العين الشريرة في الاساطير المغربية
يندرج الاعتقاد في العين الشريرة ضمن أقدم المعتقدات السحرية التي تشكل إرثا فولكلوريا مشتركا لدى أمم وحضارات الأرض المتباعدة، فقد عرفته شعوب الغرب والشرق، من اليونانيين والرومانيين إلى الهنود والفراعنة والبابليين والقرطاجيين، وغيرهم
لم يكن المغرب بمنأى عن تأثير الحضارات، حيث تشير المعطيات الأثرية إلى أن رمز الكف الواقية كان معروفا ومتداولا لدى أسلاف المغاربة ، بدليل أن نماذج من «يد فاطمة» وجدت ضمن اللقى الأثرية بموقع شالة الأثري بالعاصمة الرباط, ويؤكد ذلك أن التخوف من الطاقة السحرية المؤذية التي تطلقها العين الشريرة، والذي يستشعره المغاربة حتى اليوم من بعضهم البعض، له جذور ضاربة في القدم . وسنتابع معا اهم المعتقدات الخاصة بالعين الشريرة
ليس نادرا أن يصادف راكب الطريق أمامه رسم «عين» أو «كف» عند أسفل مؤخرة شاحنة أو عربة نقل، وقد كتب إلى جانبها عبارة «عين الحسود فيها عود», ويرسم البعض على أرباب الدور والدكاكين يدا بأصابع مجتمعة أو متفرقة، أو يعلق حدوة الحصان على الجدران، بينما تضع النسوة لبناتهن في سلسلة اليد أو العنق، التميمة المعروفة لدى شعوب المغرب العربي باسم «خميسة» والمصنوعة من معادن رخيصة أو نبيلة.
إن هذه التجليات اليومية التي تشير كلها إلى أساليب مختلفة للوقاية من العين الشريرة، إنما تكشف عن درجة اعتقاد الفرد المغربي في قدرة نظرات الآخر على الحاق الأذى بما يملك ويحب «أي إصابته بالعين».
فالعين إذن هي شريرة بقصد أو من دون قصد, ومع ذلك فإن تأثيرها المؤذي ينتج منه فقدان المعين لشيء جميل يتمتع به، وقد يصل الأمر إلى أن يفقد حياته بسبب «العين» في أعقاب مرض مستعص يصيبه أو حادثة قاتلة, والصدفة وحدها تحدد نوع الاصابة ومكانها وزمانها.
وفي اعتقاد المغاربة أن اشخاصا معينين «عينهم تفتت الحجر»، ولهم علامات ظاهرة تفضحهم, كأصحاب النظرات المحدقة، وذوي العيون الغائرة في مجرها، والنساء بشكل عام، والعجائز منهن بشكل خاص, ولذلك كانت الأعراف تقضي خلال المناسبات الاحتفالية، كالأعراس مثلا، أن يتم جمع العجائز لوحدهن مع الحرص على أن يتناولن الطعام ويبقين بعيدا عن العرسان.
يد فاطمة
وحسب ج, هربر، فإن اليهود المغاربة الذين كانوا يشتغلون في صياغة وتجارة المجوهرات، لعبوا دورا رئىسيا في ترويج «الخميسة»، فالاعتقاد في خصائصها السحرية مشترك بين المسلمين واليهود المغاربة، حتى اليوم، وقديم جدا، حيث وجدت بعض البقايا الأثرية الشبيهة بيد فاطمة ضمن المجوهرات التي عثر عليها، بموقع شالة بالرباط، وتعود إلى العهد الروماني.
ادموند دوتيه، يرى ان «يد فاطمة» لها علاقة، من دون شك، بزوج قرن الحيوان من جهة، ومن جهة أخرى بحدوة (صفيحة) الحصان، التي هي طلسم آخر يستعمل بكثرة ذي العين الشريرة، ويبدو انها (حدوة الحصان) تجمع بسبب شكلها ووظيفتها والمادة التي تصنع منها، المميزات السحرية لرموز عدة: القرون، الهلال، اليد وكذا خصائص حدوة الحصان»، هذا الحيوان الأليف الذي كان مقدسا لدى البدائيين.
