابها الرهق
ويستفاد من هذا :
أن هؤلاء أرادوا بهذه الاستعاذة بأن يهدءوا وأن يطمئنوا فعاملهم الله عز وجل بنقيض قصدهم
فيكون في هذه الآية دليل على معاملة الإنسان المخالف لشرع الله بنقيض قصده
ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( لا يرث القاتل ))
معاملة له بنقيض قصده
فكذلك هنا عاملهم الله عز وجل بنقيض قصدهم أرادوا الأمن من غير طريقه الشرعي فأرهقهم الله عز وجل وأخافهم
والقرآن يفسر بعضه بعضا :
فكما أن هذا الرهق قد بلغ بهم منتهاه في الدنيا فإنه شر وبلاء في الآخرة ، وذلك يوم يحشرهم الله جميعا
فهذه الآية تفسر بالآية التي في سورة الأنعام :
قال تعالى : ((وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا ))
استمتع بعضهم ببعض
فهذا الجني يفتخر ويزهو ويطغى حينما يستعاذ به، فيرى ان له قدرا ومكانة وقوة
وأما الإنسي فيستمتع بالأمان في ظنه بهذا السيد:
((اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ))
ومهما استمتع العاصي بما هو عليه فهو استمتاع حسي سرعان ما يزول
ولذا قال عز وجل : ((قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ))
ـــ فآية الأنعام : ((وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ...................... ))
يفسرها حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي سبق معنا : (( من تعلق بشيء وكل إليه ))
فهؤلاء لما تعلقت قلوبهم بالجن ، قال جل وعلا : {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }
ولذا يقول تعالى : ((احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ – يعني قرناؤهم - وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ{22} مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ{23} ))
وقوله تعالى : (( فزادوهم رهقا )) :
هذا على أحد القوال : " من أن الجن زادوا الإنس ذعرا وخوفا "
وقول آخر : " أن الإنس زادوا الجن ذنبا وطغيانا وإثما "
فيكون كل منهما أصيب بالرهق :
ـــ إما أن يكون هذا الرهق : هو الذنب والطغيان الذي حصل للجن
ــــ وإما أن يكون الخوف والذعر الذي يحصل للإنس
* وموضع الشاهد من هذه الآية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
أن الله عز وجل عاقب الإنس باستعاذتهم بالجن ، ولا يعاقب جل وعلا إلا على أمر قد خولف فيه شرعه
فدل على أن الاستعاذة التي صرفت من الإنس للجن أنها عبادة من صرفها فقد أشرك بالله شركا أكبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثم قال المصنف :
وعن " خولة بنت حكيم " قالت :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك )) رواه مسلم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ثنى المصنف بذكر الحديث " خولة بنت حكيم " ، ولو أنه ذكر سورة الفلق ، وسورة الناس لكان حسنا
قال تعالى :
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ{2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ{3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ{4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{5} ))
وقوله تعالى :
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6} ))
فهاتان السورتان تدلان على ان الاستعاذة عبادة يُتقرب بها إلى الله
ســـ 1/ ما الشاهد من السورتين على ان الاستعاذة عبادة ؟
جــــ1 / الشاهد ان الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به :
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ))
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ))
ســ 2 / هاتان السورتان فيهما أمر بالاستعاذة بالله ، وليس فيهما نهي عن الاستعاذة بغيره ؟
جـــ2 / بلى فيهما :
((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ{2} ))
هل يستطيع أحد ان يعيذ أحدا من شر جميع الخلائق ؟
لا يمكن إلا الله
هل يستطيع احد أن يمنع وساوس الشيطان ؟
لا
فدل على أنها استعاذة لا يقدر عليها إلا الله
ــــــ قوله : " عن خولة بنت حكيم " :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ـــ هي إحدى الصحابيات الفضليات
ـــ حتى قيل إنها هي التي وهبت نفسها للنبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى : ((وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ))
ـــ تذكر هذه الصحابية أنها سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول هذا الدعاء :
(( من نزل منزلا .......... ))
نجد أن هذا الحديث بينه وبين الآية ترابط :
فإن أولئك مَن في الجاهلية إذا نزلوا منزلا قالوا : " نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه "
وهذا الحديث بيان للطريقة السليمة في القول الذي يقال عند نزول المنزل .
وهذا يدل على ان النبي عليه الصلاة والسلام قد أوضح كل شيء لما نهى عن شيء وضع له البديل
وهذا موجود في كتاب الله عز وجل : إذا نهى عن شيء أتى بالبديل :
كقوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا ))
ما البديل ؟
((وَقُولُواْ انظُرْنَا ))
ـــ والنبي عليه الصلاة والسلام في قضية التمر لما رأى " جنيبا " وهو من أجود أنواع التمر قال : (( أكل تمر خيبر مثل هذا ؟ ))
قالوا : لا ، يا رسول الله
نأخذ الصاع بالصاعين ، والصاعين بالثلاثة
فقال عليه الصلاة والسلام : (( بع الجمع بالدراهم ))
الجمع هو التمر الرديء المجموع :
(( بع الجمع بالدراهم ثم اشتر بالدراهم جنيبا ))
فأرشده عليه الصلاة والسلام إلى الطريقة السليمة لما نهاه عن شيء فأغلق عليه الباب ، فتح له بابا آخر
فقوله : (( من نزل )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" مَن " اسم شرط تفيد العموم
فهي شاملة لكل من قال هذا القول
ــــ وقوله : (( من نزل منزلا .... )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
المنزل : هنا نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم ، يشمل المنزل الطارئ ، والمنزل المستمر :
فمن نزل منزلا ليستقر فيه كبيت ونحوه فليقل هذا الدعاء
وإذا نزل إنسان بمكان مر به في سفر فليقل هذا الدعاء
ـــ فإن هذا الدعاء عام وشامل لكل منزل ، وذلك بدلالة كلمة (( منزل )) فإنها نكرة في سياق الشرط فتعم
ســـ / لو دخل في كل غرفة من البيت أيقوله ؟
جـــ / لا ، يكفيه مرة إذا دخل في بيت واستقر فيه .
حفظا للحقوق منقول من موقع الشيخ زيد بن مسفر البحري
تعليق