بما ان اصابع اليد الخمسة هي الحامي الذي يلجأ اليه للوقاية من العين، فتكفي تسميتها بمد اليد، أو يقول «خمسة في عينك» لكي يبطل مفعول العين الشريرة، وحسب دوتيه مرة أخرى، فإن كلمة «خمسة» لوحدها استحوذت على القدرة السحرية لليد, وتبعا لذلك اصبح يوم الخميس (خامس يوم في الاسبوع)، مناسبا في بلدان المغرب العربي كلها، لزيارة أضرحة الأولياء المشهورين في أوساط العامة بعلاج أعراض الاصابة بالعين.
لم يكن المغرب بمنأى عن تأثير الحضارات، حيث تشير المعطيات الأثرية إلى أن رمز الكف الواقية كان معروفا ومتداولا لدى أسلاف المغاربة ، بدليل أن نماذج من «يد فاطمة» وجدت ضمن اللقى الأثرية بموقع شالة الأثري بالعاصمة الرباط, ويؤكد ذلك أن التخوف من الطاقة السحرية المؤذية التي تطلقها العين الشريرة، والذي يستشعره المغاربة حتى اليوم من بعضهم البعض، له جذور ضاربة في القدم . وسنتابع معا اهم المعتقدات الخاصة بالعين الشريرة
العين التي «تقتل»
ليس نادرا أن يصادف راكب الطريق أمامه رسم «عين» أو «كف» عند أسفل مؤخرة شاحنة أو عربة نقل، وقد كتب إلى جانبها عبارة «عين الحسود فيها عود», ويرسم البعض على أرباب الدور والدكاكين يدا بأصابع مجتمعة أو متفرقة، أو يعلق حدوة الحصان على الجدران، بينما تضع النسوة لبناتهن في سلسلة اليد أو العنق، التميمة المعروفة لدى شعوب المغرب العربي باسم «خميسة» والمصنوعة من معادن رخيصة أو نبيلة.
إن هذه التجليات اليومية التي تشير كلها إلى أساليب مختلفة للوقاية من العين الشريرة، إنما تكشف عن درجة اعتقاد الفرد المغربي في قدرة نظرات الآخر على الحاق الأذى بما يملك ويحب «أي إصابته بالعين».
و«العين» هي تلك الشحنة السحرية المدمرة التي تقذفها النظرات الحاسدة، حتى عن غير قصد.
إن المعيان يبدي اعجابه، يلمس، يبين، وفي كلمة: يميز شيئا أو شخصا، ولو ذهنيا، وعلى الفور، تضعف صحة الشخص المعين ويموت أحيانا، أو يتعرض لحادثة سير.
أما الأشياء المعينة فإنها قد تتلف وتتفتت، إذا لم يقل الناظر اليها أو المتحدث عنها عبارة: «بسم الله».
إن المعيان يبدي اعجابه، يلمس، يبين، وفي كلمة: يميز شيئا أو شخصا، ولو ذهنيا، وعلى الفور، تضعف صحة الشخص المعين ويموت أحيانا، أو يتعرض لحادثة سير.
أما الأشياء المعينة فإنها قد تتلف وتتفتت، إذا لم يقل الناظر اليها أو المتحدث عنها عبارة: «بسم الله».
فالعين إذن هي شريرة بقصد أو من دون قصد, ومع ذلك فإن تأثيرها المؤذي ينتج منه فقدان المعين لشيء جميل يتمتع به، وقد يصل الأمر إلى أن يفقد حياته بسبب «العين» في أعقاب مرض مستعص يصيبه أو حادثة قاتلة, والصدفة وحدها تحدد نوع الاصابة ومكانها وزمانها.
وفي اعتقاد المغاربة أن اشخاصا معينين «عينهم تفتت الحجر»، ولهم علامات ظاهرة تفضحهم, كأصحاب النظرات المحدقة، وذوي العيون الغائرة في مجرها، والنساء بشكل عام، والعجائز منهن بشكل خاص, ولذلك كانت الأعراف تقضي خلال المناسبات الاحتفالية، كالأعراس مثلا، أن يتم جمع العجائز لوحدهن مع الحرص على أن يتناولن الطعام ويبقين بعيدا عن العرسان.
يد فاطمة
«يد فاطمة» ليست تعبيرا محليا، بل هي ابتداع أوروبي أطلق قبل نحو قرن، على حجاب شهير نطلق عليه في تعبيرنا المغربي الدارج اسم «الخميسة» أو «الخمس», وهي عبارة عن كف متلاصقة الأصابع، تصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس أو العاج أو غيرها من المواد المعدنية وتعلق على مكان بارز من الجسم (العنق في الغالب)، حتى تكون في مرمى بصر الآخرين، وتبطل مفعول كل عين شريرة.
وحسب ج, هربر، فإن اليهود المغاربة الذين كانوا يشتغلون في صياغة وتجارة المجوهرات، لعبوا دورا رئىسيا في ترويج «الخميسة»، فالاعتقاد في خصائصها السحرية مشترك بين المسلمين واليهود المغاربة، حتى اليوم، وقديم جدا، حيث وجدت بعض البقايا الأثرية الشبيهة بيد فاطمة ضمن المجوهرات التي عثر عليها، بموقع شالة بالرباط، وتعود إلى العهد الروماني.
ادموند دوتيه، يرى ان «يد فاطمة» لها علاقة، من دون شك، بزوج قرن الحيوان من جهة، ومن جهة أخرى بحدوة (صفيحة) الحصان، التي هي طلسم آخر يستعمل بكثرة ذي العين الشريرة، ويبدو انها (حدوة الحصان) تجمع بسبب شكلها ووظيفتها والمادة التي تصنع منها، المميزات السحرية لرموز عدة: القرون، الهلال، اليد وكذا خصائص حدوة الحصان»، هذا الحيوان الأليف الذي كان مقدسا لدى البدائيين.
بما ان اصابع اليد الخمسة هي الحامي الذي يلجأ اليه للوقاية من العين، فتكفي تسميتها بمد اليد، أو يقول «خمسة في عينك» لكي يبطل مفعول العين الشريرة، وحسب دوتيه مرة أخرى، فإن كلمة «خمسة» لوحدها استحوذت على القدرة السحرية لليد, وتبعا لذلك اصبح يوم الخميس (خامس يوم في الاسبوع)، مناسبا في بلدان المغرب العربي كلها، لزيارة أضرحة الأولياء المشهورين في أوساط العامة بعلاج أعراض الاصابة بالعين.
العين الانانية
إن ا لأ شخاص الأنانيين والنمامين والغشاشين وأصحاب النظرة المائلة والذين ينظرون إلى الناس على وجوههم ملامح التكدر، كل أولئك أعينهم شريرة، وينبغي تفاديهم.
إن ا لأ شخاص الأنانيين والنمامين والغشاشين وأصحاب النظرة المائلة والذين ينظرون إلى الناس على وجوههم ملامح التكدر، كل أولئك أعينهم شريرة، وينبغي تفاديهم.
وتتجاوز المبالغة عند الحديث عن الأثر المدمر لنظرات الشخص المعيان، حدود المقبول، وان كانت تعكس في الحقيقة درجة الخوف من الاصابة بالعين، ومن أمثلة ذلك الحكاية التي سمعها (إدموند دوتيه) خلال زيارته إلى مدينة «الصويرة الكبيرة» (في الجنوب الغربي للمغرب)، في بدايات القرن الماضي,,, وتقول ان أحد الاشخاص المشهورين بحدة نظراتهم كان يتجول في الجزيرة التي توجد قبالة المدينة، فرأى صخرة ضخمة وصاح: «يا لها من صخرة كبيرة!»، فانفجرت الصخرة وانشطرت أمام الأنظار غير المصدقة للناس، إلى ثلاثة أجزاء...!!!!
والطريف أن ناقل الواقعة أخبر (دوتيه) بأنه لم يكن حاضرا لحظة وقوعها، لكنه شاهد الأجزاء الثلاثة للصخرة المنشطرة، في «جزيرة الصويرة».
إن ما يمكن أن نستنتجه من هذه الحكاية الطريفة، هو أن القوة السحرية للعين، وهي التي تندرج ضمن الأذى الذي يسميه عامة المغاربة «الباس» (بتسكين السين)، لا تمارس تأثيرها المدمر على البشر فحسب، وإنما على ما هو أصلب منه، وأكبر حجما.
تعليق